الثلاثاء، 26 أبريل 2016

سر ازدهار امة الشرق فيما مضي ( تامل تاريخي )

سر ازدهار امة الشرق فيما مضي ( تامل تاريخي )

من نظر إلى التاريخ الإسلامي يجد أن أعظم الفترات إضاءة وإشراقاً وازدهاراً في تاريخ المسلمين هي الفترات التي يقترب فيها الناس من الإسلام، وتطبق تعاليم الإسلام إلى حد معقول
. أنظر عصر النبوة وعصر الخلفاء الراشدين، أنظر عصر عمر بن عبد العزيز في العهد الأموي وقد مكن الله له مع أن حكمه لم يطل أكثر من ثلاثين شهراً، سنتين ونصف، ولكن لم يمت عمر بن عبد العزيز حتى أغنى الناس، ازدهر المجتمع وعم الرخاء، حتى بعث إليه واليه على إفريقيّة-يقصد بها تونس وما حولها- بعث إليه يقول :يا أمير المئومنين، جمعت زكوات عندي ولمأجد فقيراً يستحقها، لا من المسلمين ولا من أهل الذمة فماذا أصنع بها؟؟ فبعثإليه عمر رضي الله عنه يقول، اشتري بها رقاباً فأعتقها، تحولت حصيلة الزكاة إلى تحرير العبيد. ليست أمريكا ولا إبراهيم لنكلن ولا هؤلاء الذين بدءوا بتحرير العبيد، الذين بدءوا بتحرير الإنسان من الرق هم المسلمون، في مصارف الزكاة مصرف الإسلام نص عليه وفي الرقاب، في الرقاب في تحرير الرقاب، لذلك عندما تغلب الناس من الفقر يقومون لتحرير الناس من الرق. هذا هو الإسلام. عمر بن عبد العزيز،بلغ الرخاء في عهده هكذا ونجد في عهد هارون الرشيد نجد هارون الرشيد يخاطب سحابة في السماء وهو جالس على عرشه يقول أيتها السحابة، شرّقي أو غرّبي وأمطري حيث شئت فسيأتيني خراجك. قال لها اذهبي يميناً أو شمالاً، شرقاً أم غرباً، ستأتي الثمرة إلى بيت مال المسلمين، إما زكاة يدفعها المسلم وإما خراجاً يدفعه غير المسلم. انظروا إلى هذا المجد أقام المسلمون حضارة عظيمة كانت هي الحضارة السائدة في العالم لعدة قرون، كان المسلمون هم الأمة الأولى والعالم الأول ليسوا الثالث أو الرابع كان المسلمون هم أساتذة الدنيا، كان الطلاب من جميع أنحاء العالم يأتون إلى بلاد المسلمين يتعلمون منها كانت اللغة العربية يتحدث بها أبناء أوروبا، يظهرون ثقافتهم كما نرى ذلك اليوم بعض الناس يتكلمون ويدخل بعض الكلمات الإنجليزية أو الفرنسية دلالة على ثقافتهم، كذلك كان يفعل الأوروبيون الذين كانوا يتعلمون في الأندلس. تعلم الأوروبيون من المسلمون المنهج التجريبي الذي يتحدثون عنه ويقولون أن آباؤهم فرنسيس بيكون وروجر بيكون هؤلاء تعلما من المسلمين ومن الحضارة العربية الإسلامية هذا المنهج الاستقرائي التجريبي، لم يكن هذا في أوروبا تعلموه، من المسلمين. كانت أسماء علماؤنا هي أشهر الأسماء في العالم وأسماء مراجعنا العلمية هي المعروفة عند الناس أجمعين، وجامعاتنا هي موئل الطلاب كنا نحن قادة الدنيا، هذا هو الإسلام كنا قادة العالم وليس ذلك لعشر سنين أو خمسين أو مئة، لا مئات السنين، قرون عدة والمسلمون هم في مطلع القافلة في مأخذ الزمام من القافلة لا في الذيل منها، كما نحن الآن، ثم حدث ما حدث أننا تخلفنا عن الإسلام، كلما اقتربنا من الإسلام ازدهرنا وانتصرنا وقوينا، وكلنا يذكر عهد عماد الدين زنكي ونور الدين محمود وصلاح الدين الأيوبي وهؤلاء الأبطال الذين نفخوا في الأمة من روحها، نفخوا فيها روح الإيمان الجهاد، وقاوموا الصليبين التتار وهكذا، هذه الفترات المضيئة هي التي تدلنا على أن الإسلام هو مصدر القوة لهذه الأمة لمّا بعدنا عن الإسلام ضعفنا، تفرقتا تخاذلنا أصبحنا في المؤخرة وكنا في المقدمة هذا ما نراه اليوم.

 
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق