الأحد، 31 يوليو 2016

جذور الفكر العنصري في اوروبا 1/4

جذور الفكر العنصري في اوروبا 1/4



الجزء الاول



منذ أن أطلق المفكر الإنجليزي "جوزيف كبلنج" (1865-1936) بيت الشعر الذي يحمل معنى أن "الشرق شرق، والغرب غرب، وهما ثقافتان ومفاهيم لن يلتقيا" أخذت حقيقة هذه العبارة تتجذر في أرض الواقع، في الشرق والغرب على حد سواء، وتترسخ أكثر مما سبق، ذلك أن هذه الفرقة بين الشرق والغرب ليست وليدة القرن التاسع عشر وحقبة الاستعمار، وإنما هي أمر يعود إلى صراعات متتالية عبر القرون.

يقول المؤرخ البريطاني الشهير "آرنولد توينبي": "إن دراسة الجنس أو العرف كعامل منتج للحضارة تفترض وجود علاقة بين الصفات النفسية وبين طائفة من المظاهر الطبيعية، ويعتبر اللون هو الصفة البدنية التي يعول عليها الأوروبيون –أكثر من غيرها- في الدفاع عن نظريات العرف الأبيض المتفوق، وإن أكثر النظريات العنصرية شيوعًا هي تلك التي تضع في المقام الأول السلالة ذات البشرة البيضاء، والشعر الأصفر، والعيون الشهباء، ويدعوها البعض بـ"الإنسان النوردي" أي الشمالي، ويدعوها الفيلسوف الألماني "نيتشة" بـ"الوحش الأشقر".

الأجناس الراقية والسفلى

ولعل أول من أشار إلى الإنسان "النوردي" نبيل فرنسي يدعى "الكونت دي نموبينو" وقد تزامن هذا الإعلان عن الإعلاء من قيمة العرف مع شيوع نظريات "داروين" (1809-1882) من النشوء والارتقاء، وكذلك انتشار علم البيولوجيا في القرن التاسع عشر.

وكان كبار المفكرين البريطانيين والفرنسيين في القرن التاسع عشر يعتبرون الاستعمار هدفًا ساميًا؛ لأنه ينشر الحضارة بين الشعوب المستعمرة!!

ويعتبر الرائد الأكبر للنظرية العنصرية هو "أرنودي جوبينو" (1816-1882) الذي عمل في السلك الدبلوماسي، ووضع مؤلفًا بعنوان: "بحث في عدم التساوي بين الأجناس البشرية" في عام (1853)، وتتلخص نظريته في أن "الاختلاط بين الأجناس الراقية والأجناس السفلى هو السبب الرئيسي في تدهور حضارات أوروبا السابقة"!!

وقد انتشرت هذه المدرسة العنصرية في معظم الدول الأوروبية، وكان أهم تلاميذ "جوبينو" "هيوستون شامبرلين" وهو بريطاني عاش معظم حياته في ألمانيا، وكتب باللغة الألمانية أهم كتبه تحت عنوان: "أسس القرن التاسع عشر" وكان فكره وفكر أستاذه "جوبينو" هو الأرضية المشتركة الأساسية التي قامت عليها النظرية العنصرية للفكر النازي في ألمانيا باعتراف "هتلر".

وقد ترتب على ما سبق أن سيطرت العنصرية على فكر الإنسان الأوروبي الأبيض، مصداقًا للأغنية "الفولكلورية" المستوحاة من التراث الأدبي الزنجي، والتي تقول:

إذا كنت من البيض.. فأنت على حق..



وإذا كنت أسمر.. الزم مكانك..

وإذا كنت أسود البشرة.. فتراجع إلى الخلف..

يتبع ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق