الثلاثاء، 26 أبريل 2016

[2] تاريخ الاسلام في تايلند [2]

[2] تاريخ الاسلام في تايلند [2]



ونما تصور داخل الإدارة الأميركية يعتبر أن هذه المنطقة هي ميدان حرب متقدم على الإرهاب لوجود جماعات إسلامية فيها زعمت أميركا أن لها صلة بتنظيم القاعدة مثل الجماعة الإسلامية التي تنشط في إندونيسيا وماليزيا بشكل رئيسي، ومثل جماعة أبو سياف في الفلبين وهي جماعة صغيرة وليس لها وزن يذكر.وتبنت الولايات المتحدة الأميركية إستراتيجية تعظيم الاعتماد على الدول التي لا توجد بها أغلبيات مسلمة في آسيا في هذه الحرب، ورحبت هذه الدول بالإستراتيجية الأميركية الجديدة وأعادت إنتاج السيناريوهات الأميركية في سياساتها الداخلية مع أقلياتها.
وتايلاند هنا تمثل حالة نموذجية في هذا السياق، فهي تسعي للقيام بدور إقليمي في منطقة جنوب شرق آسيا على حساب إندونيسيا مستغلة العنوان الأميركي الأثير الحرب على الإرهاب.
وهي تعتبر الأقلية المسلمة الكبيرة مقصودة بالحرب على الإرهاب، وأن كل شخص فيها موضع شك باعتباره وفق المعايير الأميركية مشروعا لإرهابي.
وبدأت في القبض العشوائي على كل من يبدي ميولا إسلامية ظاهرة مثل إطلاق اللحى أو لبس الملابس البيضاء أو ارتداء النساء الحجاب أو الانخراط فيما يعتبر نموا عاديا لظاهرة التدين في العالم ومنها الدين الإسلامي مثل بناء المساجد أو الحج أو القيام ببعض الأنشطة الاجتماعية والثقافية المعروفة.
ولم تسمع تايلاند لمطالب المسلمين في الإقليم بعدم التوسع في المشاريع السياحية التي تهدد تقاليد المنطقة التي تحترم الدين والعادات، هذا فضلا عن جهدها في التعاون مع المخابرات الأميركية بشأن القبض علي مطلوبين إسلاميين يتجولون في المنطقة الواسعة أو حتى اصطناع قضايا ذات طابع إرهابي لتقديم نفسها كرقم إقليمي مهم وحليف لا يمكن الاستغناء عنه.
وفي نفس الوقت استجابة للضغوط الأميركية التي ترى أن جنوب تايلاند هو منطقة تعمل فيها الجماعات الإسلامية التي تصنفها أميركا كجماعات إرهابية.
في الواقع عودة العنف الرسمي المدعوم بالمطالب الأميركية من ناحية والذي يخدم الإستراتيجية الجديدة لتايلاند كفاعل إقليمي من ناحية أخرى قاد إلى إحياء "الجبهة المتحدة لتحرير فطاني"، كما قاد إلى مزيد من تصاعد موجات التمسك بالهوية الإسلامية في المنطقة كآلية دفاع ورد على محاولات المملكة السيامية التي تهدد الوجود الإسلامي في جنوب تايلند.
معاناة المسلمين في تايلاند
وبدأ ما يمكن أن نطلق عليه "ميلاد دورات العنف" حيث يسعي المسلمون للقيام بمظاهرات للمطالبة بمطالب عامة لدفع سياسة الدولة الجديدة أو إيقافها خاصة مع مجيء رئيس الوزراء الحالي تاكسين شيناواترا للحكم عام 2001 والذي غذى موجات أصولية ذات طابع بوذي بين قطاعات واسعة من الشعب التايلندي ضد المسلمين في الجنوب.وهذا ما نلاحظه في مشاهد العنف المريعة التي يرتكبها الجيش والشرطة بحق المسلمين، فالتقديرات تشير إلى أن ضحايا العنف الرسمي من جانب الدولة بلغ 400 قتيل منذ يناير/كانون الثاني الماضي.
وشهدت ولاية فطاني في شهر أبريل/نيسان الماضي مذبحة داخل أحد المساجد راح ضحيتها 32، وفي أواخر شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي قتل داخل الحافلات المغلقة أكثر من 80 مسلما بسبب القبض عليهم في مظاهرة احتجاجا على اعتقال مسؤولين محليين بدعوى دعم الجماعات المسلحة في المنطقة.
وقتل في نفس المظاهرة سبعة مسلمين برصاص الجيش الذي أطلق الرصاص المباشر على الأجساد وليس فوق الرؤوس، وكان ذلك في شهر رمضان.
وتحدث رئيس الوزراء عن الواقعة فقال إن المسلمين قتلوا بهذا الشكل بسبب ضعفهم البالغ لأنهم كانوا صائمين، واعتبر ما قامت به قوات الجيش والشرطة عملا رائعا.
والعنف، الذي وصف من جانب المنظمات الحقوقية العالمية وفي تايلاند ذاتها بأنه مستوى مريع من استخدام القوة غير المبررة على المسلمين، سوف يولد موجات عنف مضادة، ستعزز المطالب الانفصالية في الإقليم خاصة وأن أقاليم مجاورة مثل ميندناو في الفلبين وحتى آتشيه في إندونيسيا تطالب بالانفصال.
كما أنه بالأمس القريب استقل إقليم "تيمور الشرقية" الكاثوليكي عن إندونيسيا المسلمة بدعم غربي أوروبي وأميركي، خاصة وأن فطاني والأقاليم المسلمة في الجنوب هي تعبير عن وحدة سياسية لها طابع مستقل بشكل كامل عن تايلاند.
إن ذلك سوف يقود في تقديرنا إلى انفجار ما يمكن أن نطلق عليه "صداما حضاريا" حقيقيا بين المحيط الملاوي المسلم كله وبين المحيط البوذي الذي ينتشر في دول عديدة.
السيناريوهات الأميركية العدائية الجديدة في علاقتها بالعالم الإسلامي والتي ترفع شعار الحرب على الإرهاب تضع الأقليات المسلمة في مأزق، لأن الدول التي توجد بها هذه الأقليات تعتبر التوجه الأميركي إشارة مفتوحة لانتهاك حقوقها وقمعها في مقابل الاندماج في الإستراتيجية الأميركية، مما سيفتح الباب واسعا لقلاقل واضطرابات وربما فوضى لا حدود لها.
فأميركا طبقت مقولة هنتنغتون عن التحالف بين المسلمين والحضارة البوذية في مواجهة الغرب بالمقلوب ودشنت هي تحالفا مع هذه الحضارات ضد عالم الإسلام، وهو أمر يضع العالم كله على أبواب خطر حقيقي قد يضع الحضارة الإنسانية كلها في الميزان

 

يارب الموضوع يعجبكم

تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق