الأحد، 31 يوليو 2016

حرب المماليك على قبرص

حرب المماليك على قبرص


شن السلطان على قبرص 3 حملات من أجل اخضاعها خاصة بعد أن تعددت هجمات القبرصيين على الموانئ الإسلامية خرجت الحملة الأولى في سنة (827هـ = 1424م)، وكانت حملة صغيرة نزلت قبرص، وهاجمت ميناء ليماسول، وأحرقت ثلاث سفن قبرصية كانت تستعد للقرصنة، وغنموا غنائم كثيرة، ثم عادت الحملة إلى القاهرة وكان الهدف من الحملة هو اختبار استعدادات و قوة الجزيرة أي انها كانت حملة استكشافية .

شجع هذا النصر أن يبادر برسباي بإعداد حملة أكبر قوة و عتادا من الحملة السابقة ، فخرجت الحملة الثانية في رجب (828هـ = مايو 1425م) مكونة من أربعين سفينة، واتجهت إلى الشام، ومنها إلى قبرص، حيث نجحت في تدمير قلعة ليماسول، وقُتل نحو آلاف القبارصة، فضلا عن حوالي ألف أسير، فضلاً عن الغنائم الكثيرة التي حصل عليها الجيش .

وفي الحملة الثالثة استهدف برسباي فتح الجزيرة وإخضاعها لسلطانه، فأعد حملة أعظم من الحملتين السابقتين وأكثر عددا وعُدة، فأبحرت مائة وثمانون سفينة من ميناء رشيد في (829هـ = 1426م)، واتجهت إلى ليماسول، فلم تلبث أن استسلمت للقوات المصرية في (26 من شعبان 829هـ = 2من يوليو 1426م)، وتحركت الحملة شمالا في قلب جزيرة قبرص، وحاول ملك الجزيرة جاهدا أن يدفع القوات المصرية الغازية عن الاستيلاء على مملكته ، لكنه فشل وسقط أسيرافي ايدي القوات المصرية ، واستولت القوات المصرية على العاصمة "نيقوسيا"، وبذلك دخلت الجزيرة في سيطرة دولة المماليك البرجية .

استقبل برسباي بالقلعة ملك قبرص السير الذي اعلن طاعته للسلطان و طلب إطلاق سراحه، وكان بحضرته وفود من أماكن عدة للتهنئة بالنصر الذي حققته الجيوش المصرية، مثل: شريف مكة، ورسل من آل عثمان، وملك تونس، وبعض أمراء التركمان، ، فوافق السلطان على أن يدفع ملك قبرص المأسور مائتي ألف دينار كفدية نظير إطلاق سراحه ، مع التعهد بأن تظل قبرص تابعة لسلطان دولة المماليك، وأن يكون هو نائبا عن السلطان المملوكي في حكمها، وأن يدفع جزية سنوية، واستمرت جزيرة قبرص منذ ذلك الوقت تابعة للحكم المصري، حتى سنة (923هـ = 1517م) التي سقطت فيها دولة المماليك على يد السلطان العثماني "سليم الأول"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق