الجمعة، 29 يوليو 2016

الاسلام احد الاديان الرئيسة في الصين


الاسلام احد الاديان الرئيسة في الصين



http://www.aawsat.com/2004/05/14/ima...ion.233751.jpg



الإسلام أحد الأديان الرئيسة في الصين فهو يعد الدين الثاني من حيث الانتشار بعد الديانة البوذية التى يعتنقها أغلب الشعب الصيني وقد وصل الاسلام إلى الصين في وقت مبكر جدا في عهد الخليفة عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ عن طريق التجار المسلمين الذين كانت لهم علاقات جيدة مع الصينيين لدرجة أن أقام بعضهم في هذه البلاد وتزوجوا من صينيات، وهذا أدى إلى انتشار الاسلام وتزايد عدد المسلمين. ويمارس المسلمون الصينيون شعائرهم الدينية في حرية تامة، لكن المسلمين في تركستان الشرقية التى استولت عليها الصين فى عام 1762 يتعرضون للاضطهاد لأنهم يطالبون بالاستقلال عن الصين.

حول هذه القضايا أجرت «الشرق الأوسط» حواراً مع مصطفى يانغ نائب رئيس الجمعية الاسلامية في الصين أثناء مشاركته في فعاليات المؤتمر السادس عشر لمجمع البحوث الاسلامية بمصر.

-* ما حجم الوجود الاسلامي في الصين؟ ـ يبلغ عدد المسلمين في الصين نحو 20 مليون نسمة ينتمون إلى عشر قوميات وينتشر المسلمون في جميع أنحاء الصين لكنهم يتركزون بصفة أساسية في شمال غربي البلاد، والمسلمون الصينيون من أهل السنة ويتبعون مذهب الامام أبي حنيفة ـ رضى الله عنه ـ وهم يمارسون الشعائر الدينية بصورة طبيعية وفي حرية تامة نتيجة للسياسة التي تنتهجها الحكومة التي تكفل حرية العقيدة لجميع المواطنين، والمسلمون في الصين أقلية قومية، لكنهم يحافظون على دينهم وهويتهم بصورة جيدة وتربطهم بالدول العربية والاسلامية وبالمسلمين في العالم علاقات جيدة، فهناك زيارات متبادلة بين المسؤولين في الجمعية الاسلامية في الصين ووزارة الاوقاف المصرية، وقد زار الدكتور حمدي زقزوق وزير الأوقاف الصين على رأس وفد من العلماء منذ عامين.

-* متى وصل الاسلام الى الصين؟ ـ هناك روايات عديدة تناولتها كتب التاريخ عن وصول الاسلام إلى الصين، لكن المؤرخين عجزوا عن تحديد تاريخ دخول الاسلام إلى تلك البلاد، ومن هذه الروايات ما ورد عن أن سعد بن أبي وقاص ـ رضي الله عنه ـ هو وثلاثة من الصحابة ومعهم أربعون رجلا قدموا إلى الصين بدعوة من أحد أباطرة أسرة «سوى» وأنهم نزلوا مدينة «كانتون» وبنوا فيها مسجدا في السنوات الأولى من حكم الامبرطور «كاتشو» فيما بين عام 618 و627. وقيل ان أحد الوزراء الصينيين ـ كان يحب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أشرف على بناء هذا المسجد بنفسه وسماه جامع الذكرى ـ أي ذكرى النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم. وإذا كانت هذه الرواية تحيط بها الشكوك فإن المؤكد ان الاسلام عرف طريقه إلى الصين فى وقت مبكر جدا، وقد أقيم أول مسجد خارج الجزيرة العربية في بكين، وكان ذلك في عام 620 وعلى مدخله لوحة تذكارية مكتوب عليها باللغة العربية ان مؤسس المسجد «بن وقاص». ويؤكد المؤرخون الصينيون ان بلادهم عرفت الاسلام سنة 30 هجرية 651 في عهد تاوتسونغ، وتحكى روايات آخرى ان أول ظهور للاسلام في الصين كان فيما بين عامي 618 و620 أي مع تاريخ هجرة المسلمين من مكة إلى المدينة. وقد أشار المؤرخون الصينيون إلى ان الاسلام بدأ ينتشر في أرجاء الصين في ثلاث مناطق رئيسية هى: «اكنتون» و«يانج شو» «وجوانشو» حتى بلغ عدد الأسر المسلمة ثلاثين ألفا في مدينة «كانجتفو» وحدها وكان يوجد بها أربعة مساجد بالاضافة إلى تسعين مسجدا أنشأتها حكومة الصين فى الولايات الآخرى. وما يؤمن به المسلمون فى الصين الآن ان الاسلام وصل الى الصين عام 651 في عهد الخليفة عثمان بن عفان ـ رضى الله عنه ـ أي منذ أكثر من 1300عام، وذلك عن طريق التجارة البرية والبحرية وعن طريق الحرير، ولم يدخل الاسلام الصين عن طريق الغزو والفتح، وإنما من خلال العلاقات الودية مع التجار العرب والمسلمين الذين قدموا إلى الصين وأقام بعضهم فيها وتزوجوا من صينيات، وهكذا انتشر الاسلام وازداد أتباعه فى الصين.

-* ما أهم الخدمات التى تقدمها الجمعية الاسلامية في الصين للمسلمين؟ ـ الصين ليست دولة إسلامية ولا توجد فيها وزارة للاوقاف والدعوة والشؤون الاسلامية، مثلما هو موجود في الدول العربية والاسلامية، لكن هناك الجمعية الاسلامية الصينية وهي المؤسسة الاسلامية الوحيدة التي تشرف على شؤون المسلمين وهي المسؤولة عن الدعوة وتنظيم الانشطة الدينية، هذا بخلاف الجمعيات الاسلامية الاهلية وهناك مصلحة شؤون الأديان، وهي جهة حكومية تتبع مجلس الدولة مسؤولة عن جميع الأديان الموجودة في الصين. -* ما أهم الأديان الموجودة في الصين؟ وما المكانة التي يحظى بها الاسلام بين تلك الأديان؟

ـ هناك أربعة أديان رئيسة في الصين هي الاسلام والمسيحية الكاثوليكية والبوذية والكونفشيوسية، وتعتبر البوذية دين أغلبية شعب الصين، ويعتبر الاسلام هو الدين الثاني من حيث الانتشار بعد البوذية.



-* كم يبلغ عدد المساجد في الصين؟ وكيف يحصل أبناء المسلمين على تعليم إسلامي مناسب؟

ـ هناك حوالى 45 ألف مسجد في الصين يعمل فيها حوالي 50 ألف إمام وداعية، ويوجد في كل مسجد لجنة إدارية مكونة من عدد من الأعضاء برئاسة إمام المسجد، وهذه اللجنة مسؤولة عن ادارة شؤون المسجد، أما بالنسبة لترميم واصلاح المساجد فيعتمد تمويلها على مصادر مختلفة، جزء كبير من هذه الأموال يأتي من الحكومة، وجزء من تبرعات المسلمين والمساعدات الخارجية من المؤسسات الدولية وغيرها. أما بالنسبة للتعليم الاسلامي فإن المقاطعات الصينية المختلفة تقوم بتعليم وتربية الشباب المسلم وتأهيلهم للعمل في مجال الدعوة، والتعليم الاسلامي قضية تشغل أذهان جميع المسلمين في الصين فكل الأسر تحرص على ان يتلقى أبناؤها التعاليم الاسلامية، وان يحفظوا القرآن وهناك ثلاث مؤسسات تساهم في توفير هذه النوعية من التعليم أولها: الأسرة حيث يقوم الابوان بتربية الابناء وفق تعاليم الاسلام والمساجد حيث توجد بها حلقات لتحفيظ القرآن الكريم ودروس دينية، بالاضافة إلى التعليم الرسمي في المعاهد الاسلامية.

-* ما أهم المشكلات التي تواجه المسلمين في الصين؟ ـ الحمد لله ليس لدينا مشكلات خاصة فيما يتعلق بالدعاة والمساجد والتعليم والمدارس، لكن المشكلة الأساسية التي نعاني منها تتمثل في تخلف المسلمين الصينيين في مجال العلوم الحديثة، ولذلك نشجع ابناءنا وندفعهم إلى دراسة هذه العلوم بمختلف الوسائل والاساليب ونحرص على أن يدرب المسلم نفسه في مجالات العمل المختلفة على استخدام التكنولوجيا الحديثة، وذلك لأننا نعمل على ان يكون المسلمون في القرن الجديد مسلحين بالعلم والايمان حتى يكونوا قدوة للآخرين، وحتى لا يكونوا عالة على غيرهم، لأن عالم اليوم ليس فيه مكان للمتخلفين والضعفاء لذلك لا بد أن يعمل المسلمون في شتى أنحاء العالم على مواكبة العصر وأن يتقدموا في المجالات التكنولوجية وأن يتعاونوا ويوحدوا صفوفهم لمواجهة التحديات التي أفرزتها التكتلات التي قامت في بقاع عديدة من عالمنا المعاصر.

-* تذكر وسائل الاعلام ان المسلمين في تركستان الشرقية يتعرضون للاضطهاد من جانب الحكومة الصينية، وان هناك مظاهرات يقوم بها شعب تركستان المسلم من وقت لآخر لمواجهة هذا الاضطهاد فما مدى صحة ذلك؟ ـ نحن لا نسميها تركستان الشرقية، وانما نسميها مقاطعة «شينج يانج»، وهذه المنطقة تابعة للصين منذ زمن طويل وحوالي نصف سكانها مسلمون وأحوالهم الآن تتحسن تدريجيا ويمارسون شعائرهم الدينية بصورة طبيعية، لكن قبل بضع سنوات شهدت المنطقة أنشطة لبعض حركات العنف والتطرف التي يرفضها السكان المسلمون أنفسهم.

-* لكن الحكومة الصينية متهمة بأنها واجهت هذه الحركات بقسوة بالغة وقتلت العديد من المسلمين، فلماذا لم تحاول الحكومة التفاوض مع هذه الحركات بدلا من سفك الدماء؟ ـ الحكومة تطبق القوانين سواء على المسلمين أو غير المسلمين وكل من يخالف القوانين يتعرض للعقبات وهذه مسألة طبيعية في كل دول العالم وليس في الصين وحدها.

-* ما أهم المؤسسات الاسلامية التي تقدم مساعدات لمسلمي الصين؟ ـ هناك مساعدات قدمت للمسلمين الصينيين من منظمة المؤتمر الاسلامي، كما قدم البنك الاسلامي للتنمية مساعدات مالية لبناء أربعة معاهد إسلامية في بعض الولايات الصينية، وقدمت رابطة العالم الاسلامي مساعدات مالية خلال السنوات الماضية تم توجيهها لترميم وصيانة المساجد القديمة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق