الثلاثاء، 26 أبريل 2016

[1] تاريخ المسلمين في الفلبين - جبهة مورو ... [4]

[1] تاريخ المسلمين في الفلبين - جبهة مورو ... [4]


خطوات صغيرة مشتتة للأمام تخطوها مانيلا في مسيرة النزاع الذي يخوضه شعب إقليم مورو المسلم بجنوب الفلبين الذي تعتبر قضيته من القضايا الشائكة التي يتناساها كثيرٌ من المسلمين والإعلاميين وأهل السياسة، ويشوبها كثيرٌ من الخلطِ وأحيانًا التشويه المتعمد أو غير المقصود لندرةِ البياناتِ والمعلوماتِ الموثقة؛ ومن ثَمَّ توجَّب علينا البحث والتنقيب عن حقائقِ أوضاعِ المسلمين في تلك البلاد التي حكمها المسلمون لقرون طويلة حين دخل الإسلام إلى الفلبين في القرن السادس عشر الهجري

ترجع أصول مسلمي حركة مورو إلى الشعب الملاوي الضارب بجذوره في أعماق الشعوب الإندونيسية والماليزية والسنغافورية، وتستقر حركة مورو الإسلامية في جنوب الفلبين، فى مساحة تقدر بـ110 آلاف كم2، والتي تشمل جزر " ميندانا وباسيلان وصولو وطاوي وطالي" والمسلمون في الفلبين هم أول مجتمع إنساني منظم في هذه الدولة.. فحينما توجه أسطول الكشوف الجغرافية إلى هذه الجزر بقيادة "ماجلان" في عام 1521 ميلادية، وجد مقاومة شرسة من المسلمين واستطاع الأسبان فرض سيطرتهم على هذه الجزر مدة (377) عاماً.. وأطلقوا عليها اسم " الفلبين" نسبة إلى الملك الأسباني "فيليب الثاني"، بينما ظلّت مناطق المسلمين في الجنوب متمتعة بالاستقلال الذاتي فى حين ان المسلمين في الشمال حالياً حديثو العهد بالإسلام نظراً للديانة المسيحية الكاثوليكية المعتمدة هناك. حيث يصل تعداد المسلمين زهاء نحو 17 مليون مسلم- بحسب مصادر فلبينية مسلمة - فالحكومة الفلبينية سعت أبان الغزو الأسباني فى القرن السادس عشر وبمساعدة منظمي الحملات التنصيرية إلى تنصير الملايين من مسلمي الفلبين كراهية وطوعا.



وبعد أن حصلت الفلبين على استقلالها في عام 1946تم إجراء استفتاء "اكتشف فيما بعد أنه مزيف" لمعرفة وضع المسلمين، وفيه تم ترجيح كفة المسيحيين على كفة المسلمين تحت سمع وبصر الولايات المتحدة التي كانت تدعم العملية وانضم الجنوب المسلم قسرا وكرها إلى الشمال الذي يعج بالنصارى وعدد قليل من البوذية .. وفى تلك الفترة سعى ماركوس الرئيس الفلبيني السابق وقادته العسكريون إلى استئصال شقفة المسلمين، وقام بتأسيس "آلاجا " أو الفئران "التي كانت مهمتها الرئيسية القضاء على المسلمين وتصفيتهم جسديا "وظل مسلمو مورو يقاومون نظام ماركوس على مدار خمسة عشر عاما .

تاريخ حركة مورو الإسلامية :

وجد مسلمو مورو انه لا بد مما ليس منه بد، وانخرط عدد من الشباب المسلمين في حركة مورو الإسلامية المسلحة وأحدثوا خسائر فادحة بالمحتل الفلبيني، وما فتئت تلك الجبهة تعض بالنواجذ على خيار المقاومة المسلحة كحل فردي لنيل الاستقلال والتخلص من التمييز العنصري الفلبيني، وتعد جبهة "تحرير مورو الإسلامية " التي كان يتزعمها الشيخ سلامات هاشم الذي تخرَّج من كلية أصول الدين بجامعة الأزهر الشريف كبرى التنظيمات الإسلامية التي توصف بالاعتدال، العاملة في جنوب الفلبين وتسيطر الجبهه مع بعض التنظيمات الأخرى على ما مساحته 90% من أراضي جزيرة ميندانا والباقي يسيطر عليه الجيش الحكومي الفلبيني.




وجبهة تحرير مورو الإسلامية كانت إحدى أذرع جبهة مورو الوطنية بزعامة " نور ميسواري" وتم الافتراق عام 1977 بعد الاختلاف في رؤية حل القضية ؛ إذ رأى ميسواري أن مصلحة المسلمين تكمن في قبول الاندماج تحت السيادة الفلبينية ، بينما رأى سلامات هاشم -الذى توفى فى 13 يوليو 2003 متأثرا بأزمة قلبية ، وخلفة فى زعامة الجبهة الحاج مراد - أن الحصول على كيان مستقل ذي حكم ذاتي للمسلمين أنفع لهم وخصوصاً بعد سياسة الحصار الأمني الحكومي والإهمال الاقتصادي وسياسة إضعاف المسلمين وهو ما مهد الطريق لإعلان الحرب على جبهة تحرير مورو الإسلامية وإعلانها منظمة إرهابية!!


سلامات هاشم :

وتشرف جبهة مورو الإسلامية على عدد كبير من المعسكرات (46 قاعدة) يتدرب فيها بحسب مصادر الجبهة 120 ألف مجاهد معظمهم مسلح بأسلحة خفيفة ، في حين خصصت الحكومة الفلبينية 200 ألف جندي مسلح بشكل كامل إلى جانب 20 ألف من قوات منظمة "بيجي لانتي" وهي ميليشيات شعبية نصرانية يتركز نشاطها على هدم البيوت والمنازل وقتل المدنيين وحرق المساجد وغالباً ما تستخدم هذه الميليشيا السيوف والخناجر لقتل المدنيين المسلمين ، ومعروف ان جبهة مورو قادت تمردا اسلاميا في السبعينيات لتحقيق انفصال جزيرة مندناو عن الفلبين واقامة دولة اسلامية، غير ان التمرد فشل وانقرض بعقد اتفاقية سلام بين الحكومة والمتمردين عام 1995 التي رفضها أبوسياف ومجموعته.
 

يارب الموضوع يعجبكم

تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق