الجمعة، 29 يوليو 2016

تاريخ ومجتمع 29 الطريق إلى الأقصى حين أصبحت مدينة حيفا حبرا على بطاقة اللاجئين

تاريخ ومجتمع 29 الطريق إلى الأقصى حين أصبحت مدينة حيفا حبرا على بطاقة اللاجئين


أرادوا حيفا خالية من العرب!



في حيفا كانت الحياة وكان التجديد وكانت الرفاهية ..

حتى ما قبل الحداثة كان الحلم موجود وكانت الطمأنينة تسود كل شبر من أراضي فلسطين. كان كل شيء يوحي إلى حياة ونبض مدينة , فقد كانت حيفا مركزاً اقتصادياً بلغ مدى كبيراً في أوائل سنوات الانتداب البريطاني لفلسطين ناهيك عن أنها كانت نقطة الجمارك ونبضها التجاري المتواصل بين الغرب والشرق من جهة البحر الأبيض المتوسط.

كانت حيفا ميناءً مذهلاً ومصنعاً هاماً للبتروكيمويات وللطاقة التي اشتهرت بها من خلال هذه الامتيازات في وقت مبكر ما قبل الحداثة .

كانت خط فلسطين الحجازي لمن قصد السفر لها.


كل هذة الامتيازات فتحت وفسحت المجال لسكان حيفا العرب والوافدين إليها للعمل بكل مراكزها التي أصبحت فيما بعد معلماً هاماً أضفى نوعية هامة في تضاريس المدينة وجماليتها.

لم يسدها التطرف ولا حتى التوترات التي وضعتها لاحقا الحركات الصهيونية التي لم تحلوا لها هذة التطورات والازدهار التي ترقى لها المدينة والرقي المستمر الذي نتج بأيادي عربية..

ففي حيفا كان اليهود يسكنون بمعظمهم في أعالي جبل الكرمل ومنطقة الهدار، بينما سكن العرب في البلدة القديمة بشوارع وأحياء ما زالت بصماتهم عالقة بحجارتها اليابسة المزركشة .

وكانت الأحياء تحمل أسماء مختلفة اكتسبت معاني وشخصيات يبدو أنها زارت حيفا أو أسماء ملوك كشارع الملوك الذي ارتبط أسمة لكثرة الملوك الزائرين للمدينة,,

وشارع وادي النسناس . وشارع وادي الجمال . وهرتسل . وعباس , وبات جاليم . الخ.

ناهيك عن أن العلاقات الاجتماعية ما بين الطرفين لم تكن متقطعة بأي سبب من الأسباب بكل كانت مترابطة وحميمة يسودها جو من الاحترام والتعايش المشترك.


كانت تهدف الحركات الصهيونية لتمزيق المجتمع العربي بشقيه السياسي والثقافي حيث بدأت العملية باسم "المقص" حيث أدت هذة الخطة إلى فصل المدينة عن الأرياف والقرى المجاورة لحيفا وجعلها بمعزل تام.

وبما أن حيفا كانت ميناءً لفلسطين الرئيسي فقد رحل منها آخر الجنود البريطانيين المتآمرين على الفلسطينيين.

وبدأت سلسلة الرعب وبث الذعر في نفوس أهالي المدينة العرب في كانون الأول من عام 1948.

بعد عمليات قصف عنيفة التي قام بها اليهود بين الفترة والأخرى من مركزهم في أعالي الجبال وبأدوات رخيصة كدفع البراميل النفطية من أعالي الجبال وحذفها إلى المناطق العربية المأهولة بالسكان كنوع من التخويف الصوتي !

سكن أهل حيفا مسيحين ومسلمين بات مسكنهم الكنائس والأديرة والجوامع ومنهم من هجرها مجبرا إبان الطلقات الأولى ومنهم البرجوازيين والطبقة المالكة فارين لوجهات عديدة من الدول والأقطاب العربية كنوع من الأمان والرجوع بعد التهدئة حاملين مفاتيح عديدة منها مصالحهم ومنها خزنائهم التي تغيرت أبوابها مع الزمن ولم يعد منهم أي احد وبقوا في مخيمات الشتات والمفاتيح أصبحت ذكرى لنكبة حيفا المدينة ..

أرادوا حيفا نظيفة من العرب

لقد أراد اليهود والانكليز حيفا نظيفة من سكانها العرب الأصلين بعد أن تعالت أصوات يهودية رسمية وغير رسمية تطالب العرب بالبقاء حسب رواية الكثير من المعاصرين اليهود والعرب

وخاصة رئيس البلدية "شبتاي ليفي" الذي صاح بمكبرات الصوت بأن لا يخرج أهالي حيفا منها وأنة كفيل بتوفير الحماية اللازمة لهم وردع اليهود وهجماتهم وان حيفا كانت وما زالت مدينة تعايش بين الطرفين !!

لكن ما هي إلا خدعة من شخص صهيوني لا يوجد أي صلة بينه وبين العرب سوى الحقد والكراهية وهي خطة استعملت في أولى المدن الفلسطينية التي قدمت قربانا وهي طبريا التي هجر أهلها من مدينتهم وكان اليهود مستاءون من هذة الهجرة السريعة التي أودت بتهجير كافة السكان عن المدينة دون أي ذنب حسب الروايات الشفوية من معاصرين يهود وعرب ..

اغتيال الثقافة الفلسطينية بحيفا العربية

سقطت مدينة حيفا في 1948 – 4- 22 أي قبل انتهاء صلاحية الانتداب في تسليم فلسطين للحركة الصهيونية بثلاثة أسابيع الأمر الذي أعطى الضوء الأخضر لتطهير حيفا عرقياً وتفريغها من العرب وبأي وسيلة.

تهجر الكثير من سكانها وكان هدف الحركات الصهيونية تدمير واغتيال المعالم الثقافية والاجتماعية التي كثرت بحيفا ما قبل النكبة وما زالت هذه المعالم شامخة بالرغم من هدم الكثير منها وطمس الحقائق التاريخية إلا أنها ظلّت شاهداً على هذا الاغتيال التاريخي التي ما زالت آثاره وبصماته واضحة ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق