تاريخ حضارة أجدادنا الصالحين 26
تابع::::::::::::::::
سلسلة :الفنون
المدارس في المشرق الإسلامي
بدأت الحضارة الإسلامية تعرف المدارس منذ القرن الخامس الهجري، وكان الداعي لذلك كثرة الحلق التي غاصت بها المساجد، وأول مسجد قد حوِّل إلى مدرسة كان الجامع الأزهر عام 378هـ، وقد ملأت المدارس مدن العالم الإسلامي من مشرقه إلى مغربه، وهي التي قامت على الأوقاف الكثيرة التي تبرَّع بها الأغنياء من قادة، وعلماء، وتجار، وملوك، وأمراء.
والحق أن المدارس في الحضارة الإسلامية قديمةٌ قدم هذه الحضارة، وقد ذكر ابن كثير في حوادث عام 383هـ، أن الوزير أبا نصر سابور بن أردشير[1]، قد اشترى "دارًا بالكرخ، وجدد عمارتها، ونقل إليها كتبًا كثيرة، ووقفها على الفقهاء، وسمّاها دار العلم، وأظنُّ (ابن كثير) أن هذه أول مدرسة وقفت على الفقهاء، وكانت قبل النظامية بمدة طويلة"[2].
نماذج للمدارس المشرقية
وما لبث إنشاء المدارس، أن أخذ طريقه نحو التوسع والانتشار؛ فقد بُنيت أول مدرسة في دمشق في عام 391هـ، بناها شجاع الدولة صادر بن عبد الله[3]، وسميت بالمدرسة الصادرية[4]، وتبعه بعد ذلك مقرئ دمشق: رشأ بن نظيف[5]، حيث قام بتأسيس المدرسة الرشائية في حدود الأربعمائة، وإلى هذه المدارس خرج الطلبة من الحلق التي كانت تعقد في المسجد إلى مكان يختص بتلقي علم معين، فيوقف عليهم وعلى شيوخهم المال، وتوفر لهم أسباب التعليم[6].
المدارس النظامية
كانت المدارس عامة أول أمرها أهليَّة، ثم تدخلت في إنشائها وإدارتها مؤسسة الحكم والخلافة، بدءًا من الوزير الشهير نظام الملك الطوسي[7]، الذي أضحت المدارس منذ عصره حكومية، تنفق مؤسسة الحكم عليها، وتـُجلِب المعلمين والمدرسين إليها.
إضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.
وقد أسدى هذا الوزير للحضارة الإسلامية ما خلّد ذكره، وفاق كل أعماله في دنيا الحكم والسياسة، بإنشائه عددًا من المدارس في أنحاء الدولة نسبت إليه، فسميت بـ"المدارس النظامية"، وهي تعدّ أول نوع من المؤسسات العلمية والمدارس التعليمية النظامية ظهر في تاريخ الإسلام، وقد هيأ لطلابها أسباب العيش والتعليم. وقد خصصت المدارس النظامية لتعليم الفقه والحديث، وكان الطلاب يتناولون فيها الطعام، وتجري على كثير منهم رواتب شهرية.
ونتيجة لتحمس نظام الملك، وتبنيه إنشاء المدارس في المناطق المختلفة، فقد ترتّب على ذلك أن امتلأت بلاد العراق وخراسان بعشرات المدارس؛ حتى قيل فيه: إنَّ له في كل مدينة بالعراق وخراسان مدرسة، وكان ينشئ المدارس حتى في الأماكن النائية، وكان كلَّما وَجَدَ في بلدةٍ عالمًا قد تميَّز وتبحَّر في العلم بنى له مدرسة، ووقف عليها وقفًا، وجعل فيها دارَ كُتبٍ، وكان التلاميذ يتعلَّمُون فيها بالمجَّان، وللطالب الفقير فوق كل ذلك شيءٌ معلوم يتقاضاه من الريع المُخَصَّصِ لذلك[8].
ومن أهم المدارس التي أنشأها نظام الملك: المدرسة النظامية ببغداد التي بُدئ في بنائها سنة 457هـ وانتهى بناؤها في عام 459هـ[9]، وبلغ من اهتمام الخليفة العباسي بها أنه كان يعيِّن الأساتذة فيها بنفسه، وكان يدرّس فيها الفقه والحديث، وما يتصل بهما من علوم، وقد درّس فيها مشاهير الفكر والثقافة مثل حُجَّة الإسلام أبي حامد الغزالي صاحب إحياء علوم الدين[10]، في الوقت الذي كان يدرّس في نظامية نيسابور إمام الحرمين "أبو المعالي الجويني[11]"[12].
وقد أسهمت هذه المدارس التي انتشرت في بغداد وأصفهان ونيسابور ومرو في تثبيت قواعد المذهب السني والدفاع عنه ضد مختلف البدع والمذاهب المنحرفة التي انتشرت في ذلك الوقت، وقد بلغ ما ينفقه نظام الملك في كل سنة على أصحاب المدارس والفقهاء والعلماء ثلاثمائة ألف دينار، فلما راجعه السلطان السلجوقي ملكشاه في هذا الأمر؛ قال له الوزير العالم: "قد أعطاك الله تعالى وأعطاني بك ما لم يعطه أحدًا من خلقه، أفلا نعوضه عن ذلك في حَمَلة دينه وحَفَظة كتابه ثلاثمائة ألف دينار"[13].
إضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.
المدرسة المستنصريةولذلك، فإن انتشار المدارس في الحضارة الإسلامية منذ القرن الرابع الهجري/ العاشر الميلادي، ليُدلل على أسبقية الحضارة الإسلامية على نشر العلم بين طبقات المجتمع المختلفة، وهو ما لم تعرفه حضارات الشرق والغرب، وجدير بالذكر أن أوربا في هذه الآونة كانت لا تملك من حطام المعرفة إلا النذر اليسير، بل كانت الكنيسة وقتئذٍ محتكرة لأسباب المعرفة، وقد ترتّب على ذلك أن عاش الأوربيون في ظلام وجهل وتخلف، وحروب طاحنة بين القبائل المختلفة، خاصة القبائل الجرمانية التي كانت تصارع الدولة الرومانية حينًا، وتصارع القبائل الأخرى في أحيانٍ أخرى. كما أن النظام الطبقي كان له وضعه المقدس في أوربا؛ مما نتج عنه اضمحلال وإهمال النظام التعليمي الأوربي[14].
المدرسة المستنصرية
والعجيب أنه حتى في زمن الضعف السياسي والعسكري للدولة الإسلامية، فإن الحركة العلمية لم تتأثر بذلك، بل على النقيض؛ فقد بُنِيَتْ المدرسة المستنصرية في سنة (631هـ/ 1233م)، وكان التتار في ذلك الوقت يجتاحون شرق العالم الإسلامي، ويهدِّدُون الخلافة العباسية تهديدًا مباشرًا، وقد وصلت الخلافة العباسية إلى أضعف درجاتها، ومع ذلك تمَّ إنشاء هذه المدرسة الخالدة، وقد علّق ابن كثير رحمه الله على هذه المدرسة بقوله: "ولم يُبنَ مدرسةٌ قبلها مثلها، ووقفت على المذاهب الأربعة من كل طائفة اثنان وستون فقيهًا، وأربعة معيدين، ومدرِّس لكل مذهب وشيخ حديث وقارئان، وعشرة مستمعين، وشيخ طبٍّ، وعشرة من المسلمين يشتغلون بعلم الطبِّ، ومكتب للأيتام، وقدّرَ للجميع من الخبز واللحم والحلوى والنفقة ما فيه كفاية وافرة لكل واحد، ولما كان يوم الخميس خامس رجب حضرت الدروس بها، وحضر الخليفة المستنصر بالله -بنفسه الكريمة- وأهلُ دَوْلَتِه من الأمراء والوزراء والقضاة والفقهاء والصوفية والشعراء، ولم يَتَخَلَّف أحد من هؤلاء، وعُمِلَ سماط عظيم بها؛ أَكَلَ منه الحاضرون، وحُمِلَ منه إلى سائر دروب بغداد من بيوتات الخواصِّ والعوامِّ، وخُلِعَ[15] على جميع المدرسين بها والحاضرين فيها وعلى جميع الدولة والفقهاء والمعيدين، وكان يومًا مشهودًا، وأَنْشَدَتِ الشعراءُ الخليفةَ المدائح الرائقة والقصائد الفائقة، وقد ذكر ذلك ابن الساعي[16] في تاريخه مُطَوَّلاً مبسوطًا شافيًا كافيًا، وقدّرَ لتدريس الشافعية بها الإمام محيي الدين أبو عبد الله بن فضلان[17]، وللحنفية الإمام العلامة رشيد الدين أبو حفص عمر بن محمد الفرغاني[18]، وللحنابلة الإمام العالم محيي الدين يوسف بن الشيخ أبي الفرج بن الجوزي[19]، ودَرَّس عنه يومئذٍ ابنه عبد الرحمن[20] نيابة لغيبته في بعض الرسالات إلى الملوك، ودَرَّس للمالكية يومئذ الشيخ الصالح العالم أبو الحسن المغربي المالكي نيابة أيضًا، حتى يُعَيَّنَ شيخٌ غيره، ووُقِفَتْ خزائن كتب لم يُسْمَعْ بمثلها في كثرتها وحُسْنِ نسخها، وجودة الكتب الموقوفة بها"[21].
المدارس في الدولة الأيوبية
أما عن الدولة الأيوبية فقد كثرت فيها المدارس كثرة لافتة للانتباه؛ إذ كان الغرض من إنشاء هذه المدارس، القضاء على المذهب الشيعي الذي كان متأصلاً في مصر منذ الدولة العبيدية التي سبقت الأيوبيين، ومِن ثَم اهتمت مؤسسة الحكم بإقامة المدارس ذات الاختصاصات المختلفة في جميع أنحاء مصر، والغريب أن صلاح الدين كان يُقيم هذه المدارس بُغية نشر العدل والفضيلة والأمن بين الناس، فقد ذكر ابن الأثير[22] في حوادث عام 566هـ أنه "كان بمصر دار للشحنة (الشرطة) تسمى دار المعونة يُحبس فيها من يريد حبسه، فهدمها صلاح الدين، وبناها مدرسة للشافعية، وأزال ما كان فيها من الظلم"[23]، وقد كان صلاح الدين أول من اهتم ببناء المدارس في تاريخ مصر الإسلامية، فقد بنى المدرسة الصلاحية والناصرية والقمحية[24].
المدرسة الصالحيةوكان الأمراء والأغنياء والتجار -أيضًا- يتسابقون في بناء المدارس والوقفِ عليها بما يضمن استمرارها وإقبال الطلاب عليها، وكثيرون جدًّا جعلوا بيوتهم مدارس، وجعلوا ما فيها من كُتب وما يتبعها من عقار وقفًا على طلاب العلم الدارسين فيها؛ وبذلك كثرت المدارس في المشرق كثرة هائلة مدهشة، حتى إن ابن جبير الرحّالة الأندلسي هاله ما رأى في المشرق من كثرة المدارس والغلاَّت الوافرة التي تَغُلُّها أوقافها، فدعا المغاربة أن يرحلوا للمشرق لتلقِّي العلم، وكان ممَّا قاله: "وتكثر الأوقاف على طلاب العلم في البلاد المشرقية كلها وبخاصة دمشق...، فمن شاء الفلاح من أبناء مغربنا فليرحل إلى هذه البلاد، فيَجِد الأمورَ المُعِينَة على طلب العلم كثيرةً، وأوَّلها فراغ البال من أمر المعيشة"[25].
ومما يُدلل على تسابق السلاطين والأمراء لبناء المدارس والعناية بها، أن السلطان إبراهيم بن محمد بن مسعود سُلطان غزنة وأطراف الهند، لم يكن يبني لنفسه بيتًا إلا وسبقه ببناء مدرسة والاعتناء بها[26]!
وقد كان من حق النساء في الحضارة الإسلامية أن يُقمن المدارس النافعة لأبناء وبنات هذه الحضارة، فقد أنشأت السيدة ربيعة خاتون بنت أيوب -وهي أخت صلاح الدين- المدرسة الصاحبية لتدريس المذهب الحنبلي على سفح جبل قاسيون في دمشق[27].
وصف المدارس
أمَّا في وصف المدارس في بغداد فيقول عنها ابن جبير أيضًا: "والمدارس بها نحو الثلاثين، وهي كلها بالشرقية، وما منها مدرسة إلاَّ وهي يقصرُ القصرُ البديع عنها، وأعظمها وأشهرها النظامية، وهي التي ابتناها نظام الملك، وجُدِّدَتْ سنة أربعة وخمسمائة، ولهذه المدارس أوقاف عظيمة، وعقارات مُحْبَسة، تتصَيَّر إلى الفقهاء المدرِّسين بها، ويُجْرُونَ بها على الطلبة ما يَقُومُ بهم"[28].
وأمَّا في مصر فيصف ابن بطوطة عدد مدارسها فيقول: "أمَّا المدارس بمصر فلا يحيط أحد بحصرها لكثرتها"[29]. وقد ذكر المقريزي ما يَزِيدُ على سبعين مدرسة كانت منتشرة في مصر[30].
ويصف (هلام) حالة المدارس في العالم الإسلامي في ذلك الوقت فيما ينقله عنه بطرس البستاني[31] قائلاً: "كان للعرب مدارس زاهرة العلوم، منتشرة من بغداد إلى قرطبة، وكان لهم سبع عشرة مدرسة كلية، كانت مدرسة قرطبة أشهرها، ويقال: إنه كان فيها مكتبة تحتوي على 600 ألف مجلد. وكانوا يدرسون الصرف، والنحو، والشعر، والتاريخ، والجغرافيا، وعلم الهيئة[32]، وعلم النجوم، والكيمياء، والرياضيات، والطب... وكان لهم مدرسة ابتدائية بجانب كل مسجد يُعَلّمون فيها القراءة والكتابة"[33].
والملاحظ هنا أيضًا أن الدراسة في هذه المدارس لم تقتصر على العلوم الدينية، بل كانت تُدَرَّسُ بجانبها العلوم الطبيعية؛ كالهندسة، والطب، والرياضيات، بل كانت هناك مدارس خصوصية تُدَرَّس فيها هذه العلوم، وفي ذلك يقول هلام: "وكان للعلوم الطبيعية مدارس خصوصية، وكانوا يُعَلّمون الطبَّ في المستشفيات"[34].
المراجع:::::::::::::::
___________________________
[1] سابور بن أردشير: هو أبو نصر سابور بن أردشير (ت 416هـ) وزير بهاء الدولة أبي نصر بن عضد الدولة؛ كان من أكابر الوزراء. وكان شهمًا مهيبًا كافيًا، جوادًا ممدحًا، له دار علم ببغداد. انظر: الذهبي: سير الأعلام 17/387، وابن خلكان: وفيات الأعيان 2/354.
[2] ابن كثير: البداية والنهاية 11/312.
[3] صادر بن عبد الله: هو صاحب المدرسة الصادرية داخل باب البريد على باب الجامع الأموي الغربي، أنشأها بدمشق سنة 491هـ. انظر: ابن عساكر: تاريخ دمشق 52/46.
[4] عبد القادر النعيمي: الدارس في تاريخ المدارس 1/413.
[5] رشأ بن نظيف: هو أبو الحسن رشأ بن نظيف بن ما شاء الله الدمشقي (370- 444هـ/ 980- 1052م) مقرئ، من العلماء، أصله من المعرة، تعلم في مصر وسوريا والعراق، وعاش في دمشق. انظر: الزركلي: الأعلام 3/21.
[6] عارف عبد الغني: نظام التعليم عند المسلمين ص89.
[7] نظام الملك الطوسي: هو أبو علي الحسن بن علي الطوسي، الملقب نظام الملك (408- 485هـ/ 1018- 1092م)، أصله من نواحي طوس، اشتغل بالأعمال السلطانية، فاتصل بالسلطان ألب أرسلان، فاستوزره، أنشأ المدرسة الكبرى ببغداد وغيرها. انظر: الذهبي: سير أعلام النبلاء 19/94، والزركلي: الأعلام 2/202.
[8] انظر: مصطفى السباعي: من روائع حضارتنا ص103، 104.
[9] ابن كثير: البداية والنهاية 12/92.
[10] المصدر السابق 12/169.
[11] أبو المعالي الجويني: هو عبد الملك بن عبد الله بن يوسف الجويني (419- 478هـ/ 1028- 1085م) أبو المعالي ابن ركن الإسلام أبي محمد الجويني، إمام الحرمين، فخر الإسلام، إمام الأئمة على الإطلاق. انظر: تقي الدين الصيرفيني: المنتخب 1/361.
[12] ابن الجوزي: المنتظم 9/167.
[13] عبد الهادي محمد رضا: نظام الملك ص651.
[14] انظر: يوهان هويزنجا: اضمحلال العصور الوسطى ص175.
[15] خلع: أعطاهم أموالاً من خِيار المال، وهي من الخُلْعةُ أي خِيار المال. انظر: ابن منظور: لسان العرب، مادَّة خلع 8/76.
[16] ابن الساعي: هو أبو طالب علي بن أنجب بن عبد الله (593- 674هـ/ 1197- 1275م)، من كبار المصنفين في التاريخ. مولده ووفاته ببغداد. كان خازن كتب المستنصرية. من تصانيفه: الجامع المختصر في عنوان التاريخ وعيون السير. انظر: الزركلي: الأعلام 4/265.
[17] ابن فضلان: هو محيي الدين أبو عبد الله بن فضلان البغدادي الشافعي، مدرِّس المستنصرية، قاضي القضاة. برع في المذهب، ورحل إلى خراسان، وناظر علماءها. تُوُفِّي في شوال سنة (631هـ/ 1233م). انظر: الصفدي: الوافي بالوفيات 5/132.
[18] الفرغاني: هو عمر بن محمد بن الحسين بن أبي عمر بن محمد بن أبي نصر الأندكاني، تُوُفِّي سنة (632هـ). انظر: ابن أبي الوفاء القرشي: الجواهر المضية في طبقات الحنفية 2/662، 663.
[19] يوسف بن الجوزي: هو محيي الدين يوسف بن الجوزي القرشي البغدادي (580- 656هـ/ 1185- 1258م)، وهو ابن العلامة أبي الفرج بن الجوزي، تفقه على أبيه وغيره، ولي الحسبة ببغداد، والنظر في الوقوف. قتله التتار شهيدًا صَبْرًا، هو وأولاده الثلاثة. انظر: الزركلي: الأعلام 8/236.
[20] عبد الرحمن بن يوسف بن عبد الرحمن بن علي بن الجوزي: توفي شهيدًا مع والده، قتل ببغداد عند دخول هولاكو إليها سنة (656هـ/ 1258م) وقد جاوز الخمسين. من آثاره: ديوان شعر. انظر: كحالة: معجم المؤلفين 5/200.
[21] ابن كثير: البداية والنهاية 13/139، 140.
[22] ابن الأثير: هو أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الكريم الجزري (555- 630هـ/ 1160- 1233م) مؤرخ متبحر، ولد في جزيرة ابن عمر، وتوفي بالموصل. من مصنفاته: "الكامل في التاريخ". انظر: الذهبي: سير الأعلام 22/354-356.
[23] ابن الأثير: الكامل في التاريخ 10/31، 32.
[24] المقريزي: المواعظ والاعتبار 5/173. وعرفت باسم المدرسة القمحية؛ لأن القمح كان يوزع على فقهائها من ضيعة بالفيوم أوقفها صلاح الدين عليها. ابن واصل: مفرج الكروب 1/197، 198.
[25] ابن جبير: رحلة ابن جبير ص258.
[26] ابن كثير: البداية والنهاية 12/157.
[27] المصدر السابق 12/317.
[28] ابن جبير: رحلة ابن جبير ص205.
[29] رحلة ابن بطوطة ص20.
[30] انظر: الخطط المقريزية 2/362-400.
[31] بطرس البستاني: هو بطرس بن بولس بن عبد الله بن كرم البستاني (1819- 1883م)، عالم مشارك في أنواع من العلوم. ولد في الدبية من إقليم الخروب بلبنان. انظر: كحالة: معجم المؤلفين 3/48.
[32] علم الهيئة: هو تعيين الأشكال للأفلاك وحصر أوضاعها وتعددها لكل كوكب من السيارة، والقيام على معرفة ذلك من قبل الحركات السماوية المشاهدة الموجودة لكل واحد منها. ابن خلدون: المقدمة ص479.
[33] دائرة المعارف 6/161، 162 نقلاً عن عبد الله المشوخي: موقف الإسلام والكنيسة من العلم ص59.
[34] المصدر السابق.
تابع::::::::::::::::
سلسلة :الفنون
المدارس في المشرق الإسلامي
بدأت الحضارة الإسلامية تعرف المدارس منذ القرن الخامس الهجري، وكان الداعي لذلك كثرة الحلق التي غاصت بها المساجد، وأول مسجد قد حوِّل إلى مدرسة كان الجامع الأزهر عام 378هـ، وقد ملأت المدارس مدن العالم الإسلامي من مشرقه إلى مغربه، وهي التي قامت على الأوقاف الكثيرة التي تبرَّع بها الأغنياء من قادة، وعلماء، وتجار، وملوك، وأمراء.
والحق أن المدارس في الحضارة الإسلامية قديمةٌ قدم هذه الحضارة، وقد ذكر ابن كثير في حوادث عام 383هـ، أن الوزير أبا نصر سابور بن أردشير[1]، قد اشترى "دارًا بالكرخ، وجدد عمارتها، ونقل إليها كتبًا كثيرة، ووقفها على الفقهاء، وسمّاها دار العلم، وأظنُّ (ابن كثير) أن هذه أول مدرسة وقفت على الفقهاء، وكانت قبل النظامية بمدة طويلة"[2].
نماذج للمدارس المشرقية
وما لبث إنشاء المدارس، أن أخذ طريقه نحو التوسع والانتشار؛ فقد بُنيت أول مدرسة في دمشق في عام 391هـ، بناها شجاع الدولة صادر بن عبد الله[3]، وسميت بالمدرسة الصادرية[4]، وتبعه بعد ذلك مقرئ دمشق: رشأ بن نظيف[5]، حيث قام بتأسيس المدرسة الرشائية في حدود الأربعمائة، وإلى هذه المدارس خرج الطلبة من الحلق التي كانت تعقد في المسجد إلى مكان يختص بتلقي علم معين، فيوقف عليهم وعلى شيوخهم المال، وتوفر لهم أسباب التعليم[6].
المدارس النظامية
كانت المدارس عامة أول أمرها أهليَّة، ثم تدخلت في إنشائها وإدارتها مؤسسة الحكم والخلافة، بدءًا من الوزير الشهير نظام الملك الطوسي[7]، الذي أضحت المدارس منذ عصره حكومية، تنفق مؤسسة الحكم عليها، وتـُجلِب المعلمين والمدرسين إليها.
إضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.
وقد أسدى هذا الوزير للحضارة الإسلامية ما خلّد ذكره، وفاق كل أعماله في دنيا الحكم والسياسة، بإنشائه عددًا من المدارس في أنحاء الدولة نسبت إليه، فسميت بـ"المدارس النظامية"، وهي تعدّ أول نوع من المؤسسات العلمية والمدارس التعليمية النظامية ظهر في تاريخ الإسلام، وقد هيأ لطلابها أسباب العيش والتعليم. وقد خصصت المدارس النظامية لتعليم الفقه والحديث، وكان الطلاب يتناولون فيها الطعام، وتجري على كثير منهم رواتب شهرية.
ونتيجة لتحمس نظام الملك، وتبنيه إنشاء المدارس في المناطق المختلفة، فقد ترتّب على ذلك أن امتلأت بلاد العراق وخراسان بعشرات المدارس؛ حتى قيل فيه: إنَّ له في كل مدينة بالعراق وخراسان مدرسة، وكان ينشئ المدارس حتى في الأماكن النائية، وكان كلَّما وَجَدَ في بلدةٍ عالمًا قد تميَّز وتبحَّر في العلم بنى له مدرسة، ووقف عليها وقفًا، وجعل فيها دارَ كُتبٍ، وكان التلاميذ يتعلَّمُون فيها بالمجَّان، وللطالب الفقير فوق كل ذلك شيءٌ معلوم يتقاضاه من الريع المُخَصَّصِ لذلك[8].
ومن أهم المدارس التي أنشأها نظام الملك: المدرسة النظامية ببغداد التي بُدئ في بنائها سنة 457هـ وانتهى بناؤها في عام 459هـ[9]، وبلغ من اهتمام الخليفة العباسي بها أنه كان يعيِّن الأساتذة فيها بنفسه، وكان يدرّس فيها الفقه والحديث، وما يتصل بهما من علوم، وقد درّس فيها مشاهير الفكر والثقافة مثل حُجَّة الإسلام أبي حامد الغزالي صاحب إحياء علوم الدين[10]، في الوقت الذي كان يدرّس في نظامية نيسابور إمام الحرمين "أبو المعالي الجويني[11]"[12].
وقد أسهمت هذه المدارس التي انتشرت في بغداد وأصفهان ونيسابور ومرو في تثبيت قواعد المذهب السني والدفاع عنه ضد مختلف البدع والمذاهب المنحرفة التي انتشرت في ذلك الوقت، وقد بلغ ما ينفقه نظام الملك في كل سنة على أصحاب المدارس والفقهاء والعلماء ثلاثمائة ألف دينار، فلما راجعه السلطان السلجوقي ملكشاه في هذا الأمر؛ قال له الوزير العالم: "قد أعطاك الله تعالى وأعطاني بك ما لم يعطه أحدًا من خلقه، أفلا نعوضه عن ذلك في حَمَلة دينه وحَفَظة كتابه ثلاثمائة ألف دينار"[13].
إضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.
المدرسة المستنصريةولذلك، فإن انتشار المدارس في الحضارة الإسلامية منذ القرن الرابع الهجري/ العاشر الميلادي، ليُدلل على أسبقية الحضارة الإسلامية على نشر العلم بين طبقات المجتمع المختلفة، وهو ما لم تعرفه حضارات الشرق والغرب، وجدير بالذكر أن أوربا في هذه الآونة كانت لا تملك من حطام المعرفة إلا النذر اليسير، بل كانت الكنيسة وقتئذٍ محتكرة لأسباب المعرفة، وقد ترتّب على ذلك أن عاش الأوربيون في ظلام وجهل وتخلف، وحروب طاحنة بين القبائل المختلفة، خاصة القبائل الجرمانية التي كانت تصارع الدولة الرومانية حينًا، وتصارع القبائل الأخرى في أحيانٍ أخرى. كما أن النظام الطبقي كان له وضعه المقدس في أوربا؛ مما نتج عنه اضمحلال وإهمال النظام التعليمي الأوربي[14].
المدرسة المستنصرية
والعجيب أنه حتى في زمن الضعف السياسي والعسكري للدولة الإسلامية، فإن الحركة العلمية لم تتأثر بذلك، بل على النقيض؛ فقد بُنِيَتْ المدرسة المستنصرية في سنة (631هـ/ 1233م)، وكان التتار في ذلك الوقت يجتاحون شرق العالم الإسلامي، ويهدِّدُون الخلافة العباسية تهديدًا مباشرًا، وقد وصلت الخلافة العباسية إلى أضعف درجاتها، ومع ذلك تمَّ إنشاء هذه المدرسة الخالدة، وقد علّق ابن كثير رحمه الله على هذه المدرسة بقوله: "ولم يُبنَ مدرسةٌ قبلها مثلها، ووقفت على المذاهب الأربعة من كل طائفة اثنان وستون فقيهًا، وأربعة معيدين، ومدرِّس لكل مذهب وشيخ حديث وقارئان، وعشرة مستمعين، وشيخ طبٍّ، وعشرة من المسلمين يشتغلون بعلم الطبِّ، ومكتب للأيتام، وقدّرَ للجميع من الخبز واللحم والحلوى والنفقة ما فيه كفاية وافرة لكل واحد، ولما كان يوم الخميس خامس رجب حضرت الدروس بها، وحضر الخليفة المستنصر بالله -بنفسه الكريمة- وأهلُ دَوْلَتِه من الأمراء والوزراء والقضاة والفقهاء والصوفية والشعراء، ولم يَتَخَلَّف أحد من هؤلاء، وعُمِلَ سماط عظيم بها؛ أَكَلَ منه الحاضرون، وحُمِلَ منه إلى سائر دروب بغداد من بيوتات الخواصِّ والعوامِّ، وخُلِعَ[15] على جميع المدرسين بها والحاضرين فيها وعلى جميع الدولة والفقهاء والمعيدين، وكان يومًا مشهودًا، وأَنْشَدَتِ الشعراءُ الخليفةَ المدائح الرائقة والقصائد الفائقة، وقد ذكر ذلك ابن الساعي[16] في تاريخه مُطَوَّلاً مبسوطًا شافيًا كافيًا، وقدّرَ لتدريس الشافعية بها الإمام محيي الدين أبو عبد الله بن فضلان[17]، وللحنفية الإمام العلامة رشيد الدين أبو حفص عمر بن محمد الفرغاني[18]، وللحنابلة الإمام العالم محيي الدين يوسف بن الشيخ أبي الفرج بن الجوزي[19]، ودَرَّس عنه يومئذٍ ابنه عبد الرحمن[20] نيابة لغيبته في بعض الرسالات إلى الملوك، ودَرَّس للمالكية يومئذ الشيخ الصالح العالم أبو الحسن المغربي المالكي نيابة أيضًا، حتى يُعَيَّنَ شيخٌ غيره، ووُقِفَتْ خزائن كتب لم يُسْمَعْ بمثلها في كثرتها وحُسْنِ نسخها، وجودة الكتب الموقوفة بها"[21].
المدارس في الدولة الأيوبية
أما عن الدولة الأيوبية فقد كثرت فيها المدارس كثرة لافتة للانتباه؛ إذ كان الغرض من إنشاء هذه المدارس، القضاء على المذهب الشيعي الذي كان متأصلاً في مصر منذ الدولة العبيدية التي سبقت الأيوبيين، ومِن ثَم اهتمت مؤسسة الحكم بإقامة المدارس ذات الاختصاصات المختلفة في جميع أنحاء مصر، والغريب أن صلاح الدين كان يُقيم هذه المدارس بُغية نشر العدل والفضيلة والأمن بين الناس، فقد ذكر ابن الأثير[22] في حوادث عام 566هـ أنه "كان بمصر دار للشحنة (الشرطة) تسمى دار المعونة يُحبس فيها من يريد حبسه، فهدمها صلاح الدين، وبناها مدرسة للشافعية، وأزال ما كان فيها من الظلم"[23]، وقد كان صلاح الدين أول من اهتم ببناء المدارس في تاريخ مصر الإسلامية، فقد بنى المدرسة الصلاحية والناصرية والقمحية[24].
المدرسة الصالحيةوكان الأمراء والأغنياء والتجار -أيضًا- يتسابقون في بناء المدارس والوقفِ عليها بما يضمن استمرارها وإقبال الطلاب عليها، وكثيرون جدًّا جعلوا بيوتهم مدارس، وجعلوا ما فيها من كُتب وما يتبعها من عقار وقفًا على طلاب العلم الدارسين فيها؛ وبذلك كثرت المدارس في المشرق كثرة هائلة مدهشة، حتى إن ابن جبير الرحّالة الأندلسي هاله ما رأى في المشرق من كثرة المدارس والغلاَّت الوافرة التي تَغُلُّها أوقافها، فدعا المغاربة أن يرحلوا للمشرق لتلقِّي العلم، وكان ممَّا قاله: "وتكثر الأوقاف على طلاب العلم في البلاد المشرقية كلها وبخاصة دمشق...، فمن شاء الفلاح من أبناء مغربنا فليرحل إلى هذه البلاد، فيَجِد الأمورَ المُعِينَة على طلب العلم كثيرةً، وأوَّلها فراغ البال من أمر المعيشة"[25].
ومما يُدلل على تسابق السلاطين والأمراء لبناء المدارس والعناية بها، أن السلطان إبراهيم بن محمد بن مسعود سُلطان غزنة وأطراف الهند، لم يكن يبني لنفسه بيتًا إلا وسبقه ببناء مدرسة والاعتناء بها[26]!
وقد كان من حق النساء في الحضارة الإسلامية أن يُقمن المدارس النافعة لأبناء وبنات هذه الحضارة، فقد أنشأت السيدة ربيعة خاتون بنت أيوب -وهي أخت صلاح الدين- المدرسة الصاحبية لتدريس المذهب الحنبلي على سفح جبل قاسيون في دمشق[27].
وصف المدارس
أمَّا في وصف المدارس في بغداد فيقول عنها ابن جبير أيضًا: "والمدارس بها نحو الثلاثين، وهي كلها بالشرقية، وما منها مدرسة إلاَّ وهي يقصرُ القصرُ البديع عنها، وأعظمها وأشهرها النظامية، وهي التي ابتناها نظام الملك، وجُدِّدَتْ سنة أربعة وخمسمائة، ولهذه المدارس أوقاف عظيمة، وعقارات مُحْبَسة، تتصَيَّر إلى الفقهاء المدرِّسين بها، ويُجْرُونَ بها على الطلبة ما يَقُومُ بهم"[28].
وأمَّا في مصر فيصف ابن بطوطة عدد مدارسها فيقول: "أمَّا المدارس بمصر فلا يحيط أحد بحصرها لكثرتها"[29]. وقد ذكر المقريزي ما يَزِيدُ على سبعين مدرسة كانت منتشرة في مصر[30].
ويصف (هلام) حالة المدارس في العالم الإسلامي في ذلك الوقت فيما ينقله عنه بطرس البستاني[31] قائلاً: "كان للعرب مدارس زاهرة العلوم، منتشرة من بغداد إلى قرطبة، وكان لهم سبع عشرة مدرسة كلية، كانت مدرسة قرطبة أشهرها، ويقال: إنه كان فيها مكتبة تحتوي على 600 ألف مجلد. وكانوا يدرسون الصرف، والنحو، والشعر، والتاريخ، والجغرافيا، وعلم الهيئة[32]، وعلم النجوم، والكيمياء، والرياضيات، والطب... وكان لهم مدرسة ابتدائية بجانب كل مسجد يُعَلّمون فيها القراءة والكتابة"[33].
والملاحظ هنا أيضًا أن الدراسة في هذه المدارس لم تقتصر على العلوم الدينية، بل كانت تُدَرَّسُ بجانبها العلوم الطبيعية؛ كالهندسة، والطب، والرياضيات، بل كانت هناك مدارس خصوصية تُدَرَّس فيها هذه العلوم، وفي ذلك يقول هلام: "وكان للعلوم الطبيعية مدارس خصوصية، وكانوا يُعَلّمون الطبَّ في المستشفيات"[34].
المراجع:::::::::::::::
___________________________
[1] سابور بن أردشير: هو أبو نصر سابور بن أردشير (ت 416هـ) وزير بهاء الدولة أبي نصر بن عضد الدولة؛ كان من أكابر الوزراء. وكان شهمًا مهيبًا كافيًا، جوادًا ممدحًا، له دار علم ببغداد. انظر: الذهبي: سير الأعلام 17/387، وابن خلكان: وفيات الأعيان 2/354.
[2] ابن كثير: البداية والنهاية 11/312.
[3] صادر بن عبد الله: هو صاحب المدرسة الصادرية داخل باب البريد على باب الجامع الأموي الغربي، أنشأها بدمشق سنة 491هـ. انظر: ابن عساكر: تاريخ دمشق 52/46.
[4] عبد القادر النعيمي: الدارس في تاريخ المدارس 1/413.
[5] رشأ بن نظيف: هو أبو الحسن رشأ بن نظيف بن ما شاء الله الدمشقي (370- 444هـ/ 980- 1052م) مقرئ، من العلماء، أصله من المعرة، تعلم في مصر وسوريا والعراق، وعاش في دمشق. انظر: الزركلي: الأعلام 3/21.
[6] عارف عبد الغني: نظام التعليم عند المسلمين ص89.
[7] نظام الملك الطوسي: هو أبو علي الحسن بن علي الطوسي، الملقب نظام الملك (408- 485هـ/ 1018- 1092م)، أصله من نواحي طوس، اشتغل بالأعمال السلطانية، فاتصل بالسلطان ألب أرسلان، فاستوزره، أنشأ المدرسة الكبرى ببغداد وغيرها. انظر: الذهبي: سير أعلام النبلاء 19/94، والزركلي: الأعلام 2/202.
[8] انظر: مصطفى السباعي: من روائع حضارتنا ص103، 104.
[9] ابن كثير: البداية والنهاية 12/92.
[10] المصدر السابق 12/169.
[11] أبو المعالي الجويني: هو عبد الملك بن عبد الله بن يوسف الجويني (419- 478هـ/ 1028- 1085م) أبو المعالي ابن ركن الإسلام أبي محمد الجويني، إمام الحرمين، فخر الإسلام، إمام الأئمة على الإطلاق. انظر: تقي الدين الصيرفيني: المنتخب 1/361.
[12] ابن الجوزي: المنتظم 9/167.
[13] عبد الهادي محمد رضا: نظام الملك ص651.
[14] انظر: يوهان هويزنجا: اضمحلال العصور الوسطى ص175.
[15] خلع: أعطاهم أموالاً من خِيار المال، وهي من الخُلْعةُ أي خِيار المال. انظر: ابن منظور: لسان العرب، مادَّة خلع 8/76.
[16] ابن الساعي: هو أبو طالب علي بن أنجب بن عبد الله (593- 674هـ/ 1197- 1275م)، من كبار المصنفين في التاريخ. مولده ووفاته ببغداد. كان خازن كتب المستنصرية. من تصانيفه: الجامع المختصر في عنوان التاريخ وعيون السير. انظر: الزركلي: الأعلام 4/265.
[17] ابن فضلان: هو محيي الدين أبو عبد الله بن فضلان البغدادي الشافعي، مدرِّس المستنصرية، قاضي القضاة. برع في المذهب، ورحل إلى خراسان، وناظر علماءها. تُوُفِّي في شوال سنة (631هـ/ 1233م). انظر: الصفدي: الوافي بالوفيات 5/132.
[18] الفرغاني: هو عمر بن محمد بن الحسين بن أبي عمر بن محمد بن أبي نصر الأندكاني، تُوُفِّي سنة (632هـ). انظر: ابن أبي الوفاء القرشي: الجواهر المضية في طبقات الحنفية 2/662، 663.
[19] يوسف بن الجوزي: هو محيي الدين يوسف بن الجوزي القرشي البغدادي (580- 656هـ/ 1185- 1258م)، وهو ابن العلامة أبي الفرج بن الجوزي، تفقه على أبيه وغيره، ولي الحسبة ببغداد، والنظر في الوقوف. قتله التتار شهيدًا صَبْرًا، هو وأولاده الثلاثة. انظر: الزركلي: الأعلام 8/236.
[20] عبد الرحمن بن يوسف بن عبد الرحمن بن علي بن الجوزي: توفي شهيدًا مع والده، قتل ببغداد عند دخول هولاكو إليها سنة (656هـ/ 1258م) وقد جاوز الخمسين. من آثاره: ديوان شعر. انظر: كحالة: معجم المؤلفين 5/200.
[21] ابن كثير: البداية والنهاية 13/139، 140.
[22] ابن الأثير: هو أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الكريم الجزري (555- 630هـ/ 1160- 1233م) مؤرخ متبحر، ولد في جزيرة ابن عمر، وتوفي بالموصل. من مصنفاته: "الكامل في التاريخ". انظر: الذهبي: سير الأعلام 22/354-356.
[23] ابن الأثير: الكامل في التاريخ 10/31، 32.
[24] المقريزي: المواعظ والاعتبار 5/173. وعرفت باسم المدرسة القمحية؛ لأن القمح كان يوزع على فقهائها من ضيعة بالفيوم أوقفها صلاح الدين عليها. ابن واصل: مفرج الكروب 1/197، 198.
[25] ابن جبير: رحلة ابن جبير ص258.
[26] ابن كثير: البداية والنهاية 12/157.
[27] المصدر السابق 12/317.
[28] ابن جبير: رحلة ابن جبير ص205.
[29] رحلة ابن بطوطة ص20.
[30] انظر: الخطط المقريزية 2/362-400.
[31] بطرس البستاني: هو بطرس بن بولس بن عبد الله بن كرم البستاني (1819- 1883م)، عالم مشارك في أنواع من العلوم. ولد في الدبية من إقليم الخروب بلبنان. انظر: كحالة: معجم المؤلفين 3/48.
[32] علم الهيئة: هو تعيين الأشكال للأفلاك وحصر أوضاعها وتعددها لكل كوكب من السيارة، والقيام على معرفة ذلك من قبل الحركات السماوية المشاهدة الموجودة لكل واحد منها. ابن خلدون: المقدمة ص479.
[33] دائرة المعارف 6/161، 162 نقلاً عن عبد الله المشوخي: موقف الإسلام والكنيسة من العلم ص59.
[34] المصدر السابق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق