الأحد، 31 يوليو 2016

الحرب الكيماوية ضد سكان الريف و شمال المغرب الجزء( 4)

الحرب الكيماوية ضد سكان الريف و شمال المغرب الجزء( 4)



السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

اعضاء و زوار منتدى التاريخ العالمي و الاسلامي
مرحبا بكم



المواد الغريبة المستعملة في حسم المعركة

من معركة سيدي ورياش سنة 1893 بين قبائل قلعية و القوات الإستعمارية المتواجدة بمليلية إلى معركة أنوال لم تستطيع إسبانيا إخماد حماس و عزيمة قبائل الريف في الدفاع عن الأرض و الكرامة و هنا تبدو مفارقة تطرح سؤالا عريضا كيف تمكنت إسبانيا في ظرف خمس سنوات أن تحد من قوة المقاومة الريفية بينما فشلت في ذلك طيلة 34 سنة مضت؟

جل المصادر التاريخية و الكتابات المؤرخة للمرحلة تطرقت إلى حرب الريف سواء من منظور إسباني يجامل التوجه الرسمي لللإدارة الإسبانية أو يعارضها إعترف أن إسبانيا عمدت إلى تسخير كافة ما تمتلكه من وسائل لكسب المعركة لكن هذه القراءات لم تدقق في نوعية هذه الوسائل المستعملة التي ساعدت إسبانيا على التحكم في الوضع شمال المغرب،إلا أن بعض البحوث الأخرى على قلتها تفيد بأن إسبانيا إستعملت غازات سامة وخطيرة للغاية وهي وقائع سبق أن جاءت على لسان أكثر من مصدر ممن عاشوا أو كانوا قريبين من ما يجري في ساحة المعركة كلها تشير إلى أن أمر إستعمال مواد محظورة أو كيماوية مسألة واردة بناءا على أن إسبانيا سارعت بعد شهور من واقعة أنوال إلى إرسال بعثات من قواتها إلى دول أوربية مجاورة للإضطلاع عن كثب على تقنيات حربية جديدة من المحتمل أن تكون مرتبطة بالتعرف على كيفية إستعمال أسلحة متطورة ذات فعالية في ميادين القتال، الإحتمال تزكيه دراسات أنجزها باحثون إسبان خلصوا فيها إلى أن إسبانيا إستعملت مادة إيبريتا أو اللوست المحظورة التي شكلت العمود الفقري لعمليات همت شمال المغرب خاصة في المنطقة الفاصلة بين الناظور و الحسيمة التي كانت مسرحا لحملات واسعة لكونها مراكز للمقاومة الريفية، وتضيف نفس البحوث أن مادة اللوست يتجاوز محيط تأثيرها المئات من الأمتار و قدرتها على النفاذ في التربة و الخشب و المطاط و تتسبب في أمراض مرتبطة بالجهاز التنفسي أغلبها ينتهي بالإصابة بسرطان الرئة.و أنواع أخرى من الأورام السرطانة المنتشرة على مدى أجيال جعلت من حالات السرطان الوافدة على مراكز الأنكولوجيا و المستشفيات الكبرى بالمغرب تعود في نسبة مهمة منها لمرضى قادمين من الريف رقم تؤكده سجلات و تقارير طبية في هذا الشأن.



كما تذهب قراءات أخرى إلى حدود أبعد من إعتبار إستعمال الغازات إرتبط بهزيمة أو خوف من خسارة معركة، بل إن إمتلاك إسبانيا لهذه المواد التي تنوعت بن غاز اللوست و غاز الكلوريكرين و الفوسفور الأصفرالذي هو عبارة عن مزيج من المنغنيزيوم و الألومنيوم تركز بوضوح منذ 1921 حيث تضيف نفس التحليلات أن مليلية و سبتة كانتا تتوفران على كميات مهمة من هذه المواد في إطار سياسة أمنية إستراتيجية ضد المقاومة الساعية إلى طرد القوات الإسبانية من المدن السليبة إتخذت الحرب التي شنتها إسبانيا في تلك الفترة صورة بشعة من تقتيل و ترهيب و تصفية جسدية في صفوف الشباب و الأطفال و النساء باعتبارهم يجسدون قوة و طاقة لاستمرار المقاومة، بل شملت الحرب مختلف المناطق النائية نظرا لتفوق القوات الجوية التي كانت تضرب بالليل كما النهار و هو ما أثر في الخطط الدفاعية للمقاومة الريفية التي أحبرت على قبول الأمر الواقع . في هذا الصدد أكدت صحف إسبانية صادرة خلال العشرينات أن محمد بن عبد الكريم الخطابي لم يكن أمامه سوى خيار الإستسلام الذي لا يعني الهزيمة بل هو قرار جاء لمنع المزيد من التقتيل و الإبادة الجماعية التي كانت تهدد السكان حفاظا على حياتهم نظرا لنجاعة غازات عجلت بنهاية المقاومة و أثرت على التربة و النبات و الصحة العامة بشكل مخيف. و تدعم الباحثة الإسبانية مارية روزا باقي الدراسات المنجزة بتأكيدها على أن حالات مرضية لمرضى في العديد من المستشفيات بإسبانيا كانت لضحايا غازات سامة أستعملت في الحرب العالمية الأولى تشبه إلى حد بعيد حالات لمرضى من شمال المغرب أما عدد ضحايا ما يعرف بحرب الغازات السامة يالر يف فيبقى سرا من الأسرار التي مازالت مستعصية للإفراج عن حقيقتها فيما تذهب تقديرات أخرى إلى رقم يتجاوز 3000. وفي هذا الصدد تنشط جمعية تحمل إٍسم الجمعية المغربية لضحايا حرب الغزات السامة بالريف من أجل الكشف عن مختلف الجوانب المرتبطة بملف حرب الريف و مدى تورط إسبانيا في إستعمال مواد كيماوية و تحاول الجمعية عبر مجموعة من التحركات في أكثر من واجهة لفت إنتباه كل الأطراف المعنية لكسب تأييد من داخل إسبانيا يضفي الشرعية حول مطالب الجمعية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق