الثلاثاء، 26 أبريل 2016

[1] تاريخ الاسلام في تايلند [2]

[1] تاريخ الاسلام في تايلند [2]



في حالة مسلمي تايلند نحن أمام أقلية مسلمة يبلغ تعدادها حوالي 6 ملايين مسلم يتركز أغلبها في مناطق الجنوب حيث وجدت مملكة فطاني المسلمة منذ القرن العاشر الهجري والتي تمثل عاصمة لثلاثة أقاليم أخرى هي جالا وبنغارا وستول، وتتواصل هذه الأقاليم جغرافيا مع الهلال الإسلامي الذي يمتد عبر أرخبيل الملايو وحتى جنوب الفلبين.
كما تتواصل حضاريا مع سكان هذا الهلال الذين يتكلمون نفس اللغة المالاوية، ويتشاركون نفس الدين والعادات والتقاليد، وقبل أن تكون الدول القومية في قارة آسيا بصورتها الراهنة تقلبت على هذه الممالك الإسلامية تحديات وضغوط مرعبة لضمها مع موجات الاستعمار المختلفة (البرتغالي والبريطاني والياباني) للدول القومية غير المسلمة.
وفي حالة فطاني فإنها انضمت بشكل نهائي بالقوة إلى مملكة تايلند عام 1906 وظلت الأنواء السياسية تتقاذفها حتى تأكد هذا الوضع بعد الحرب الثانية بموجب اتفاق بين بريطانيا وتايلند.
وصارت مملكة فطاني والأقاليم المسلمة الأخرى جزءا من تايلند ما بعد الاستعمار والتي قامت الحكومات فيها متأثرة بنزعة قومية سادت آسيا والعالم الثالث وهي بناء الدولة القومية الذي يعني دمج الأقليات وتأميم تطلعاتها لصالح هذه الدولة.
وتعرض المسلمون للاضطهاد والتمييز والحرمان من حقوقهم السياسية والاجتماعية والثقافية، وهو ما حفز الحركات المقاومة على الظهور في الإقليم الجنوبي ضد عنف الدولة وبطشها لطمس الهوية الثقافية والاجتماعية للمسلمين لصالح الدولة البوذية القومية.
حركات المقاومة الإسلامية في تايلاند
وعرفت فترة الخمسينيات حركات مقاومة عديدة لكن كان أهمها في أواخر الستينيات واستمرت حتى الثمانينيات وهي "الجبهة المتحدة لتحرير فطاني" التي تعرف اختصارا بـ"بولو" (Pulo)، ومعظم مطالب الحركة كانت تتبلور حول المطالب المتصلة بالثقافة والهوية مثل الحق في التعليم باللغة المحلية وتطبيق قوانين الأحوال الشخصية الإسلامية وبناء المدارس والخدمات المختلفة عبر الحكم الذاتي الداخلي.
ويبدو أن الحكومة في تايلاند توصلت مع جبهة تحرير فطاني لاتفاق تم بموجبه حل الجبهة ومنح المسلمين بعض حقوقهم لمواجهة الخطر الشيوعي في ذلك الوقت.
وظلت الأمور هادئة وإن كانت المنطقة الجنوبية تواجه تمددا للتوجه البوذي عبر عمليات التوطين وإعادة الهندسة الجغرافية التي تتسم بها الدول الآسيوية في تعاملها مع أقلياتها.
الأقلية المسلمة في تايلاند والإرهاب الأمريكي
لكن التحول الدرامي في التعامل مع الأقلية المسلمة في تايلاند جاء بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول حيث أطلقت الولايات المتحدة ما أسمته الحرب على الإرهاب –وتقصد به الإسلام– وكانت أول محطات هذه الحرب على نظام طالبان في أفغانستان، حيث اعتبرت أميركا دول جنوب شرق آسيا ليست مجرد شريك في هذه الحرب وإنما هي مسرح وهدف لها.


يتبع
 
يارب الموضوع يعجبكم



تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق