الثلاثاء، 26 يوليو 2016

الحجاز تاريخ الماضي وجمال الحاضر 2

الحجاز تاريخ الماضي وجمال الحاضر 2




التكافل الأجتماعي بالحارة :



فلقد كان الرجل يخرج من منزله ليذهب الى عمله أيا كان نوعه فيلمح (( زنبيلاً)) مدلى من الشباك فيقف ليهزه

وهو ينادي بصوت خافت (( يا أهل البيت )) فتأتيه الأجابة بصوت هامس محتشم من خلف الشباك المحاط بغطاء

(( في باطن الزنبيل نصف ريال فضلا أشتري المقاضي بطاطس _ وبامية _ وملوخية _ ولاتنس الطماطم

والليمون _والكزبرة .. وخل بالك لاتكون بايته .. نقيها الله يخليك زي ما تنقيها لأهلك ))

فيذهب صاحبنا الى سوق الخضار فيشتري للسيدة كما يشتري لنفسه ثم يعود ليعطيها حاجاتها وبعدها يتسأل هل

اتاكم المطلوب ؟ فيأتيه الصوت هامسا (( جزاك الله خيرا ))


ويغلب على سكان الحجاز الهدوء وسعة الصدر، ولاتجد في الحجاز من يعرف بسرعة الغضب

كما يغلب عليهم انخفاض الصوت حتى في الأسواق فلا تسمع الأصوات المرتفعه بدون مبرر

وإذا سمع صوتا مرتفعا تجد الناس يلتفتون إلى مصدره وفي النتيجة تجد صاحب الصوت المرتفع هو غريب عن المجتمع

فالتأدب بالمجتمع الحجازي أحد مظاهره عدم رفع الصوت وهي سمه متوارثه من الآباء والأجداد

ومن خصائص المجتمع الحجازي الحسنة الترحيب بالقريب ولو لم يكن ذا معرفة ويعتبر كل فرد في الحجازأن

الزائرللحجاز هو زائر له، وهو بالتالي ضيفة بدون أن يشق على نفسة ويقدم مافي مقدوره له

وفي الحجاز تشعر بالتآلف بين السكان ولو كانو من أصول مختلفة وقد عملت الحجاز على صهر هذه الأجناس

في بوتقة واحدة هي بوتقة محبة الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم ، ولهمم فيه أسوة حسنة حيث أنه صلى الله

عليه وسلم قام بالتآلف بين المسلمين ، وجعل منهم مجتمعا اسلاميا متحابا ، وأزال مابينهم من عداوات

وتقوم العلاقات بين أفراد الأسرة على إلإحترام التام حيث يقدر الصغير الكبير ويرحم الكبير الصغير . إمتثالا

بقوله صلى الله عليه وسلم ( ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا ))وتوضح العلاقة بين الجيران الأمثلة

الشعبية التي تتردد على ألسنة الناس في الحجاز وهي ( الجار قبل الدار) ( وقولهم جارك القريب خير من أخيك

البعيد لأن الجار القريب من البيت أو الدكان أكثر التصاقا بك من أخيك الذي قد يكون في بلد آخر أو شارع ،

فانك عندما تحتاجة الى مساعدتك سوف يكون الجار أقرب من الأخ وبالتالي يقدم لك المساعده قبل أن يصل

أخوك البعيد فالعلاقة بين الجيران علاقة أخوية .

ولقد كان للعمدة ووجهاء الحارة دور كبير في محاربة البطالة بين أولاد الحارة فيقومون بتشغيل أولاد

الحارة كأن يقول أحدهم للنجار (( تعال يابا شوف البيبان والطيق أتفقدها وصلحها ))

ويقوم العمدة بمسئوليات الحارة وما يحدث فيها من مناوشات او خصومات فعلى كاهله تقع

مسئولية حلها فهو يقوم بنزع فتيل الصراع لكي لايصل الأمر الى دوائر الشرطة وهو أشبه ما يكون

بالمحكمة المستعجلة ويعتبر حكمه نافذ على أبناء حارته ..


 
يارب الموضوع يعجبكم

تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق