الثلاثاء، 26 أبريل 2016

1222 سنة من تاريخ الدولة المغربية


1222 سنة من تاريخ الدولة المغربية



تقف الآثار العديدة التي تعود إلى حقبة ما قبل التاريخ شاهدة على أن المغرب كان آهلا بالسكان منذ عصور خلت. بيد أن المغرب لم يبرز كدولة إلا عام 788 م، حين نصب مولاي إدريس الأول ملكا على البلاد في مدينة وليلي مؤسسا الدولة الإدريسية

التاريخ القديم
عرف المغرب تعاقب عدة حضارات: الحضارة الآشولية (700.000 سنة ق م)، الحضارة الموستيرية (120.000 و40.000 سنة ق م)، الحضارة العاتيرية (40.000 سنة و20.000 سنة ق م)، الحضارة الإيبروموريزية (21.000 سنة ق م)، الحضارة الفينيقية، الحضارة البونيقية، الحضارة الموريطانية، الحضارة الرومانية.

قامت الإمبراطورية الرومانية بإحداث عدة مراكز ذات أهداف عسكرية، خلال هذه الفترة عرف المغرب انفتاحا تجاريا مهما على حوض البحر الأبيض المتوسط. سنة 285 بعد الميلاد تخلت الإدارة الرومانية على كل المناطق الواقعة جنوب اللكوس باستثناء سلا وموكادور. مع بداية القرن الخامس الميلادي، خرج الرومان من كل مناطق المغرب.


وصول الإسلام إلى المغرب
باعتناق المغاربة الإسلام ظهرت بوادر انفصال هذا الإقليم عن الخلافة العباسية. عقب عدة محاولات تحققت هذه الرغبة بظهور أول دولة إسلامية بالمغرب هي دولة الأدارسة سنة 788م. حل مؤسس هذه الدولة المولى إدريس بن عبد الله بالمغرب الأقصى فارا من موقعة فخ قرب مكة (786 م)، استقر بمدينة وليلي حيث احتضنته قبيلة أوْرَبَة الأمازيغية ودعمته حتى أنشأ دولته. و تمكن من ضم كل من منطقة تامسنا، فزاز ثم تلمسان. اغتيل المولى إدريس الأول بمكيدة دبرها الخليفة العباسي هارون الرشيد ونفذت بعطر مسموم.و بويع ابنه إدريس الثاني بعد بلوغه سن الثانية عشر. و قام هذا الأخير ببناء مدينة فاس سنة 807-808 م كما بسط نفوذه على مجمل المغرب.

الدول الإسلامية التي تعاقبت على المغرب
- الدولة الإدريسية تأسست على يد الأدارسة أولى السلالات الإسلامية المستقلة في المغرب 788-974 م حيث كان مقرهم الأول مدينة وليلي 788-807 م، ومن ثم فاس منذ 807 م.

- الدولة المغراوية دولة أمازيغية نشأت في شمال المغرب الأقصى بعد الدولة الإدريسية (987-1070)، وحكمها المغراويون، تميزت بقصر مدتها (أقل من 100 سنة).
- الدولة المرابطية دولة إسلامية حكمت شمال غرب أفريقيا و الاندلس ما بين أعوام 1056-1060 ميلادية حتى العام 1147 ميلادي. امتد حمكها من شمال غرب إفريقيا إلى شبه الجزيرة الإيبيرية و جنوب الصحراء. اتخذت من فاس عاصمة لها بين 1056-1086م ثم انتقلت العاصمة إلى مراكش منذ 1086م


- الدولة الموحدية دولة إسلامية بالمغرب أسسها الموحدون وهم أتباع حركة محمد بن تومرت أسسوا دولة حكمت في شمال أفريقيا و أمتد سلطانهم إلى الأندلس مابين عام 1130 - 1269م. وكانت عاصمتها مراكش وإشبيلية على فترات متقطعة.


- الدولة المرينية أسسها بنو مرين سلالة تولت الحكم في المغرب 1244-1465 م. مقرهم فاس خاضوا عدة حروب على أرض الأندلس في عهد أبو يعقوب يوسف (1286-1307 م)، توسعوا إلى المغرب الاوس (الجزائر حاليا ) حتى بلغوا افريقية ( تونس حاليا) واحتلوها على حساب الحفصيين. لكن ما لبث نفودهم ان تراجع ليقتصر حكمهم على المغرب الاقصى ( المغرب حاليا)


- الدولة الوطاسية أسسها بنو الوطاس وهم سلالة امازيغية حكمت في المغرب سنوات 1472-1552م وكان مقرهم بفاس. وكان وزرا دولة المرينيين
- الإمبراطورية المغربية السعدية أو الدولة السعدية، (1554-1659م)، نزح أجداد السعديين (سلالة من الأشراف ينتسبون إلى محمد النفس الزكية) مطلع القرن الـ14 م من الحجاز نحو منطقة وادي نهر درعة (جنوب المغرب). بدأ السعديون في نشر دعوتهم عن طريق الفرق الصوفية في جنوب المغرب. حاربوا حكام المغرب الوطاسيين ثم قادوا حركة المقاومة ضد الوجود البرتغالي في البلاد وقد كان الإنتصار المدوي للسعديين على البرتغال في معركة وادي المخازن (معركة الملوك الثلاث) سنة 1578م بالغ الأثر على المغرب،حيث أعاد للمغرب هيبته في محيطه الجييوستراتيجي، كما مكنه من الإستفادة اقتصاديا خاصة في علاقته مع إفريقيا.بلغت الدولة أوجها السياسي في عهد أحمد منصور (1578-1603م) والذي أمن رخاء البلاد من خلال تحكمه في اقتصاد الدولة كما استُحدِث في عهده نظام إدارة جديد، والذي أطلق عليه اسم "المخزن" وقد سميت الدولة السعدية بهذا الاسم لان المغرب سعد في عهدها.


- الدولة العلوية النزاع السياسي الذي خلفه السعديون سيدوم 60 سنة انقسم أثناءها المغرب الأقصى إلى كيانات سياسية جهوية ذات طابع ديني مثل إمارة تازروالت بسوس. هكذا وابتداءا من سنة 1664 ظهر الشريف مولاي رشيد بتافيلالت وانطلق في حملة عسكرية هدفها توحيد البلاد من التشرذم وتأسيس سلطة مركزية قوية، بسط مولى رشيد سلطته مؤسسا بذلك دولة العلويين. وقد كان على خلفه السلطان مولاي إسماعيل دور تثبيت سلطة الدولة الناشئة وفرض هيبتها. استمر تولى السلاطين العلويون على الحكم متحديين أزمات متعددة داخلية وأخرى خارجية من أبرزها فرض الحماية الفرنسية على المغرب سنة 1912م. وبفضل التضحيات استعاد المغرب استقلاله سنة 1956 معلنا عن ميلاد عهد جديد بالمغرب.


التاريخ الحديث
فرض على المغرب نوع من الحماية، جعل أراضيه تحت سيطرة فرنسا وإسبانيا بحسب ما تقرر في مؤتمر الجزيرة الخضراء (أبريل 1906)، وهي تتيح للدول المشاركة المشاركة في تسيير المغرب مع احتفاظه ببعض السيادة ورموزه الوطنية، بعثت فرنسا بجيشها إلى الدار البيضاء في غشت 1907، انتهى الأمر بالسلطان إلى قبول معاهدة الحماية في 3 مارس 1912. وقتها أصبح لإسبانيا مناطق نفوذ في شمال المغرب (الريف) وجنوبه (إفني وطرفاية والصحراء ). في 1923 أصبحت طنجة منطقة دولية. أما باقي المناطق بالمغرب فقد كانت تحت سيطرة فرنسا.

في 18 نوفمبر عام 1927، تربع الملك محمد الخامس على العرش وهو في الثامنة عشرة من عمره، وفي عهده خاض المغرب المعركة الحاسمة من أجل الاستقلال عن الحماية. في 11 يناير 1944 تم تقديم وثيقة المطالبة بإنهاء حماية المغرب واسترجاع وحدته الترابية وسيادته الوطنية الكاملة. في 9 أبريل 1947 زار محمد الخامس مدينة طنجة حيث ألقى بها خطاب طنجة الذي أدى إلى تصعيد المقاومة (جيش التحرير) لإنهاء الحماية. في 20 أغسطس 1953 نفي محمد الخامس والأسرة الملكية إلى مدغشقر واندلع بالمغرب ما يعرف بثورة الملك والشعب. تربع الحسن الثاني على العرش كملك للمغرب في 3 مارس 1961، في ديسمبر 1962 تمت المصادقة بواسطة الاستفتاء على أول دستور يجعل من المغرب ملكية دستورية. 1961 : تربع الملك الحسن الثاني على عرش أسلافه .وعمل على اسكمال الوحدة الترابية للمغرب والدفع به نحو تشييد الدولة العصرية وكانت وفاته سنة 1999.و هو تاريخ تولية خلفه الملك محمد السادس الذي يعمل على مواصلة بناء الدولة الحديثة.



يارب الموضوع يعجبكم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق