الأربعاء، 29 يونيو 2016

نابليون يغزو فلسطين.؟ 2

نابليون يغزو فلسطين.؟ 2



?? . نابليون يغزو فلسطين.؟. ?? الجزء الثاني

-*-*-*-*



ميناء الطنطورة كان الميناء الوحيد على الساحل الفلسطيني الشمالي الذي خضع لاحتلال الفرنسيين والذي خدم الجنود الفرنسيين لمغادرة سفنهم ليافا ولاستقبال العتاد والمؤن والمحافظة على اتصالهم بيافا وغزة. ميناء حيفا كان مغلقاً أمام الفرنسيين نتيجة الحصار الذي فرضه الأسطول الانجليزي حوله, وميناء عكا كان تحت سيطرة قوات الجزار والأسطول الانجليزي بقيادة الجنرال سيدني سميث ( Sidny Smith ), الذي ساعد الجزار بتصديه بنابليون وبالدفاع عن عكا.

خلال حصار نابليون لعكا, استعمل واستغل دير الرهبان الكرمليين على جبل الكرمل, كمستشفى لمداواة ومعالجة الجرحى والمرضى الفرنسيين, في حين تمت معالجة المرضى والجرحى من الجنود الفرنسيين المحاصرين لعكا في شفاعمرو, حيثُ تم تحويل قلعة سرايا ظاهر العمر إلى مستشفى عسكري لخدمة الجنود الفرنسيين.

بعد حصار دام 62 يوماً حول عكا, من18/3 – 21/5/1799, وبعدما فشل نابليون وجيشه ومدافعه باختراق أسوار المدينة المنيعة والدفاع البطولي لأحمد باشا الجزار عن عكا بمساعدة الأسطول الانجليزي, وبعدما رفض الأمير بشير الشهابي الثاني (لبنان) في الانضمام لنابليون والتحالف مع الفرنسيين ضد الجزار والعثمانيين, وبعدما باءت بالفشل محاولات وخطط الجنرال لويس كافرلي, المهندس الرئيسي لجيش نابليون المحاصر لعكا, لاختراق أسوار المدينة ولتفشي الأمراض خاصة الطاعون في صفوف الجنود الفرنسيين وقلة العتاد والمؤن والخسائر البشرية والمادية الفادحة التي تكبدها الجيش الفرنسي خلال فترة حصاره لعكا, قرر نابليون في 20 أيار سنة 1799 فك الحصار عن عكا وأمر جنوده برمي ما بقي معهم من قذائف على المدينة وأبنيتها, لا سيما قصر الجزار والمنطقة المحيطة به, مما ألحق دماراً كبيراً في أبنية المدينة, وبعد أن فك الجنود الفرنسيون مقر قيادتهم ومعسكرهم من تل الفخار, عادوا أدراجهم لمصر, حتى دون أن يشعر بذلك المدافعون عن عكا, وبعد أن ألقى الجنود الفرنسيين بمدافعهم الثقيلة وعتادهم وأسلحتهم للبحر تاركين عكا وعلامات الفشل والإرهاق والخسارة تلاحقهم. ومهما يكن من أمر فيمكننا استنتاج عجز وفشل نابليون بونابرت باحتلال عكا لسببين رئيسيين, الأول: أسوار المدينة المنيعة وتحصيناتها, والثاني: مساعدة الأسطول الانجليزي بالعتاد والأسلحة للجزار, كان لذلك أكبر الأثر في دعم ورفع معنويات الجزار بتصديه للقوات الغازية. وبفشل نابليون بكسر شوكة الجزار واختراق أسوار عكا, تلاشت وتحطمت أحلامه باحتلال اسطنبول والقضاء على الامبراطوية العثمانية ولتبقى مقولته المشهورة مدوّنة على صفحات التاريخ: "لقد أنستني عكا عظمتي, لو سقطت عكا لغيرت وجه العالم, فقد كان حظ الشرق محصوراً في هذه المدينة الصغيرة".

في طريق عودتهم نحو مصر, دمر الجنود الفرنسيون تحصينات الساحل وأبادوا الحقول المزروعة وتكبدوا الكثير من الخسائر في الأرواح, خلال اشتباكهم مع أبناء العشائر والقبائل البدوية وسكان نابلس الذين تعرضوا لهم بطريق عودتهم,هذا فضلاً عن موت ومقتل أكثر من ثلث أفراد الجيش الفرنسي خلال الحصار حول عكا. ولا تزال حتى يومنا هذا لوحات القبور والمدافن على جبل الكرمل تحمل أسماء الضحايا الفرنسيين الذين لاقوا حتفهم بفترة الغزو الفرنسي على فلسطين. وفي 22 آب عام 1799, غادر نابليون ميناء الإسكندرية سراً إلى فرنسا, بعد أن ترك قيادة "جيش الشرق" وإدارة الأمور في مصر بأيدي الجنرال كليبر وبقية الجيش الفرنسي المنهار والضعيف الفاقد الأمل بالعودة حتى إلى فرنسا.وفي 24 كانون الثاني عام 1800 وقّع كليبر على اتفاقية العريش مع العثمانيين, التي نصت على جلاء القوات الفرنسية عن مصر. وبعد بضعة أشهر من الاتفاق قُتل كليبر وخلفه على قيادة الجيش الجنرال مينو, الذي هزمه الإنجليز في معركة بالقرب من الإسكندرية في 21 آذار عام 1801. وفي أعقاب هذه الهزيمة تمّ جلاء وعودة القوات الفرنسية عن مصر إلى فرنسا, ورجعت ولاية مصر لنفوذ السلطان العثماني وفقاً لصلح أميان المبرم بين بريطانيا وفرنسا. وفي أيلول سنة 1801, غادر آخر جندي فرنسي أرض مصر لتنتهي فترة تاريخية ذات تأثير بعيد الأمد على العلاقات بين ا لشرق والغرب. عُرفت بفترة الحملة الفرنسية على مصر.



 

يارب الموضوع يعجبكم

تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق