الثلاثاء، 26 أبريل 2016

عظيمات فى التاريخ 04 زنوبيا ملكة تدمر

عظيمات فى التاريخ 04

زنوبيا ملكة تدمر


نسبها:
الزباء بنت عمرو بن الظرب بن حسان ابن أذينة بن السميدعالسميعة المشهورة في العصر الجاهلي ، صاحبة تدمر وملكة الشام والجزيرة . يسميهاالإفرنج زنوبيا، وأمها يونانية من ذرية كليوبطرة ملكةمصر.

صفاتها:
كانت غزيرة المعارف ، بديعة الجمال ، مولعة بالصيدوالقنص ، تحسن أكثر اللغات الشائعة في عصرها، وكتبت تاريخاً للشرق.

زنوبياملكة جليلة ذات رأي وحكمة وعقل وسياسة ودقة نظر وفروسية وشدة بأس وجمال فائق.كانتسمراء اللون قوية اللحظ وكانت الهيبة والجمال والعظمة تلوح على وجهها وكانت أسنانهابيضاء كاللؤلؤ وصوتها قوياً وجهوراً، وجسمها صحيحاً سالماً ، وكانت الابتسامات لاتفارقها، فعاشت بعظمة ملوكية مقلدة ملوك الأكاسرة فكانت تضع العمامة على رأسهاوتلبس ثوباً أرجوانياً مرصعاً بالجواهر وكثيراً ما كانت تترك ذراعها مكشوفة. وتثقفتبالثقافة اليونانية وكانت تتكلم الآرامية والقبطية وبعض اللاتينية واليونانية ولهااطلاع واسع على تاريخ الشرق والغرب ، وكانت تقرأ هوميروس وأفلاطون وألفت تاريخاً عنمصر وآسيا

قضية الحكم:
كانت زنوبيا زوجة لأذينة سيد الشرق الرومانيالذي امتدت سلطته على سورية وما يليها ولقب ملك الملوك. فاستأثر أذينة بسورية وسائرآسيا الرومانية ، وكان كثيراً ما يحارب الفرس ويردهم عن بلاده. وكان إذا خرج إلىالحرب أناب عنه في حكومة تدمر امرأتــه زنوبيا، حتى قيل : إن ما وصل إليه أذينة منالبراعة في القيادة والدراية في تعبئة الجيوش يرجع إليها.

ولما قتل أذينة(وتشير بعض أصابع الاتهام إليها في مقتل زوجها) اعتلت أريكة الملك باسم ابنها وهباللات، ثم أخذت تسعى لابنها بتثبيت عرشه وتقوية الدولة التدمرية. وبعد حين ساءتالعلاقات بين الإمبراطور الروماني والدولة التدمرية، فأرسل الإمبراطور بعض الكتائبالرومانية لإعادة بسط النفوذ الروماني، ولكن زنوبيا حطمت هذه الكتائب وأولتها شرهزيمة.

واستفادت من الاضطرابات في روما، فتوجهت إلى مصر تلك البلاد الغنيةبالحبوب وفتحتها بكل اقتدار وبذلك عززت مكانة تدمر التجارية وجعلت علاقاتهاالتجارية تمتد إلى الحبشة وجزيرة العرب . ولم تقنع بمصر بل شرعت تغزو بلاداً وتفتحأوطاناً وتقهر جنوداً وتهزم جيوشاً حتى اتسعت مملكتها اتساعاً عظيماً فامتدت حدودهامن شواطئ البسفور حتى النيل أطلقت عليها الإمبراطورية الشرقية.

انتقل الحكمفي روما إلى الإمبراطور أورليانوس الذي بادر حالا إلى التفاوض مع زنوبيا وأوقف زحفجيوشها مقابل هبات عظيمة لها واعترف بألقاب ابنها وامتيازاته وضربت النقود فيإنطاكية والإسكندرية فكانت صورة وهب اللات على وجهها الأول وعلى الوجه الثاني صورةأورليانوس. وفي خطوة تالية عهدت بملك مصر إلى ولدها وأزالت من النقود صورةالإمبراطور ونادت بالاستقلال المطلق.

وما أن اطلع أورليانوس على عمل زنوبياهذا إلا وصب عليها جام غضبه ووطن نفسه على التنكيل بها وسحق الدولة التدمرية. عبأجيشاً علاماً وعلى رأسه القائد بروبوس وبعث به إلى مصر سنة 271م ، وتولى بنفسهجيشاً آخر توجه به إلى آسيا الصغرى على أن يلتقي الجيشان في تدمر . بدأت الخطةتلاقي النجاح ، حيث احتل بروبوس مصر بدون أن يلقى مقاومة كبيرة ، أما أورليانوسفوصل أنطاكية واستطاع أن يقهر القوات التدمرية في معركة كبرى دامية مما اضطرها إلىالانسحاب إلى تدمر

النهــــاية:
تعقبهم أورليانوس نحو حمص متابعاًزنوبيا التي انسحبت إليها ، فأوقع بجيشها هزيمة أخرى ، شابهت ظروفها معركة أنطاكيةووصل تدمر وحاصرها حصاراً تاماً قضى على ما لدى التدمريين من المؤن ، وكانت قد أعدتكل ما تستطيع إعداده من وسائل الدفاع إذ وضعت على كل برج من أبراج السور اثنين أوثلاثة من المجانيق تقذف المهاجمين بالحجارة، وتمطرهم بقذائف النفط الملتهبة، وصممتعلى المقاومة بشجاعة بطولية، معلنة أنه إذا كان لا بد لحكمها من النهاية فلتقترنهذه بنهاية حياتها.

عرض أورليانوس على زنوبيا التسليم لقاء شروط معتدلة: أنتنسب انسحاباً كريماً ، وأن يحتفظ مواطنوها بامتيازاتهم القديمة . لكنها رفضت شروطهبإباء وشمم، لا بل اقترن الرفض بالإهانة ، وبعد أن استبد بها اليأس ، حاولت زنوبياالهروب ووصلت نهر الفرات إلا أنها وقعت في الأسر واقتيدت إلى أورليانوس وهو فيميدان القتال فأحسن معاملتها سنة 282م.ثم اقتادها معه إلى روما ولم يقتلها بل قتلبعض كبار قوادها ومستشاريها بعد محاكمة أجريت لهم في حمص.

وعلى أرجحالأقوال أن حياتها قد انتهت في منزل حقير في تيبور أعده لها اورليانوس، ولم يتحققمن طريقة وفاتها ، إلا أن لإحدى الروايات تقول أنها امتصت سماً وماتت به، أمابناتها فقد تزوجهن بعض أشراف الرومان.

الخاتمة:
كانت سيرتها أقرب إلىسير الأبطال من سير النساء، فلم تكن تركب في الأسفار غير الخيل، ولك تكن تحمل فيالهودج، وكانت تجالس قوادها وأعوانها وتباحثهم ، وإذا جادلتهم غلبتهم بقوة برهانهاوفصاحة لسانها، وكثيراً ما ضم مجلسها رجالاً من أمم شتى وبينهم وفود من ملوك الفرسوالأرمن ، وكانت عادلة في رعاياها خصوصاً من العرب.

في مجالسها الاعتياديةكانت تدخل معها ابنها وهب اللات معها وعليها أفخر اللباس وعلى كتفيها المشملةالقصيرة الأرجوانية، وعلى رأسها التاج ، وأوكلت تدبير أمور قصورها إلى بعض شيوخالخصيان ، أما إذا تجولت حفت بها الفتيات من بنات الأشراف..أما عند استعراض الجندفي الميادين مرت أمام الصفوف فوق جوادها وعليها لباس الحرب وعلى رأسها الخوذةالرومانية مرصعة بالدر والجوهر، فإذا رآها الناس في ذلك الموقف حسبوها آلهة منالآلهة العظام كما كان شائعاً في الأساطير اليونانية والرومانية.آثار تدمر مازالتشاهدة حتى اللحظة على ما كانت فيه من عظمة ومنعة وعز وثراء وبهاء بقيادة زنوبيا ،ولها آثار باقية في لبنان منها أقنية الماء من نهر إبراهيم إلى جبيل وكذلك من نهرقديشا إلى طرابلس ومن نهر بيروت إلى بيروت .

حقاً كانت امرأة عظيمة بكلالمواصفات البشرية القديمة والحديثة ، وصارت عبرة لمن شاء أنيعتبر…



يتبع

 

يارب الموضوع يعجبكم



تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق