الثلاثاء، 26 أبريل 2016

[3] تاريخ المسلمين في الفلبين - جبهة مورو ... [4]

[3] تاريخ المسلمين في الفلبين - جبهة مورو ... [4]


لم ينشئ الديكتاتور ماركوس منطقة حكم ذاتي واحدة بل اثنتين: المنطقة 9 والمنطقة 12. وسخر السيد روبن كانوي احد قادة المعارضة من الاجراء وسمّاه آخرون حكماً ذاتياً "على الورق" . رفضت جبهة تحرير مورو الوطنية هذه التدابير وعادت الى مطالبتها الاصلية بالاستقلال. .فيما كانت الحكومة تنوي ضمنا تقديم تنازلات للمورو من دون تعديل البنية السياسية او بشكل ادق من دون اعطائهم سلطة سياسية فعلية ، أدرج مبدأ الحكم الذاتي الاسلامي لمنداناو في دستور العام 1987، ومنذ ذلك التاريخ قامت منطقة منداناو ذات الحكم الذاتي الاسلامي. لكن جبهتي تحرير مورو الوطنية والاسلامية رفضتا كليهما هذا القانون الدستوري وتابعتا النضال من اجل الاستقلال اذ يبقى الهدف بالنسبة للجبهة الاسلامية برئاسة "سلامات هاشم" قيام جمهورية باجسا مورو الاسلامية. واعتبرت الجبهتان منطقة الحكم الذاتي الرسمية مجرد تدبير بيروقراطي اضافي.

وفى عام 1996 وقعت الحكومة مع جبهة تحرير مورو الوطنية اتفاقا ينص على مرحلة انتقالية لمدة ثلاثة اعوام تشهد خلالها مناطق المورو تنمية مكثفة على ان يلي ذلك استفتاء لتحديد منطقة الحكم الذاتي.الذي أوصى بالحكم الذاتي في أربع مناطق فقط من 13، يصل بعد ذلك إلى بقية المناطق التي تم الاتفاق حولها في اتفاق طرابلس ، ولكن الحكومة عملت ضد هذا الاتفاق من خلال الادعاء بأن المسلمين سيعملون على طرد السكان المسيحيين من هذه المناطق حينما يحكمونها، وحينما طبِّق الحكم الذاتي حُدِّد في خمس مناطق أو يزيد بالرغم من أن اتفاق طرابلس أفقد المسلمين 42% من أراضيهم عام 1996م، وعلى الرغم من ذلك لم تنفِّذ الحكومة الفلبينية بنود الاتفاق، وبالتالي فقد المسلمون الاستقلالَ وأراضيَهم وضمُّوهم إلى الفلبين بعد أن كانوا دولةً مستقلةً تكافح لأكثر من 500 سنة للحفاظ على أراضيها وقيمها الإسلامية.


وعلى صعيد جبهة مورو الإسلامية أدى نظام الحكم الذاتي- الذي أنشأته مانيلا بالاتفاق مع مورو الوطنية- لانشقاقٍ في الحركة وتكوين جبهة مورو الإسلامية التي اعترفت بها منظمة المؤتمر الإسلامي كممثل لمسلمي الفلبين والتي رأت أن المفاوضات تضر بقضية المسلمين، واستمرت تقاتل منذ السبعينيات من القرن الماضي من أجل الانفصال عن الفلبين، وتكوين دولة إسلامية تضم جزر "مينداناو" و"سولو" و"بالاوان" ذات الأغلبية المسلمة جنوب البلاد، التي قامت مانيلا بضمِّها عُنوةً إلى أراضيها، بالرغم من أن السلاطين المسلمين حكَموها لمئات السنين إلى أن غزتها القوى الغربية ، وبدأت حكومة الفلبين مسلسل التفاوض مع جبهة مورو الإسلامية عام 1997م، إلا أن المحادثات انهارت عام 2000م، حين شنَّ الجيش الفلبيني هجومًا واستولى على العديد من قواعد الجبهة في الغابات، من بينها معسكر أبو بكر أحد معاقل الجبهة في إقليم ماجو مينداناو.


واستؤنفت مفاوضات السلام مع "الجبهة الإسلامية لتحرير مورو" التي كانت قد انهارت في عام 2000 في أعقاب سلسلةٍ الهجمات العسكرية التي شنتها إدارة إسترادا على قواعد وتجمعات الجبهة في منداناو الوسطى. وأدت المفاوضات التي عُقدت في ليبيا وماليزيا إلى توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار في أغسطس . ورغم وقوع انتهاكاتٍ متفرقة لوقف إطلاق النار فقد استمرت المفاوضات الموضوعية بخصوص نطاق اتفاق رسمي للسلام حتى أواخر عام 2001. وأُفرج عن 24 شخصاً زُعم أنهم من أعضاء "الجبهة الإسلامية لتحرير مورو" كانوا قد اعتُقلوا للاشتباه في ضلوعهم في تفجيرات شهدتها مانيلا في عام 2000 . وكان عدد من أعضاء "الجبهة الإسلامية لتحرير مورو"، وبعضهم أعضاء أيضاً في وحدات مارقة، مسئولين عن انتهاكات، من بينها القتل العمد والتعسفي للمدنيين واحتجاز رهائن.


و احيت "جلوريا أرويو" محادثات السلام عام 2001 لكنها لم تستمر بعد الحرب الراهنة "على الارهاب" بقيادة الولايات المتحدة ودعم الفيليبين القوي. فجبهة تحرير مورو الاسلامية متهمة بالاتصال بتنظيم القاعدة والجماعة الاسلامية وكادت تصنف منظمة ارهابية بعد اعتداءات دافاو وهي تتعرض للملاحقة على غرار مجموعة ابوسياف وجيش الشعب الجديد ، وكان من المفترض بالمفاوضات ان تستأنف بسرعة. فخلال المرحلة التمهيدية تم توقيع اتفاق لوقف اطلاق النار بين الحكومة وجبهة تحرير مورو الاسلامية ونص على اعادة تأهيل المناطق المتضررة او المدمرة واعمارها اثناء "الحرب الشاملة".
 

يارب الموضوع يعجبكم



تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق