الثلاثاء، 26 أبريل 2016

آخر صقور الأندلس بطل حتى النهاية ((الجزء الاول ))

آخر صقور الأندلس بطل حتى النهاية ((الجزء الاول ))



لكل شيء إذا ما تم نــقـصـان -*-*-*-*-* فلا يغر بطيب العيش إنسان


هي الأمور كما شاهدتها دولٌ -*-*-*-*-* من سرَّهُ زمنٌ ساءته أزمانُ


وهذه الدار لا تـبـقي على أحد -*-*-*-*-* ولا يدوم على حال لها شانُ


يمزق الدهر حتمًا كل سـابغـةٍ-*-*-*-*-* إذا نبت مشرفيات وخرصان


وينتضي كل سيــف للفناء ولو -*-*-*-*-* كان ابن ذي يزن والغمد غمدان


أين الملوك ذوو التيجان من يمنٍ -*-*-*-*-* وأين منهم أكاليلٌ وتيجانُ


وأيـن مـا شـاده شـدَّادُ في إرمٍ -*-*-*-*-* وأين ما ساسه في الفرس ساسانُ


وأين ما حازه قارون من ذهب -*-*-*-*-* وأين عادٌ وشدادٌ وقحطانُ


أتى على الكل أمر لا مرد له-*-*-*-*-* حتى قضوا فكأن القوم ما كانوا


وصار ما كان من مُلك ومن مَلك -*-*-*-*-* كما حكى عن خيال الطيفِ وسنانُ


دار الزمان على دارا وقاتله -*-*-*-*-* وأمَّ كسرى فما آواه إيوانُ


كأنما الصعب لم يسهل له سببُ -*-*-*-*-* يومًا ولا مَلك الدنيا سليمان


فجائع الدهر أنواع منوعة -*-*-*-*-* وللزمان مسرات وأحزانُ


وللحوادث سلوان يسهلها -*-*-*-*-* وما لما حل بالإسلام سلوانُ


دهى الجزيرة أمرٌ لا عزاء له -*-*-*-*-* هوى له أحدٌ وانهد نهلانُ


أصابها العينُ في الإسلام فارتزأتْ -*-*-*-*-* حتى خلت منه أقطارٌ وبلدانُ

فاسأل بلنسيةَ ما شأنُ مرسيةٍ -*-*-*-*-* وأين شاطبةٌ أمْ أين جيَّانُ


وأين قرطبةٌ دارُ العلوم فكم -*-*-*-*-* من عالمٍ قد سما فيها له شانُ




وأين حمصُ وما تحويه من نزهٍ -*-*-*-*-* ونهرها العذب فياض وملآنُ


قواعدٌ كنَّ أركانَ البلاد فما -*-*-*-*-* عسى البقاء إذا لم تبقى أركان


تبكي الحنيفيةَ البيضاءَ من أسفٍ -*-*-*-*-* كما بكى لفراق الإلف هيمانُ


حيث المساجدُ قد أضحتْ كنائسَ ما -*-*-*-*-* فيهنَّ إلا نواقيسٌ وصلبانُ


حتى المحاريبُ تبكي وهي جامدةٌ -*-*-*-*-* حتى المنابرُ ترثي وهي عيدانُ






نعم رثاء الاندلس
رثاء الفردوس المفقود
وأ سفاه علي بلاد الاسلام من القدس الي الشيشان
بطل موضوعنا هو المجاهد الفذ والبطل الشهيد أخر الابطال في
الجزيرة الخضراء .



انه موسي بن ابي غسان

بطل حتي النهاية



-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*
ـــــــــــــــــــــــ





سليل إحدى الأسر العربية العريقة التي تتصل ببيت الملك وقد
بدأ اسمه يلمع في ساحة القتال في عهد أبي عبد الله الصغير آخر
ملوك غرناطة، فكان قائداً لفرسان غرناطة وصاحب صولات
وجولات مظفرة على حصون العدو وحامياته ورغم الاستكانة
التي أبداها أبو عبد الله الصغير تجاه فرناندو الخامس وإيزابيلا
ملكي إسبانيا إلا أن ذلك لم يضعف عزيمة فارس غرناطة وحين
بعث فرناندو الخامس يطلب من حاكم غرناطة تسليم الحمراء كان
موسى من أشد المعارضين لتسليمها.



تجاهلته المصادر التاريخية العربية وكان حضوره في
الرواية النصرانية طاغياً كنموذج للفارس المسلم البارع النبيل
الذي يمثل البقية الباقية من روح الفروسية المسلمة في الأندلس.



وقد اهتم به المؤرخون الإسبان وتتبعوا أخباره واحتل في
كتاباتهم مكانة متميزة ومساحة واسعة.




بداية سقوط غرناطة
-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*
ـــــــــــــــ




في عام 896ه- 1491م أطبق النصارى الحصار على غرناطة
بحراً وبراً ورابطت السفن الإسبانية في مضيق جبل طارق وعلى
مقربة من الثغور الجنوبية ولم يكن ثمة أمل في العون من
أفريقيا التي سقطت معظم ثغورها الشمالية في أيدي البرتغاليين







فضلاً عن ضعف إمارات المغرب وتفككها، وقد اشتد البلاء
والجوع بالمحاصرين داخل غرناطة ودب اليأس إلى قلوب الجند
والعامة.. وقرر أبو عبد الله الصغير أن الاستمرار في الدفاع عبث
لا جدوى منه.



إلا أن فارس غرناطة اعترض بشدة وراح يجمع الفرسان لملاقاة
الجيوش النصرانية وخرجت غرناطة كلها وراءه ونشبت بين



المسلمين والنصارى معارك دموية أبلى المسلمون فيها البلاء
الحسن، ولكن ضعف المشاة المسلمين وقلة العتاد ونقص المؤن
أدى إلى انهيار صفوفهم وتقهقرهم إلى داخل غرناطة. وألفى
موسى نفسه وحيداً في ميدان المعركة وليس من حوله إلا قلة
مخلصة، فاضطر إلى أن يرتد إلى المدينة وهو في قمة الغضب
والحنق.








أوصد المسلمون أبواب غرناطة واحتموا بأسوارها في يأس وقلق
وهم يرون شبح النهاية ماثلاً أمام عيونهم وكان قد مضى على



الحصار حوالى سبعة أشهر وهم يغالبون الأهوال وقد جاءت آخر
معاركهم لتبدد الأمل في الخلاص والنصر واشتد الجوع والمرض والحرمان.



اتفق الجميع في غرناطة على التسليم إلا صوتاً واحداً ارتفع
بالاعتراض على القرار وحاول أن يبعث بكلماته الملتهبة
الحماسة في النفوس وكان صاحبه هو موسى بن أبي الغسان



الذي رددت أرجاء غرناطة كلماته الملتهبة: "لنقاتل العدو حتى
آخر نسمة وإنه خير لي أن أحصى بين الذين ماتوا دفاعاً عن
غرناطة من أن أحصى بين الذين شهدوا تسليمها".




أرسل إلى فرديناند قائلاً له 'إذا أردت أسلحة المسلمين فلتأت
لأخذها بنفسك ولكن الأحداث كانت أكبر من كل الكلمات
والحصار كان سيد الموقف وهكذا ضاعت صيحة ابن أبى الغسان



___________________

يتبع
 
يارب الموضوع يعجبكم

تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق