الثلاثاء، 26 أبريل 2016

[4] تاريخ المسلمين في الفلبين - جبهة مورو ... [4]

[4] تاريخ المسلمين في الفلبين - جبهة مورو ... [4]


مسارات الحرب :

ولكن وقوع زلزال منهاتن في الحادي عشر من سبتمبر 2001 عجل بنهاية فترة السكينة بين الحكومة الفلبينية وشعب مورو خصوصًا جبهة تحرير مورو الوطنية بزعامة ميسواري الذي وقع مع مانيلا اتفاق 96 ووافق على حكم ذاتي محدود في بعض مدن الجنوب، وسعت حكومة أورويو إلى إعادة نهج التصفية والاستئصال الذي تبنته الحكومات الفلبينية المتعاقبة منذ عهد الدكتاتور فرديناند ماركوس مرورًا بعهد كروزون أكينو فراموسي وانتهاءً بعهد أورويو بعد فترة شهر عسل محدود في عهد الرئيس المخلوع أستردا.

جلوريا أورويو :

وواصلت حكومة جلوريا أرويو حملاتها العسكرية العنيفة ضد مسلمي الجنوب خصوصًا في مناطق مندناو وسولو وبالاوان وهي مناطق تجمع مسلمي الجنوب الذين يعاني أغلبهم من أوضاع اقتصادية صعبة جدًا وتتفشى في أوساطهم البطالة والفقر وعدم الحصول على مناصب راقية في البلاد ، وتحظى حملة أورويو الاستئصالية بدعم كبير من الولايات المتحدة التي تتهم بعض جماعات الجهاد الإسلامي في جنوب الفلبين بالصلة بتنظيم القاعدة، حيث قدمت واشنطن مساعدات مالية تقدر بـ 114 مليون دولار في الأشهر الثلاثة التالية لأحداث سبتمبر لتقوية الجيش الفليبيني ورفع كفاءته لتوجيه ضربات قوية لأماكن تجمع الحركات الإسلامية في الجنوب

كما أن قوات أمريكية اشتركت مع الجيش في معاركه ضد مسلمي مورو في إطار اتفاقية الدفاع المتبادل بين البلدين ، ونجحت هذه الحملات في تسديد ضربات مؤلمة لتجمعات الإسلاميين ومارست في مدنهم التطهير العرقي ووطنت بدلاً منهم مواطنين مسيحيين من مناطق الشمال الفليبيني، وقد استخدمت قوات الجيش الفليبيني طائرات مقاتلة من طراز " اف 16و اف 15 " وأباتشي ودبابات " ام 1 " وسفنًا حربية أمريكية الصنع ضد مناطق المسلمين، وهو ما يشير إلى وجود تحالف وثيق بين واشنطن ومانيلا لتصفية القضية وحصرها في حكم ذاتي محدود، وإلغاء أي مطالبات باستقلال الجنوب المسلم ، واستغلت حكومة أورويو الحرب الأمريكية على الإرهاب لإسكات صوت مجاهدي مورو عبر الحملات العسكرية تارة، وحملات الاعتقال والتصفية الجسدية والتعذيب لمسلمي الجنوب تارة أخرى، لدرجة أن إحدى منظمات حقوق الإنسان الأمريكية انتقدت سجل مانيلا في مجال حقوق الإنسان واتهمتها بارتكاب مجازر في مدن بالاوان في الأشهر القليلة الماضية.

وأسهم التحالف بين مانيلا وواشنطن في ازدياد معاناة المسلمين الذين يعانون ضائقة اقتصادية، حيث تعاني مقاطعاتهم من نقص حاد في الاحتياجات الأساسية من رعاية صحية ومسكن وتعليم؛ حيث تعاني المستشفيات من ضعف البنية وافتقادها للكوادر الطبية، كما أن مدارس المسلمين تعد أطلالاً بسبب القصف الحكومي المتعمد لها بحجة أنها تعد مأوى للثوار والإرهابيين، كما يعاني أكثر من 25% من مسلمي الفليبين من البطالة، ونقص فرص التوظيف بسبب سيطرة المسيحيين على النشاط الاقتصادي, كما أن هناك معوقات شديدة تقف حائلاً دون استفادة المسلمين من أراضيهم الزراعية الشاسعة، حيث يفتقدون لمؤسسات إقراض في مناطقهم، إضافة إلى الشروط المجحفة التي تضعها مؤسسات الإقراض، كما أن تدفق المسيحيين على مناطق المسلمين يتم بخطة منسقة للسيطرة على أراضي المسلمين بأسلوب المستوطنات الصهيونية في الأراضي المحتلة، الأمر الذي أفقد المسلمين آلاف الهكتارات من الأراضي الزراعية، ولم تكتف السلطة الفلبينية بذلك بل أطلقت يد جماعات التبشير لتنصير المسلمين مستغلة الوضع الاقتصادي المتردي الذي أضحى المسلمون يعيشون فيه .

محاولات التفاوض :


وفي 20 أبريل 2005م أعلنت الحكومة الفلبينية وقادة مورو الإسلامية عن توصلهما إلى اتفاقية لإنهاء النزاع المستمر منذ 30 عامًا في مدينة "جورج تاون" الساحلية شمالي ماليزيا برعاية ماليزية، وانتهت تلك المفاوضات في 31 مايو 2005م بمدينة سلطان قدرات بجزيرة مينداناو دون توقيع إعلان أو اتفاق محدد، وأكد جميع الأطراف على قرب تحقيق السلام والعدل والحرية لمسلمي جنوب الفلبين.


إلا أن حكومة الفلبين مارست عادتَها في الانقلاب على نتائج المفاوضات السابقة، مستغلةً ورقة الإرهاب الدولي للخروج من الأزمة السياسية التي تمر بها رئيسة الفلبين، وقامت بنشر عدد كبير من قواتها العسكرية، مستخدمةً الطائرات الحربية في يوليو 2005 في المناطق الجبلية التابعة لبلديات داتو اودين وجندولونجان وتلايان وأوبي الجنوبية والشمالية؛ بدعوى ملاحقة عناصر من جماعة أبوسياف؛ ما أدى إلى هروب آلاف المدنيين المسلمين من أراضيهم، وما أدى أيضًا إلى إصابات وجرحى بين الطرفين وإسقاط مروحية حربية؛ مما يعد انتهاكًا لكافة تفاهمات السلام بين الحكومة والجبهة الإسلامية؛ حيث إن تلك المناطق تابعةٌ لمورو وتعترف بها الحكومة؛ بما يُنذر بالعودة لنقطة الصفر فى المفاوضات مجددًا وتوقف مسار السلام في جنوب الفلبين.


وقد سارع متمردو جبهة مورو الى استخدام "القوة العاقلة" التي استخدمت بامر من الرئيسة في حق المتحصنين من الجنود المتمردين. وهو اعتدال غير شائع في منداناو حيث تطلق العمليات الانتقامية القاسية في سبيل القبض على الخاطفين المفترضين او في حق اعضاء جماعة ابوسياف المختبئين في صفوف جماعات مورو. فعمليات القصف واطلاق نيران الرشاشات على مستوى الارجل تمثل خطرا كبيرا على حياة المدنيين وممتلكاتهم. فالعمليات العسكرية اوقعت العديد من الضحايا وادت الى نزوح كبير للسكان في وسط الجزيرة. وقد تم تهجير حوالى 500 الف شخص خلال "الحرب الشاملة" التي خاضها جوزف استرادا عام 2000 حيث تحولت بعض اقسام منداناو الى مناطق حرب حقيقية ، وبذلك نجد ان حكومة ارويو ليست في وضع مريح على الاطلاق اذ يصعب عليها اعتماد الصراحة في محادثات السلام في وقت تتعرض احدى مؤسساتها ،اي الجيش، الى اتهامات ومحاولات لانقلاب لتطيح بحكمها للبلاد والحديث عن عدم الاستقرار أمر معتاد في الفلبين بعد 12 محاولة انقلاب في الأقل منذ عام 1986 حينما أطيح بالدكتاتور فرديناند ماركوس.

وفى 8 فبراير 2006 توصلت الحكومة الفلبينية وجبهة تحرير مورو الإسلامية إلى اتفاق تمهيدي بجنوب ماليزيا حيث عقدت المفاوضات يفتح المجال لتسوية نزاع مستمر منذ ثلاثين عاما. وأكد الجانبان في بيان مشترك أنهما توصلا لتسوية بشأن "مسألة أراضي الأجداد" التي كانت تشكل حجر العثرة الرئيسي أمام اتفاقية سلام بين مانيلا وجبهة تحرير مورو التي تضم 12 ألف مقاتل وتسعى لاستقلال جزيرة مينداناو الجنوبية ذات الغالبية المسلمة منذ العام 1978.


ومن المقرر - حسب البيان المشترك- أن يوقع الاتفاق حول أراضي الأجداد بحلول نهاية مارس المقبل بالتزامن مع إطلاق مفاوضات رسمية. ويحدد الاتفاق المساحة التي تشكل "الوطن الأم" الذي يطالب به مسلمو الفلبين -المورو- الثائرون منذ حوالي أربعة قرون ضد السلطات الكاثوليكية في البلاد. ويتحدث الاتفاق عن "المآخذ المشروعة" لمسلمي الفلبين "الناجمة عن عمليات سلب "الأراضي" أو التهميش الظالم". كما يشير إلى "حقهم في استغلال أراضي الأجداد وتطويرها" إلا أن النص لا يأتي على ذكر حكم ذاتي أو استقلال محتمل.
 

يارب الموضوع يعجبكم



تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق