الأربعاء، 29 يونيو 2016

تاريخ الأحواز المحتلة

تاريخ الأحواز المحتلة



يعتبر إقليم الأحواز من أهم الأقاليم داخل ايران فهو غني بالنفط والغاز وتمتاز أرضه بالخصوبة الزراعية بالإضافة إلى الموقع الإستراتيجي حيث إن إقليم الأحواز يقع إلى الجنوب الشرقي من العراق ويتصل معه اتصالاً طبيعياً عبر السهول الرسوبية وشط العرب بينما يفصله عن إيران حاجز طبيعي متمثلاً بسلسلة جبال زاجروس.


 Egypt.Com - منتدي مصر


خلفية تاريخية
ويقع اقليم الاحواز على شط العرب وقد احتله الفرس في العشرين من ابريل من عام 1925م في عهد الشاه ، بعد أن تم استدراج الشيخ خزعل الكعبي أمير الأحواز إلى فخ نصبه له قائد الجيش الإيراني الجنرال زاهدي من أجل إجراء مباحثات سياسية إلا أن الجنرال زاهدي قام باعتقال الشيخ خزعل واودع السجن في طهران مع مجموعة من مرافقيه حتى عام 1936 وتقول روايات متواترة: إن السم دس له بالطعام فمات مسموماً.

تبلغ مساحة إقليم الأحواز 185000 كم مربع ويبلغ عدد سكانها حوالي السبعة ملايين نسمة غالبيتهم من العرب رغم محاولة التفريس التي قامت بها الحكومات الإيرانية المتعاقبة.

قبائل عربية
وقد سكن الأحواز عبر التاريخ الأنباط والتدمريون وهي أقوام تنحدر من أصل عربي ، ومن القبائل العربية التي سكنت الأحواز قبيلة ربيعة العربية و بنو كعب وبنو عامر وبنو طرف وبكر وتميم وحرب ومطير والدواسر وشمر وعنزة و ظفير وسبيع وعتيبة وقبائل أخرى كثيرة وكلها قبائل عربية لها امتدادها بالجزيرة العربية ولها أمراء وشيوخ يحكمونها .

ويعود تاريخ الأحواز إلى سبعة آلاف عام قامت على أرضه الحضارة العيلامية وهي على غرار الحضارات البابلية والآشورية والسومرية في بلاد ما بين النهرين ولا تزال أوابد هذه الحضارة شاخصة إلى يومنا هذا رغم المحاولات المتعددة لطمس تاريخ الأحواز وخاصة ذلك التاريخ المتجانس مع حضارات العراق المتتابعة وهو تاريخ مختلف كل الاختلاف عن حضارة بلاد الفرس مما يبين بوضوح الانفصال الكامل بين الأحواز وبلاد فارس.
الدور البريطاني
ويقول مؤرخون لتاريخ المنطقة: ان البريطانيين مع الإيرانيين من أجل احتلال الأحواز وتم لهم ذلك بعد أن شعرت بريطانيا أن الشيخ خزعل بات يشكل خطراً على مصالحهم في مياه الخليج فأرادت أن تستبدله ببديل آخر يكن لها الولاء ، إلا إن حساباتهم كانت في غير محلها حيث اعترفت بريطانيا فيما بعد أن أكبر خطأ اغترفته في تاريخها بالخليج العربي هو أنها تعاونت ضد الشيخ خزعل وأسقطت إمارته وسلمتها لشاه إيران رضا بهلوي.
مقاومة لم تنجح
ويعتقد كثيرون أن إقليم الأحواز بعد أن سقط بيد الإيرانيين لم يبد سكانه أي مقاومة إلا أن الحقيقة كانت غير ذلك فقد قامت الثورات في مواجهة المحتل الإيراني الذي مارس سياسة الأرض المحروقة التي كان يتبعها الاستعمار في ذلك الوقت، فقاموا بتدمير القرى والمدن العربية وتم إعدام الشباب الأحوازي دون أي محاكمة أو فرصة للدفاع عن أنفسهم من أجل إرهاب باقي الأهالي . وحتى الآثار لم تسلم من التدمير والتخريب من أجل طمس هوية الأحواز العربية وإنهاء ارتباطها التاريخي بعروبتها وربطها بالتاريخ الفارسي ، فعمدت إلى تزوير التاريخ والادعاء بحقها بالأحواز التي غيرت اسمها إلى الأهواز كما قامت بتغيير أسماء المدن العربية إلى أسماء فارسية فالمحمرة العاصمة التاريخية للأحواز سموها خرمشهر وعبادان إلى آبادان والحوزة إلى الهويزة حتى الأحواز تم تسميتها بخوزستان ، كل ذلك ضمن سياسة التفريس المتبعة .
تغيير الاسماء العربية
ولم تسلم الأسماء الشخصية من التفريس فكل الأسماء العربية تم تحويلها إلى أسماء فارسية ولم يعد من حق أي أسرة أن تسمي أولادها إلا بأسماء فارسية ، ومن يرفض ذلك لا يتم إصدار أي إثبات له ولا يتم الاعتراف به.

ولم تكتف الحكومات الإيرانية بذلك بل سعت لعملية التهجير للقبائل العربية المقيمة في الأحواز إلى مناطق الشمال الإيراني واستجلاب سكان هذه المناطق إلى الأحواز وإسكانهم فيها كما مارست سياسة التجويع للشباب الأحوازي نتيجة انعدام فرص العمل ومن أجل إجباره على الهجرة نحو الداخل الإيراني وبالتالي يتم إبعادهم عن وطنهم وأهلهم وانتماؤهم ولصقهم بمناطق جديدة بعادات وأعراف أخرى ،أو الهجرة خارج الإقليم وفقدهم لهويتهم العربية من خلال ارتباطهم بمعيشتهم وهمومهم الخاصة.
منع اصدار الصحف
ليس هذا فقط بل التعليم أيضاً لم يسلم من سياسة التفريس فاللغة الفارسية هي اللغة المعتمدة بالتعليم و هي اللغة الرسمية الوحيدة في إيران ومنعوا إصدار صحف أو مجلات أو مطبوعات عربية خشية من أن تتفتح عقليات الشباب أو يوصلوا أصواتهم إلى خارج نطاق الحدود التي رسمتها لهم الحكومات الإيرانية طوال سنوات الاحتلال التي مضى عليها أكثر من ثمانين عاما.


ومن الأحواز ايضا حولت مجاري الأنهار نحو الداخل الإيراني وحرمت الأراضي الأحوازية منها مما جعل الزراعة الأحوازية في تراجع كبير وهي من النشاطات السكانية الأساسية فيها حيث أنهم قاموا بعدة عمليات أثرت بشكل مباشر على مدخول الأحوازيين منها زراعة قصب السكر في الأراضي الزراعية لحساب الحكومة وبشكل إجباري وريه بمياه نهر كارون وفتح مجرى له تعود إليه المياه المالحة ليصبح ماء النهر مالحاً متأثراً بملوحة الأرض، بالإضافة إلى مد قناة مائية من نهر كارون أيضاً إلى قرية "رفسنجان" الفارسية "مسقط رأس الرئيس الإيراني السابق رفسنجاني" التي تشتهر بزراعة الفستق من أجل ري الأراضي التي تعود ملكية أغلبها إلى "الرئيس السابق رفسنجاني" وبالتالي يتأثر من هذه العملية المزارعون والصيادون الذين يعتمدون على نهر كارون بمصدر رزق لهم ، كما تقوم السلطات الإيرانية باستخراج البترول الأحوازي وتصديره والاستفادة من عائداته دون أن يكون للأحوازيين أي منفعة منه .



15 انتفاضة وثورة أحوازية

منذ الإحتلال الايراني لها

1 ـ بدأت مقاومة الأحواز بعد مرور ثلاثة أشهر فقط على احتلال الأحواز الذي تم بتاريخ 20 نيسان ابريل في العام 1925 حيث وقف بوجه سياسة التفريس جنود الشيخ خزعل وحرسه الخاص، وقاموا بثورة سميت باِسم "ثورة الغلمان" في 22 يوليو 1925 بقيادة الشهيدين (شلش،وسلطان)، وكانت رداً منهم لأسر شيخهم وإمارتهم العربية،وفي هذه الثورة هرب أفراد من الجيش الإيراني الى الكويت وسيطر الثوار على مدينة المحمرة لعدة أيام. ثم قصفتهم مدفعية الجيش الإيراني بلا رحمة بعد أن دمروا الحامية الفارسية في المدينة. وعلى أثر فشل هذه المقاومة الأحوازية واِنتفاضتها الباسلة ضد الاِحتلال خيّم إرهاب شديد على الأحواز، وبطبيعة الحال أن الفرق النوعي بين صفة المقاومة والإرهاب يكمن في طبيعة العنف : عنف مَنْ يدافع عن وطنه والعنف المدافع عن الغزو الهمجي البشع والجرائم التي يقوم بها المحتل ضد البشر،ولكن السلطات الفارسية قضت على هذه الثورة بقسوة متناهـية وبكل شدة ، وحاكمت عدداً كبيراً منهم،وأعـدمت العشرات دون محاكمة. وفي العام نفسه،تجمع الثوار الأحوازيين في جزيرة "شلحة" في "شط العرب" بهدف الهجوم على الأحواز واستعادتها،إلا انه بطلب الحاكم العسكري الإيراني في الأحواز،هاجمت القوات البريطانية هذا التجمّع فقضت عليه.


أما السنوات العشرة التي تلت هذه الثورة (1929-1939)، عمل فيها الأحوازيين على تشكيل جمعيّة في العراق تزعمها الشيخ "هادي كاشف الغطاء"، ساهمت في دعم النضال الأحوازي فقدمت مذكرة إلى "عـُصبة الأمم" مطالبة فيها إجراء استفتاء لمعرفة ما إذا كان شعب الأحواز يرضى البقاء تحت الاحتلال الإيراني أم انه يريد الاستقلال.


2ـ وقاد بعدها الشيخ عبد المحسن الخاقاني : الشخصية الأحوازية المرموقة والمحترمة من قبل كل الشعب الأحوازي العربي مع بعض رفاقه وأنصاره انتفاضة شعبية مسلحة أخرى في المحمرة وتوسعت لتشمل مدن الأحواز الأخرى مطالبين بارجاع الشيخ الأمير خزعل الذي اُقتيد إلى السجن في طهران أثر مؤامرة فارسية / بريطانية دنيئة،مثلما أرسلوا برقيات إلى مختلف الجهات العربية التي صمتت إزاء نداء الاستغاثة وأغـمضت عـيونها عن نزيف الدم العربي الجاري في الأحواز (عربستان)،وقد نشرتها الصحف العراقية في حينها .

أما الشعب الأحوازي العربي نفسه فقد انتفض عدة مرات ولكنها اِتسمت بالتـفرق التـباعد وذلك لأسباب عديدة يأتي في مقدمتها الاِحتلال الغاشم والسياسة العنصرية وتركز فعلها ضد الاِحتلال الفارسي ومن بينها الاِنتفاضات الرئيسة التالية والهامة :


3ـ الثورة المعروفة ونوعية باِسم ثورة الحويزة وذلك في عام 1928 : بقيادة الشهيد البارز محي الدين الزئبق رئيس عشائر الشرفة،والذي شكل حكومة دامت ستة أشهر،ولاحظ المتتبعون لوقائع الثورة تلك مشاركة نساء الأحواز في هذه الثورة ، وحاصر الجيش الإيراني مدينة الحويزة ومنع وصول المؤن إليها ثم هاجمها بكل صنوف الأسلحة الفتاكة وبكل وحشية ،فقمع واخمد تلك الثورة وانزل الويل والإرهاب بأهلها .


4ـ اِنتفاضة بني طرف (الأولى) عام 1936 : أعلنت قـبائل بني طرف (طي) رفضها العنيف للاِحتلال الفارسي،ورأى المتسلط على الحكم ، عبد البريطانيين،رضا شاه في هذه الاِنتفاضة الواسعة تمرداً على سلطته الاِحتلالية فشن هجوماً عسكريا وحشياً وإرهابياً بهدف إنجاز خطوة سياسية اِعتقد أنه يستطيع تحقيق تصفية دموية شاملة للروح العربية في الأحواز،فسير جيشه الكبير إلى مدينة الخفاجية وأطرافها وقضى على تلك الحركة المسلحة الشعبية الرافضة للاحتلال الفارسي مستخدماً وسائل العنف الشديدة والقسوة المتناهية التي أسهبت شهادات الأحياء والكتب في وصف حوادثها المفجعة،ومن أجل إرهاب كل الوطنيين الأحوازيين تم أسر العديد من الرموز الوطنية وأعدم منهم ستة عشر رمزاً وطنياً ورئيسا من رؤساء القبائل وأمر بدفـنهم وهم أحياء وأمام العديد من المراقبين،محاولاً زرع الذعر ونشر الخوف في صفوف الأحوازيين من خلال جعل تصرفه الأحمق والغاشم والإرهابي ذاك بمثابة ((درس وعـبرة)) أمام كل من يعارض الاِحتلال الفارسي ونظامه العميل والفاسد والغاشم .


5ـ الاِنتفاضة الشعبية الواسعة التي شكلت عشيرة كعب الدبيس طليعتها وذلك في العام 1940 : قامت هذه العشيرة العربية باِنتفاضتها الشعبية المسلحة والواسعة بقيادة زعـيمها الشيخ حيدر الكعبي،وذلك في منطقة الميناو على نهر دبيس،وتمكنت من إزالة الحاميات الفارسية والسيطرة على ثكناتها في المنطقة،ولم تتمكن السلطات الفارسية من القضاء عليها إلا بعد الهجوم العسكري البشع والهمجي واِعتقال الشيخ حيدر الكعبي ورفاقه وهم : مهدي بن علي،داود الحمود،بريج شيخ خزرج،وكوكز بن حمود من بني ساله،وأعـدمتهم جميعا بكل خسة وصلف ونذالة في قلعة - سهر الشهداء ،رافضة التفكير بالأسباب التي دفعت المواطنين الأحوازيين للاِنتفاض على المحتلين التي أهدرت كرامتهم الوطنية والشخصية .


6 ـ اِنتفاضة الغجرية عام 1943 : تزعم هذه الثورة الشيخ جاسب بن الشيخ الشهيد خزعل الكعبي الذي أعلنها ضد الفرس حين دخل الإمارة وتحريضه بعض القبائل العربية والاِتفاق مع بعض رؤساء العشائر الاحوازية على إعلان الاِنتفاضة، رغم أن بعض أولئك الرؤساء لم يفوا بوعـدهم في المشاركة،وقـد تمكن المنتفضون من قـتل العـديد من الجنود والضباط الفرس،وتمكنوا من إسقاط إحدى الطائرات الفارسية الحـربية التي قصفت عشرات القرى والأحيات ودمرت مئات المنازل .


7ـ حركة الشيخ عبدالله بن الشيخ الشهيد خزعل الكعبي عام 1944 : اتفق الشيخ عبدالله مع العشائر العربية على القيام باِنتفاضة مسلحة،ولكن لم يكتب لهذه الاِنتفاضة التحرك أو النجاح لأسباب عديدة يأتي في مقدمتها عدم الوعي بشروط الانتفاض واِندساس الخونة والعملاء في ترتيبات العمل من أجلها .


8ـ اِنتفاضة بني طرف (الثانية) عام 1945 : امتدت شراراة هذه الاِنتفاضة إلى القبائل العربية،ولاسيما بنو سالة وبنو لام والشرفة والمحيسن منهم،وسيطرت العشائر الثائرة على جميع القرى والمخافر والمدن المنتشرة في مناطقها،ودامت هذه الاِنتفاضة بضعة أشهر،فسيرت لها الحكومة الفارسية جيشا كبيراً حشدته باِستجلابه من مختلف الثكنات العسكرية،وقد واجه الجيش الفارسي المحتل مقاومة شديدة وكبيرة عند اجتيازه المناطق الأحوازية الواقعة تحت سيطرة المنتفضين نظراً للتحصينات المحكمة التي أقامها المنتفضون وطبيعة الأرض التي تكثر فيها الأنهار والمستنقعات وبساتين النخيل،مما تعذر على الجيش الفارسي أن يحرك آلياته وينقل أسلحته الثقيلة ويرسل قواته المدججة بالة الارهاب والقتل الجماعي،فأرسلت الحكومة الفارسية طائرات مقاتلة قامت بقصف القرى وتجمعات العشائر وبحرق البيوت وإبادة المزارع وحرق المزروعات وقتل أبناء الشعب الأحوازي عشوائياً ـ حيث ذكر بعض تفاصيلها الكاتب العربي المعروف الدكتور علي الوردي ـ فكانت مجزرة إرهابية شنيعة وهمجية ورهيبة راح ضحيتها آلاف الأبرياء من النساء والأطفال والشيوخ والرجال المنتفضين،وكان التكافؤ في القوة العسكرية بين الطرفين معدوما تقريباً إلا من الإرادة الوطنية الصلبة للمنتفضين. وعـند تغلب القوات النظامية وسلاح الجو الفارسي على المنتفضين من أبناء شعبنا العربي الصامد في الأحواز،قامت السلطة العنصرية الفارسية بترحيل مئات المنتفضين الذين تراوح عددهم حوالي (1500) مواطناً أحوازياً إلى شمال فارس،مشياً على الأقدام تحت تهديد السلاح وإعدام العشرات،وقد اِجتاز العدو الفارسي بكل الأسرى والمعتقلين أولئك الجبال الوعرة والوديان العميقة، فمات أكثرهم في الطريق بسبب الإعدام والجوع والإنهاك والتعب والبرد،ولم يصل منهم إلى طهران سوى حوالي الأربعين مواطناً أحوازياً وزعـتهم السلطات الإيرانية على القرى النائية ، وكان جريمة وعنصرية وعملاً إرهابياً فارسياً ما تزال الأجيال الأحوازية تتحدث عنه .


9ـ الاِنتفاضة الشعبية التي قادها الشيخ مذخور الكعبي عام 1946 : لقد اِنتفض الشيخ مذخور الكعبي وأنصاره ورفاقه خلال العام 1946 على اثر المجزرة الرهيبة التي ارتكبها الفرس والتي ذهب ضحيتها مئات من المواطنين العرب الأبرياء والذي كان بينهم إحدى الشخصيات السياسية المعروفة آنذاك وهو زعيم حزب السعادة الشهيد حداد الذي تمكنت القوات الفارسية من اِعتقاله وإنزال الأحكام الفاشية الجائرة بحقة وحق عائلته ، إذ أحرقه نظام الفرس بمعية زوجته وأطفاله بالتعاون والتواطؤ المعلن والمعروف بين النظام الفاشي الشاهنشاهي وبين الحزب الشيوعي الايراني الذي كان يعرف بحزب توده المجرم ، فكان لهذه الحادثة الإجرامية التي تتناقض مع أي خـُلق إنساني أو إسلامي صدى واسعاً في الأحواز كونه يشكل دلالة على السلوك الفارسي ضد العرب وتصرفاً همجياً مستمد من التقاليد الهتلرية النازية والعنصرية الآرية ، وإزاء هذه المجزرة الإرهابية البشعة اِنتفض الشيخ مذخور الكعبي لكرامة الشعب الأحوازي وضد الجور الفارسي المحتل وبغية تحقيق بعض التطلعات الأحوازية وذلك في منطقة عبادان ، فقامت مجاميع هذا الشيخ الجليل بمهاجمة رموز القمع وعناوين الإذلال المتمركزة في الحامية الفارسية ، وقامت قوات النظام الفارسي بقمع هذه الاِنتفاضة بروح وحشية يندى لها الجبين الإنساني في أربع رياح الأرض إذ كان طابعها العام قمعاً عـنيفاً وشاملاً تخلله اِرتكاب القوات الفارسية وبأوامر من الشاة عشرات المجازر الأخرى بصورة أبشع من مجازر شهر آب في العام 1946 .


10ـ اِنتفاضة شعبية لعشيرة النصار في العام 1946 : وشهد الشعب العربي الأحوازي تحركاً شعبياً على خلفية الرفض التام للاِحتلال ولجرائم عتاته المجرمين وسلوك قواته الغاشمة مما دفع عشيرة آل نصار للاِنتفاض على الواقع البائس بشكلٍ واسع، والتي كانت تستهدف التخلص من الاحتلال الفارسي ، وقد استطاعت القوات الفارسية ، وبدعم عسكري بريطاني ، في إفشال هذه الاِنتفاضة من التمدد إلى كل المناطق الأحوازية بمسارعتها في تشديد وتيرة القمع والاِضطهاد وتنفيذ إجراءات الإعدام الميدانية السريعة .


11ـ واِنتفاضة مسلحة أخرى بقيادة الشيخ يونس العاصي عام 1949 : لقد اِنفضت جموع أحوازية كثيرة في منطقة البسيتين والخفاجية وذلك تحت قيادة الشيخ يونس العاصي التي اِستطاع خلالها بالاِستقلال عن السيطرة العسكرية الفارسية مثلما تمكن من جباية الضرائب باسمه، إذ كان يسعى إلى تكوين مملكة تسمى - مملكة عرب الشرق - لكن الحكومة الفارسية أجهضت هذه الاِنتفاضة وشنت حملة قمع عنيفة وتنفيذ أحكام الإعدام الإجرامية بشكل واسع وبشع،وهو الأمر الذي دعا الشيخ يونس العاصي للاِنسحاب إلى العراق بسبب بطش القوات الفارسية المجرمة التي كانت تطارده .


12ـ وكانت الاِنتفاضة المسلحة بقياد الشهيد محي الدين آل ناصر والشهيد عيسى المذخور والشهيد دهراب الناصري التي اعتبرت الباكورة الناضجة والولادة الطبيعية النوعية لحركة الثورة الناضجة ، التي اِتسمت بالوعي السياسي الشامل للقضية الوطنية الأحوازية كونها تمثل قضية شعب وثورة،وتحت تأثير المد الوحدوي القومي العربي في كل من "مصر" و"سوريا" وعموم الساحات العربية في عام 1956 تأسس في الأحواز تنظيم سياسي أطلق عليه "اللجنة القوميّة العـُليا لتحرير عربستان" اي بُعيد حرب قناة السويس وتأميمها والعدوان الغربي الذي شنّ على مصر،وهو ما بلور التيار القومي العربي الحديث على حساب التيار القومي العربي التقليدي الذي انبثق بعد الحرب العالمية الاولى،تأسّس في الأحواز تنظيم سياسي ناصري التوجه،أطلق عليه "جبهة تحرير عربستان". لقد انبثق هذا التنظيم القومي العربي نتيجة جهود فكرية وسياسية اخذ بعض النشطاء من ابناء شعبنا الأحوازي على بثها بين صفوف الجماهير الأحوازية وتكلل هذا الجهد بمظاهرة حاشدة سيرتها الجماهير العربية الأحوازية تؤيد الشعب المصري الشقيق أثناء العدوان الثلاثي على "بور سعيد". واستطاعت المخابرات الإيرانية عبر التنسيق التام الذي كان بينها وبين الكيان الصهيوني وجهازه الأمني السيء الصيت،الموساد،النيل من زعماء الثورة وهم كل من الشهيد محيي الدين آل ناصر والشهيد عيسى المذخور والشهيد دهرب آل ناصر وقد تمّ إعتقالهم في العام 1963م اثر النشاط القومي العربي الواسع الذي كان من اهم وابرز عناوينه لقاءهم بالقائد الفقيد جمال عبدالناصر الأمر الذي استفز ساواك الشاه الذي اكتشف تسرّب الأسلحة والمساعدات المادية الى ابطال ذلك التنظيم،وكان مصدره حسب معلومات الأجهزة الساواكية،مصر عبدالناصر،فتم اعتقالهم بمعية المئات من الوطنين والقوميين الاحوازيين فيما وجهت احكام الإعدام الى رموز هذا التنظيم الذي ذكرنا اسماءهم أعلاه،مما ادى الى إعدامهم رمياً بالرصاص في 13/6/1964م،إلا أن بقية أعضاء القيادة وصلوا للعراق واستمرّ نضالهم.

إن الشهداء الأحوازيين القياديين الثلاث : محي الدين آل ناصر وعيسى المذخور ودهراب آل ناصر قد رفضوا بحزم وقوة عزم لا محدود تكللها روح مبدئية عالية وهمة سياسية مقرونة بصعود قومي عربي في مقارعة الاِحتلال والاِغتصاب رفض التنازل السياسي عن مفاهيم التحرير والثورة والتصدي الشامل للعدو ، بأي شكلٍ كان،وهي علاوة على ذلك اِستمدت رؤيتها السياسية من ثورة الجزائر التحررية المسلحة،وثورة 23 يوليو المصرية التي أممت القناة وكانت المحفز للتغييرات السياسية العميقة في مختلف بقاع الوطن العربي،التي من بينها إيصال السلاح إلى المناطق الأحوازية .


13ـ عام 1979 انتفض الشعب العربي الأحوازي فثار بوجه نظام الشاه، ومن خلال سيطرته على آبار النفط المنتشرة في الإقليم وكذلك المنشأة الاقتصادية الكبرى في الأحواز، تمكـّن الشعب العربي الأحوازي من شلّ العجلة الاقتصادية الإيرانية،الأمر الذي أدّى بدوره إلى التعجيل في إسقاط نظام الشاه. وبعد الإطاحة بنظام حكم البهلويين عام 1979،استغل الشعب العربي الأحوازي فرصة سقوط نظام الشاه في إيران،فانطلق بتأسيس مؤسسات المجتمع المدني الضرورية وعلى وجه الخصوص إنشاء العديد من المراكز الثقافية في مختلف المدن الأحوازية،إلا أن ردّة فعل النظام الإيراني الجديد بقيادة المقبور الخميني قد اتسمت بمداهمة جميع هذه المراكز وقتل المتواجدين فيها أو اعتقالهم،كما ارتكب الجنرال "احمد مدني" – الذي كان وزيرا للدفاع وقال عنه الخميني: بأنه عيني اليمنى - مجزرة دموية بمدينة المحمّرة وعبادان راح ضحيّـتها أكثر من 500 شهيد وأضعافهم من الجرحى والمعتقلين.


14ـ فجّرت الجماهير الأحوازية انتفاضة عارمة استمرت 3 ايام عام 1985،قوبلت بالقمع والاستخدام المفرط للقوّة من قبل نظام حكم الخميني.


15ـ ولعلّ أهم وابرز المنعطفات التي شهدتها الأحواز تتمثل في "انتفاضة نيسان الأحوازية" التي فجّرتها الجماهير الأحوازية بتاريخ:15/04/2005،جاءت كنتيجة طبيعية لثمانية عقود من الاحتلال الإيراني للأحواز وما رافقه من أعمال سلب ونهب واضطهاد وقتل وتشريد ومجازر وأعمال تطهير عرقي وإبادة جماعية ارتكبتها الأنظمة المتعاقبة في سدة الحكم،وخصوصا نظام الملالي العنصري والطائفي منذ حكمهم لايران في العام 1979،ضد الشعب العربي الأحوازي.


وكان للوثيقة الإيرانية المشئومة دوراً كبيراً ساهم في اندلاع شرارة "انتفاضة نيسان"، وصدرت الوثيقة عن مكتب رئيس الجمهوريّـة الإيرانيّـة "محمّد خاتمي"،وتنصّ على ضرورة تهجير ثلثي سكان الأحواز وتوزيعهم على مختلف المناطق الإيرانية بغية تفريسهم،وإحلال أعداد مماثلة أو أكبر محلهم في الإقليم لتفريس ما تبقى منهم.


وإضافة إلى البعد العسكري،أخذت المقاومة الوطنية الأحوازية بعداً سياسياً تمثل في رفع المذكرات إلى الأطراف العربيّةوالدوليّة،وكذلك تأسيس الجمعيات والجبهات واللجان والأحزاب ومختلف التنظيمات،مؤكدين على ضرورة استعادة السيادة والاستقلال للأحـواز، وشهدت القضية الأحوازيّة منعطفات عدّة، سنبيّـن أهمّها على النحو التالي:


- تقدّمت عشائر الأحواز في 07/02/1946 بمذكرة طلبت فيها عرض القضيّة الأحوازية على مجلس جامعة الدول العربية،تلتها شكوى أخرى بتاريخ 22/08/1946،تؤكد ما ورد في الشكوى الأولى،وتـتمسّك بالمطالب الأحوازية في التخلـّص من الاحتلال الأجنبي الإيراني.


- في نفس العام،أسس الشباب العربي في الأحواز جمعيّة باسم "جمعيّة الدفاع عن الأحواز"،هدفها استصراخ العالم ولفت انتباهه إلى أوضاعهم البائسة،وفي نفس العام أيضا،أسس "حزب السعادة" بمدينة "المحمّرة" يهدف إلى الاستقلال الكامل للأحواز والتخلـّص من الاحتلال.


- في عام 1968، أعيد طرح القضيّة الأحوازية على جامعة الدول العربية، إلا أن النتائج كانت سلبية بسبب انقسام الأشقاء العرب بين حليف لنظام حكم الملك "محمد رضا بهلوي" وخصم له. وتأسست "الجبهة الشعبية لتحرير الأحواز" في عام 1971، وقامت الجبهة بأكثر من مائة عملية عسكرية ضد الدولة الإيرانية، وقدمت 28 شهيداً، أعدم النظام الإيراني 7 منهم رمياً بالرصاص.


- ومنذ عام 1969 وحتى إتفاقية الجزائر بين الدولتين الإيرانية والعراقية عام 1975 الموقــّعة من قبل كل من الملك الإيراني "محمّد رضا بهلوي" من جهة، و"صدام حسين" نائب الرئيس العراقي "أحمد حسن البكر" من جهة أخرى، لم يتوقف العمل النضالي الثوري الأحوازي، إلا أن إتفاقية الجزائر قد انعكست سلبا على النشاط الثوري الأحوازي، فأدت إلى شبه تجميده في بعض الحالات.

وقد أسهمت القوى الوطنية في عربستان مع سائر الشعوب القومية من غير القومية الفارسية التي كانت تسيطر على إيران في ظل نزعتها العنصرية الآرية بالمشاركة في الانتفاضات الشعبية العديدة والتي تكللت في الإطاحة بحكم شاه إيران. كما طالبت تلك القوى النظام السياسي الجديد بقيادة ما يسمى ((آية الله الخميني)) بالاعتراف بالحقوق القومية للعرب، وكذلك حق تقرير المصير، وكان رد القوات الإيرانية بالقمع الإجرامي ضد الشعب العربي الأحوازي مما أدى إلى سقوط أكثر من 500 شهيد في ساحات الاِحتجاج السلمي والكفاح الوطني العادل من أجل مطالب وطنية أحوازية وسياسية وجيهة ، ووقوع آلاف المحتجين في قبضة الاِعتقالات الفارسية التي واجهت حملات إعدام العشرات منهم مما فتح آفاقاً للكفاح الوطني العادل .


المصدر : مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية


رسالة الوفد الأحوازي لأمين الجامعة العربية


بسم الله الرحمن الرحيم


معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية الموقرة، السيد عمرو موسى حفظه الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تحية العروبة وبعد:


إن الأحواز العربية الواقعة على طرف الهلال الخصيب الممتد من فلسطين ومارّاً بلبنان وسوريا والعراق ومنتهيا بها، وتفصلها سلسلة جبال زاغروس عن بلاد فارس، كانت منذ فجر التاريخ وعلى مرّ العصور تتمتع بوجود كيان عربي مستقل، ابتداءً بالدولة العيلاميّة السامية منذ أكثر من خمسة آلاف سنة قبل الميلاد، ومروراً بخضوعها للحكم العربي المتمثل بالإمبراطوريّات السومريّة والبابليّة والدولة العربيّة الإسلاميّة والدولة المشعشعيّة في أواخر القرن الخامس عشر، وانتهاء بإمارة عربستان التي بسطت سيادتها الكاملة على الإقليم حتى عام 1925.


وكان النظام القانوني والسياسي في الأحواز قبل عام 1925 يمثل ما يسمى بالدولة في لغة القانون الدولي العام على أساس انطباق مفهوم الشعب في القانون الدولي على شعب الأحواز، واختصاص هذا الشعب بإقليم معيّن محدّد وثابت،وتمتع الدولة العربية الأحوازية(إمارة عربستان) بمباشرة مظاهر سيادتها الداخليّة والخارجية بكل حرية واستقلال على شعب وأرض الأحواز، وبالتالي فان المركز القانوني للأحواز حتى عام 1925، لم يخرج عن كونه إقليما خاضعاً لسيادة دولة عربيّة مستقلة.


وتغيير المركز القانوني للأحواز عام 1925 من قبل الدولة الإيرانية المعتدية، وقع بصورة غير مشروعة خلافاً لقواعد القانون الدولي التي كانت سارية في ذلك الحين، والسبب في ذلك يعود إلى اشتراط عهد عُصبة الأمم اللجوء إلى وسائل التسوية السلميّة للمنازعات الدوليّة، وتحريم العهد في مادته العاشرة اكتساب الأقاليم بالحرب، وعليه فانه ليس للدولة الإيرانيّة الاستناد إلى حرب غير مشروعة في الادعاء بأية حقوق إقليميّة في الأحواز، لأن أي ادعاء بحق، يستند إلى تلك الحرب العدوانية التي شنتها الدولة الإيرانية على الأحواز عام 1925، يعد إدعاءاً باطلاً وغير مشروع.


وفي غياب الأدلة القاطعة التي تثبت أن الدولة الإيرانية قد اعترضت أو تحفظت على الوجود المستقل للدولة العربية الأحوازية، واعتراف الأولى بسيادة الدولة الثانية، إنما يعد دليلاً قاطعاً على مشروعية المطالب الأحوازيّـة المستمرّة بإعادة الشرعيّة القانونيّة لإقليم الأحواز، واعتبار تلك الحرب التي شنتها الدولة الإيرانيّة على الأحواز عام 1925 حرباً عدوانيّة يترتب عليها إجراءات قانونيّة دوليّة مشتركة أو منفردة، ولا تخرج عن كونها احتلال دولة لدولة أخرى.


إن استمرار بقاء مشكلة الأحواز دون حلّ، يعدّ خرقاً واضحاً لميثاق الأمم المتحدة، ويعود السبب في ذلك إلى إنكار الدولة الإيرانيّة لكافة الحقوق الإنسانية والحريّات الأساسية لشعب الأحواز، وتعرّض هذا الشعب إلى معاملة متميّزة تستند إلى التفرقة العنصريّة بينه وبين الفرس المهاجرين إلى الإقليم بعد احتلاله عام 1925، الأمر الذي يتعارض مع الإلزام القانوني الذي ترتبه المادتين (55 و56) من ميثاق الأمم المتحدة تجاه الدولة الإيرانيّة، وبالتأكيد فانه ليس لهذه الدولة الاحتجاج بالاختصاص الداخلي لتبرير خرقها لذلك الإلزام القانوني الواجب الاحترام، أو انه لم تعد هناك شخصيّة دوليّة لإقليم الأحواز بعد ضمّه إلى إيران، أو أن شعب الأحواز العربي قد أصبح جزءاً من الشعب الإيراني، لان الأمم المتحدة ترفض كافة الدفوع التي تتذرع بها الدول لمنع المنظمة الدوليّة من دراسة وتدقيق ومناقشة كافة القضايا التي تتعلق باحترام حقوق الإنسان وحريّاته الأساسيّة.


وإخضاع الشعب العربي الأحوازي للسيطرة الأجنبيّة الإيرانيّة، يعتبر إنكاراً لحقوق الإنسان الأساسيّة ومخالفاً لميثاق الأمم المتحدة وإعلان منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة الصادر من الجمعيّة العامّة عام 1960 ويقف عائقاً أمام تقدّم سلام العالم والتعاون الدولي، وبالتالي فان استمرار الحركة الوطنيّة الأحوازيّة في نضالها ضدّ الوجود الإيراني في الأحواز، يعدّ نضالاً مشروعاً كونه يعبّر وبوضوح عن رغبة الشعب العربي الأحوازي في الحريّة والاستقلال التي بلغت إلى درجة من العزم والتصميم حيث تظهر في مظاهر ماديّة وفعليّة لا يمكن تجاهلها، وقد توّج هذا الرفض في انتفاضة شعبيّة عارمة اندلعت في كافة أنحاء الأحواز في 15 نيسان 2005.


وإذا كان الشعب العربي الأحوازي صاحب السيادة الحقيقـيّة على إقليمه يرفض الاحتلال العسكري الإيراني ويقاومه ويأخذ هذا الرفض شكل مظاهر ماديّة وفعليّة مستمرّة على الوجه الذي يقطع برغبته الواضحة في الاستقلال، فان سيادته على الإقليم تبقى قانوناً كما كانت سابقاً وليس للاحتلال الإيراني تأثير عليها. وتعتبر الحركة الوطنية الأحوازية أداة التعبير عن هذه السيادة مادامت قد تولـّدت عن حق قانوني باعتبارها حركة وطنيّة يحميها القانون الدولي ويبيح لها النضال المشروع تأكيداً لحق شعب الأحواز في الحريّة والاستقلال ضدّ السيطرة الإيرانيّة الأجنبيّة وكدفاع شرعي عن الوجود الإنساني والقومي لشعب الأحواز في وجه محاولات الدولة الإيرانيّة لإفنائه.


إن القمع المسلح الذي تمارسه الدولة الإيرانيّة في وجه مطالبة شعب الأحواز بحقه في التمتع بالحق في تقرير المصير، يعدّ أمراً تدينه قواعد القانون الدولي، وان أي مساعدة عربيّة أو دوليّة في سبيل دعم قدرة شعب الأحواز في المطالبة في تحقيق الحريّة والاستقرار، تعتبر أمراً مشروعاً باعتبارها مظهراً من مظاهر الرفض الدولي للوجود الإيراني في الأحواز الذي نتج عن مخالفة قانونية دولية، وإنكاراً لمشروعية نتائج هذه المخالفة، خاصة وأنها لا تستهدف بالضرورة التدخل في الشؤون الداخلية للدولة الإيرانيّة بل يقصد بها تعزيز موقف الشعب العربي الأحوازي المستند إلى حقّ قانوني في وجه مخالفات دولية ترتكبها الدولة الإيرانيّة تجاه شعب وأرض الأحواز.




معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية الموقرة:


إن المخالفات التي ارتكبتها – ولا تزال – الأنظمة المتعاقبة على دفة الحكم في إيران منذ عام 1925 حتى يومنا هذا تجاه شعب وأرض الأحواز، قد يستحيل حصرها في رسالتنا هذه، ولكننا نحاول درجها تحت العناوين الكبيرة التالية وهي:


1- المحاولات الإيرانية الجادة لمحو الهوية العربية في الأحواز، وحرمان الشعب العربي الأحوازي من التمتع بالدراسة والتعليم باللغة العربية وحرمانه حتى من تسمية المواليد الجدد بأسماء عربية، وكذلك حرمانه من الاحتفال بالمناسبات والأعياد الإسلامية.


2- اقتطاع أجزاء كبيرة من القطر العربي الأحوازي وإلحاقها بالأقاليم الإيرانيّة المجاورة.


3- التمييز العنصري في الأحواز بين العرب وهم السكان الأصليين، وبين الفرس المهاجرين.

4- مواصلة الدولة الإيرانيّة في بناء المستوطنات الفارسيّة في الأحواز، وسلب الأراضي العربيّة ومنحها للفرس المهاجرين.


5- نهب كافة الثروات الباطنيّة لأرض الأحواز، أهمّها الكميّات الهائلة من النفط الذي يشكل 10 من إجمالي الصادرات النفطيّة للعالم، إضافة إلى كميّات كبيرة من الغاز الطبيعي وثروات طبيعيّة أخرى، ولم يحصل الشعب العربي الأحوازي على أي شيء من عائداتها.


6- إنشاء مختلف المشاريع الواهية في الأحواز، على أساس أنها مشاريع وطنيّة إيرانيّة بغية سلب المزيد من الأراضي وتكريس الاحتلال.


7- جرّ مياه الأنهار الأحوازية إلى المناطق الفارسيّة، وتلويث العديد منها، الأمر الذي أدى إلى قطع أرزاق الآلاف من المواطنين الأحوازيين وإصابة آلاف آخرين بمختلف الأمراض التي لم يشهدها القطر من قبل، ويأتي ذلك ضمن حملة الإبادة الجماعيّة والتطهير العرقي التي تشنـّها الدولة الإيرانيّة على الشعب العربي الأحوازي.


8- إهدار كافة الحقوق والحريّات المدنية للمواطنين الأحوازيّين، كالحق في الرعاية الصحيّة والحق في التقاضي والحريّة الدينيّة وحق الملكيّة والحق في التعليم والحق في العمل وحريّة الإقامة والتنقل.


9- قيام الدولة الإيرانيّة بارتكاب الجرائم اليوميّة وشن حملات الاعتقالات واسعة النطاق في صفوف المواطنين الأحوازيين العزّل وتعذيبهم حتى الموت، وكذلك حملات الإعدام المتكرّرة أمام مرأى ومسمع العالم أجمع.


معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية الموقرة:


طال أمد صبر الشعب العربي الأحوازي وصموده الأسطوري أمام الهجمة الإيرانيّة العنصريّة الشرسة،فعلـّق شعبنا الأبي الكثير من الآمال على جامعة الدول العربيّة الموقرة وتوجه إليها بالعديد من الرسائل، إلا انه - للأسف الشديد - لم يحصل على الرد المرضي والمطلوب، ممّا جعله يخوض نضاله المرير ضدّ الدولة الإيرانيّة المتغطرسة وآلتها العسكريّة الطاحنة بمفرده، دون تلـقــّي أدنى دعم أو مساندة من قبل أشقائنا العرب.


ونخشى ما نخشاه بان قيام أشقائنا العرب بإدارة ظهرهم لقضيتنا العربيّة العادلة والمشروعة، قد يؤدي إلى تقليص هذه الآمال، الأمر الذي سيولد شعوراً لدى المواطنين الأحوازيين بعدم رغبة العرب بتحمّل مسؤولياتهم القوميّة والتاريخيّة تجاه الواقع المأساوي الذي يعيشه الشعب العربي الأحوازي، وما ينجم عنه من ردّة فعل قد تؤدي بدورها إلى تصرّفات خاطئة في التوجه إلى جهات معادية للدول العربية الشقيقة، خاصة وان الأحواز أصبحت مؤخراً محط اهتمام العديد من الدول الطامعة في منطقتنا العربيّة.


إن استمرار بقاء الوضع الراهن في الأحواز، يتنافى وما ينصّ عليه ميثاق جامعة الدول العربية الذي يؤكد على الدفاع العربي المشترك، ويشكـّل خطورة بالغة على أمن واستقرار المنطقة برمّـتها، خاصة وان الدولة الإيرانيّة تستغل هذا القطر الحيوي الذي يشكل الجسر الرابط بين الوطن العربي وآسيا الصغرى،لأغراض عدائية تجاه الأمة العربية،ويتبيّن ذلك جلياً من خلال تدخلها السافر في العراق وكذلك في الشؤون الداخلية للدول العربية في الخليج العربي، وانتهاج سياسة ترويج المخدرات والانحراف الديني الذي يعد اخطر أنواع الإرهاب الفكري.


وانطلاقاً من إيماننا التام بعدالة قضيتنا الأحوازيّة، وقناعتنا الثابتة بالأهداف النبيلة التي تأسست من أجلها جامعة الدول العربية الموقرة،يتوجه الوفد الوطني العربي الأحوازي إلى معاليكم بالطلب بمنح القطر العربي الأحوازي السليب مقعداً في جامعة الدول العربية للمشاركة في كافة المحافل العربية والإقليمية والدولية لرفع سقف قضيتنا – قضيتكم – العربية الأحوازية العادلة والمشروعة.


 

يارب الموضوع يعجبكم

تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

نابليون يغزو فلسطين.؟ 2

نابليون يغزو فلسطين.؟ 2



?? . نابليون يغزو فلسطين.؟. ?? الجزء الثاني

-*-*-*-*



ميناء الطنطورة كان الميناء الوحيد على الساحل الفلسطيني الشمالي الذي خضع لاحتلال الفرنسيين والذي خدم الجنود الفرنسيين لمغادرة سفنهم ليافا ولاستقبال العتاد والمؤن والمحافظة على اتصالهم بيافا وغزة. ميناء حيفا كان مغلقاً أمام الفرنسيين نتيجة الحصار الذي فرضه الأسطول الانجليزي حوله, وميناء عكا كان تحت سيطرة قوات الجزار والأسطول الانجليزي بقيادة الجنرال سيدني سميث ( Sidny Smith ), الذي ساعد الجزار بتصديه بنابليون وبالدفاع عن عكا.

خلال حصار نابليون لعكا, استعمل واستغل دير الرهبان الكرمليين على جبل الكرمل, كمستشفى لمداواة ومعالجة الجرحى والمرضى الفرنسيين, في حين تمت معالجة المرضى والجرحى من الجنود الفرنسيين المحاصرين لعكا في شفاعمرو, حيثُ تم تحويل قلعة سرايا ظاهر العمر إلى مستشفى عسكري لخدمة الجنود الفرنسيين.

بعد حصار دام 62 يوماً حول عكا, من18/3 – 21/5/1799, وبعدما فشل نابليون وجيشه ومدافعه باختراق أسوار المدينة المنيعة والدفاع البطولي لأحمد باشا الجزار عن عكا بمساعدة الأسطول الانجليزي, وبعدما رفض الأمير بشير الشهابي الثاني (لبنان) في الانضمام لنابليون والتحالف مع الفرنسيين ضد الجزار والعثمانيين, وبعدما باءت بالفشل محاولات وخطط الجنرال لويس كافرلي, المهندس الرئيسي لجيش نابليون المحاصر لعكا, لاختراق أسوار المدينة ولتفشي الأمراض خاصة الطاعون في صفوف الجنود الفرنسيين وقلة العتاد والمؤن والخسائر البشرية والمادية الفادحة التي تكبدها الجيش الفرنسي خلال فترة حصاره لعكا, قرر نابليون في 20 أيار سنة 1799 فك الحصار عن عكا وأمر جنوده برمي ما بقي معهم من قذائف على المدينة وأبنيتها, لا سيما قصر الجزار والمنطقة المحيطة به, مما ألحق دماراً كبيراً في أبنية المدينة, وبعد أن فك الجنود الفرنسيون مقر قيادتهم ومعسكرهم من تل الفخار, عادوا أدراجهم لمصر, حتى دون أن يشعر بذلك المدافعون عن عكا, وبعد أن ألقى الجنود الفرنسيين بمدافعهم الثقيلة وعتادهم وأسلحتهم للبحر تاركين عكا وعلامات الفشل والإرهاق والخسارة تلاحقهم. ومهما يكن من أمر فيمكننا استنتاج عجز وفشل نابليون بونابرت باحتلال عكا لسببين رئيسيين, الأول: أسوار المدينة المنيعة وتحصيناتها, والثاني: مساعدة الأسطول الانجليزي بالعتاد والأسلحة للجزار, كان لذلك أكبر الأثر في دعم ورفع معنويات الجزار بتصديه للقوات الغازية. وبفشل نابليون بكسر شوكة الجزار واختراق أسوار عكا, تلاشت وتحطمت أحلامه باحتلال اسطنبول والقضاء على الامبراطوية العثمانية ولتبقى مقولته المشهورة مدوّنة على صفحات التاريخ: "لقد أنستني عكا عظمتي, لو سقطت عكا لغيرت وجه العالم, فقد كان حظ الشرق محصوراً في هذه المدينة الصغيرة".

في طريق عودتهم نحو مصر, دمر الجنود الفرنسيون تحصينات الساحل وأبادوا الحقول المزروعة وتكبدوا الكثير من الخسائر في الأرواح, خلال اشتباكهم مع أبناء العشائر والقبائل البدوية وسكان نابلس الذين تعرضوا لهم بطريق عودتهم,هذا فضلاً عن موت ومقتل أكثر من ثلث أفراد الجيش الفرنسي خلال الحصار حول عكا. ولا تزال حتى يومنا هذا لوحات القبور والمدافن على جبل الكرمل تحمل أسماء الضحايا الفرنسيين الذين لاقوا حتفهم بفترة الغزو الفرنسي على فلسطين. وفي 22 آب عام 1799, غادر نابليون ميناء الإسكندرية سراً إلى فرنسا, بعد أن ترك قيادة "جيش الشرق" وإدارة الأمور في مصر بأيدي الجنرال كليبر وبقية الجيش الفرنسي المنهار والضعيف الفاقد الأمل بالعودة حتى إلى فرنسا.وفي 24 كانون الثاني عام 1800 وقّع كليبر على اتفاقية العريش مع العثمانيين, التي نصت على جلاء القوات الفرنسية عن مصر. وبعد بضعة أشهر من الاتفاق قُتل كليبر وخلفه على قيادة الجيش الجنرال مينو, الذي هزمه الإنجليز في معركة بالقرب من الإسكندرية في 21 آذار عام 1801. وفي أعقاب هذه الهزيمة تمّ جلاء وعودة القوات الفرنسية عن مصر إلى فرنسا, ورجعت ولاية مصر لنفوذ السلطان العثماني وفقاً لصلح أميان المبرم بين بريطانيا وفرنسا. وفي أيلول سنة 1801, غادر آخر جندي فرنسي أرض مصر لتنتهي فترة تاريخية ذات تأثير بعيد الأمد على العلاقات بين ا لشرق والغرب. عُرفت بفترة الحملة الفرنسية على مصر.



 

يارب الموضوع يعجبكم

تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

نابليون يغزو فلسطين.؟ 1

نابليون يغزو فلسطين.؟ 1




?? . نابليون يغزو فلسطين.؟. ??

-*-*-*-*

في شهر شباط عام 1799م/1214هـ, توجه نابليون على رأس جيش فرنسي قوامه 13,000 جندي بحملة عسكرية نحو فلسطين, هدفها احتلال فلسطين والشام وإخضاعها للسيطرة الفرنسية ومن ثم القضاء على السلطنة والامبراطورية العثمانية في اسطنبول, مع أن الهدف المعلن والرئيسي للحملة هو استباق الخطر العثماني وإقامة منطقة عازلة بين مصر واسطنبول.

الجيش الفرنسي اتبع طريق الساحل الفلسطيني من الجنوب نحو الشمال ولم يتوغل في داخل البلاد, ربما لسهولة طرق المواصلات والإمدادات والقرب من البحر والموانىء الفلسطينية إذا احتاج الأمر. في 22 شباط 1799 احتل الجيش الفرنسي مدينة العريش وبعدها غزة, بعد مقاومة بسيطة للسكان المحليين وحاميتي المدينتين, لم تستطع ايقاف الزحف الفرنسي. وفي 7/3/1799 سقطت مدينة يافا بأيدي الفرنسيين, بعد مقاومة جبارة وباسلة لسكان وحامية المدينة ضد قوات نابليون. وبعد استسلام المدينة واحتلالها ارتكب نابليون وجنوده أبشع أعماله قسوة وغير إنسانية حين قتل وأعدم ما يزيد عن ألفين من حامية يافا وأعدموا آلاف الأسرى الآخرين بمجزرة رهيبة ارتكبتها القوات الفرنسية, ويقدر عدد الذين قُتلوا وأعدموا في يافا بنحو 4000 أسير من الجنود والمدنيين.

بعد احتلال مدينة يافا, تابع نابليون وجيشه تقدمهم شمالاً, عبر طريق الساحل الفلسطيني, والهدف احتلال مدينة عكا وإخضاع واليها, أحمد باشا الجزار, حاكم عكا آنذاك. خلال تقدم الجيش الفرنسي شمالاً واجهته صعوبات جمّة كالأمراض والتعب وقلة المؤن والعتاد, وحتى خسارة عسكرية بالقرب من نابلس. وفقط بفضل قوة الدعم الفرنسية التي وصلت من مصر لمساندة نابليون بقيادة الجنرال كليبر ( Kl’eber ), استطاع الجيش الفرنسي مواصلة الطريق واحتلال مدينة حيفا في 17/3/1799, وقوة الدعم العسكري بقيادة كليبر هي التي استطاعت في الواقع احتلال وإخضاع مدينة حيفا حيث أن هذه القوة التي وصلت عن طريق البحر, سبقت نابليون وقوته بالوصول لمشارف حيفا. وقوات كليبر لم تلقَ في الواقع مقاومة تذكر من قِبل سكان المدينة بعد أن نزح عنها الجزار وجلب مدافع وحامية المدينة إلى عكا. وسكان حيفا اكتفوا بايفاد أحد سكان المدينة وكان من أصل أوروبي الذي انتظر قدوم الفرنسيين خارج بوابات ومداخل المدينة, وقامَ بتسليم الجنرال كليبر مفاتيح المدينة. وبعد ذلك التاريخ 17/3/1799, انضم نابليون وقوته إلى قوات كليبر لتتشكل قوة مشتركة للجيش الفرنسي بقيادة نابليون وكليبر, متوجهين نحو هدفهم التالي والصعب وهو احتلال مدينة عكا وإخضاع الجزار, وقد بلغ عدد الجنود الفرنسيين نحو 12 ألف جندي.

في 19 آذار سنة 1799, وصل الجيش الفرنسي لمشارف مدينة عكا وفرض الحصار حول المدينة وباشرَ بضربها بالمدفعية. فقط من الجهة الغربية, من البحر والميناء, بقي مفتوحاً وتمركزت في الميناء قوة بحرية انجليزية لمساندة الجزار. أثناء حصار نابليون لعكا تركزت قيادة الجيش الفرنسي, على هضبة إلى الشرق من مدينة عكا تدعى بتل الفخار (عرفت فيما بعد بتل نابليون).

حاكم ووالي عكا والمنطقة خلال الحصار الفرنسي كان أحمد باشا الجزار (1775-1804), الذي اهتم بتحصين المدينة وبناء أسوار ضخمة حولها في وقت سابق, كان له الفضل الأكبر في صد وردع القوات الفرنسية عن المدينة. بالإضافة للأسوار اهتم الجزار ببناء مرابض للمدفعية وتشييد خندق حول الأسوار بعمق ثمانية أمتار. وتذكر المصادر التاريخية أن عدد المدافع على أسوار عكا بلغ ما يقارب 250 مدفعاً, أثناء الحصار الفرنسي, هذا بالإضافة لاهتمام الجزار بجمع كميات كبيرة من الغذاء والقمح والأرز والمؤن وتوفير كميات كافية من المياه في الفترة التي سبقت وصول الجيش الفرنسي إلى عكا, وذلك استعداداً لوقت الحصار.

في 23 آذار 1799, بدأت المعركة على عكا حيث طوّق نابليون المدينة وضرب حصاراً حولها من كافة الجهات البرية مستعملاً أثناء ذلك القصف المدفعي المكثف, خاصة من ناحية الجهة الشرقية والشمالية-الشرقية للمدينة, لكن نابليون وجنوه فشلوا في اختراق أسوار المدينة المنيعة وبطولة أحمد الجزار المستميتة بالدفاع عن عكا وصد العدوان كان له الأثر المعنوي الكبير على حامية وسكان المدينة بالتصدي للقوات الفرنسية. وعندما لم تنجح محاولات نابليون باختراق أسوار عكا أصدر أوامره لجيشه بالاستمرار بحصار المدينة والحيلولة دون وصول مساعدة خارجية للجزار. وخلال حصار عكا نجح جنود نابليون بالاشتباك وإلحاق هزيمة بقوات الجيش العثماني القادمة من دمشق بمعركة قرب طبريا, وكانت تلك القوات قادمة لمساعدة ومناصرة الجزار. وفي هذه الفترة القصيرة تمكنت القوات الفرنسية من احتلال طبريا والناصرة وصفد, وخلال فترة حصار عكا التي استغرقت أكثر من 60 يوماً, استطاع الفرنسيون من السيطرة وبسط نفوذهم على منطقة الجليل الغربي والتي امتدت من [حيفا] جنوباً وحتى مدينة صور شمالاً, ومن البحر حتى شفاعمرو شرقاً. وبعد معركة جبل تابور في 16/4/1799, امتدت منطقة نفوذ الجيش الفرنسي لتشمل بقية مناطق الجليل ومرج ابن عامر.


يتبع
 

يارب الموضوع يعجبكم

تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

حملة سيناء وفلسطين في الحرب العالمية الأولي 12 والاخيرة

حملة سيناء وفلسطين في الحرب العالمية الأولي 12 والاخيرة



الهجوم الأولي :

http://upload.wikimedia.org/wikipedi...tine-WW1-3.jpg

قامت القوات العربية التي يقودها لوارنس ونوري السعيد بتخريب سكك الحديد التركية حول منطقة درعا Deraa الهامة وإنضم إليهم لاحقاً رجال قبائل الحويطات ورواله بالإضافة إلي بعض الثوار المحليين ..

ولجذب إنتباه الأتراك ، أخذت قوات Chetwode تقوم بهجمات نحو تلال الأردن ، وقبل الهجوم بفترة قصيرة ، قام أحد الجنود البريطانيين من الهنود المسلمين بتحذير الأتراك من الهجوم الوشيك الأمر الذي جعل قائد الفيلق XXII يستعد لإحباط الهجوم البريطاني إلا أن تعليمات قائده الاعلي "قائد الجيش الثامن" منعته من القيـام بذلك !!

وفي الساعة 4.30 فجراً إنطلق الهجوم البريطاني المرتقب ، وذلك بوابل من قذائف 400 مدفع التي سببت مفأجاة كامـلة للمدافعين ، وقامت فرق المشاة بإختراق الخطوط التركية بسرعة ملحوظة ، وفي خلال ساعات كانت فرق الفرسان تتحرك بجوار الساحل بينما قامت طائرة بريطانية يقصف مقر العمليات الرئيس للأتراك التي قطعت الإتصالات بينهم وبين القادة الأخرين ، مما سبب إنهيار كامل للقوات التركية التي قامت بإنسحاب غيـر منظم وفرار قائد الجيش الثامن Jevad Pasha من الميدان ولم يستطع مصطفي كمال السيطرة علي قوات الجيش الثامن المنسحبة .

تحطيم الجيوش العثمــانية:

خلال الساعات الأولي من صباح يوم 20 سبتمبر ، قامت فيلق الصحراء الجبلي بالسيطرة علي جبل الكرمل وفي اليوم التالي إستولوا علي الفوله وبيسان ، وقام لواء من الفرقة 5 الجبلية بمهاجمة مدينة الناصرة مقر القائد العام ليمان فون ساندرز الذي هرب قبل وصولهم له وسيطروا علي ميناء حيفا الحيوي ..

معدات تركية مدمرة بفعل غارات للطائرات البريطانية

قامت بقايا الجيش السابع التركي بالإنسحاب مباشرة نحو الأردن ، فيما قامت الطائرات البريطانية بملاحقتهم وإيقاع خسائر كبيرة بهـم ، وعلي مدار الأيام الأربعة التالية قامت الفرقة الرابعة الإسترالية بمحاصرة قوات تركية بوادي Jezreel .

فيما حاول القائد الألماني ليمان فون ساندرز بنشر عدة فصائل في محاولة لإبقاء خط الأردن - نهراليرموك متماسكا ولكن قوة من لواء فرسان إسترالي قضت علي أماله بإستيلائها علي مدينة سمخ محطمة للخط الذي كان يريده.

تطوير الهجوم :

وأراد الجنرال النبي إستغلال ما حققه من إنتصارات فأمر سلاح فرسانه بالتقدم وعبور نهر الأردن والإستيلاء علي مدن عمـان ودرعا والزحف نحو دمشق ، وأثناء ذلك ، كانت فرقة المشاة 3 الهندية تتقدم شمالاً بجوار الساحـل نحو بيروت ، والفرقة الهندية السابعة تزحف نحو بعلبك بوادي البقـاع حيث توجد أخر المعسكرات التركية ..

وبدأ الجيش الرابع التركي بالتراجع يوم 22 سبتمبر ، فيما قامت قوات الجنرال Chaytor بإستغلال الموقف فقامت فرقة Anzac الجبلية بالإستيلاء علي عمان يوم 26 سبتمبر ، فيما وجدت القوات التركية بمدينة معان نفسها محاصرة بين فرقة Anzac وبين الثوار العرب ففضل قائدهم الإستسلام .

وبعد ذلك ، قامت الفرقة الجبلية الرابعة بالتقدم نحو درعا Deraa التي إستولت عليها القوات العربية ثم زحفت شمالاً تجاه دمشق ، وقامت القوات التركية المنسحبة بإرتكاب اعمال وحشية ضد القري العربية بالمنطقة ..

وتقدمت فرقتان جبليتان بريطانية عبر مرتفعات الجولان للزحف نحو دمشق خاضوا خلالها معارك ببنات يعقوب والقنيطرة وSasa وKatana ، ووصلوا إلي الحدود الشمالية لمدينة دمشق يوم 29 سبتمبر ، وفي اليوم التلي قام الإستراليون بالدوران حول المدينة واجبروا حاميتها علي التراجع لداخل المدينة وسقطت دمشق في اليوم التالي ..

أما حلب فزحفت نحوها الفرقة الجبلية الخامسة البريطانية بالإشتراك مع فصيل عربي وإستولوا عليها يوم 26 سبتمبر ، ثم واصلوا تقدمهم نحو ميسلون حيث حشد مصطفي كمال بعض قواته ووقفوا قبالتهم حتي توقيع هدنة مدروز في 30 أكتوبر 1918 .

خسائر الطرفين :



قتل من البريطانيين قرابة 800 جندي وأصيب 4100 جندي فيما فقد 400 جندي ، أما العثمانيين فلا يعرف عدد قتلاهم ولكن المحصلة تدمير مجموعة جيوش الصاعقة وأسر قرابة 75000 جندي .


تـــم بحــمد الله



يارب الموضوع يعجبكم

تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن


حملة سيناء وفلسطين في الحرب العالمية الأولي 11

حملة سيناء وفلسطين في الحرب العالمية الأولي 11



معارك السنـة الأخيرة ، سوريا

عقد البريطانيين الأمال علي إنهيار القوات العثمانية بعد هزائمها المتلاحقة في فلسطين والعراق بهجوم قوي يعدون له ، إلا أن ظروف هجوم الربيع علي الجبهة الألمانية الذي عرف بإسم عملية مايكـل أجل شن هجومهم المرتقب لمدة 9 شهور ، وتم إعادة جيش الجنرال اللنبي الذي قدم معه إلي فرنسا للمشاركة في صد الهجوم الألماني ، وتم إستعاضة تلك القوات بفرق جديدة جلبت من الهند وإستغرق تدريبها ربيع وصيف العام 1918 .

ونظراً للسيطرة الساحقة للبريطانيين في الجو لم يكن لدي الأتراك أو قائدهم ليمان فون ساندرز أدني فكرة أو تصور أين سيهجم البريطانيين ، وما زاد الأمر سوءاً سحب وزير الحرب العثماني "إسماعيل أنور" كثير من القوات العثمانية علي تلك الجبهة ليعمل علي إنشاء جيش الإسلام وترك القوات الغير مدربة جيداً لتكتوي بجحيم المعـركة .

أما علي الجانب التركي فبعد هزيمتهم في غزة ، إنسحبوا إلي الخلف وحاولوا بناء خط دفاعي عند وادي Sarar لكن تم إحباط المحاولة من قبل البريطـانيين بهجوم قاموا به في 13 نوفمــبر 1917 ، وحاول الجنرال Falkenhayn بناء خط دفاعي جديد يمتد من بيت لحم إلي مدينة القدس حتي يافا ، ونجح في الصمود أمـام أولي الهجمات البريطانية عليه ولكن مع توالي وصول فرق المشاة البريطانية إلي المنطقة نجحوا في تحطيم الخط الدفاعي والإستيلاء علي مدينة القدس يوم 9 ديسمبر 1917 ، الذي إعتبرته الحكومة البريطانية برئاسة لويد جورج إحدي أهــم المكاسب بعد 3 سنوات دامــية من الحرب ، وحدث تغيير في القيادة التركية فتم إستدعاء أحمد جمال باشا إلي إسطنبول وإعطاء المسئولية إلي القادة الألمــان أمثال Kressenstein و Falkenhayn ..

الموقف بعد سقوط القدس :

بعد سقوط القدس ، عانت القوات البريطانية من نقص بقوات المشاة نظراً لسحب عدد كبير منها بالإضافة إلي قوة الدبابات التي قدم بها اللنبي من فرنسا لدعم القوات البريطانية علي الجبهة الألمانية بعد قيامهم بشن هجوم الربيع "عملــية مايكل" ، ورغم ذلك حاول اللنبي إبقاء الضغط علي الأتراك فقام بإرسال قوة من سلاح الفرسان للإستيلاء علي مدينتي عمان والسلط بالأردن ولكنه فشل في تحقيق ذلك .

وتم إستبدال القائد الألماني Falkenhayn الذي كان يريد إتمام عملية الإنسحاب لتقصير خطوط مواصلاته بألماني اخر هو الجنرال von Sanders الذي كان يري بأن مواصلة التراجع يعمل علي إهباط معنويات القوات العثمانية ويعطي الفرصة أمام ثورة العرب للإنتقال شمالاً إلي حيث خطوطهم وعزل باقي قواته بالحجاز ، فقام بإيقاف الإنسحاب وإستعاد بعض الأراضي القريبة من الأردن .

وكانت قوات النبي خلال صيف العام 1918 معتمدة علي فرقتان من المشاة هنديتان تم جلبهما من حملة الرافدين لإستعاضة فرقتي المشاة اللتان تم إرسالهما إلي الجبهة الغربية ، وتم نقل فرقتان جبليتان هنديتان من فلسطين إلي الجبهة الغربية ، وتم إعادة تنظيم فرقة Yeomanry ، وبالتالي أصبحت القوات الهندية ثمثل غالبية قوات اللنبي فكان كل 3 كتائب هندية تقابلها كتيبة بريطانية ..

وبعد إعادة تنظيم قواته ، نقل معظم عملياته لشمال الأردن حيث كانت قوات الثورة العربية بقيادة الأمير فيصل ، وكان بعض من جنود الثورة العربية تحت قيادة جعفر باشا الذي قام بحصار الحامية العثمانية بمعان ، وكان لورانس يقود بعض القوات العربية تجاه مدينة العقبة لتخريب سكة حديد الحجاز التركية ، وحاول الأتراك شن هجوم بمنطقة أبوطلال بالأردن ولكنها هزمت علي يد قوات الفرسان الإستراليـة ، وعملت أسراب الطائرات البريطانية علي تحقيق السيطرة المطلقة بالجو ضد فصيل الطائرات الألماني المتواجد بفلسطين ..

خطة الحلفاء :

كانت خطة اللنبي ترتكز علي تحقيق إختراق بالجهة الغربية من الجبهة القريبة من شواطئ المتوسط ، وفي سبيل تحقيق قاموا بالإستيلاء علي موقع دفاعي قريب من نهر العوجة وذلك خلال المعارك نهاية عام 1917 ، وبعد تحقيق الإختراق ، يتم دفع فيلق الصحراء الجبلي البريطاني تجاه الثغرة التي حدثت بخطوط القوات العثمانية ويقوموا بالإستيلاء علي الممرات بجبل الكرمل قبل إنتباه القوات العثمانية والسيطرة علي مراكز الإتصال بالفوله وبيسان مما يؤدي إلي حصار القوات العثمانية غربي الأردن .

ولإنجاز ما خططه اللنبي كان عليه بذل جهود كبيرة لإلهاء العثمانيين عن نواياه الحقيقة كما سبق وفعل بمعركة غزة الثالـثة ، ولهذا حرك فرقة Anzac الجبليـة لوادي الأردن بالنهار في حين كـان يقوم بسحبهم ليلاً بالعربات وذلك لتكرار تلك العملية في اليوم التالي ، وعلي طول الطريق كانت مركباتهم وخيالتهم تقوم بإثارة الغبار لمحاكاة حركة القوات وبنيت حصون ومعسكرات خداعية .

وأثناء ذلك ، إنضم فيلق الإبل البريطاني إلي القوات العربية لشن غارة علي مدينة عمان ، وخلال مسيرهم كان يقومون ببعثرة معلبات الطعـام وعلف الحيوانات علي طول الطريق لخداع الأتراك بالمنطقة، فيما تم نشر مقالات بالصحف البريطانية تتحدث عن عقد سباق بغزة يوم 19 سبتمبر"يوم الهجوم المرتقب" وذلك زيادة في خداع الأتـراك .

معركة مجيدو :



وأخيرا في 19 سبتمبر 1918، أطلق الجنرال أدموند اللنبي هجومه المرتقب وأطلق علي ذلك الهجوم معركة مجيدو Megiddo بينما سميت بالغرب بإسم Armageddon المعركة الفاصـلة ..

ميـــزان القوي :

كان يقود جيوش البريطانيين التي عرفت بإسم قوات الحملة المصرية EEF الجنرال ادموند اللنبي وقد إجتمع تحت يديه الفيلق XXI ويضم 5 فرق والجحفل الفرنسي الأرمني ، والفيلق XX ويضم فرقتين ، وقوات الجنرال Chaytor التي تضم فيلق الصحراء الجبلي وفرقة Anzac الجبلية ولواء مشاة هندي بالإضافة إلي الجحفل اليهودي بالإضافة إلي فرقتان جبليتان هنديتان وفرقة إسترالية جبلية وفوج سيارات خفيفة ، بالإضافة إلي قوات الثورة العربية التي كانت تضم لواء مشاة نظامي بقيادة جعفر باشا وفيلق الإبل المصري والشريفي بقيادة لوارنس ورجال قبائل الحويطات وروالة .

أما الأتراك فكان يقود مجموعة جيوشهم" الصاعقة Yilderim " بالمنطقة ليمان فون ساندرز ويضم الجيش الثامن بقيادة Jevad Pasha مسئول عن الدفاع عن سهل شارون ويحتوي علي فيلقين ، وهما الفيلق XXII ويضم 3 فرق والفيلق الأسيوي الذي يضم فرقتين بالإضافة إلي فصيل ألماني ، بالإضافة إلي الجيش السابـع الذي يقوده مصطفي كمال ومسئول عن الدفاع عن وادي الأردن ووصحراء فلسطين ويشتمل علي فيلقين ، وهما ، الفيلق III ويضم فرقتين والفيلق XX ويضم فرقتين والفوج 146 مشاة ألماني ، والجيش الرابع الذي يقوده جمال Kuchuk ويشتمل علي فيلقين ، وهما ، الفيلق VIII ويدافع عن نهر الأردن بقوة فرقتين والفيلق II ويضم فرقتين ويدافع عن الأردن .


يتبع
 

يارب الموضوع يعجبكم

تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

حملة سيناء وفلسطين في الحرب العالمية الأولي 10

حملة سيناء وفلسطين في الحرب العالمية الأولي 10


غزة وتل الخويلف

الخنادق الدفاعية التركية

بسبب ندرة المياه شمال منطقة بئر سبع ، جعل الجنرال اللنبي يستجيب لإقتراح كل من Chetwode وChauvel في تأخير الهجوم التالي حتي يوم 6 نوفمبر ، وأثناء ذلك كان سيشددون من ضغطهم علي الأتراك ناحية الشرق لكي يسحبوا إحتياطياتهم بغزة ، ورغم من دفع الأتراك عن بئر سبع إلا انهم لم يتخلوا عن باقي الخط الدفاعي ، وكان الجناح الأيسر للدفاعات التركية متمركزا بمنطقة هريرة Hareira ويمتد من بئر سبع حتي النقطة القوية تل الخويلف الذي يسيطر علي الطريق المؤدي لمدينة الخليل والطريق الساحلي ، وبعد الإستيلاء علي بئر سبع ، تقدم اللواء 7 الجبلي البريطاني لمحاولة السيطرة علي نقطة تل الخويلف ولكن وصل متأخراً بعد الأتراك الذين حصنوه بشكل جيد ولمدة 4 أيام متتالية حاول اللواءان الإسترالي والنيوزيلاندي أسر موقع تل الخويلف ولكنهم فشلوا بتحقيق ذلك ، وبعد ذلك توالي وصول الفرقة 53 مشاة وفيلق الإبل الإمبراطوري والدعم المدفعي وبدأو في شن هجوم قوي لمدة يومين نجحوا من خلاله في إجبار الأتراك علي التخلي عن تل الخويلف ..


وبدأ الهجوم الأول علي غزة فجر يوم 2 نوفمبر عندما هاجم اللواءاين 161 و 162 من الفرقة 54 مشاة ، الخنادق الدفاعية التركية الموجودة بالكثبان الرملية بين غزة وشاطئ البحر المتوسط ، وتقرر أن يكون الهجوم ليلاً مع دعم ساحق من بطاريات المدفعية و6 دبابات ، وتمكنم البريطانيين من التقدم علي الرغم من كثرة الخسائر بكلا الجانبيين إلا أنه علي الرغم من ذلك كانت الأفضلية للبريطانيين ..


الإختراق البريطاني :


أصبح الخط الدفاعي غزة - بئر سبع ضعيفاً إلي حد كبير ، وفي فجر يوم 6 نوفمبر قام البريطانييين بإستخدام 3 فرق من فيلق الجنرال Chetwode بالهجوم علي ناطق واسع بالقرب من تل الشريعه Sheria الذي يبعد مسافة قصيرة عن مركز الخط التركي ، وتمكنت الفرق 10 و60 من إختراق الدفاعات التركية بحلول الساعة 2.30 بينما ظلت الفرقة 74 عاجزة علي تحقيق الإختراق ، وفي صباح اليوم التالي قاموا ببدء الهجوم علي مدينة غزة ذاتها ، حيث تقوم الفرقة 54 بالهجوم ناحية الكثبان الرملية جهة الشرق والفرقة 75 جهة الغرب ضد النقطة القوية بمنطقة Ali Muntar التي شهدت إراقة كثير من دماء البريطانيين خلال محاولتهم السابقة الإستيلاء عليها ، وفي الساعة 9 صباحا أتم البريطانيين الإستيلاء عليها ، وفي ناحية الشرق إستولت الفرقة 10 علي معقل هريرة Hareira والفرقة 60 علي معقل تل الشريعه Tel el Sheria ، وتم الإستيلاء علي أخر المواقع الدفاعية التركية يوم 8 نوفمبر بأن تمكنت الفرقة 75 من السيطرة علي معقل Tank ومعقل Atawineh التي كانت تسيطر عليهما الفرقة 54 التركية ..


نتيجة الهجوم :


إجتياح خط غزة - بئر سبع بالكامل وتم أسر و إستسلام 12000 جندي تركي ، إلا أن تضحيات قوات المؤخرة التركية أجبرت البريطانيين على تأجيل التقدم البريطاني وأنقذت الجيش من حركة إلتفاف حوله لتدميره .

يتبع
 

يارب الموضوع يعجبكم



تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

حملة سيناء وفلسطين في الحرب العالمية الأولي 9

حملة سيناء وفلسطين في الحرب العالمية الأولي 9



معركه غزة الثالثه:

http://www.marefa.org/images/f/fa/FWWgazamap.jpg


بداية الحملة البريطانية علي فلسطين في يناير 1916 كانت تحت قيادة القائد العـام مواري الذي قام ببناء العديد من التجهيزات لجنوده عبر صحراء سيناء وبإشراف من الجنرال Dobell وأجروا خلالها محاولتان للإستيلاء علي غزة إنتهت كليهما بفشل ذريع وخسائر كبيرة .


وكان لدي الجنرال Murray حماس كبير لإستكمال الإستيلاء علي فلسطين الأمر الذي سبب كثيراً من الخسائر بسبب إندفاعه في الهجوم مما جعل مكتب الحرب ببريطانيا يقيل كلا من الجنرال Murray والجنرال Dobell عقب معركة غزة الثانـية وتسليم مسئولية العلميات المستقبلية للجنرال أدموند اللنبي .


ميزان القوي :


البريطانيين : الفيلق XX بقيادة الجنرال Chetwode وينتظم في تشكيله 4 فرق - الفرقة 10 والفرقة 53 والفرقة 60 والفرقة 74 بالإضافة إلي الفيلق XXI الذي يقوده الجنرال Bulfin وينتظم في تشكيله 3 فرق ( الفرقة 52 والفرقة 54 والفرقة 75 ) وفيلق الصحراء الجبلي الذي يقوده الجنـرال Chauvel الذي يتشكل من 3 فرق ( فرقة Anzac والفرقة الإسترالية وفرقة Yeomanry )


العثمانيين : كانت مسئولية الدفاع عن فلسطين تقع علي عاتق الجيش الرابع العثماني الذي يقوده الجنرال الألماني Kressenstein ، وعلي الرغم من تحقيق تلك القوات لإنتصارات سابقة علي البريطانيين إلا أن الموقف الإداري لتك القوات كان سيئاً حيث كانوا يعانون من نقص في الذخيرة والطعام وعلف الحيوانات ، وقبل الهجوم البريطاني كانت القوات التركية يعاد تنظيمها ، فتم تشكيل الجيش الثامن بجنوب فلسطين وتقسيمه إلي فيلقين بقوة 9 فرق مشاة وفرقة فرسان واحدة ، وكانت مسئولية الدفاع عن غزة من مهام الفيلق XX التركي الذي إحتوي علي 3 فرق ( الفرقة 53 والفرقة 3 والفرقة 54) بالإضافة إلي فرقتين بالإحتياط ( الفرقة 7 والفرقة 19) ، وإلي الشرق من غزة كان الفيلق XXII ينشر قواته علي إمتداد المنطقة بين Atawineh حتي Hareira بينما خصص للدفاع عن بئر سبع فرقة واحدة ( الفرقة 27 ) ..


خطـة الهجوم :


حيث قام الجنرال Chetwode بوضع خطة جديدة إستهدف منها معالجة السلبيات التي ظهرت خلال هجماتهم السابقة ، حيث أوضح في خطته أن هناك تعادلاً في القوات بين البريطانيين والأتراك مع وجود تفوق بريطاني في ناحية المدفعية والدعم البحري القوي بينما كان للأتراك ميزة التموضع في نقاط دفاعية محصنة ، وكانت النقطة الأضعف في الخط التركي من ناحية الشرق تجاه بئر سبع التي تبعد 30 ميلاً عن الساحل ، وبسبب ندرة مصادر المياه بالمنطقة إعتقد الأتراك بأن من المستبعد أن يشن البريطانيين هجوماً من تلك المنطقة ولهذا قاموا بوضع فرقة واحدة فقط ..



ولهذا كانت خطة الجنرال Chetwode بالإختراق في تلك المنطقة مما يجعلهم قادرين علي تطويق باقي القوات البريطانية في غزة ، ومن أجل ذلك قام برسم خطة خداعية للإيحاء للأتراك بأن هجومهم سيكون ناحية الغرب ، وولذلك , ضغطوا بشدة علي بلدة بئر سبع لكي يسحب الأتراك إحتياطاتهم من غزة ..


وأدي ذلك إلي إنهيار القوات التركية ببئر سبع وإستسلم الكثير منهم وأخذوا أسري وتمكن الأتراك من إفساد بئرين من 17 بئراً للمياه الموجودة بالمنطقة حتي لايستفيد بها البريطانيين بالإضافة إلي الإستيلاء علي 90 ألف جالون من المياه مما شكل ضربة قوية للأتراك ونجاحاً كبيراً للبريطانيين ..


يتبع







يارب الموضوع يعجبكم

تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

حملة سيناء وفلسطين في الحرب العالمية الأولي 8

حملة سيناء وفلسطين في الحرب العالمية الأولي 8

خطه الهجوم

http://upload.wikimedia.org/wikipedi...sheba_1917.jpg

بئر سبع عام 1917

حاول البريطانيين إستغلال الضعف في دفاعات الأتراك بالناحية الشرقية عن الغربية التي تتسم بالصلابة والقوة الكبيـرة ، وقد إطمئن الأتراك للناحية الشرقية علي أساس أن ندرة المياه بتلك المنطقة سوف يحد من العمليات البريطانية ، وعندما تولي الجنرال اللنبي أخذ يعمل علي تطبيق خطة الجنرال Chetwode التي سبق وقام بصياغتها قبل عزله ، وتشتمل علي هجوم قوي بإستخدام فرقتين من الفيلق XX وهما الفرقة 60 والفرقة 74 مع فرقتين جبلتين ، وسيسند إلي المشاة الإنقضاض علي الدفاعات العثمانية القوية بالمنطقة الجنوبية الغربية مع دعم المدفعية الثقيلة لهم بينما تقوم الفرق الجبلية بالمناورة ناحية الجنوب والشرق وبعد التغلب علي تلك الدفاعات يتم شن الهجوم الشامل علي بئر سبع .



أما علي الجهة الأخري ، فقد توقع الأتراك بأن تشتعل رحي المعارك في فلسطين مرة اخري وقام محللي الإستخبارات " الإستطلاع " بتقديم تقرير مفصل إلي قائد الجيش الرابع العثماني يوضحون فيه نوايا الحلفاء الهجومية بشكل تفصيلي ولم ينقص ذلك التحليل سوي تحديد ميعاد الهجوم البريطاني !!

الهجوم الأولي ، معركة El Buggar Ridge :

كان الإستيلاء علي كارم يحقق هدفين حيويين للحلفاء وذلك بجعلها نقطة الإمداد الرئيسية لهم بالمياه وإرسال رسالة للأتراك بأن معاقلهم بـ Abu Hareira و Tel el Sheria في متناول أيدينا وبمقدرونا الهجوم والإستيلاء عليهما ، وكان بين ذلك المعقلين خنادق دفاعية كثيرة معروفة بإسم نظام رشيدي الذي تم إنشاءه ليكون حائط صد أمام هجمات الحلفاء .

وكان قلق الجنرال Chauvel قبل بدء الهجوم من أن بإمكان المدفعية التركية قصف خط السكة الحديد ، وفي محاولة إعتبرت إختباراً لعزيمة البريطانيين ، ففي 17 أكتوبر 1917 ، قامت فرقة الفرسان الثالثة التركية بالإشتراك مع قوات من الفرقة 16 مشاة , بعمل إستطلاع حول الخط الذي يحيط بمنطقة El Buggar وبالتحديد عند التله رقم 720 و630 وقد قامت فرقة Yeomanry البريطانية بإستبسال عظيم بقيادة قائدهم Malins Lafone - حاز علي صليب فيكتوريا بسبب شجاعته في تلك المعركة ، وتمكن الأتراك من دفعهم قليلاً إلي الوراء ، ولكن في وقت لاحق من ذلك اليوم قام فوج الفرسان التاسع الخفيف بالإشتراك مع عناصر من الفرقة 74 " Yeomanry " والفرقة 53 ، بهجوم مضاد تمكنوا من خلاله من إستعادة الأراضي التي فقدوها قبل ذلك ، مما جعل الأتراك يظنون بأن ذلك الهجوم هو مقدمـة لهجوم بريطاني وشيك عي بئر سبع .

وعلي الرغم من ذلك ، قام الجنرال اللنبي ببناء خطته علي أساس التفوق العددي معتمداً علي النجاح الذي حققه في El Buggar ، وتأسيساً علي ذلك ، قام بإرسال 44000 جندي للإستيلاء علي بئر سبع في مقابل 4400 جندي عثماني ، مما يتيح لهم نسبة تفوق 10 : 1 أي تضمن لهم نصراً مريحاً .


هجوم المشــاة :

تم البدء بالهجوم علي بئر سبع صبيحة يوم 31 أكتوبر 1917 ، بقيام الفيلق XX الذي يقوده الجنرال Chetwode بهجوم عنيف تجاه بئر سبع بدعم من المدفعية الثقيلة التي قامت بجذب إنتباه بطاريات الأتراك بعيداً عن قوات المشاة ، وتمكنت قوات المشاة في الساعة 8.30 من الإستيلاء علي بعض نقاط المراقبة والإستطلاع الأمامية ، وتمكنت قوات المشاة من الوصول لأهدافها الأولي بسرعة شديدة ، هذا التقدم السريع دفع بعض القادة البريطانيين إلي الطلب من الجنرال اللنبي ببدء الهجوم علي بئر سبع مباشرة ، لكنه رفض ذلك وأمر بأن تبقي القوات في مواضعها الحـالـية ..

وبعد ذلك قام لواء الفرسان الرابع بالإستيلاء علي Tel el Saba ، وبعث قائده برسالة إلي اللنبي يطلب فيها ، السماح له بالدخول إلي بئر سبع ولكن اللنبي رّد عليه بحدة قائلاً بانه من المبكر دخول البلـدة ، وبينما كان ينتظر رد اللنبي ، نقلت إليه تقارير بأن الأتراك يخلون بئر سبع فعزم علي التحرك وتم تكليف لواء الفرسان الرابع بالمهمة الذي يقوده العميد وليام جرانت ويحتوي اللواء علي الفوج 11 و 12 و 4 من الخيالة الخفيفة"الفرسان" وعلي الرغم من ان الجنرال جرانت هو قائد اللواء إلا أن من قاد العملـية المقدّمِ Bourchier الذي كان يري بضرورة الهجوم ليلاً والمفاجئة التي سبق تنفيذها بنجاح في الحرب الجنوب إفريقية ، وقاموا بشن هجوم قوي نجحوا من خلاله بالإستيلاء علي البلــدة ..

النتائج :

بعد الإستيلاء علي البلدة ، قام لواء الفرسان الرابع بأسر 38 ضابط و700 جندي و4 قطع مدفعية ميـدان ، وكانت مجمل خسائرهم 31 من بينهم ضابطـان وإصابة 36 من بينهم 8 ضباط ، اما الخسائر البريطانية بشكـل عـام ، مقتل 53 و إصابة 144 بفيلق الصحراء الجبلي ، بالإضافة إلي 116 قتيل بين صفوف فيلق المشــاة XX .


يتبع





يارب الموضوع يعجبكم

تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

حملة سيناء وفلسطين في الحرب العالمية الأولي 7

حملة سيناء وفلسطين في الحرب العالمية الأولي 7




معركه بئر سبع

http://upload.wikimedia.org/wikipedi...rsheba_map.png


كانت هذه المعركة ضلعاً مهماً في خطة الهجوم الثالثة علي غزة ، والإستيلاء علي هذه المنطقة يعني إحكام السيطرة علي مسافة تقدر بـ50 كلم داخل فلسطين من شواطئ المتوسط حتي بئر سبع ، وقد سبق ذلك الهجوم محاولتين فاشلتين للإستيلاء علي بئر سبع الذي ترافق مع الفشل الذريع الذي منيت به القوات البريطانية بمعركة غزة الثانـية ..

ولكن تلك القوات هذه المرة قد جري إجراء العديد من الإصلاحات والتغييرات بها فتم تعيين قائد جديد هو الجنـرال إدموند اللنبي بدلا من الجنرال Murray ، وكان اللنبي يشغل سابقاً قائد الجيش الثالث البريطاني في الجبهة الغربية " الألمانـية ".

ميزان القوي :

الحلفاء : تم إجراء تعديل رئيسي علي قوات المشاة حيث تم دمجهم في فيلقين وهما فيلق XX الذي يقوده الجنرال Chetwode مع الفيلق XXI ، وتم إستحداث فرقة جبلية جديدة وهي Yeomanry Mounted Division ليصبح قوام الفرق الجبليـة 3 فرق بالإضافة إلي فيلق الصحراء الجبلي الإسترالي التي يقودها الجنرال Henry Chauvel ، وإختير من بين القوات السابقة للهجوم علي بئر سبع قوات الفيلق XX وفيلق الصحراء الجبلية ..

مع العلم بأن فيلق الصحراء الجبلي الإسترالي يتكون من 3 فرق ، حيث يضم , فرقة Anzac التي تتكون من 3 الوية والفرقة الإسترالية الجبليـة وتتكون من 3 ألوية وفرقة الفرسان التي تتكون من لواءاين ..

العثمانيين : كان لدي العثمانيين بمنطقة بئر سبع قرابة 900 جندي بالجهة الغربية و نحو 1400 بالجهة الجنوبية الغربية و900 جندي بالجهة الجنوبية بالإضافة إلي 1200 جندي موجودين كإحتياط لمواجهة أي طـارئ ، وكانت الدفاعات ناحية الجنوب والغرب قوية لحد كبير نظراً لموضعها تجاه غزة ولكنهم ناحية الشرق إعتمدوا علي حصن قديم إسمه Tel el Saba يبعد نحو 5 كلم عن بئر سبع .

يتبع


يارب الموضوع يعجبكم

تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن


حملة سيناء وفلسطين في الحرب العالمية الأولي 6

حملة سيناء وفلسطين في الحرب العالمية الأولي 6


معركة El Buggar Ridge :



كانت معركة El Buggar Ridge أول تحرك للبريطانيين نحو شن هجومهم الواسع المرتقب ، وإستهدفت تحطيـم الخط غزة_ بئر سبع الدفاعي ، الأمر الذي يتيح لهم السيطرة علي مسافة قدرها 50 كلم داخل فلسطين ، و بإنتهاء أعمال مد أنابيب المياه وخط السكة الحديد من تل الفرح إلي كارم Karm إستكملت التحضيرات اللوجيستية للمعركة ، ولحماية ذلك المستودع الحيوي من قصف البطاريات التركية المتواجدة بمعقل Abu Hareira ، أمر الجنرال Chauvel بتحويل قوات المقدمة المؤقتة إلي خط دفاعي دائــم وحدد هذا الخط بأن تكون حدوده من الشرق للغرب عند نقطة المزرعة مروراً بالنقطة 510 والنقطة 550 والنقطة 630 ثم جنوباً حيث النقطة 720 التي تخترق طريق بئر سبع بمنطقة El Buggar .


ميـزان القوي :

قام الحلفاء بحشد القوات التالية والمتمثلة في لواء الفرسان الخفيف الثالث التابع للفرقة الجبليـة الإسترالية و اللواء الثامن الجبلي البريطاني و اللواء 158 "شمال ويلز" واللواء 160 "ويلز" التابعين للفرقة 53 مشاة و لواء المشاة 229 البريطاني رقم من الفرقة 74 و مجموعة مدفعية لواء الفرسان 96 " أقل من 4 بطاريات" و بطارية مدفعية من لواء المدفعية 117 الميداني .

أما الأتراك وطبقا للواء Huseyin Husnu Emir كان لديهم بمنطقة بئر سبع القوات التالية والتي كانت تحت إمرة عصمت "بك" وهي الفوج 125 مشاة التابع للفرقة 16 و فوج مشاة من الفرقة 27 وفرقة الفرسان الثالثة واللواء 125 مدفعية .



خطــة الهجوم :

من وجهة نظر العثمانيين كان إستيلاء الحلفاء علي كارم Karm بمثابة خلق نقطة إمداد بالمياه والتعيينات لكي يواصلوا منه عملياتهم دون خوف من الناحية اللوجيستية ، لكن موضع مستودع كارم كان يضعه في مرمي نيران بطاريات المدفعية التركـية المتواجدة بمنطقة Abu Hureira وما يسمي بنظام رشيدي الذي أمسي يشكل عائقاً قوياً أمام الحلفاء وكانت كارم قلب تلك المنطقة .

وللتغلب علي ذلك إقترح الجنرال Falkenhayn هجوماً بمرحلتين ، الأولي بتنفيذ عملية إستطلاع بالقوات لبئر سبع يوم 27 أكتوبر نظراً لأنها كل الهجمات العثمانية التي إنطلقت تمت منها .

الهجوم :

في الساعة الرابعة من صباح يوم 27 أكتوبر تم إطلاق النار علي قوات الإستطلاع بمنطقة El Buggar من قبل قوات سلاح الفرسان التركي ، وأعقب ذلك الحادث بساعة , توسع الإشتباكات حيث إنضم 2000 جندي من المشاة بالإضافة إلي 1200 جندي من سلاح الفرسان العثمانـية مع وجود دعم من 3 بطاريات للمدفعية يمكن زيادة عددها إلي 12 بطاريــة إذا إقتضي الأمــر ، وبالتالي إبتعدت تلك القوات عن خط Kauwukah لمهاجة الحلفاء الذين يحتلون حافة الخط ..

الإشتباك الأول حدث عند النقطة 630 بين فوج المشاة 125 العثماني حيث طلب منه أن يقوم بإشغال العدو علي أجنحة المعركة مع جذب نيران مدفعية العدو الثقيلة ، وطبقا لطائرة بريطانية حلقت فوق موقع المعركة ذلك اليوم أن عدد القوات العثمانية يعادل 2000 جندي والجنود البريطانيون يوشك ان تمنع عنهم الإمدادات .

ولإنقاذ الموقف ، أرُسل سرب من Yeomanry لتعزيز القوات البريطانية عند النقطة 630 ، لكن تلك القوة المتقدمة قوبلت بنيران شديدة من المواقع التركية وبعد عدة محاولات لدخول النقطة 630 تم إرغامه علي الإنسـحاب ، وأرسلت مساعدة أخري تقدر بقوة سربان من لواء الفرسان العاشر الخفيف تمت إعاقتها أيضا ، وعلي الرغم من ذلك قاومت الحامية البريطانية عدة محاولات تركية للقضاء عليهم حتي ساعة متأخرة من المساء .

وفي النقطة 720 كان القتال عنيفا وشرسا ، بسبب كبر قوة الهجوم العثمانية المشكّلة من 1200 جندي من سلاح الفرسان "الفرقة 3 فرسان" وكتيبة من فرقة المشاة 27 تدعمهم القذائف الثقيلة ، وأطلقت القوات العثمانية هجومين تم صدهما وبعد إعادة تنظيـم للقوات إنطلق هجوم ثالث ضد السرب B من فرقة Yeomanry الذين صمدوا لمدة 3 ساعات قبل أن يتم سحقهم عدا 3 رجال والباقي ما بين قتـيل وجريــح .

ولمساندة القوة المحاصرة تم إرسال سربين من لواء الفرسان التاسع تجاه نقطة 720 في تمام الساعة 3 عصراً بالإضافة إلي لواءاي مشاة من الفرقة 53 كانا يتحركان نحو حافة الخط الدفاعي Kauwukah ، وفي الساعة 7 مساء إكتشفت دورية لأحد الضباط ان القوات العثمانية بالنقطة 720 قد إنسحبت مما سمح لهم بإعادة إحتلال El Buggar Ridge دون أي إصابات .

يتبع

 
يارب الموضوع يعجبكم

تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

حملة سيناء وفلسطين في الحرب العالمية الأولي 5

حملة سيناء وفلسطين في الحرب العالمية الأولي 5


معـركة غزة الثانـية

بعد ضياع النصر من البريطانيين في معركة غزة الأولي ، قاموا بشن هجوم ثاني علي غزة تدعمهم مدافع أسطولهم وبعض الدبابات ، وتمثل هدفهم في تحطيم الدفاعات العثمانـية علي طول خط غزة - بئر سبع الدفاعي ، في حين كان هدف الأتراك بعد إنتصارهم في معركة غزة الأولي في أن يتمكنوا من إيقاف الحلفاء من التوغل أكثر في فلسطين .

ولذلك حاول كل من القائدين Murray و Dobell خلال إجتماعاتهم بمجلس الحرب في المملكة المتحدة وصف هجومهم الأول علي غزة بالناجح مما أعطي الساسة في بريطانيا إشارات إيجابيـة بسرعـة إستئناف الهجوم ، وكانت خطة الجنرال Dobell تشبه لحد كبير خطة الحلفاء في الجبهة الغربية "ألمانيا" وذلك بقصف تحضيري علي مواقع العدو لمدة يومين ويليه هجوم بري بالمشاة علي خنادق العدو ، فيما كان القادة الميدانيين كالجنرال Chetwode و الجنرال Chauvel أقل تفاؤلاً بشأن فرص نجاحهم في تحطيم الخط الدفاعي التـركي .


ميـزان القوي :


تم زيادة عدد القوات بإمرة الجنرال Dobell ليصبح قوامها 4 فرق مشاة " 52 و 53 و 54 و 74 المكونة من أولوية سلاح الفرسان" مع فرقة Anzac و الفرقة الجبلية و لواء الإبل البريطاني ، وستكون الفرقة 74 و فرقة Anzac إحتياطي المعـركة ولرغبة بريطانيا في تطبيق خطة هجومها بالجبهة الغربية في قتالها ضد الأتراك ، قررت إدخال الغاز السام و6 دبابات لأول مرة لساحة الجبهة الشرقية .

اما القوات التركية الموجودة بالمنطقة فيرجح عددها ما بين20 ألف إلي 25 ألف ، فيما تم تقوية الدفاعات التركية منذ المعركة الأولي لغزة ، حيث في غرب الخط الدفاعي يوجد حصن غزة ، ومن الشرق توجد معاقل Atawineh وHareira وSheria ، وبعد معقل Sheria كان الدفاعات أقل قوة ، ونظرا لندرة مصادر المياه بالمنطقة قرر الأتراك إستخدام سلاح الفرسان في شن هجماتـهم .

الهجوم :

وتم شن الهجوم الثاني علي غزة صبيحة يوم 17 إبريل بعد قصف تحضيري ضد التحصينات التركية لمدة يومين متتالين وقد إشتركت في مرحلة القصف التحضيري المدافع الثقيلة لسفن الحلفاء المتواجدة علي ساحل غزة ، ورغم عنف القصف إلا أنه لم يكن في مستوي القصف علي الجبهة الغربية ولهذا كان تأثيره ضعيف علي تحصينات غزة ..

وفي صباح يوم 19 إبريل ، تم الشروع في الهجوم البري ، وتم التركيز علي الإستيلاء علي النقطة القوية Ali Muntar جنوب شرق غزة ، لدرجة إطلاقهم لقذائف الغاز السام ، ونتج عن طول فترة القصف التحضيري أن الأتراك إستعدو جيدا لملاقاة البريطانيين وقاموا بتقوية دفاعاتهم ، وظهر قصور أخر في خطة الهجوم البريطاني ، في أن قصفهم تركز علي التحصينات دون بطاريات المدفعية التركية ..

وبدأ الهجوم البري علي غزة وخسر البريطانيين دبابة كانت تقوم بدور إسناد لمشاتهم ، وفي الساعة 7.15 تقدمت الفرقة 53 في أقصي غرب الجبهة للإستيلاء علي منطقة الشاطئ بين غزة والبحر المتوسط ، وبعد فترة قصيرة ، قامت الفرقة 52 بالهجوم في الوسط في مواجهة مدينة غزة والنقطة القوية Ali Muntar ، والفرقة 54 بالهجوم من علي يمين الجبهة ضد معقل Tank ، وعاني البريطانيين من خسائر جسيمة علي طول خط الجبهة فتوقف الهجوم ..

معقل الدبابات :

أما بالنسبة للدبابات فتم نشر الدبابات الخمس المتبقية علي طول الجبهة وإنحصر دورها في جذب نيران العدو بعيداً عن قوات المشاة ، وقامت إحدي تلك الدبابات بدور هام في يمين الجبهة حيث ساعدت الفرقة 54 مشاة في إنجاز مهامهم المطلوبة .

وكان في مواجهة نقطة "معقل الدبابة" اللواء 161 من الفرقة 54 وعلي يمينهم كانت توجد الكتيبتان الأولي والثالثة من لواء الإبل الإمبراطوري الذين قاموا بالترجل من علي الجمال ، وبدؤا هجومهم الساعة 7.30 وشاركتهم الهجوم دبابة واحدة تسمي "The Nutty البندق" التي قامت بجذب نيران مدفعية ، وتلي ذلك تمكن الدبابة من الصعود إلي قمة ربوة عالية وقامت بإطلاق النار علي العدو حتي توقفوا عن إطلاق النار .


في حين عانت قوات المشاة وكتيبة الإبل الأولي من خسائر جسيمة في طريق زحفهم ، والأن قرروا الهجوم علي خنادق العدو ، فتم تجهيز قوة من 30 جمل و 20 جندي من المشاة التابعين لفوج نورفلك ووصلوا إلي معقل أحد الخنادق وكان في مواجهتهم 600 تركي الذين قاموا بدفعهم نحو خط الدفاع الثاني في عمق الجبهة ولمدة ساعتين كان البريطانيين والإستراليين كانوا يتراجعون لخطوطهم في ظل ظروف قاسية ولم يتم تعزيزهم بأي قوات في وقت كان الأتراك علي وشـك شن هجوم مضاد عليهم ، ولذلك عملوا علي النجاة بحياتهم والعودة لخطوطهم ، وإلي اليمين غرب معقل الدبابة كانت كتيبة الإبل الثالثة تتقدم في فجوة بين معقلين للأتراك وكانت ذلك أقصي ما وصلوا إليه إلا ان ظروف تعثر جمالهم ادت إلي التراجع خوفا من إمكانـية تطويقهم ..



معقل Atawineh :

وكان التقدم البريطاني من ناحـية شرق الجبهة يتم عبر معقل Atawineh ، وكان البريطانيين يتقدمون علي النحو التالي ، من اليمين لليسار ، لواء الفرسان الرابع الخفيف و لواء الفرسان الثالث الخفيف و اللواء الجبلي الخامس والفرقة الجبليـة الإمبراطوريـة التي يقودها الجنرال Hodgson ، وكانت الأوامر الموكلة إليه غامضة ، حيث طلب منه جذب إنتباه المواقع التركية المواجهة له لمنعهم من نقل جزء من قواتهم لتعزيز القوات العثمانية بغزة ، مع التقدم إذا رأي الفرصة مواتيـة لذلك ..

وكان لدي الجنرال Dobell خطة لكسر وإختراق الخط الدفاعي التركي من الاجناب بإستخدام قواته الجبليـة الإحتياطية ، ولذلك كان يضغطون بشدة عليي معقل Atawineh رغم عظم خسائرهم علي عكس ما كانوا يتعاملون به مع خسائرهم علي طول الخط .

وبدأ لواء الفرسان الثالث تقدمه قبيل الفجر بمهاجمة الحافة الجنوبية لمعقل Atawineh وتمكنوا من الإقتـراب من المعقل حتي أضحي في مرمي أبصارهم ، إلا أن هجومهم لم يكن علي نفس وتيرة التقدم ولهذا كانت توجد وحدات متأخرة عن بعضها البعض ، وعند وصولهم علي بعد 500 ياردة ، قام لواءاي الفرسان الخامس والرابع بتقدم مماثل في قطاعاتهم حيث لا توجد خنادق تركية مقابلهم وبهذا حققوا نصراً موهوماً ..

وبعد الظـهر ، تم تعزيز الفرقة الجبلية الإمبراطورية باللواء السادس الجبلي "Yeomanry" ، وبذلك كان كل الإحتياطات البريطانية قد تم الزج بها لساحة المعركة وعلي الرغم من ذلك لم تكن هناك فرصة لنجاح هجومهم ضد الأتراك .

وبذلك كان الهجوم متعثرا علي كافة الخطوط ، ولم يحقق البريطانيين سوي مكاسب ضئيلة لا تنتاسب مع عظيم خسائرهم في القتال ، وفي ناحية الشاطئ جهة الغرب شن الاتراك هجوما مضادا ناجح ضد البريطانيين وقاموا باسترداده ..

وفي الساعة الثالثة عصرا ، إعترض البريطانيين رسالة تركية يقولون فيه بعدم إحتياج غزة لمزيد من التعزيزات ، وعلي الفور ، وجه البريطانيين معظم إحتياطياتهم ، للهجوم علي غزة علي ان يبدا شن الهجوم صباح اليوم التالي مع امكانية اشتراك الفرقة 74 في الهجوم ، لكن الهجوم تأجل لمدة 24 ساعة قبل ساعات من تنفيذه ، وكان هناك قلق يساور البريطانيين من شن الاتراك لهجوم مضاد لكن ذلك لم يحدث ..

نتيجة الهجوم:


ما سبق يتضح أن معركة غزة الثانية تعد هزيمة كارثية للبريطانيين ، فمع أي تقدم ضئيل كان يوقع بهم خسائر فادحة وبخاصة في قوات المشاة ، وتم إقالة كلا من Murray و Dobell لاخفاقهم المهين في المعركة ، وقرر مجلس الحرب ببريطانيا إسناد حملة فلسطين إلي الجنرال إدموند اللنبي وأمدته بمزيد من القوات ليكون قادراً علي كسر خط غزة - بئر سبع الدفاعي والإستيلاء علي مدينة القدس .

وكان خسائر البريطانيين تتجاوز الـ6 ألاف قتيل وجريح وكان أعظم الخسائر بالفرقة 54 مشاة ، في حين كانت مجمل خسائر الأتراك تجاوز الـ2000 قتيل وجريح ..

يتـــبع

 
يارب الموضوع يعجبكم

تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن


حملة سيناء وفلسطين في الحرب العالمية الأولي 4

حملة سيناء وفلسطين في الحرب العالمية الأولي 4



حمـلة فلسطين



طلب من الجيش البريطاني أن ينتقل للقتال ضد العثمانيين في فلسطين وذلك علي امل دعم الثورة العربية التي إندلعت بداية عـام 1916 ولتعويض بعض ما خسروه علي الجبهة الغربية ضد ألمانيـا ، ولهذا طلب القائد العـام للحلفاء في مصر الجنرال Archibald Murray مزيد من القوات والسفن الحربية لتنفيذ حملته تلك إلا أن طلبه قوبل بالرفض..


فيما حين كانت القوات العثمانية تقوم ببناء خط دفاعي يمتد من حصن غزة علي شاطئ المتوسط حتي بئر سبع في الجنوب والتي كانت تمثل نهاية خط السكة الحديد الذي قام الأتراك بتمديده حتي دمشق ، وإختار القائد البريطاني الميداني Dobell البدء بهجوم خاطف علي غزة في 26 مارس 1916 ..

معركة غزة الأولي

ميدان المعركة :



لقرون طويلة من الزمن كانت غزة بوابة الجيوش الأتية والخارجة من وإلي مصر ، وتقع غزة علي تل منخفض عن شاطئ المتوسط بما يعادل الميلين ، وإلي الغرب منها بإتجاه الشاطئ توجد الرمال الثقيلة وإلي الشرق توجد حافة طولها 300 قدم يطلق عليها"Ali Muntar" وعلي طول تلك الحافة كانت توجد الحقول المزروعة ونباتات الصبار السميكة بشكل يجعلها مثالية لعمل الكمائن والدفاع عنها ..

الخنادق الدفاعية العثمانـية


وفي مارس 1917 ، جهز القائد البريطاني Murray قواته وأبلغ قيادته إستعداده للإستيلاء علي غزة ، وكان قراره هذا ينبع من إعتقاده بأن الأتراك سيتراجعون إلي خط يافا- القدس الدفاعي ..

ميزان القوي :

وكانت القوة التركية الموجودة بخط غزة - بئر السبع الدفاعي قرابة الـ15000 جندي ، و 4000 منها في غزة و 2000 في بئر السبع والباقي في البلاد المحيطـة ..

اما القوات البريطانية المشتركة في الهجوم فتقدر بـ22000 جندي ، موزعين علي الفرق 53 و54 ولواءان من فرقة Anzac وفرقة الجبل الإمبراطورية بالإضافة إلي لواء من فيلق الإبل البريطاني ..

الإستعدادت للمعـركة :

كانت الخطة المحتملة للهجوم علي غزة تتمثل في هجوم سريع وخاطف بإستخدام كافة القوات بما فيها المدفعية ، وخلال الليل في الساعة 2.30 تقدموا عبر وادي Ghuzze لكن ظروف الضباب الكثيف حالت دون شن هجومهم حتي الساعة 8 صباحا ، وتقرر أن يكون زخم الهجوم الرئيسي بالفرقة 53 بقيادة الجنرال A.G. Dallas ودعمه باللواء 161 من الفرقة 54 ، فيما تقوم الفرقتان الجبليتان ولواء الإبل بالمناورة والهجوم علي الجناحين ، حيث تقوم فرقة Anzac بمحاصرة غزة من الشمال والشرق فيما يتمركز لواء الإبل البريطاني في الجنوب الشرقي لتعطيل أي تعزيزات تركية لساحة المعركة ..


وعلي الرغم من الضباب الكثيف تمكن البريطانيين من إستغل ذلك وأكملوا تطويقهم لغزة دون إكتشاف الأتراك لهـم ، وبالتالي فاجئوا الأتراك بشكل كامل ، وقام البريطانيين بتدمير طائرتين ألمانيتن علي الأرض ، وتم محاصرة قيادة الفرقة 53 التركية وتم أسرها ..

وبالنظر إلي تقدم فرق المشاة الأخري ، نجده أنه لم يحقق ما تطلبته الخطة ، حيث كانت الخطة بالنسبة للفرقة 53 في التقدم عبر وادي Ghuzze الساعة 5 صباحا لتكون في موقعها لمهاجمة تلة "Ali Muntar" الساعة 8 بعد قصف تحضيري بالمدفعية ، ويقوم اللواء 158 بالهجوم جهة اليمين"ناحية الشرق" واللواء 160 جهة اليسار " ناحية الغرب" واللواء 159 يتم إستخدامه كإحتياطي لمواجهة أي طارئ ، إلا أن ذلك لم ينفذ لعدم وصول الفرقة 53 في موعدها حتي الساعة 8.30 وقامت بقصفها التحضيري بالمدفعية الساعة 9 صباحاً ..

المعركة:

ولأسباب غير واضحة ، قام الجنرال Dallas بتأخير هجومه ، ولتشككه حول قوة الأتراك المنتظر مواجهتها ، قام الجنرال Dallas وأركان فرقته بمغادرة مقر قيادة الفرقة 53 لمدة ساعتين بينما كان الجنرال Chetwode يحاول الإتصال به لإبلاغه بالشروع في الهجوم ..

وإعتقد Dallas أن الغبار المتصاعد من المواقع التركية يعود لوصول تعزيزات إليهم مما جعله في حالة نفسية عصبية - إلا أن ذلك لم يكن صحيحاً ..

وبحلول الظهر ، أي بعد 5 ساعات من ميعاد الهجوم المخطط ، بدأ Dallas هجوم مشاته مع اللواء 161 من الفرقة 54 بالإضافة مدفعية الفرقة 54 ، رغم أن مدرك أن ضوء النهار المتبقي سيأخذ في الزوال عما قريب ، وعلي الناحية الاخري ، أمر Chetwode الجنرال Chauvel بالهجوم بلواءاي فرقة Anzac من ناحية الشرق والشمال ..

وستهجم المشاة من مسافة 4000 يادرة بعيداً عن المواقع التركية ، وعندما إقترب لمسافة 1000 يادرة من موقع Ali Muntar ، فتحت عليهم نيران الرشاشات والبنادق التركية وبدا وأن الهجوم يتعثر ، فأرسل Dallas في الساعة 1 مساء للواء الإحتياط 159 للمشاركة في القتال ووصل فعلا الساعة 3 مساء ، ووصل بعض الجنود البريطانيين إلي اماكن نباتات الصبار السميكة مما جعل نطاق المعركة يضيق ، وفي 4.20 مساء بدأت كتائب اللواء 161 الثلاثة في مهاجمة تلة Ali Muntar مما جعل القتال متمحوراً حول تلك التلة ، ونجح البريطانيين في الإستيلاء علي قمة التلة من الأتراك وبدأو في التراجع إلي داخل غزة ..

وفي الساعة 1 مساء، تقدم اللواء النيوزيلاندي الثاني مع لواء البندقية نحو مدينة غزة من الشمال والشرق علي الترتيب ، وكان الأتراك قد قاموا بسحب بعض قواتهم المقابلة للألوية وذلك لمواجهة القوات البريطانية في الجنوب ، ولذلك كان في مقدور جنود اللوءان مواصلة الزحف والوصول حتي أسيجة الصبـار ..

وبحول الساعة 6 مساء ، أصبح الموقع التركي Ali Muntar يشكل خطراً داهماً علي القوات البريطانية مما يعرضها لخطر التطويق ، فأمر كل من Dobell وChetwode قواتهم بالتراجع ، وبذلك سلموا بأيديهم النصر للأتراك .

يتبـع
 
يارب الموضوع يعجبكم

تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

حملة سيناء وفلسطين في الحرب العالمية الأولي 3

حملة سيناء وفلسطين في الحرب العالمية الأولي 3


الزحف البريطـاني عبر سينـاء

أعقب معركة الرمانة ، إقتناع البريطانيين بضرورة تقدمهم ودفع العثمانيين إلي خارج سيناء ، وبدأو في تنفيذ ذلك في أكتوبر 1916 عندما قرر الفريق Charles Dobell البدء بعملياته علي حدود سيناء مع فلسطين ..

وإشتملت جهودهم الأولية في الإعداد للعمليات في إنشاء خط سكـة حديد وخطوط للإمداد بالمياه عبر سيناء وبعدها بأشهر قليلة تقرر البدء في إنشاء مراكز الإمداد والدعم للقوات ، وبالتالي أصبح البريطانيين علي أهبـة الإستعداد للهجوم ، وبالفعل تقدمت القوات وكانت أولي إنجازاتهم ، الإستيلاء علي حصن Magdhaba يوم 23 ديسمبر 1916 ..



وفي 8 يناير 1917 ، قامت فرقة Anzac الجبليـة بالهجوم علي حصن بلدة رفح ونجحوا في الإستيلاء عليه واسر معظم حاميته التـركيـة ، وبالتالي أكمل البريطانيين هدفهم في دفع العثمانيين إلي خارج سيناء ، إلا أن الحكومة البريطانية برئاسة لويد جورج تطلعت إلي مزيد من التقدم ..

يتبع

 

يارب الموضوع يعجبكم

تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

حملة سيناء وفلسطين في الحرب العالمية الأولي 2

حملة سيناء وفلسطين في الحرب العالمية الأولي 2




معركة الرمانة Battle of Romani
لمدة عام كامل ظل البريطانيون يدافعون عن قناة السويس ضد هجوم عثمـاني محتمل ضدهم ، ولكنهم كانوا مشغولين بحملة القوقاز مع الروس ، وحملة غاليبولي والرافدين ضد البريطانيين ، وإستأنف العثمانيين هجماتهم ضد القوات البريطانية في قناة السويس .
ولكن كان هجومهم هذه المرة أقل طموحاً من سابقه ، فكان جل مهامهم ان يقوموا بالسيطرة علي منطقة الرمانة المصرية ثم تقوم مدافع حلفائهم النمساويين بعرقلة حركة الملاحة في القنـاة دون الخوف من هجوم مضاد من مشاة العدو أو مدافعه ، ولكن خطة الهجوم تلك عارضها بشدة الجنرال Liman Von Sanders - المستشار العسكري للإمبراطورية العثمانية - الذي لم تكن لديه أي سلطة لمنع الهجوم ، وعلي الرغم من ذلك الإعتراض ، حاول رئيس أركان الجيش Kress تنفيذ المهمة بطريقة مخططة إلي حد ما ، فكون قوة قوامها الأتراك مع بعض المتطوعين العرب وتساندهم المدفعية النمساوية والرشاشات الثقيلة الألمانيـة .
ميزان القوي :
القائد العـام لقوات الحلفاء في مصر وقتها كان الجنرال Archibald Murray ، جهز لملاقاة الهجوم العثماني فرقتين من المشاة " الفرقة 42 والفرقة 52 " بالإضافة إلي فرقة Anzac الجبلية التي يقودها الجنرال H.G. Chauvel والتي تتكون من 3 ألوية فرسان خفيفة ولواء بندقية نيوزلاندي واللواء الخامس الجبـلي .
وتوقع قائد الحلفاء أن يشن العثمانيين هجومهم هذه المـرة عبر الطريق الساحلي لندرة مصادر المياه وسط سيناء ، ولهذا فقد ركزّ دفاعاته بمنطقة الرمـانة وسبب إختياره لتك المنطقة ، عدم وقوعها في مرمي المدفعية البريطانية بمنطـقة قـناة السويس .
وفي يوليو 1916 ، زحف قائد القطـاع الشمالي لمنطقة قناة السويس مع فرقة المشاة 52 إلي الحافة الرملية شرق منطقة الرمانة وإستخدم اللواء الخامس الجبلي بقيادة الجنرال Chaytor في القيام بمهـام الدورية في الواحة الموجودة بالمنطقة ، وتمركزوا عند التـلة رقم 70 .
قوات بريطانية في واحة Oghratina



وفي 18 يوليو ، وصلت قوة عثمانية مكونة من الفرقة الثالثة من الجيش الرابع إضافة إلي وحدات أخري إلي واحة Oghratina شرق منطـقة الرمانة ، ولم يكتشف البريطانيين وجودهم إلا بعد وصولهم إلي تلك الواحة نظراً لأنهم زحفوا في الليل طوال الطريق ، وعلي مدي 3 أسابيع عمل العثمانيين علي تدعيم مواقعهم والإستعداد لشن هجوم ضد البريطانيين .
المعركــة :
في ليلة 3 أغسطس 1916 ، تقدمت قوة عثمانية من 8000 رجل مدعومة بلواء فرسان خفيف ، وعقب إكتشاف الحلفاء للهجوم ، وضع الجنرال Chauvel لواء الفرسان الأول الخفيف علي طول خط دفاعي بمنطقة Katib Gannit جنوب إستحكامات قوات المشاة البريطانية .
وتفوق البريطانيين عدديا علي الأتراك ، ولم يستطع لواء الفرسان العثماني شن الهجوم في الموعد المناسب لذلك ، وفي الساعة 2.30 صباح يوم 4 أغسطس ، تراجع الأتراك جاعلين ظهورهم مستندة لجبل ميرديث ، فيما تراجع لواء الفرسان في الساعة 3 صباحاً وأجبرت المدفعية النمساوية للإنسحاب إلي كثيب رملي يسمي Wellington Ridge جنوب منطقة الرمانة .
وحاول الأتراك عمل مناورة لتطويق قوات الحلفاء بقوة 2000 جندي عند جبل Royston ، وبحلول الفجر ، أرسل الجنرال Chauvel لواء الفرسان الثاني الذي نجح في إيقاف المحاولات التركية .
وبعد الشروق بفترة قصيرة ، ضغط الأتراك علي حلفائهم النمساويين لكي يقوموا بقصف القوات البريطانية ضمن مدي 700 متر لتغطية إنسحابهم ونجحوا في إنهاك لواء الفرسان الثاني وجعلهم عاجزين عن التقدم ، وأدرك قائد القطاع الشمالي لمنطقة قناة السويس أن عليه الإعداد لهجوم قوي يستعيد به الموقف ، فأمر ألوية الفرسان بقيادة Chaytor في التقدم نحو التـلة 70 لشن هجوم مضاد ضد الأتراك الموجودين بها ، أما الأتراك عند جبل Royston فتم دحرهم شمالاً بفضل مجهودات لواءي الفرسان الثالث والسادس والقصف العنيف من مدفعية الفرقة 52 ، وبعد هجوم الجنرال Chaytor ، إستسلمت القوات التركية بالمنطقة بحلول الساعة 6 مساء يوم 4 أغسطس .
ولم يحاول أي من الجانبين إستغلال ليل يوم 4 أغسطس للقيام بهجمات علي الطرف الاخر ، ولكن مع فجر يوم 5 أغسطس ، قام لواء الفرسان الإسترالي ولواء البندقية النيوزلاندي بهجوم معاكس علي المواقع التـركية ، ادي إلي أسر 1000 جندي ، فيما قام البقية بالتراجع أو الإستسلام .
نتائج المعركة :
إنتهت بفشل عثماني وتراجعهم بشكل كامل إلي منطقة قطّية Katia ثم إلي واحة Oghratina ثم منطقة بئر العبـد ، ثم واصلوا تراجعهم حتي وصلوا العريش يوم 12 أغسطس ، من حيث بدأ هجومهم .
وكان إجمالي خسائر الأتراك 1250 قتيل و 4000 جريح و 3950 أسير ، فيما كانت خسائر البريطانيين 202 قتيل و 928 جريح ..

يتبع
 

يارب الموضوع يعجبكم

تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

حملة سيناء وفلسطين في الحرب العالمية الأولي 1

حملة سيناء وفلسطين في الحرب العالمية الأولي 1



قامت الدولة العثمانية بتحريض من حليفتها ألمانيا ، بمهاجمة بريطانيا في مصر وذلك لكي تعمل علي إغلاق قناة السويس للحيلولة دون وصول الإمدادات من مستعمراتها في الهند وإستراليا ، وكان الجيش العثماني الرابع بالمنطقة يتمركز بمدينة القدس تحت قيادة وزير البحرية العثماني أحمد جمال باشا - ، وكانت سيناء وقتها صحراء قاحلة لا ماء ولا طرق صالحة فيها لعبور القوات ، وكان في منصب رئيس أركان الجيش العثماني عقيد ألماني يدعي "Kress von Kressenstein" قام بالتخطيط للهجوم علي مصر وإستطاع الحصول علي بعض التجهيزات والتعيينات أثناء عبور القوات العثمانية لصحراء سيناء .


حملة سيناء

معركة السويس الأولي

عبارة عن هجوم عثماني ضد القوات البريطانية في مصر ، كان الهدف الأساسي منه السيطرة علي قناة السويس ، وإبتدأ الهجوم في 3 يناير 1915 وإنتهي بإنسحاب عثماني في 3 فبراير 1915 .

وقبيل إندلاع المواجهة بين الإمبراطوريتين علي الأرض المصرية ، قامت بريطانيا بعدة إجراءات القصد منها قطع الصلة بين تركيا ومصر لمواجهة إحتمال تعاطف الشعب المصري مع الجيش العثماني المهاجم ، فقامت بخلع الخديوي عباس حلمي الثاني وعينت بدلاً منه عمه حسـين كامل وأعلنت الأحكام العرفية وسخرت موارد الدولة المصرية في خدمة قواتها العسكـرية ..

وطرحت فكرة الهجوم من إسماعيل باشا أنور الرجل القوي في ما يعرف بإسم "الباشوات الثلاثة" وهو المجلس المسيطر فعلياً علي الحكومة العثمانـية بعد أن تم تحريضه من قبل حلفاءه الألمان في الهجوم علي البريطانيين في مصر ، وأصبحت الفكـرة واقعاً ، عندما إجتمع لدي "أحمد جمـال باشا" وزير البحرية العثماني وقائد الجيش الرابع قرابة الـ20 ألف جندي متحفزين لشن الحمـلة علي السويس ..

وفي مواجهة تلك الاخطار ، حشدت بريطانيا 70 ألف من جنودها في مصر بحلول شهر يناير 1915 تحت قيادة الجنرال Sir John Maxwell ، وكان معظم هؤلاء الجنود عبارة عن فرق هندية مع وجود الفرقة 42 بريطانية " التي كانت متمركزة شرق لانكشير ببريطانيا " وفيلق I Anzac الذي يتكون من الجنود الإستراليين والنيوزلانديين ..

30 ألف من تلك القوات حشدت للدفاع عن منطقة قناة السويس ، ولم يكن أمام الأتراك سوي إحدي 3 طرق يمكن أن يصـلوا من خلالها إلي قنـاة السويس عبر صحراء سيناء القاحلـة ...

1) الطريق الساحلي الذي سيتيح لهم الوجود بالقرب من إمدادات الماء والسير عبر الطرق الصالحة ، إلا أنهم بذلك سيضعوا أنفسهم تحت رحمة البحرية الملكية المسيطرة علي الشواطئ .
2) الطريق الأوسط من منطقة بئر السبع في فلسطين إلي الإسماعيلية مباشرة .
3) الطريق الجنوبي من القسيمة حتي قناة السويس .
وقد إختارت القيادة التركية ، الطريق الأوسط لزحف جنودها إلي قناة السويس عبر سيناء .

المعركة :

بحلول منتصف يناير ، كان لدي الأتراك فرقتين + فرقة إحتياطية مع وحدات الفرسان والإبل علي أهبة الإستعداد للتقدم ، وإستمر الزحف لمدة 11 يوما كانوا خلالها تحت بصر سلاح الجو البريطاني ، الذي قام ببعض الطلعات عليهم أثناء سيرهم من فلسطين إلي سيناء ، إلا أن القوات العثمانية واصلت تقدمها حتي وصلت إلي مشارف قنا ab0 ة السويس في 28 يناير ..

وفور وصولهم قامت سفن حربية بريطانية وفرنسية بإتخاذ مواقعها وفتحت النار علي القوات العثمانية المتقدمة ، وإشتبكت كلا من القوات علي جانبي القناة بصورة متقطعة في 2 فبراير ، ولم تحدث مواجهة رئيسية بينهما خلال ذلك اليوم نظراً لهبوب عاصفة رملية .



وفي ساعات الصباح الأولي من اليوم التالي ، قام الاتراك بشن هجومهم الرئيسي بمحاولة العبور إلي الضفة الشرقية للقناة بإستخدام القوارب والمعديات القابلة للنفخ ، لكنهم جوبهوا بنيران رشاشات بريطانية هندية قوية ، أدت إلي إتلاف القوارب والمعديات ، وأصابت الاتراك بالذعر والهلع فإستسلم عدد منهم ..

إلا ان ذلك لم يفت في عضد الاتراك ، فقاموا بهجوم ثان في الساعة 6 صباحاً ، وإستهدفوا به شمال المنطقة التي حاولوا العبور منها سابقاً ، إلا إنهم كانوا تحت مراقبة سفن البريطانيين والفرنسيين ، فقاموا بصد الهجوم وسحقه ، وأدي لإنسحاب تركي شامل لمنطقة بئر السبع في فلسطين ..!!

نتائج الهجوم :
كان الهجوم مخيباً لأمال الأتراك ، فقد قتل منهم 1500 رجل ، وكان يمنون أنفسهم طيلة مراحل هجومهم بثورة مصرية ضد البريطانيين إلا أن ذلك لم يحدث ..

كان التكتيك البريطاني في الدفاع ناجحا لدرجة كبيرة ولكنه إتسم بالخطورة ، لإعتماده علي القناة كخط دفاع وحيد ، ورأت بريطانيا ان لقناة السويس مكانة حيوية بالنسبة لها ، فنقلت أعداد ضئيلة من تلك القوات للمشاركة في حملة غاليبولي ، وقاموا بإشراك وحدات من الجيش والبحرية المصرية في الدفاع عن مصر ضد الهجوم التركي .

يتبع

 

يارب الموضوع يعجبكم

تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

بحوث 00 دراسات 00 مقالات 00 نظريات 00 رؤى تاريخيه 28 والاخيرة

بحوث 00 دراسات 00 مقالات 00 نظريات 00 رؤى تاريخيه 28 والاخيرة


[ [ [ مـــعـــركــــة قـــديـــــــش ] ] ]

وقعت المعركة عام 1274 ق. م.

التقى فرعون مع ملك الحيثيين عند الجبال التي تحيط بمنبع نهر العاصي ، في شهر مايو. قام فرعون بتسجيل أسماء قادة الحيثيين الذين كانوا ضده ، و أسماؤهم "بيداسا" ، و "دَعَرد" ، و "أنيا" ، و "ماسا" ، و "قرعقيسا" ، و "عرزاوا" ، و توصل المؤرخون إلى شخصيات بعضهم عند مقارنتها ببعض الشخصيات التاريخية التي عاشت في تلك المنطقة آنذاك. كان مما أسخط الحيثيين أن شعباً يسمى شعب الأموريين (و كانوا يسكنون جانب الفرات في مدينة إسمها أمور) قد هربوا إلى فرعون و تحالفوا معه.

إسم ملك الحيثيين "مُوَتَلّي". قام "مُوَتَلّي" بالتحالف مع حاكم منطقة حلب في سوريا بالإضافة لعدد من حكام المناطق و القبائل. أعدّ "مُوَتَلّي" كميناً مُحكَماً ، فوضع قواته وراء تلةٍ في مدينة قديش ، منتظراً فرعون ، و كان فرعون يعتقد أنهم في حلب ، فاطمأن و لم يعلم ما خُبّئ له ، و لما قبض المصريون على اثنين من جنود "مُوَتَلّي" ، علم فرعون بالكمين و أرسل يستحث بقية جيشه ، تحديداً فرقة "تاه" و "سيت" (سماهما على إسم بعض الآله المصرية) ، و لكن "مُوَتَلّي" علم أن كمينه قد اكتُشِف ، و لم يمهل فرعون ليصل بقية جيشه ، فعجّل بالهجوم.

خرجت 2500 عربة مجرورة بالخيل من وراء التلة بقيادة أخو مُوَتَلّي و هجمت على فرقتين من جيش فرعون: فرقة "أمون" و فرقة "رع" (و كانتا تشكلان الجزء الأكبر من الجيش) و عاثوا دماراً في جيش فرعون ، و دمروا معظم فرقة أمون و قتلوا أفرادها ، حينها تراجع المصريون و معهم فرعون ، بل إنّ فرعون بنفسه أوشك أن يقع في الأسر لولا أن أنقذه بعض الجنود ، بل كان الجنود من الأموريين ، و هجم الأموريون (الذين ظهروا فجأة لمساعدة فرعون) على الحيثيين و دفعوهم للتراجع قليلاً ، حينها أعاد المصريون التجمع و بدأوا في محاصرة الحيثيين ، و كادوا أن يحكموا عليهم الخناق لولا أن تراجعت عربات الحيثيين و انضمت للمشاة.

انتهت المعركة أخيراً ، و لكنها لم تنته بنصرٍ أو هزيمة. كان كلا الطرفين بالغ القوة و مُحكم التنسيق و التخطيط ، فعقد فرعون و مُوَتَلّي صلحاً و عادا أدراجهما ، و لكن مدينة قديش نفسها ظلت في يد الحيثيين ، و بدأ مُوَتَلّي في التوسع و غزو الشمال ، بل و استولى على مدينة أمورو التي كانت مركز شعب الأموريين.

كانت النتيجة مغضبة للشعب المصري ، فظهرت بعض الثورات على فرعون و رآه الناس ضعيفاً ، و لكن فرعون خسر الكثير من رجاله في المعركة و جيشه قد ضعف و أُنهِك ، و لم يستطع مواصلة المعارك مرة أخرى ضد الحيثيين إلا عام 1269 قبل الميلاد ، و انتهت معاركه مع الحيثيين تماماً عام 1258 عندما عقد هدنةً مع الملك الجديد "هتوسلي" (و كان هو مصمم الفخ في معركة قديش و قائد العربات التي هجمت على جيش فرعون و دمرت فرقة أمون).

عقد السلام هذا نَقَشه الطرفان على صفيحةٍ من الفضة و صنعوا منها نسخةً طينية. أما الصفيحة فضاعت و اختفت ، و أما النسخة الطينية فلا زالت موجودة إلى اليوم ، و هي مُعلّقة في مقر الأمم المتحدة (مركز الظلم و الإجرام) كإحدى أول الهُدَن المعروفة ، و توجد نسخة في مصر على شكل بردية.






يتبع
 

يارب الموضوع يعجبكم

تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

بحوث 00 دراسات 00 مقالات 00 نظريات 00 رؤى تاريخيه 27

بحوث 00 دراسات 00 مقالات 00 نظريات 00 رؤى تاريخيه 27



الجذور الفكرية والعقائدية

- عبادة العجل مأخوذة عن قدماء المصريين حيث كانوا هناك قبل الخروج ، والفكر المصري القديم يعد مصدراً رئيسياً للأسفار في العهد القديم .

- أهم مصدر اعتمدت عليه أسفار العهد القديم هو تشريع حمورابي الذي يرجع إلى نحو سنة 1900 ق.م ، وقد اكتشف هذا التشريع في سنة 1902 ق.م محفوراً على عمود أسود من الصخر وهو أقدم تشريع سامي معروف حتى الآن .

- يقول التلمود بالتناسخ وهي فكرة تسربت لبابل من الهند فنقلها حاخامات بابل إلى الفكر اليهودي .

-تأثروا بالفكر النصراني فتراهم يقولون : " تسبب يا أبانا في أن نعود إلى شريعتك ، قربنا يا ملكنا إلى عبادتك وعد بنا إلى التوبة النصوح في حضرتك ".

- في بعض مراحلهم عبدوا آلهة البلعيم والعشتارت وآلهة آرام وآلهة صيدوم ، وآلهة مؤاب وآلهة الفلسطينيين ( سفر القضاء : 10/60 ) .

-*الانتشار ومواقع النفوذ :

-عاش العبريون في الأصل - في عهد أبيهم إسرائيل - في منطقة الأردن وفلسطين ، ثم انتقل بنو إسرائيل إلى مصر ثم ارتحلوا إلى فلسطين ليقيموا هناك مجتمعاً يهودياً

ولكن نظراً لانعزالهم واستعلائهم وعنصريتهم وتآمرهم ، فقد اضطهدوا وشردوا ، فتفرقوا في دول العالم فوصل بعضهم إلى أوروبا وروسيا ودول البلقان والأمريكتين وأسبانيا ، بينما اتجه بعضهم إلى داخل الجزيرة العربية التي أجلوا عنها مع فجر الإسلام ، كما عاش بعضهم في أفريقيا وآسيا .

- منذ نهاية القرن الميلادي الماضي ما يزالون يجمعون أشتاتهم في أرض فلسطين تحرضهم على ذلك وتشجعهم الصهيونية والصليبية .

-مما لا شك فيه أن اليهود الحاليين - الذين يبلغون حوالي خمسة عشر مليوناً - لا يمتون بصلة إلى العبرانيين الإسرائيليين القدماء المنحدرين من إبراهيم عليه السلام ، إذ أنهم حالياً أخلاط من شعوب الأرض المتهودين الذين تسوقهم دوافع استعمارية . أما الذين يرجعون إلى أصول إسرائيلية فعلاً هم اليوم - وفي إسرائيل بخاصة - يهود من الدرجة الدنيا .



- ظهر لكثير من الباحثين في أمر التوراة ، من خلال ملاحظة اللغات والأساليب وما تشتمل عليه من موضوعات وأحكام وتشاريع ، أنها قد ألفت في عصور مختلفة وبأقلام مختلفة ، وفي هذا يقول سبحانه عنهم : (( فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمناً قليلاً فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون )) سورة البقرة ، آية :79 .
كما استطاع النقد الحديث أن يثبت تعارض نصوص التوراة والإنجيل مع الكثير من الحقائق العلمية المعاصرة ، أما النقد الباطني لها فقد اعتبرها مجموعاً متنافراُ - كما يقول موريس بوكاي وهذا يكفي لمن يريد التأكد بأن التوراة لا يمكن الاستناد إلى معطياتها لما اعتراها من تناقض وقصص مموهة بل وأشعار مشكوك في صحتها أيضاً .

يتضح مما سبق :

-أن اليهودية هي ديانة العبرانيين المنحدرين من إبراهيم عليه السلام والمعروفين بالأسباط من بني إسرائيل " يعقوب عليه السلام " . وقد أرسل الله تعالى إليهم موسى عليه السلام مؤيداً بالتوراة ليكون لهم نبياً .

- اليهود من حيث الأصل كتابيون موحدين ، غير أنهم اتجهوا إلى التعدد والتجسيم والنفعية فكثر أنبياؤهم ، وقد عبدوا العجل وقدسوا الأفعى .

- وقد تأكد أن التوراة ألفت في عصور مختلفة وبأقلام مختلفة ، ولذا فإن كثيراُ من نصوصها تعارض الحقائق العلمية المعاصرة ، كما يعارض بعضها بعضاً .



يتبع
 

يارب الموضوع يعجبكم

تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن