الأحد، 31 يوليو 2016

جذور الفكر العنصري في اوروبا 2/4

جذور الفكر العنصري في اوروبا 2/4



الجزء الثاني

أفكار عنصرية

وبإلقاء نظرة فاحصة على واقع المجتمع الأوروبي يتضح لكل ذي بصر وبصيرة أن العنصرية تطل برأسها "الأخطبوطي" في معظم البلدان الأوروبية.

ففي بريطانيا لم تكن العنصرية يومًا غريبة عن المجتمع البريطاني، فبعد انتصار "الفاشية" في إيطاليا، و"النازية" في ألمانيا، أسس البريطاني "أوزوالد موسلي" اتحاد "الفاشيين البريطاني" عام (1933)، وقام أعضاء الاتحاد آنذاك من أصحاب "القمصان السوداء" بالهجوم على الأقليات المهاجرة في شرق العاصمة لندن، وفي مايو 1976 لقي صبي من أبناء المهاجرين في العاشرة من عمره مصرعه على يد عصابة الحزب القومي من الشباب البريطاني، حيث صرح أحد قادة الحزب ويدعى "جون كنجسلي" بتصريح عن الحادث، جاء فيه: "نعم.. واحد يسقط ضحية، لكي يغادر مليون إنسان هذا البلد -بريطانيا-".. وقد ظهرت هذه الأفكار العنصرية كتيار رئيسي في السياسة البريطانية المعاصرة، وفي العام الماضي وقع العديد من الانفجارات في بعض مناطق لندن، وأعلنت جماعة يمنية متطرفة تطلق على نفسها اسم "الذئاب البيضاء" مسئوليتها عن بعض هذه الانفجارات، وذكرت الشرطة أن الجماعة هي فرع (لمجموعة 18) القتالية التي اشتقت اسمها من الترتيب الأبجدي للحروف الأولى من اسم الزعيم النازي "أدولف هتلر"، و"الذئاب" هي إحدى أربع جماعات عنصرية أعلنت مسئوليتها عن الهجمات التي وقعت بقنابل في وقت سابق ضد جاليات السود وبنجلاديش، وبعثت مجموعة "الذئاب" برسائل كراهية إلى برلمانيين سود ومجلات آسيوية، وقالت في بيان أرسلته للصحف: إنه يجب على كل غير البيض واليهود مغادرة بريطانيا!!

عودة الصليبيين

وتشهد فرنسا حالات كثيرة لتنامي العنصرية البغيضة ذات الجذور العميقة في النفسية الفرنسية منذ الحروب الصليبية، وهاهو "فولتير" الرمز الأكبر للتنوير الفرنسي في العصر الحديث يرسل إلى "كاترين الثانية" قيصرة روسيا، رسالة يقول فيها: "أتمنى لو كنت قادرًا على مساعدتك على الأقل بقتل حفنة من الأتراك المسلمين"!!

ومن أبرز التطورات التي شهدتها فرنسا في السنوات الأخيرة فوز الجبهة الوطنية العنصرية ببعض المدن في الانتخابات البلدية، وقد أثار هذا الفوز مسلمي فرنسا نظرًا لأنه يعني أن الجبهة العنصرية المعادية للمهاجرين من شمال أفريقيا أصبحت تشكل ملمحًا كريهًا ومرفوضًا من ملامح السياسة الفرنسية، ولا أدل على ذلك من أن "جاك لانج" وزير الثقافة السابق صرح بأن هذا الفوز "ليس ثورة انتخابية، وأنها نبتة عنصرية سامة ترسخ جذورها في المجتمع، وقد سيطرت حالة من الدهشة والذهول في فرنسا عندما حصلت الجبهة بزعامة "جان ماري لوبان" على 17% من أصوات الناخبين في الانتخابات الرئاسية السابقة.

وفي العدد 28 من مجلة "جولياس" المسيحية المعتدلة تحقيق ضاف عما وصفته المجلة بـ "عودة الصليبيين" أثبتت بالبراهين أن المنظمة المتطرفة المعروفة باسم "الإخاء المسيحي" ومنظمة "إخاء القديس بطرس" قد عقدتا حلفًا سياسيًا مع حزب الجبهة الوطنية العنصرية، وأطلقوا على هذا الحلف المضاد للمهاجرين اسم "الوطنيون الكاثوليك" وهو نوع من التحزب العرقي المتطرف.

يتبع...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق