الخميس، 28 يوليو 2016

بغداد في رحلة البرتغالي بيتر تيكسيرا 2

بغداد في رحلة البرتغالي بيتر تيكسيرا 2


الحمّامات
هناك الكثير من الحمّامات اللافتة للنظر، بعضها للرجال، والبعض الآخر للنساء، وكلهم مدمنون على ارتيادها ارتياداً شديداً. وفي وسط المدينة ، باتجاه النهر ، هناك سبعة أو ثمانية شوارع تجارية لجميع البضائع والحرف اليدوية التي يزاولها المسلمون؛ هذا فضلاً عن الخانات الكثيرة التي يقيم فيها التجار، التي هي كثيرة الارتياد. وهذه الشوارع والخانات كلها تغلق في كل ليلة بسلاسل حديدية متينة، وفي نهاية كل منها ممر (Pass) يسمونه Pange Aly، (بنج علي)، أي يد علي، لأن يد علي( )، كما يدّعون، قد ظهرت هناك على السور، وعلى يسار بصمته؛ ومن اجل ذلك، فإن لهم هناك مصلى صغيراً، يضيئون أمامه الكثير من القناديل ليلاً. وفي هذا المكان عادة يجلس البولوغو باشي Bolugo Bassi( )؛ واعني بذلك، رئيس أو زعيم القفالين (Muskeiiers) وهي مشتقة من Bolugo والتي تعاني باش Bax، والتي تعني القفال، الرئيس، التي يفترض أيضاً إنها مشتقة من كلمة باشا Baxa، أو كما نقولها نحن (باشا) Bassa، التي تعني رئيساً أو زعيماً في الحكومة؛ لذا ، فإن كلمة قزلباش (Cazel Bax) تعني الرأس الحمراء ، وقره باش، تعني الرأس الأسود، وهي تسميات لقبائل ورجال شجعان كانوا (يعيشون) بين الأتراك والفرس. ويقيم رئيس القفالين هذا هناك ليتولى أمر العناية بتلك الأسواق كلها، وليحميها، كي لا يقع كل من البائع أو المشتري في الخطأ، وحتى لا ترتكب أية حماقة؛ وهو يقوم بحل جميع الخلافات والنزاعات والمشادّات الكلامية التي تحدث بين الأطراف، سواء بالطرائق السلمية، أو عن طريق استخدام القسوة، طبقاً لطبيعة الأشياء. وفي حال عدم استطاعته التوفيق بين الطرفين كلياً، فإنه يحيلهم إلى القاضي، الذي هو الحاكم المدني، الذي يسوي المسألة. واعتقد إن هذه الطريقة هي طريقة مثلى، لذا، فهي ذات أثر فاعل، وذلك على الرغم من وجود عدد كبير من الجنود، الذين هم متغطرسون جداً، كما هي الحال في وقت الحرب. إنني لا أتذكر، خلال إقامتي هنا، التي امتدت شهرين، بأنني رأيت أو سمعت عن أية حالة انتهاك قد حصلت في تلك الشوارع.

المناخ في بغداد
تتمتع بغداد بجو صاف ومعتدل، وهواء صحي، غير إنه متطرف جداً، وان اولئك الذين لا يعتنون بأنفسهم يكونون عرضة للإصابة بالبرد. وفصلا الصيف والشتاء مشابهان للصيف والشتاء في أوربا، باستثناء هذا الاختلاف فقط، وهو إن الحرارة هنا متطرفة جداً، والبرد معتدل. وتستخدم الجِمال والخيول والبغال والحمير والثيران على نحو شائع، لحمل الأثقال، وهناك عدد كبير من جميع هذه الحيوانات.

صناعة النسيج
تنتج هذه البلاد الكثير من القطن والحرير الذي يكون كله محاكاً ومصنعاً في المدينة، إذ إن هناك ما يزيد عن أربعة آلاف نول لنسج الصوف والكتان والقطن والحرير، وكلها جيدة وصالحة للإستعمال. وجميع أهل بغداد يتحدثون عموماً ثلاث لغات هي التركية والعربية والفارسية، ولكن أكثرها شيوعاً هي اللغة التركية.

التجارة
في وقت السلم، بل وحتى في وقت الحرب، يأتي التجار هنا بكميات كبيرة من السلع التي يجلبونها من بلاد فارس والهند، عن طريق البصرة، ثم عن طريق النهر، أو عن طريق الصحراء، التي تقع على جانبيه، ومن ثم من (Haramit)( )، فحلب، ودمشق، وطرابلس، وبعض الأماكن الأخرى؛ ولأجل التفتيش هناك ثلاثة جمارك، وواحد في داخل الأراضي السورية، التي يدفعون لها عند مرورهم على الجانب الآخر من النهر . وهناك دائرتا جمرك في داخل المدينة عن كل ما تبقى. وتوجد هنا دار لسك العملة، التي هي عملات ذهبية وفضية ونحاسية؛ وداران لممارسة التصويب باستخدام القوس والبندقية (ذات الزناد). وعلى الرغم من بعد بغداد عن البحر، فإنها غزيرة بالملح، الذي يجلب إليها من البحيرة التي ذكرتها في مشهد علي. ومن بين الأشياء الأخرى التي رأيتها ولاحظتها في هذه المدينة، أحد الشوارع الكبيرة المليئة بصاغة الذهب والفضة، وكلهم من المسلمين، الذين يصنعون أشياء ملفتة للنظر وثمينة جداً، ولا يوجد بينهم من أية طائفة أخرى أو دين آخر. وأنا متعجب كثيراً عن بطرس (Boterus)، الذي، حسبما تشير القصة، كان يهب القيم للشعوب في أفريقيا، ويتحدث عن اليهود قائلاً إنهم المسموح لهم هناك بمزاولة هذا الفن، وان المسلمين قد حرم عليهم العمل فيه. إنني لا أعرف من أين حصل على معلوماته، لأننا نرى نقيض ذلك في أماكن متعددة.

وفي خارج حدود ذلك الجانب من بغداد، الواقع في ما بين النهرين، وفي بيت صغير، يوجد قبر، شُيد بأبهة عظيمة، من قبل كل من المسلمين واليهود، لأنهم يقولون إن هناك كان يرقد جثمان راهب يهودي عظيم الشأن. وهذا النصب يشبه صندوقاً من الكلس والصخر، وفي أعلاه لوحة نحاسية، فيها بعض الحروف العربية البارزة، التي تحمل بين ثناياها معنى يوشع (Yehshuah Koengadoh)، التي تعني "يوشع الراهب الأعظم". وهم يقولون إنه كان رجلاً مقدساً، والكل يحترمه لذاته، مؤكدين إن الله قد صنع له المعجزات( ).

الفرق بين بغداد وبابل
وكل اولئك الذين كتبوا عنها، يخلطون بين مدينة بغداد (Bagdat) ومدينة بابل التي هي في رأيي ناشئة عن تقارب المسافات بين المكانين، إذ كان المكان الأول يقف على بعد مسافة يوم واحد. والآن يبدو هناك الكثير من الاختلاف بينهما، على نحو كافٍ لتوضيح إن بابل تقع على نهر الفرات، بينما تقع بغداد على نهر دجلة؛ ولكن، من اجل إرضاء القراء على نحو أفضل، فإنني سأنقل ما موجود في التواريخ والمدونات الإسلامية، المتعلقة بأصلها وتأسيسها.

تأسيس بغداد من قبل أبي جعفر (763م)
في سنة 145 للهجرة، طبقاً للتقويم الإسلامي، الذي يقابل سنة 763م، جاء أحد الأشخاص، وهو أبو جعفر، الذي كان حينذاك خليفة، من الكوفة، وهي مدينة في شبه الجزيرة العربية ( )، التي كانت حينذاك مقر الخلفاء وإقامتهم، إلى هذا الجانب من البلاد؛ وبعد أن استحسن الموقع، فضلاً عن بعض الاعتبارات الأخرى، أسس هذه المدينة على الضفة الغربية من نهر دجلة، إذ يقع الآن ذلك الجانب الذي ذكرته سابقاً الواقع ما بين النهرين؛ وهكذا كانت عظمتها، إذ انك عندما تشاهدها، فانك ترى آثار أبنيتها العظيمة لا تزال قائمة على مسافة خمسة أميال تقريباً. أما على الجانب الشرقي، حيث توجد المدينة الآن؛ الواقعة في كردستان( )، فلا توجد مدينة تستحق الذكر، باستثناء بعض المزارع والبساتين فقط، التي يبدو إنها اشتقت اسمها منها؛ لأن كلمة "بغداد" باللغة الفارسية( )، تعني "مكان أشجار البساتين" أو "بساتين الفاكهة"، من كلمة (باغا Baga)، أي البستان. وفي أوج ازدهارها، حدثت فيضانات كثيرة جداً في نهر دجلة، إذ تدهورت على مراحل، وآلت إلى خراب، حتى جاء إلى الخلافة المستنصر بالله، ابن المقتدي بالله، في سنة 487هـ، التي تقابل سنة 1095م، أي بعد 342 سنة من تأسيسها في ذلك المكان، الذي قرر بأن الجانب الشرقي هو موقع أفضل، كما هو عليه الأمر فعلاً، فنقل المدينة إلى هناك، في الموقع الذي تقع فيه الآن( ). وقد كان هذا الموقع في يوم ما أكبر بكثير مما هو عليه الآن. واليوم، بين البيوت والسور، توجد تلال كبيرة، على الرغم من إن الأرض مستوية جداً. وهذه التلال هي تلال لخرائب، وقد أمكن الاهتداء إلى وجود الكثير من الأبنية العظيمة تحتها.

بابل القديمة
هذه هي بغداد (Bagadad) الحالية، أو بغدات (Bagdat)، كما نسميها نحن تحريفاً، وهكذا كان تأسيسها؛ أما فيما يخص بابل (Babylon)، فقد سميت بهذا الاسم نسبة إلى وقوعها في مكان يدعى بابل (Babel)، كما هو مؤكد بين اولئك الناس، وهي واقعة في المكان الذي ذكرته سابقاً، ولم يبق شيء منها على مر العصور سوى الاسم؛ وعلى الرغم من إن بعض الآثار الطفيفة يمكن رؤيتها، إلا إنها ليست بذات قيمة. ولعل هذا يكفي فيما يخص أصل بغداد، وسأختتم حديثي بالقول إنه لابد لي أن أذكر بأني لم أتذكر بأنني رأيت أبداً مثل تلك الشوارع القذرة في أي مكان، كشوارع هذه المدينة، وشوارع مدينة البصرة (Bazora)؛ وبسبب رخاوة الأرض، وعدم تعبيدها، فإن كل رشقة من الأمطار تملأها بالطين.

عوائد الباشاو
قد أصبح الباشا مؤخراً حاكماً على البصرة، إذ غادر عن طريق الصحراء، قبل ثلاثة أيام من قدومنا إلى ذلك المكان. وكان اسمه (Issuf)( ) أو جوزيف باشا (Juceph paxa)، وهو خصي، من أصل شركسي، يدر منصبه سنوياً (20.000) Chequines، أي ما يساوي (250.000) دوقة تقريباً، ألفاً، انها كحد أقصى ما بين 30-40 ألفاً ، وهو يساوي في وقت السلم الكثير جداً؛ لأنه في وقت الحرب يفعل ما يشاء. وعندما كنا بصدد الرحيل، جاء إليه خمسة عشر Capgis من القسطنطينية، وهم بوابو السيد الأعظم، ومنحوه لقب "وزير"، (Wazir) أو (Vizier) كما نسميه نحن، مع أمر حكومي( ) للاستمرار في سلطته لمدة سبع سنوات، كما منحوه أيضاً صدرية مطرزة، وسيفاً، وسلسلة ذهبية للجام حصانه، هي الهدايا التي يستخدمها التركي لإرسال اولئك الذين يرقيهم إلى مثل تلك المنزلة الرفيعة. ومن بين الباشويات الـ(Bassaships) والإدارات المحلية، "المصري" (Mecere) أي القاهرة الكبرى (Grand Cairo) في مصر، والثاني هو هذا الخاص ببغداد، والثالث لتبريز. وعندما وصلنا إلى المدينة، فإنها كانت تحت سيطرة الفرس الذين قيل إنهم كانوا بصدد الزحف نحوها، كما حدث قبل مدة ليست بالطويلة من جانب وزير (Ala Verdi, Wazir)( )، والقائد العام للشاه عباس (Xa Habas) ، ملك فارس الذي أسر ما يقارب ثلاثمائة جندي في إحدى المعارك الصغيرة، على مرأى من الأسوار، وغادرها في الليلة التالية بسرعة كبيرة، إذ ترك أمتعته وراءه، بيد إن سبب فراره غير معروف. وبعد ذلك، قام الفرس بشن بضعة غارات أخرى على كردستان( )، وهي بلاد قريبة جداً من بغداد ، وكانت عاصمتها سوستر (Suster) ، التي قيل إنها سوس (Sus) أو سوسة (Suza) ، إذ كان يقيم احشويرش، وشق الممر بين اصطخر (Esther) وهامان (Haman)( ). وتلك الأراضي مفصولة عن أراضي بغداد بنهر دجلة، الذي يلتف نحو الاتجاه الجنوبي نحو مسافة رحلة يوم واحد عن بغداد، التي يقسمها نهر دجلة على خمسة أو ستة فراسخ في أسفله.

حصار حلب
في هذا المكان انتظرنا الفرصة للانطلاق، لأن أي شخص لا يستطيع أن يسافر، حتى تأتي الأخبار من حلب التي كانت تحت الحصار لمدة ثلاثة أشهر، لأن الباشا الذي كان موجوداً فيها لم يسلمها، على الرغم من إنه تلقى أوامر صريحة من السلطان بوجود خلاف ما بينهما. وخلال الحصار عانى السكان من مجاعة كبيرة ومشاق أخرى، كما قيل لي فيما بعد هناك. ولم نكن نحن فقط نافذي الصبر، بل كانت بغداد كلها كذلك، وذلك بسبب عدم ورود أخبار عن سير الأحوال لمدة شهرين، حتى فرّج الله هذا الكرب، وهو إن ثلاثة سعاة بريد في السادس والعشرين من تشرين الثاني وفي ساعات الصباح الأولى، جاؤا في وقت واحد، وهم يحملون رسائل عاجلة إلى منزل جيمس فرناندز الألماني الذي كنت معه، الذي تسلم الرسائل التي تفيد بأن السلام قد عاد إلى البلاد. ومن السهل أن نحكم إلى أي مدى كانت بهجتنا عظيمة، فتهيأنا على الفور للقيام برحلتنا، وأعطينا أوامرنا بإحضار الجِمال من مشهد معظم( )، وقد دفعنا نصف ثمن أجرتها، لأنهم كانوا قد ذهبوا بعيداً جداً لجلبها.

مغادرتنا بغداد
بعد أن أعددنا عدتنا وجاءت جمالنا عبرنا النهر من بغداد إلى الجانب الآخر من بلاد ما بين النهرين في الساعة الخامسة مساء من يوم الأحد، الثاني عشر من كانون الأول 1604، وبتنا تلك الليلة في العراء بين الخندق والبيوت. وفي الساعة التاسعة صباحاً من يوم الاثنين، الثالث عشر من الشهر نفسه، بدأنا رحلتنا بـ(130) جملاً، و(75) حماراً . وبعد أن قطعنا فرسخاً ونصف الفرسخ، توقفنا لدفع الضرائب التي كانت تجبى لصالح الأمير ناصر (Mir Nacer)، وهو أمير عربي لقبيلة بدوية هي قبيلة ابن أمانة (Eben Emana) ( )، وهو مساوٍ للزعيم في مشهد علي ومشهد الحسين. وقد تم إنجاز ذلك بعد مشكلة وإغاظة كبيرتين.

باش دولاب
إن هذا المكان يدعى باش دولاب Bax Dulab، أو مقدمتها، لأن هناك بعض المياه النتنة التي تزود البساتين. وقبل مغادرتي بغداد، كنت قد نُصحت بشيء من قبيل ما كنت قد فكرت ان بمقدوره ان يرشدني، وعن أفضل الأشياء التي يجب ان اختارها للركوب في تلك الرحلة. وعلى الرغم من ان الآراء المقترحة كانت متعددة، بيد ان الرأي الأكثر قبولاً، المتعلق بقدوم الشتاء حينذاك، وترك جميع المشاكل، هو ان أفضل الطرق هو الذهاب في تختروان (Cradle) ( ).

السفر في التختروان
وقد رأيت بأن تلك النصيحة صائبة، فاتبعتها على هذا الأساس، كما فعل جيمس فرناندز وجيمس دي ميلو. ان التختروان (Cradle) هو ما يعنيه اسمه، يبلغ طوله أربعة أشبار ونصف الشبر، ويبلغ عرضه شبرين ونصف الشبر، مغطى بقوس. لذا فهو يغطي الشخص الذي يكون في داخله حامياً إياه من البرد والأمطار. وهو يوضع على وسط ظهر الجمل، أي، واحد على كل جانب من جانبيه، كما ذهبت أنا وجيمس فرناندز، أو بعض الأشياء الأخرى التي وضعت للمحافظة على التوازن، مثل الصندوق أو الخزانة التي كان جيمس دي ميلو يملكها. وكثيراً ما كان لتلك التختروانات مكان سري في المقعد، يستخدم عموماً لإخفاء بعض الأشياء الثمينة. وفي تلك التختروانات يسافر الشخص على نحو ادفأ وأسرع، دون أي قلق على حصان، أو على طعامه، اللذين هما معرضان دائماً لغزوات البدو، الذين قد يستعيرون حصانك، ويعيدونه لو شاءوا. وان كان الأمر كذلك، فإنهم يطيرون به مع الريح، وهو ما يفعلونه دون أي احترام للأشخاص، من أي مكان يشاؤون. وقد رأيت ذلك بعيني مع الأتراك، الذين لم يكونوا يكنّون لهم أي احترام، إذا ما صادفوهم في العراء وحدهم. وإلى جانب ذلك، فمن المألوف لديهم ان يسلبوك حصانك بالقوة، ليصبح من ممتلكاتهم، لو أرادوا، والذي يعدونه عملاً جيداً مثل قتله، لأن ليس هناك ما يمكن ان يملكوه على الطريق في أي حال من الأحوال. وسوف لن أتحدث عن مجازفة حصان خرّ كسيراً، كما حدث لجيمس دي ميلو. لقد تم تجنب ذلك كله بوساطة الذهاب عن طريق التختروان، لأنه إذا ما تعب الجمل، أو كسرت قدمه، فإنهم سيعطونك جملاً آخر، فالمالكون يأخذون دائماً بعض الجِمال الاحتياطية، لحمل الأثقال بالتناوب، أو لسد النقص الذي ينتج عن موت أحدها، أو عجزه؛ وعندما يستأجر أي تاجر مجموعة من الجمال، فإن الجمرك هو الذي يسمح لكل عشرة منها بحمل الأثقال، وواحد مجاناً، لتجهيزه الخاص. لذا، بعد ان أخذنا الموسم بالحسبان، وحللنا المشكلة، اخترنا التختروانات، وتوجهنا نحو حلب.




أطلال عكركوف
في يوم الثلاثاء، الرابع عشر من كانون الأول، وعند شروق الشمس، غادرنا آبار الإرواء، وسافرنا باتجاه الغرب عبر أراض مستوية نظيفة، إلا من بعض الفضلات الصغيرة. وبعد أن قطعنا ما يقرب من ثلاثة فراسخ، وصلنا إلى أطلال مدينة عظيمة، ما زالت تنتصب فيها منارة (قرآن) شاهقة، وقطعتان من سور سميك وقوي من الآجر والصخر في مكان يسميه العرب "عكركوف" (Karkuf).



الهوامش

رحلات بيتر تكسيرا من الهند الى ايطاليا عن طريق البر، لندن، 1711، ص ص 35-45، ترجمة: د. أنيس عبد الخالق محمود (النص بالإنجليزية).
(1) استعمل تكسيرا تعبير( القرائين) بمعنى المنارة (المنائر)، للإشارة الى الأهلة الموجودة على قمم منائر المساجد، وهو يعني بها هنا المساجد نفسها.

( ) الفرسخ يعادل (3 أميال)، نحو 7 كم.
( ) كذا وردت في النص، وهي ليست واضحة ويصعب تحديدها.
( ) ينظر تكسيرا إلى المسلمين كما كان الصليبيون ورجال الكنيسة، إنهم كفار ومرتدون.
( ) يستخدم هذا المصطلح للإشارة إلى سكان الاهوار عادة. ولكنه وبما يشير الى عملة معدنية كما يفهم من سياق النص.
( ) والي بغداد العثماني (1597-1600م/1006-1009هـ). ويبدو أن الرحالة قد أخطأ في تقدير تاريخ حفر هذا الخندق لأن ولاية حسن باشا انتهت في عام 1600م، وأنه ذكر إن الخندق قد حفر سنة 1601م، أي في عهد ولاية محمد آل سنان باشا (1600-1603م/1009-1012هـ).
( ) بوابات بغداد الشرقية أربع وليس خمس، وربما يقصد بوابات الجانب الغربي.
( ) أي الصدر الأعظم.
( ) وهذا أيضاً يمثل إحدى مبالغات وأخطاء هذا الرحالة.
( ) يقصد الدور الأول من الاحتلال الصفوي للعراق (1508-1534م/914-941هـ) الذي ينتهي بدخول العراق تحت سيطرة العثمانيين خلال عهد السلطان سليمان القانوني.
( ) لعله يقصد باب الإمام الأعظم.
( ) فهم خاطئ فقد تم تأسيس جامع الخلفاء في زمن الخليفة المكتفي تولى الخلافة (289-295هـ/ 902-908م)، فهو لم يكن من بناء الباشا العثماني. وان سليمان باشا والي بغداد (1779-1802/1194-1217هت) قد بنى جامعاً إلى الغرب من منارة جامع الخلفاء التي شيدت سنة 678هـ، وقد ظل هذا الجامع قائماً حتى سنة 1957، ويعرف بجامع سوق الغزل.
( ) وهذا أيضاً مثال آخر عن سوء فهم الرحالة وإظهار تعصبه ضد الإسلام وتشويهه الحقائق.
( ) ربما يقصد جامع الإمام موسى الكاظم (عليه السلام).
( ) يقصد الحروب بين العثمانيين والصفويين.
( ) ربما يقصد الجادر، وهذا يعني إن العباءة السوداء التي ترتديها النسوة اليوم حديثة العهد نسبيا.
( ) لم ترد هذه المعلومة في وصف أسواق بغداد.
( ) تعبير تركي يعني رئيسي القفالين.
( ) ربما المقصود منطقة (حارم) القريبة من إنطاكية. ت)،: أطلس العالم، إعداد: نيقولا زيادة (وآخرون)، بيروت، (د.ت)، ص39.
( ) وبما يقصد هنا ضريحي النبي يوشع والشيخ جنيد البغدادي القريب منه، وهما في الجانب الغربي من بغداد.وقد ذكرهما الرحالة بصورة مندمجة ظنا منه انهنا موقع واحد.
( ) الكوفة مدينة في العراق، وهذا يعكس جهل تكسيرا بجغرافية العراق.
( ) وهذا خطأ ربما يقصد قريبة من طيسفون.
( ) طبيعي إن هذه التسمية قد فندت وان الدراسات أثبتت إن الكلمة عراقية قديمة.
( ) إن كان يقصد الخليفة المستنصر بالله فهو المنصور بن الخليفة الظاهر بأمر الله بن الناصر لدين الله تولى الخلافة سنة 623هـ وتوفي سنة 641هـ، ولكنه ربما يقصد الخليفة المستظهر بالله بن المقتدي بأمر الله الذي تولى الخلافة عام 487هـ وتوفي سنة 512هـ، وفي عهده تم بناء سور بغداد الشرقية. وهو لم يعمل على نقل بغداد إلى الجانب الشرقي إنما كان هذا الجزء موجوداً قبله بكثير.
( ) ربما المقصود به يوسف باشا، وهو خصي تركي من أصل شركسي، وصل الى العراق في خريف 1604م، حاملا معه الخلعة والفرمان. أنظر: لونكريك، المصدر السابق، ص52. ولا يعرف بالضبط فيما إذا كان قد تعين واليا أم لا، إذ إن هناك جدول الولاة في كتاب دليل خارطة بغداد يشير الى أن الوالي خلال هذه الفترة و مصطفى بك بن احمد الطويل (1603-1608م/1012-1017هـ)، انظر، ص228. .
( ) ربما يقصد فرمان.
( ) ربما المقصود الوزير علي أفندي.
( ) ربما يقصد خوزستان (الاحواز).
( ) ربما هي همدان.
( ) أشرنا سابقاً إنه يقصد الإمام الأعظم عندما يذكر (Ocem)، ويعتقد إنه باب المعظم حيث كان هناك سوق للدواب.
( ) المقصود قبيلة بني أمان.
( ) وهو الهودج.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق