تاريخ هجرات الحضارم في العالم الاسلامي 2
وحين ابتدأت الهجرة الحضرمية إلى شبة الجزيرة العربية وبالذات إلى ارض الحجاز ، دخلها الحضارمة وهي أشد فقرا وأعظم تخلفا من أرضهم ، فجاءوها و عملوا كما عملوا في الشرق الأفريقي ، واجتهدوا كما اجتهدوا في الوسط الآسيوي ، وأخلصوا كما أخلصوا في اندونيسيا وماليزيا ، فكانت أرض الحجاز مشهدا من مشاهد العطاء في السنون العجاف الأولى ،فكانوا أبناء لتلك البلاد المعطاء التي منحتهم (ممثلة بفخامة الموحد عبدا لعزيز آل سعود ) الثقة الكاملة والمطلقة نظرا لما ذيع عنهم من حسن المقال وحفظ الأمانة . والحضارم قوم قلة من اليمن ولكنهم في العرب كقنطار ملح في صومعة كبيرة من صوامع الغلال ، أعطوا مساهماتهم المتواضعة في الحياة الفكرية العربية ، ابتداء بالشاعر امرئ القيس الكندي ، وأبو العلاء الحضرمي ، وعبد الرحمن الغافقي ، ومرورا بأبي عبدا لرحمن ابن خلدون الحضرمي وعلي احمد با كثير ، و عبدالله بلخير الذي ساهم في الثورة الثقافية في المملكة العربية السعودية في الزمن القريب والكثير الكثير من ألمع رجالات الاقتصاد أمثال الشيخ سالم بن محفوظ الذي بنى إحدى أهم روافد الاقتصاد السعودية واحد أهم مراكز الصرافة بالمملكة التي مولت العديد من المشاريع الخاصة والعامة ، وأحمد سعيد بقشان ومساهمته في الثورة العمرانية بشكل ملفت وخصوصا في الحجاز ومشايخ آل العمودي وآل بامعوضة الصيارفة الذين دفعوا رواتب الدولة في يوما ما ، والكثير أيضا في المجالات العلمية مثل (باخشب) الذي أسس جامعة الملك عبدا لعزيز بجدة على نفقته الخاصة في بداياتها ، وكذلك في المجالات الإنشائية التعميرية مثل الشيخ محمد بن لادن الذي أشرف على أعمال اطهر ثلاثة مساجد عمل فيهم لرضى الله غير مبالي بالأرباح والأموال ، فدفع ثمن لهذه الأعمال صحته وراحته وحياته أخيرا ، والعديد غيرهم ممن قدموا للمجتمعات التي عاشو فيها خدمات جليلة نالوا عليها أجرهم ولكن لم يكن غيرهم ليتجرأ على القيام بتلك الأعمال ( مثل طريق الهدا ) التي عز على الملك فيصل رحمة الله إيجاد شركة مقاولات سعودية أو عربية تقوم بذلك العمل الذي ذهبت روح الشيخ سالم محمد بن لادن أبانه في حادث طائرة فرحمه الله كم من الكيلو مترات تختصر اليوم بفضل الله ثم حنكته الهندسية التي لم يكتسبها من علم بل من فطرة . ويتحدث الناس عن الكثير الكثير من الأسماء اللامعة في عالم الاقتصاد والتجارة والصناعة ، وكيف أن هذه الأسماء بدأت من الصفر ثم أمست من أعظم بيوت التجارة علاوة على ما يتسمون به من النزاهة والدقة في العمل والجلد والصبر والالتزام ، ولذلك فقد كانوا هم اللبنة الأساسية في معظم المؤسسات المالية إدارة وتصريفا ، فالعمل لديهم محترم ووقته ثمين والحقوق محفوظة والأمانة قائمة ، ولا مجال للتلاعب بالزمن أو الأرقام .إن هذه أو تلك لا تنفي حقيقة هذا الارتباط الوثيق بين أبناء الجزيرة هنا وأبناء الجزيرة الذين قدموا من حضرموت ، إن الشعور المتبادل والملموس لدى أرقى الطبقات الاجتماعية في المملكة العربية والسعودية والحضارم لسان حالهم يقول تجاه الآخر : (هم منا ونحن منهم سواء كانوا مواطنين متساويين في الحقوق والواجبات ، أو كانوا وافدين ترعرعوا في رحاب هذا البلد الأمين أو فيما حوله من هذه المملكة الطيبة) ، فحضارم المملكة العربية السعودية نشأو وترعرعوا فيها و لم يعرفوا إلا ثراها ولم يشموا إلا هواءها ولم ينهلوا العلم إلا من مناهجها .. بادلتهم الحب حبا .. والعطاء عطاء .. والمملكة قيادة وشعبا أهل لتقديم المزيد .
إن تواجد الحضارم في ارض الحجاز قديم كما اشرنا فكانوا مِن مَن استقبل الملك الموحد (عبدا لعزيز آل سعود) رحمه الله ، وما أن أعلن قيام المملكة العربية السعودية ألا وكان هؤلاء القوم الحضارم من أوائل الناس الذين وقفوا كتفا بكتف مع مؤسس هذه البلاد ، فساهموا بكل قدراتهم ، وأعطوا بكل إمكانياتهم ، فكان أول من أعطاهم قدرهم و شعر بهم ، فأشاد بهم الملك والأمير فكانوا سندا وعونا في زمن قل فيه العطاء . إن من شكك في ولاء الحضارم لذات الأرض التي منها وعليها قات واقتات ، فقد جهل من هم الحضارم ، وكيف بك تفهم من جهل بالقوم مقامه .
ليس الحضارم عرقا خاصاً بل هم أخواناً لكل العرب من هذه الجزيرة تفصل بينهم وبين بقية أخوتهم من شتى الأقطار العربية بضعة كيلومترات من الرمال ، ركب أجدادهم البحار صوب شواطئ جديدة في شرق آسيا وفي أفريقيا منذ قرون خوال ، وكانوا خير بني يعرب تمسكا بالدين ومحافضة على قيمه السامية شرفاً وأمانة . إن العقلية الحضرمية والتركيبة النفسية الحضرمية ، تفرض على إخوانكم الحضارمة أن يكونوا أناس لا يعشقون المظاهر ، فبينهم وبينها جفوة كبيرة ، هم البسطاء في التفكير والعقلية والحياة والعيش ، ميالون إلى الحياء والخجل كثيرا ، يتحملون الأذى والمكاره بالصبر ، مقرنين النعمة بالشكر والثناء . جدية في العمل وحرصا على المصلحة وسعياً نحو النجاح .
إن الظاهرة والعقلية الحضرمية جديرة بالدراسة والتمحيص والبحث والتبحر في تاريخ الهجرة الحضرمية ( التي أتت بهم إلى بلدان الغير ) أو كما نسميها بلدان الشتات الحضرمي التي كان لهم دور يعد الأهم بين جميع الأدوار الدعوية في نشر الإسلام فلن نكف عن تكرار مآثرتنا الكبرى إن الفضل بعد الله يعود للحضارم في إسلام قرابة نصف مليار مسلم في شرق آسيا والهند بالإضافة إلى منطقة القرن الإفريقي ، إن الخصوصية الحضرمية ، تلك العملية الاجتماعية المعقدة التي لم يفهمها ويقدر اهميتها البعض كانت هي العامل الأهم في جميع تلك النجاحات في بلاد الغير, وقد كانت دوما هي الرفيق الأول لكل حضرمي يهاجر من بلاده إلى أي صقع من أصقاع الأرض التي أناروها بعد ظلام .
ارجو ان ينال الموضوع اعجابكم
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
وحين ابتدأت الهجرة الحضرمية إلى شبة الجزيرة العربية وبالذات إلى ارض الحجاز ، دخلها الحضارمة وهي أشد فقرا وأعظم تخلفا من أرضهم ، فجاءوها و عملوا كما عملوا في الشرق الأفريقي ، واجتهدوا كما اجتهدوا في الوسط الآسيوي ، وأخلصوا كما أخلصوا في اندونيسيا وماليزيا ، فكانت أرض الحجاز مشهدا من مشاهد العطاء في السنون العجاف الأولى ،فكانوا أبناء لتلك البلاد المعطاء التي منحتهم (ممثلة بفخامة الموحد عبدا لعزيز آل سعود ) الثقة الكاملة والمطلقة نظرا لما ذيع عنهم من حسن المقال وحفظ الأمانة . والحضارم قوم قلة من اليمن ولكنهم في العرب كقنطار ملح في صومعة كبيرة من صوامع الغلال ، أعطوا مساهماتهم المتواضعة في الحياة الفكرية العربية ، ابتداء بالشاعر امرئ القيس الكندي ، وأبو العلاء الحضرمي ، وعبد الرحمن الغافقي ، ومرورا بأبي عبدا لرحمن ابن خلدون الحضرمي وعلي احمد با كثير ، و عبدالله بلخير الذي ساهم في الثورة الثقافية في المملكة العربية السعودية في الزمن القريب والكثير الكثير من ألمع رجالات الاقتصاد أمثال الشيخ سالم بن محفوظ الذي بنى إحدى أهم روافد الاقتصاد السعودية واحد أهم مراكز الصرافة بالمملكة التي مولت العديد من المشاريع الخاصة والعامة ، وأحمد سعيد بقشان ومساهمته في الثورة العمرانية بشكل ملفت وخصوصا في الحجاز ومشايخ آل العمودي وآل بامعوضة الصيارفة الذين دفعوا رواتب الدولة في يوما ما ، والكثير أيضا في المجالات العلمية مثل (باخشب) الذي أسس جامعة الملك عبدا لعزيز بجدة على نفقته الخاصة في بداياتها ، وكذلك في المجالات الإنشائية التعميرية مثل الشيخ محمد بن لادن الذي أشرف على أعمال اطهر ثلاثة مساجد عمل فيهم لرضى الله غير مبالي بالأرباح والأموال ، فدفع ثمن لهذه الأعمال صحته وراحته وحياته أخيرا ، والعديد غيرهم ممن قدموا للمجتمعات التي عاشو فيها خدمات جليلة نالوا عليها أجرهم ولكن لم يكن غيرهم ليتجرأ على القيام بتلك الأعمال ( مثل طريق الهدا ) التي عز على الملك فيصل رحمة الله إيجاد شركة مقاولات سعودية أو عربية تقوم بذلك العمل الذي ذهبت روح الشيخ سالم محمد بن لادن أبانه في حادث طائرة فرحمه الله كم من الكيلو مترات تختصر اليوم بفضل الله ثم حنكته الهندسية التي لم يكتسبها من علم بل من فطرة . ويتحدث الناس عن الكثير الكثير من الأسماء اللامعة في عالم الاقتصاد والتجارة والصناعة ، وكيف أن هذه الأسماء بدأت من الصفر ثم أمست من أعظم بيوت التجارة علاوة على ما يتسمون به من النزاهة والدقة في العمل والجلد والصبر والالتزام ، ولذلك فقد كانوا هم اللبنة الأساسية في معظم المؤسسات المالية إدارة وتصريفا ، فالعمل لديهم محترم ووقته ثمين والحقوق محفوظة والأمانة قائمة ، ولا مجال للتلاعب بالزمن أو الأرقام .إن هذه أو تلك لا تنفي حقيقة هذا الارتباط الوثيق بين أبناء الجزيرة هنا وأبناء الجزيرة الذين قدموا من حضرموت ، إن الشعور المتبادل والملموس لدى أرقى الطبقات الاجتماعية في المملكة العربية والسعودية والحضارم لسان حالهم يقول تجاه الآخر : (هم منا ونحن منهم سواء كانوا مواطنين متساويين في الحقوق والواجبات ، أو كانوا وافدين ترعرعوا في رحاب هذا البلد الأمين أو فيما حوله من هذه المملكة الطيبة) ، فحضارم المملكة العربية السعودية نشأو وترعرعوا فيها و لم يعرفوا إلا ثراها ولم يشموا إلا هواءها ولم ينهلوا العلم إلا من مناهجها .. بادلتهم الحب حبا .. والعطاء عطاء .. والمملكة قيادة وشعبا أهل لتقديم المزيد .
إن تواجد الحضارم في ارض الحجاز قديم كما اشرنا فكانوا مِن مَن استقبل الملك الموحد (عبدا لعزيز آل سعود) رحمه الله ، وما أن أعلن قيام المملكة العربية السعودية ألا وكان هؤلاء القوم الحضارم من أوائل الناس الذين وقفوا كتفا بكتف مع مؤسس هذه البلاد ، فساهموا بكل قدراتهم ، وأعطوا بكل إمكانياتهم ، فكان أول من أعطاهم قدرهم و شعر بهم ، فأشاد بهم الملك والأمير فكانوا سندا وعونا في زمن قل فيه العطاء . إن من شكك في ولاء الحضارم لذات الأرض التي منها وعليها قات واقتات ، فقد جهل من هم الحضارم ، وكيف بك تفهم من جهل بالقوم مقامه .
ليس الحضارم عرقا خاصاً بل هم أخواناً لكل العرب من هذه الجزيرة تفصل بينهم وبين بقية أخوتهم من شتى الأقطار العربية بضعة كيلومترات من الرمال ، ركب أجدادهم البحار صوب شواطئ جديدة في شرق آسيا وفي أفريقيا منذ قرون خوال ، وكانوا خير بني يعرب تمسكا بالدين ومحافضة على قيمه السامية شرفاً وأمانة . إن العقلية الحضرمية والتركيبة النفسية الحضرمية ، تفرض على إخوانكم الحضارمة أن يكونوا أناس لا يعشقون المظاهر ، فبينهم وبينها جفوة كبيرة ، هم البسطاء في التفكير والعقلية والحياة والعيش ، ميالون إلى الحياء والخجل كثيرا ، يتحملون الأذى والمكاره بالصبر ، مقرنين النعمة بالشكر والثناء . جدية في العمل وحرصا على المصلحة وسعياً نحو النجاح .
إن الظاهرة والعقلية الحضرمية جديرة بالدراسة والتمحيص والبحث والتبحر في تاريخ الهجرة الحضرمية ( التي أتت بهم إلى بلدان الغير ) أو كما نسميها بلدان الشتات الحضرمي التي كان لهم دور يعد الأهم بين جميع الأدوار الدعوية في نشر الإسلام فلن نكف عن تكرار مآثرتنا الكبرى إن الفضل بعد الله يعود للحضارم في إسلام قرابة نصف مليار مسلم في شرق آسيا والهند بالإضافة إلى منطقة القرن الإفريقي ، إن الخصوصية الحضرمية ، تلك العملية الاجتماعية المعقدة التي لم يفهمها ويقدر اهميتها البعض كانت هي العامل الأهم في جميع تلك النجاحات في بلاد الغير, وقد كانت دوما هي الرفيق الأول لكل حضرمي يهاجر من بلاده إلى أي صقع من أصقاع الأرض التي أناروها بعد ظلام .
ارجو ان ينال الموضوع اعجابكم
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق