الثلاثاء، 26 أبريل 2016

[2] تاريخ المسلمين في الفلبين - جبهة مورو ... [4]

[2] تاريخ المسلمين في الفلبين - جبهة مورو ... [4]


جماعة أبوسياف:



تختلف رؤى وتنظيم وقيادة جبهة مورو الإسلامية عن تنظيم "جماعة أبوسياف" في تكييفها للنزاع الدائر حول قضية المسلمين في جنوب الفلبين ، والجماعتان منفصلتان تماماً ولا تربط بينهما سوى وحدة الصراع مع الجيش الفلبيني والحكومة الفلبينية ، فجماعة" أبوسياف" من أصغر وأكثر الجماعات الإسلامية تشددا في جنوبي الفلبين. انشقت عن جبهة التحرير الوطنية "مورو" عام 1991، حيث كان يتزعمها آنذاك "عبدالرزاق أبوبكر جنجلاني" الذى عاش ودرس العلوم الإسلامية في ليبيا، وعندما عاد أدراجه إلى البلاد أعلن تأسيس هذه الجماعة وسعى لتحقيق مطالب وحقوق المسلمين في الحصول على الاستقلال ، وقتل جنجلانى خلال صدام مع الشرطة الفلبينية، في قرية لاميتان بجزيرة باسيلام، في 18 ديسمبر1998.

وجاء تأسيس جماعة" أبوسياف" عندما كان أحد القساوسة يلقي محاضرة في مدينة جامبونجا الجنوبية هاجم فيها المسلمين وأوغر صدر الحضور ضدهم، فانتظره أبوسياف عند خروجه قام بقتله وفر هاربا ثم أعلن مسئوليته عن الحادث لينضم إليه جموع الشباب المسلمين الراغبين في الدفاع عن قضيتهم وهويتهم، وتقوم هذه الجماعة بعمليات الخطف وتعمل منع دخول النصارى إلى المناطق المقيمين فيها، كما تلجأ إلى اختطاف أبناء القساوسة الذين يباشرون عمليات التنصير ، وازداد حجم مجموعة "ابوسياف " من 50 شخصا الي 600 شخص، وأول عملية قامت بها هو تفجير محطة المسافرين في مدينة زامبوانجا جنوبي الفلبين، كما قامت بعمليات أخري ضد أحد المطارات وعدد من الكنائس، وأسفرت احدي عملياتها في مدينة (ايبل) الي مقتل 54 شخصا علي الرغم من ان أبي سياف أعلن انه ضد قتل المدنيين.


ويري محللون ان مجموعة أبوسياف هي نسخة أخري من حركة (طالبان) التي حكمت أفغانستان غير انها فاقت طالبان بكثرة المحرمات فهي تحرم الضحك بصوت مرتفع الي جانب تحريم الاذاعة والتلفزيون والسينما والرقص والغناء والرسم ولعب الشطرنج ، وتناضل الجماعة من أجل إنشاء دولة إسلامية غربي جزيرة مندناو الواقعة جنوبي الفلبين والتي يسكنها أغلبية مسلمة فى حين درس وعمل بعض أفراد الجماعة في الشرق الأوسط وكونوا علاقات مع المجاهدين العرب أثناء التدريب والقتال في أفغانستان ، ويقدر عدد المسلحين في جماعة أبوسياف بعدة مئات، ويتمركزون في جزر باسيلان، وسولو، وتاوي تاوي في أقصى الجزء الجنوبي للفلبين، ويمتد نشاطهم أحيانا إلى مانيلا. ومن المعتقد أن عدد أنصار الجماعة يبلغ الألف، ينتشرون في الجزر الجنوبية. وقد شاركت الجماعة في عملية السلام بين الحكومة وجبهة مورو مطالبة بدولة إسلامية مستقلة.


ويعتمد نشاط الجماعة على الاغتيال والخطف وابتزاز الشركات ورجال الأعمال الأثرياء. وكان أول هجوم كبير للجماعة عام 1995، عندما أغارت على بلدة إيبيل في جزيرة مندناو. وغالبا ما تستهدف الجماعة الأجانب، وخاصة الأوروبيين والأميركان للضغط على الحكومة لتلبية مطالبهم. وينسب للجماعة عدد من حالات الخطف وهجمات بالقنابل تمت في عام1998.

وتدور مبادىء الجماعة حول اتباع كافة الطرق التي تلحق الأذى بالعدو ومنها الخطف - وهى الوسيلة التى لا تقرها ولا تعترف بشرعيتها جبهة التحرير - وعدم جواز دخول النصارى إلى المناطق التي يعيشون فيها كما قاموا باختطاف أولاد بعض القساوسة -فهناك وعلى الرغم من ان جماعة "أبوسياف " جماعة محدودة العدد وقليلة وتتركز فقط في جزيرة باسيلان مسقط رأس مؤسس الجماعة إلا ان مجال التعاون بينهم وبين جبهة تحريرمورو يكون فقط عن طريق المجاهدين المقتربين مكاناً من أماكن وجودهم ويدور حول الأسلوب الصحيح والأفضل الذي أقره الإسلام في الجهاد ضد الأعداء .
مجموعة من مقاتلى الجبهة :


ومن جانبها نجد ان الحكومة الفليبينية- التى تجد تعاطفاً كبيراً وواضحاً من الغرب وأسبابه تكاد تنحصر باعتبار الحكومة الفلبينية الوحيدة في منطقة جنوب شرق آسيا "المسيحية التوجه والمعتقد" ، ولا شك أن وجود دولة مسلمة جديدة في جنوب الفلبين يمثل رصيداً إضافياً يزيد من قوة دول المنطقة "الإسلامية " التي تتكاثر فيها المصالح الغربية بشكل مضطرد - تعمد الى توظيف عمليات الخطف والقتل التي تقوم بها الجماعات التي تلجأ إلى المقاومة المسلحة، مثل جماعة أبوسياف في تأليب الرأي العام على مسلمي مورو لإظهارهم كإرهابيين.

مسارات التفاوض :

وفى سياق التفاوض بين الفلبين وجبهة تحرير مورو التى لم تتوقف المواجهات بينها وبين الحكومة الفلبين منذ اعلان قيامها عام 1978تنكشَّف حلقات المخطط الفلبيني للحيلولة دون حصول مسلمي الفلبين على حقوقهم التاريخية؛ حيث إن مسار التفاوض- والذي لعبت منظمة المؤتمر الإسلامي دور الوساطة فيه بين حركة مورو الوطنية والحكومة- كان يستهدف حلاًّ عادلاً داخلَ إطار السيادة الفلبينية ووحدة التراب الوطني والحصول على الحكم الذاتي فقط، وتم التفاوض حول الحكم الذاتي في جدة عام 1975م ولكنه فشل، ثم بدت جولةٌ ثانيةٌ من للتفاوض في ديسمبر من نفس العام وأطلق عليها اتفاق "طرابلس". وبموجب هذا الاتفاق تم الإقرار بمنح المسلمين الحكم الذاتي في 13 منطقةً، وأصبحت الآن 15 منطقةً، وتكونت فيها إدارات ومراكز إدارية أخرى داخل هذه المناطق، وبعد ذلك لم ينفَّذ الاتفاق.

وافضت المفاوضات بين جبهة تحرير مورو والحكومة الفلبينية الى اتفاق سلام جرى توقيعه في طرابلس "ليبيا" عام 1976 وينص على اقامة منطقة حكم ذاتي في منداناو تضم 14 اقليما وتسع مدن تشكل منطقة مورو التي كانت اوجدتها الحكومة الاستعمارية الاميركية عام 1903. لكن الاتفاق باء بالفشل منذ البداية لان الرئيس فرديناند ماركوس اراد اخضاعه للآليات الدستورية في بلد كان الدستور فيه معلقا ويتم الحكم فيه من طريق المراسيم الرئاسية.

 

يارب الموضوع يعجبكم

تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق