الأربعاء، 29 يونيو 2016

حملة سيناء وفلسطين في الحرب العالمية الأولي 4

حملة سيناء وفلسطين في الحرب العالمية الأولي 4



حمـلة فلسطين



طلب من الجيش البريطاني أن ينتقل للقتال ضد العثمانيين في فلسطين وذلك علي امل دعم الثورة العربية التي إندلعت بداية عـام 1916 ولتعويض بعض ما خسروه علي الجبهة الغربية ضد ألمانيـا ، ولهذا طلب القائد العـام للحلفاء في مصر الجنرال Archibald Murray مزيد من القوات والسفن الحربية لتنفيذ حملته تلك إلا أن طلبه قوبل بالرفض..


فيما حين كانت القوات العثمانية تقوم ببناء خط دفاعي يمتد من حصن غزة علي شاطئ المتوسط حتي بئر سبع في الجنوب والتي كانت تمثل نهاية خط السكة الحديد الذي قام الأتراك بتمديده حتي دمشق ، وإختار القائد البريطاني الميداني Dobell البدء بهجوم خاطف علي غزة في 26 مارس 1916 ..

معركة غزة الأولي

ميدان المعركة :



لقرون طويلة من الزمن كانت غزة بوابة الجيوش الأتية والخارجة من وإلي مصر ، وتقع غزة علي تل منخفض عن شاطئ المتوسط بما يعادل الميلين ، وإلي الغرب منها بإتجاه الشاطئ توجد الرمال الثقيلة وإلي الشرق توجد حافة طولها 300 قدم يطلق عليها"Ali Muntar" وعلي طول تلك الحافة كانت توجد الحقول المزروعة ونباتات الصبار السميكة بشكل يجعلها مثالية لعمل الكمائن والدفاع عنها ..

الخنادق الدفاعية العثمانـية


وفي مارس 1917 ، جهز القائد البريطاني Murray قواته وأبلغ قيادته إستعداده للإستيلاء علي غزة ، وكان قراره هذا ينبع من إعتقاده بأن الأتراك سيتراجعون إلي خط يافا- القدس الدفاعي ..

ميزان القوي :

وكانت القوة التركية الموجودة بخط غزة - بئر السبع الدفاعي قرابة الـ15000 جندي ، و 4000 منها في غزة و 2000 في بئر السبع والباقي في البلاد المحيطـة ..

اما القوات البريطانية المشتركة في الهجوم فتقدر بـ22000 جندي ، موزعين علي الفرق 53 و54 ولواءان من فرقة Anzac وفرقة الجبل الإمبراطورية بالإضافة إلي لواء من فيلق الإبل البريطاني ..

الإستعدادت للمعـركة :

كانت الخطة المحتملة للهجوم علي غزة تتمثل في هجوم سريع وخاطف بإستخدام كافة القوات بما فيها المدفعية ، وخلال الليل في الساعة 2.30 تقدموا عبر وادي Ghuzze لكن ظروف الضباب الكثيف حالت دون شن هجومهم حتي الساعة 8 صباحا ، وتقرر أن يكون زخم الهجوم الرئيسي بالفرقة 53 بقيادة الجنرال A.G. Dallas ودعمه باللواء 161 من الفرقة 54 ، فيما تقوم الفرقتان الجبليتان ولواء الإبل بالمناورة والهجوم علي الجناحين ، حيث تقوم فرقة Anzac بمحاصرة غزة من الشمال والشرق فيما يتمركز لواء الإبل البريطاني في الجنوب الشرقي لتعطيل أي تعزيزات تركية لساحة المعركة ..


وعلي الرغم من الضباب الكثيف تمكن البريطانيين من إستغل ذلك وأكملوا تطويقهم لغزة دون إكتشاف الأتراك لهـم ، وبالتالي فاجئوا الأتراك بشكل كامل ، وقام البريطانيين بتدمير طائرتين ألمانيتن علي الأرض ، وتم محاصرة قيادة الفرقة 53 التركية وتم أسرها ..

وبالنظر إلي تقدم فرق المشاة الأخري ، نجده أنه لم يحقق ما تطلبته الخطة ، حيث كانت الخطة بالنسبة للفرقة 53 في التقدم عبر وادي Ghuzze الساعة 5 صباحا لتكون في موقعها لمهاجمة تلة "Ali Muntar" الساعة 8 بعد قصف تحضيري بالمدفعية ، ويقوم اللواء 158 بالهجوم جهة اليمين"ناحية الشرق" واللواء 160 جهة اليسار " ناحية الغرب" واللواء 159 يتم إستخدامه كإحتياطي لمواجهة أي طارئ ، إلا أن ذلك لم ينفذ لعدم وصول الفرقة 53 في موعدها حتي الساعة 8.30 وقامت بقصفها التحضيري بالمدفعية الساعة 9 صباحاً ..

المعركة:

ولأسباب غير واضحة ، قام الجنرال Dallas بتأخير هجومه ، ولتشككه حول قوة الأتراك المنتظر مواجهتها ، قام الجنرال Dallas وأركان فرقته بمغادرة مقر قيادة الفرقة 53 لمدة ساعتين بينما كان الجنرال Chetwode يحاول الإتصال به لإبلاغه بالشروع في الهجوم ..

وإعتقد Dallas أن الغبار المتصاعد من المواقع التركية يعود لوصول تعزيزات إليهم مما جعله في حالة نفسية عصبية - إلا أن ذلك لم يكن صحيحاً ..

وبحلول الظهر ، أي بعد 5 ساعات من ميعاد الهجوم المخطط ، بدأ Dallas هجوم مشاته مع اللواء 161 من الفرقة 54 بالإضافة مدفعية الفرقة 54 ، رغم أن مدرك أن ضوء النهار المتبقي سيأخذ في الزوال عما قريب ، وعلي الناحية الاخري ، أمر Chetwode الجنرال Chauvel بالهجوم بلواءاي فرقة Anzac من ناحية الشرق والشمال ..

وستهجم المشاة من مسافة 4000 يادرة بعيداً عن المواقع التركية ، وعندما إقترب لمسافة 1000 يادرة من موقع Ali Muntar ، فتحت عليهم نيران الرشاشات والبنادق التركية وبدا وأن الهجوم يتعثر ، فأرسل Dallas في الساعة 1 مساء للواء الإحتياط 159 للمشاركة في القتال ووصل فعلا الساعة 3 مساء ، ووصل بعض الجنود البريطانيين إلي اماكن نباتات الصبار السميكة مما جعل نطاق المعركة يضيق ، وفي 4.20 مساء بدأت كتائب اللواء 161 الثلاثة في مهاجمة تلة Ali Muntar مما جعل القتال متمحوراً حول تلك التلة ، ونجح البريطانيين في الإستيلاء علي قمة التلة من الأتراك وبدأو في التراجع إلي داخل غزة ..

وفي الساعة 1 مساء، تقدم اللواء النيوزيلاندي الثاني مع لواء البندقية نحو مدينة غزة من الشمال والشرق علي الترتيب ، وكان الأتراك قد قاموا بسحب بعض قواتهم المقابلة للألوية وذلك لمواجهة القوات البريطانية في الجنوب ، ولذلك كان في مقدور جنود اللوءان مواصلة الزحف والوصول حتي أسيجة الصبـار ..

وبحول الساعة 6 مساء ، أصبح الموقع التركي Ali Muntar يشكل خطراً داهماً علي القوات البريطانية مما يعرضها لخطر التطويق ، فأمر كل من Dobell وChetwode قواتهم بالتراجع ، وبذلك سلموا بأيديهم النصر للأتراك .

يتبـع
 
يارب الموضوع يعجبكم

تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق