الثلاثاء، 26 أبريل 2016

قيام إمارات الخوارج ببلاد المغرب في القرن الثاني للهجرة

قيام إمارات الخوارج ببلاد المغرب في القرن الثاني للهجرة

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة على أشرف الخلق

محمد



صلى الله عليه وسلم

وبعد

أحبتي في الله اليوم إرتأيت أن أقدم لكم موضوعا مميز

بعنوان

قيام إمارات الخوارج ببلاد المغرب في القرن الثاني للهجرة

كمجرد مقتطفات .



كانت منطقة بلاد المغرب قبيل ظهور الخوارج بها مجالا للصراعات بين القبائل القيسة واليمنية ممن دخلو إليها إبان الفتوحات الإسلامية. ومن المعلوم أن غالبية تلك القبائل كانت من اليمنية . وقد عانت المنطقة كدالك من سوء سياسة بعض ولاة بني أمية , ففرضو على المغاربة ضارئب مجحفة برغم من إسلامهم وبالغوا في جلب المغانم منها .

إلا أنه وجب عدم تعميم هذه العلاقات السيئة التي جمعت الولاة بالمغاربة على العصر الأموى كله , فثمة ظاهرة استثنائية ترتبط بعهد الخليفة عمر بن عبد العزيز , ذالك بأنه دعا الى التخفيف من سلطة الولاة وأرغمهم على نشر العدل بين السكان , وعين لأجل ذالك ولي تقيا هو إسماعيل بن عبد الله , وأمره بإسقاط الجزية على من أسلم , وهو صاحب الدعوة الشهيرة (من كانت له لواتية أي (أمازيغية ) فليردها الى أهلها ) غير إن هده السياسة العادلة لم تعمر طويلا لقصر حكم الخليفة عمر بن عبد العزيز , فعاد ولاة بني أمية الى سابق سياستهم التعسفية , ونتيجة هده الضغوط وضغوط أخرى لم تذكر أن بلاد الغرب أصبحت قابلة ومهيأة لستقبال الأفكار التى من شأنها أن تخلصهم من الحالة المتردية التى أصبحوا عليها في عصر الولاة , وإلتقى المغاربة بالخوارج في موقفهم المعادي لدولة الأموية .

وإذا كانت الخلافة الأموية قد نجحت في تتبع الخوارج بالمشرق فلافتقارهم الى التنضيم السياسي ولكثرة فرقهم التى فاقت الشرين ولانعدام التنسيق بين ثوارهم . ولما إنتقل الخوارج الى بلاد المغرب استفادوا من هوفواتهم ببلاد المشرق , وتمكنو في أخر المطاف من تأسيس إمارات مستقلة ضمن التجربة الوحيدة في تاريخ الإسلامي ينجح خلالها الخوارج في تأسيس كيانات لهم خاصة بهم .

لم تصل الى بلاد المغرب الفرق الخارجية المتطرفة مثل فرقة الأزارقة التى تكفر كل من لم يكن خارجيا , وإنما إقتصر الأمر على فرقتين هما الصفرية والإباضية اللتين تمكنتا من تنضيم دعوتهما السرية وبث دعاتها ببلاد المغرب . ينتسب الصفرية الى عبد الله بن الصفار , وهي الفرقة التي تمكنت من تأسيس إمارة بني مدرار بسجلماسة سنة 140 هـ .وتكشف النصوص على أن أول من أدخل الصفرية الى بلاد المغرب هو عكرمة أحد موالي إبن عباس الفقيه المشهور. وقد نزل أول الأمر بالقيروان حيث التقى سرا برؤساء القبائل المغربية المتذمرة من الحكم الأموى بمن فيهم ميسر المطغري زغيم قبيلة مطغرة وقائد ثورة الخوارج بطنجة وأبي القاسم سمكو بن واسل شيخ مكناسة ومؤسس دولة بني مدرار.

قاد ثورة المغاربة على الولي الأموي بطنجة ميسرة المطغري سنة 121هـ وهو أحد الافراد الذين قادوا الوفد المغربي الذي اتجه الى دمشق لتقديم شكوى المغاربة الى الخليفة الأموي .معضم ما كتب عن ميسرة مستقى من تصور ابن خلدون الذي يقف موقفا عدائيل له فيصفه بالحقير , والواقع أن إشارة المؤرخين الى أنه كان يسقي الماء في القيروان , إنما القصد منها أنه كان وراعا وتقيا , ولا يعني ذالك سفالة الأـصل وحقارة المهنة . لقد زحف ميسرة بجموع ونجح في السيطرة على المغرب الأقصى , كما غنتشرت الصفرية بمنطقة تامسنا, وهي المنطقة الممتدة على الشريط الساحلي من نهر أبي رقراق الى نهر أم الربيع , وكان طريف ابن شمعون وراء انتشار الصفرية بتامسنا حيث بربر بورغواطة.

كان الربع الأول من القرن الثاني للهجرة عبارة عن صدامات بين جيوش الخوارج بالمغرب وجيوش الخلافة الأموية , ومن أهم المعارك بين الطرفين , معركة بقدورة سنة 123 هـ التى انهزممت فيها جيوش الخلافة الأموية قرب سبو . كما لحقت بها هزائم أخرى في عهد خالد بن حميد الزناتي الذي خلف ميسرة المطغري . وانتهى الصراع بنجاح الخوارج الصفرية في تاسيس إمارة لهم بسجلماسة سنة 140 هـ هي إمارة بني مدرار .

قامت إمارة بني مدرار على عصبية مكناسة الزناتية وقبائل أخرى إضافة الى الأندلسيين الذين فرو من الأندلس الأموية عقب ما يعرف بثورة الربض , كما ساهم فيتأسيس بني مدرار زنوج السودان , بل إن أول من تولى الإمامة بها كان هو عيسى بن يزيد الاسود , وهذا ما يجسد فكرة الخوارج في مسألة الإمامة التي يرون بأنها مفتوحة في وجه كل مسلم تتوفر فيه شروطها بغض النضر عن نسبه ولونه ومكانته الإجتماعية .

كيف ما كان الأمر , فإن أهم ما ميز القرن الثاني والثالث للهجرة هو ظهور مجموعة من الإمارات ببلاد المغرب , من ضمنها إمارة بني مدرار بسجلماسة وإمارة بورغواطة بتامسنا , وكلاهما كان على مذهب الخوارج الصفرية . فإذا كانت إمارت بني مدرار قد سقطت تحت ضربات الشيعة الفاطمين سنة 297 هــ بعد أن صمدت في وجه الأدارسة بفاس , فإن برغواطة صمدت طويلا بحيث عمرت الى حدود العصر الموحدي لما وضع عبد المومن بن علي الكومي حدا لها .


  يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق