تاريخ حضارة أجدادنا الصالحين 37
تابع:::سلسلــــــــــــــــــــــــــه العلـــــــــــــــــــــوم الشــــــــرعيــــــــــــــــه
قصة السنة
النهضة العلمية في القرن الثامن الهجري
بلغت النهضة العلمية في القرن الثامن الهجري الذروة على يد شيخ الإسلام أبي العباس ابن تيمية (ت 728هـ)، وعلى يَدِ تلامذته من بعده: المِزِّيِّ (ت 742هـ)، وابن القَيِّمِ (ت 751هـ)، وعَلَم الدين البرزالي (ت 739هـ)، وشمس الدين الذهبي (ت 748هـ)، والحافظ ابن كثير (ت 774هـ)، والحافظ ابن رجب الحنبلي (ت 795هـ).
ومِن بَعْدِهم وفي القرن التاسع الهجري حمل الراية الحافظ العراقي (ت 806هـ) وتلاميذه من أمثال: أبي بكر الهيثمي (ت 807هـ)، ثم البُوصِيرِي (ت 840هـ)، والحافظ ابن حجر العَسْقَلاني (ت 852هـ)، وغيرهم.
فقد أحيا هؤلاءِ الأعلامُ السُّنَّة، ونشروا العلم، وبصَّرُوا الأُمَّة بواقعها الذي تعيشه، وجدَّدوا لها ما انْدَرَس من أمر دِينِهَا في تلك العصور التي أَحْلَكَتْ فيها الظلمةُ على الأُمَّة، وابْتَعَد كثيرٌ من الناس عن نور النبوَّة، فاحتاجوا إلى مَنْ يُضِيء لهم الطريق ويُنير السبيل.
وبصفة عامَّة فقد سلك العلماء بعد القرن الخامس الهجري في مجال خدمة السُّنَّة المطهَّرة وعلومها مسالكَ شتَّى في مصنَّفاتهم، ويبرز ذلك من خلال العناية التامَّة بكُتب السلف؛ رواية ودراسة وشرحًا وترجمة، والعناية بعلوم الحديث؛ تأليفًا وترتيبًا وتهذيبًا، والابتكار في التصنيف والعناية بالترتيب؛ حيث أعادوا ترتيب كُتب السابقين، سواء في المتون أو في الرجال؛ ليسهل الانتفاع بها، كما ظهرت كتبٌ اعتنت بجمع الأحاديث ذات الموضوعات المعَيَّنَة.
وقد ظهرت في هذه الفترة في مجال خدمة السُّنَّة النبويَّة كتب من نوع خاصٍّ، كان من أهمِّها:
1- كتب الموضوعات: وهي التي تجمع الأحاديث الموضوعة المكذوبة مع بيان وضعها ومَن وضعها غالبًا، وهي في الغالب مرتَّبة على الكتب والأبواب؛ حيث اعتنى علماء الحديث ببيان الأحاديث الموضوعة المكذوبة على رسول الله r، والنهي عن روايتها، وكشف أحوال الكذَّابين، والتحذير من الاستماع إليهم أو الرواية عنهم، وهذا كله كان فيما قَبْلِ القرن الخامس منثورًا ومُفَرَّقًا في كتب الرجال والعلل وغيرها.
وقد كان من أهمِّ المؤلَّفات في ذلك: "تذكرة الموضوعات" لأبي الفضل محمد بن طاهر، المعروف بابن القَيْسَرَاني (ت 507هـ)، و"الأباطيل والمناكير والصحاح والمشاهير" للحسين بن إبراهيم الجُورْقَانِيِّ (ت 543هـ)، و"الموضوعات" للحافظ أبي الفرج ابن الجَوْزِيِّ (ت 597هـ)، و"الموضوعات" لأبي الفضل الحسن بن محمد الصغاني (ت 650هـ)، و"أحاديث القصاص" لابن تيمية (728هـ)، و"اللآلي المصنوعة في الأحاديث الموضوعة" لجلال الدين السيوطي (ت 911هـ).
2- كتب الأحكام: وهي الكتب التي اشتملت على أحاديث الأحكام مرتَّبة على الأبواب الفقهيَّة، وهي أحاديث انتقاها مؤلِّفو هذه الكتب من المصنفات الحديثيَّة الأصول، ورتَّبوها على أبواب الفقه، ومن أشهر هذه الكتب: "الأحكام الكبرى" لأبي محمد عبد الحقِّ الإِشْبِيلِيِّ المعروف بابن الخرَّاط (ت 581هـ)، وله أيضًا "الأحكام الوسطى والصغرى"، و"عمدة الأحكام عن سيد الأنام" لتقيِّ الدين أبي محمد عبد الغني المقدسي الجَمَّاعِيلِيِّ (ت 600هـ)، وقد شرحه ابن دَقِيق العيد (ت 702هـ) في كتابه: "إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام"، كما شرحه ابن الملقن (ت 804هـ) في كتاب سماه: "الإعلام بفوائد عمدة الأحكام"، وكذا شرحه الفيروزآبادي (ت 817هـ) صاحب القاموس.
ومن أشهر هذه الكتب أيضًا: "دلائل الأحكام من أحاديث الرسول r" لبهاء الدين أبي المحاسن يوسف بن رافع الحلبي الشافعي (ت 632هـ)، و"الأحكام الكبرى" لمجد الدين عبد السلام ابن تيمية (ت 653هـ)، و"خلاصة الأحكام في مهمات السنن وقواعد الإسلام" لأبي زكريا يحيى بن شرف النَّوَوِيِّ (ت 676هـ)، و"الإلمام في بيان أدلة الأحكام" للعزِّ بن عبد السلام (ت 660هـ)، و"غاية الإحكام لأحاديث الأحكام" لمحبِّ الدين أحمد بن عبد الله الطبري (ت 694هـ)، و"الأحكام الكبرى" لابن كثير (ت 774هـ)، و"بلوغ المرام من أحاديث الأحكام" لابن حجر العسقلاني (ت 852هـ).
3- كتب غريب الحديث: وهي وإن كانت قد ظهرت مبكِّرًا – من مطلع القرن الثالث – إلاَّ إنها لم تبلغ نضجها إلاَّ بعد القرن الخامس الهجري، وهي تلك التي تجمع الكلمات الغريبة أو غامضة المعنى لتفسيرها وشرح المشكِل من معانيها، ومن أشهر المصنَّفات في ذلك: "غريب الحديث" لأبي عبيد القاسم بن سلام (ت 224هـ)، و"غريب الحديث" لابن قتيبة (ت 276هـ)، و"غريب الحديث" لابن إسحاق الحربي (ت 285هـ)، و"غريب الحديث" للخطَّابي (ت 388هـ)، و"الغريبين (غريب القرآن والحديث)" للهروي (ت 401هـ)، و"المجموع المغيث في غريبي القرآن والحديث" لأبي موسى محمد بن أبي بكر المديني الأصبهاني (ت 581هـ)، و"غريب الحديث" لابن الجوزي (ت 597هـ)، و"النهاية في غريب الحديث" لابن الأثير (ت 606هـ).
4- كتب الترغيب والترهيب: وهي الكتب التي جمع فيها مصنِّفوها أحاديث الترغيب في الأعمال الصالحة والأقوال الحسنة والنيَّات الخالصة، وأحاديث الترهيب من الأعمال السيِّئة والأقوال القبيحة والنيَّات الفاسدة، كما تضمُّ هذه المصنَّفات إلى جانب ذلك ما ورد في ذلك من الثواب والعقاب.
والحقيقة أن الكتب التي اهتمَّت بهذه الموضوعات ظهرت أيضًا في القرن الثالث الهجري، وكان من أهمِّها: "الترغيب والترهيب" لابن زنجويه (ت 251هـ)؛ لكنَّ هذه الكتب لم تكن كثيرة، كما كانت أغلب هذه الموضوعات مفرَّقة في كتب مفردة صغيرة، أمَّا في هذه الفترة فكانت هناك الأعمال الكبرى مثل: "الترغيب والترهيب" لأبي القاسم إسماعيل بن محمد التيمي الأصبهاني المعروف بقِوَام السُّنَّة (ت 535هـ)، و"الترغيب والترهيب" للمنذري (ت 656هـ)، و"الترغيب" لليافعي (ت 768هـ)، و"رياض الصالحين" للنووي (ت 676هـ) وهو أكثرهم شهرة.
5- كتب الأطراف: وهي الكتب التي يُقْتَصَر فيها على ذكر طرف الحديث الدالِّ على بقيَّته مع الجمع لأسانيده، إمَّا على سبيل الاستيعاب أو على جهة التقيُّد بكتب مخصوصة، كأطراف الصحيحين لأبي مسعود إبراهيم بن محمد الدمشقي (ت 401هـ)، وأطرافها أيضًا لأبي محمد خلف بن حمدون الواسطي (ت 401هـ).
ومن أهمِّ كتب الأطراف: "أطراف الكتب الستة" لأبي الفضل محمد بن طاهر المقدسي المعروف بابن القيسراني (ت 507هـ)، و"الإيماء لأطراف أحاديث الموطأ" لأبي العباس أحمد بن طاهر الأندلسي (ت 532هـ)، و"تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف" للمِزِّيِّ (ت 742هـ)، و"الإطراف بأوهام الأطراف" لوليِّ الدين أحمد بن عبد الرحيم العراقي (ت 826هـ)، و"إتحاف المهرة بالفوائد المبتكرة من أطراف العشرة" للحافظ ابن حجر (ت 852هـ)، والكتب العشرة هي: موطَّأ مالك، ومسند الشافعي، ومسند الإمام أحمد، ومسند الدارمي، وصحيح ابن حبان، ومنتقى ابن الجارود، والمستدرك للحاكم، ومستخرج أبي عَوَانَة، وشرح معاني الآثار للطَّحَاوي، وسنن الدَّارَقُطْنِيِّ.
6- كتب التخريج: والتخريج هو: إخراجُ المحدِّثِ الأحاديثَ من بطون الأجزاء والمشيخات والكتب ونحوها، وسياقُها إمَّا من مرويَّات نفسه أو بعض شيوخه أو أقرانه ونحو ذلك، والكلامُ عليها وعزوها لمن رواها من أصحاب الكتب والدواوين[49]. ويُطْلَقُ التخريج ويُرَاد به الدلالة على مصادر الحديث الأصليَّة التي أَخْرَجته، وعَزَوْه إليها، ثم بيان مرتبته من الصحَّة أو الضعف[50].
المراجع::::::::::
:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[49] السخاوي: فتح المغيث 2/338.
[50] انظر محمود الطحان: أصول التخريج ص12
تابع:::سلسلــــــــــــــــــــــــــه العلـــــــــــــــــــــوم الشــــــــرعيــــــــــــــــه
قصة السنة
النهضة العلمية في القرن الثامن الهجري
بلغت النهضة العلمية في القرن الثامن الهجري الذروة على يد شيخ الإسلام أبي العباس ابن تيمية (ت 728هـ)، وعلى يَدِ تلامذته من بعده: المِزِّيِّ (ت 742هـ)، وابن القَيِّمِ (ت 751هـ)، وعَلَم الدين البرزالي (ت 739هـ)، وشمس الدين الذهبي (ت 748هـ)، والحافظ ابن كثير (ت 774هـ)، والحافظ ابن رجب الحنبلي (ت 795هـ).
ومِن بَعْدِهم وفي القرن التاسع الهجري حمل الراية الحافظ العراقي (ت 806هـ) وتلاميذه من أمثال: أبي بكر الهيثمي (ت 807هـ)، ثم البُوصِيرِي (ت 840هـ)، والحافظ ابن حجر العَسْقَلاني (ت 852هـ)، وغيرهم.
فقد أحيا هؤلاءِ الأعلامُ السُّنَّة، ونشروا العلم، وبصَّرُوا الأُمَّة بواقعها الذي تعيشه، وجدَّدوا لها ما انْدَرَس من أمر دِينِهَا في تلك العصور التي أَحْلَكَتْ فيها الظلمةُ على الأُمَّة، وابْتَعَد كثيرٌ من الناس عن نور النبوَّة، فاحتاجوا إلى مَنْ يُضِيء لهم الطريق ويُنير السبيل.
وبصفة عامَّة فقد سلك العلماء بعد القرن الخامس الهجري في مجال خدمة السُّنَّة المطهَّرة وعلومها مسالكَ شتَّى في مصنَّفاتهم، ويبرز ذلك من خلال العناية التامَّة بكُتب السلف؛ رواية ودراسة وشرحًا وترجمة، والعناية بعلوم الحديث؛ تأليفًا وترتيبًا وتهذيبًا، والابتكار في التصنيف والعناية بالترتيب؛ حيث أعادوا ترتيب كُتب السابقين، سواء في المتون أو في الرجال؛ ليسهل الانتفاع بها، كما ظهرت كتبٌ اعتنت بجمع الأحاديث ذات الموضوعات المعَيَّنَة.
وقد ظهرت في هذه الفترة في مجال خدمة السُّنَّة النبويَّة كتب من نوع خاصٍّ، كان من أهمِّها:
1- كتب الموضوعات: وهي التي تجمع الأحاديث الموضوعة المكذوبة مع بيان وضعها ومَن وضعها غالبًا، وهي في الغالب مرتَّبة على الكتب والأبواب؛ حيث اعتنى علماء الحديث ببيان الأحاديث الموضوعة المكذوبة على رسول الله r، والنهي عن روايتها، وكشف أحوال الكذَّابين، والتحذير من الاستماع إليهم أو الرواية عنهم، وهذا كله كان فيما قَبْلِ القرن الخامس منثورًا ومُفَرَّقًا في كتب الرجال والعلل وغيرها.
وقد كان من أهمِّ المؤلَّفات في ذلك: "تذكرة الموضوعات" لأبي الفضل محمد بن طاهر، المعروف بابن القَيْسَرَاني (ت 507هـ)، و"الأباطيل والمناكير والصحاح والمشاهير" للحسين بن إبراهيم الجُورْقَانِيِّ (ت 543هـ)، و"الموضوعات" للحافظ أبي الفرج ابن الجَوْزِيِّ (ت 597هـ)، و"الموضوعات" لأبي الفضل الحسن بن محمد الصغاني (ت 650هـ)، و"أحاديث القصاص" لابن تيمية (728هـ)، و"اللآلي المصنوعة في الأحاديث الموضوعة" لجلال الدين السيوطي (ت 911هـ).
2- كتب الأحكام: وهي الكتب التي اشتملت على أحاديث الأحكام مرتَّبة على الأبواب الفقهيَّة، وهي أحاديث انتقاها مؤلِّفو هذه الكتب من المصنفات الحديثيَّة الأصول، ورتَّبوها على أبواب الفقه، ومن أشهر هذه الكتب: "الأحكام الكبرى" لأبي محمد عبد الحقِّ الإِشْبِيلِيِّ المعروف بابن الخرَّاط (ت 581هـ)، وله أيضًا "الأحكام الوسطى والصغرى"، و"عمدة الأحكام عن سيد الأنام" لتقيِّ الدين أبي محمد عبد الغني المقدسي الجَمَّاعِيلِيِّ (ت 600هـ)، وقد شرحه ابن دَقِيق العيد (ت 702هـ) في كتابه: "إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام"، كما شرحه ابن الملقن (ت 804هـ) في كتاب سماه: "الإعلام بفوائد عمدة الأحكام"، وكذا شرحه الفيروزآبادي (ت 817هـ) صاحب القاموس.
ومن أشهر هذه الكتب أيضًا: "دلائل الأحكام من أحاديث الرسول r" لبهاء الدين أبي المحاسن يوسف بن رافع الحلبي الشافعي (ت 632هـ)، و"الأحكام الكبرى" لمجد الدين عبد السلام ابن تيمية (ت 653هـ)، و"خلاصة الأحكام في مهمات السنن وقواعد الإسلام" لأبي زكريا يحيى بن شرف النَّوَوِيِّ (ت 676هـ)، و"الإلمام في بيان أدلة الأحكام" للعزِّ بن عبد السلام (ت 660هـ)، و"غاية الإحكام لأحاديث الأحكام" لمحبِّ الدين أحمد بن عبد الله الطبري (ت 694هـ)، و"الأحكام الكبرى" لابن كثير (ت 774هـ)، و"بلوغ المرام من أحاديث الأحكام" لابن حجر العسقلاني (ت 852هـ).
3- كتب غريب الحديث: وهي وإن كانت قد ظهرت مبكِّرًا – من مطلع القرن الثالث – إلاَّ إنها لم تبلغ نضجها إلاَّ بعد القرن الخامس الهجري، وهي تلك التي تجمع الكلمات الغريبة أو غامضة المعنى لتفسيرها وشرح المشكِل من معانيها، ومن أشهر المصنَّفات في ذلك: "غريب الحديث" لأبي عبيد القاسم بن سلام (ت 224هـ)، و"غريب الحديث" لابن قتيبة (ت 276هـ)، و"غريب الحديث" لابن إسحاق الحربي (ت 285هـ)، و"غريب الحديث" للخطَّابي (ت 388هـ)، و"الغريبين (غريب القرآن والحديث)" للهروي (ت 401هـ)، و"المجموع المغيث في غريبي القرآن والحديث" لأبي موسى محمد بن أبي بكر المديني الأصبهاني (ت 581هـ)، و"غريب الحديث" لابن الجوزي (ت 597هـ)، و"النهاية في غريب الحديث" لابن الأثير (ت 606هـ).
4- كتب الترغيب والترهيب: وهي الكتب التي جمع فيها مصنِّفوها أحاديث الترغيب في الأعمال الصالحة والأقوال الحسنة والنيَّات الخالصة، وأحاديث الترهيب من الأعمال السيِّئة والأقوال القبيحة والنيَّات الفاسدة، كما تضمُّ هذه المصنَّفات إلى جانب ذلك ما ورد في ذلك من الثواب والعقاب.
والحقيقة أن الكتب التي اهتمَّت بهذه الموضوعات ظهرت أيضًا في القرن الثالث الهجري، وكان من أهمِّها: "الترغيب والترهيب" لابن زنجويه (ت 251هـ)؛ لكنَّ هذه الكتب لم تكن كثيرة، كما كانت أغلب هذه الموضوعات مفرَّقة في كتب مفردة صغيرة، أمَّا في هذه الفترة فكانت هناك الأعمال الكبرى مثل: "الترغيب والترهيب" لأبي القاسم إسماعيل بن محمد التيمي الأصبهاني المعروف بقِوَام السُّنَّة (ت 535هـ)، و"الترغيب والترهيب" للمنذري (ت 656هـ)، و"الترغيب" لليافعي (ت 768هـ)، و"رياض الصالحين" للنووي (ت 676هـ) وهو أكثرهم شهرة.
5- كتب الأطراف: وهي الكتب التي يُقْتَصَر فيها على ذكر طرف الحديث الدالِّ على بقيَّته مع الجمع لأسانيده، إمَّا على سبيل الاستيعاب أو على جهة التقيُّد بكتب مخصوصة، كأطراف الصحيحين لأبي مسعود إبراهيم بن محمد الدمشقي (ت 401هـ)، وأطرافها أيضًا لأبي محمد خلف بن حمدون الواسطي (ت 401هـ).
ومن أهمِّ كتب الأطراف: "أطراف الكتب الستة" لأبي الفضل محمد بن طاهر المقدسي المعروف بابن القيسراني (ت 507هـ)، و"الإيماء لأطراف أحاديث الموطأ" لأبي العباس أحمد بن طاهر الأندلسي (ت 532هـ)، و"تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف" للمِزِّيِّ (ت 742هـ)، و"الإطراف بأوهام الأطراف" لوليِّ الدين أحمد بن عبد الرحيم العراقي (ت 826هـ)، و"إتحاف المهرة بالفوائد المبتكرة من أطراف العشرة" للحافظ ابن حجر (ت 852هـ)، والكتب العشرة هي: موطَّأ مالك، ومسند الشافعي، ومسند الإمام أحمد، ومسند الدارمي، وصحيح ابن حبان، ومنتقى ابن الجارود، والمستدرك للحاكم، ومستخرج أبي عَوَانَة، وشرح معاني الآثار للطَّحَاوي، وسنن الدَّارَقُطْنِيِّ.
6- كتب التخريج: والتخريج هو: إخراجُ المحدِّثِ الأحاديثَ من بطون الأجزاء والمشيخات والكتب ونحوها، وسياقُها إمَّا من مرويَّات نفسه أو بعض شيوخه أو أقرانه ونحو ذلك، والكلامُ عليها وعزوها لمن رواها من أصحاب الكتب والدواوين[49]. ويُطْلَقُ التخريج ويُرَاد به الدلالة على مصادر الحديث الأصليَّة التي أَخْرَجته، وعَزَوْه إليها، ثم بيان مرتبته من الصحَّة أو الضعف[50].
المراجع::::::::::
:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[49] السخاوي: فتح المغيث 2/338.
[50] انظر محمود الطحان: أصول التخريج ص12
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق