الأربعاء، 29 يونيو 2016

بحوث 00 دراسات 00 مقالات 00 نظريات 00 رؤى تاريخيه 13

بحوث 00 دراسات 00 مقالات 00 نظريات 00 رؤى تاريخيه 13

أميركا ورصد التحركات العسكرية ما قبل الحرب

نحاول كشف بعض أسرار الملف الأشهر والأخطر في تاريخنا من خلال قراءة متعمقة في أرشيفهم. حرب حزيران/ يونيو عام 1967 والتي نتج عنها احتلال إسرائيل لأراضي الضفة الغربية وغزة وسيناء والجولان خلفت جراحات عميقة في الجسد والمعنويات العربية وساد شعور بالإحباط لم يزده رحيل الزعيم القومي العربي جمال عبد الناصر في الثامن والعشرين من سبتمبر/ أيلول عام 1970 سوى انتكاسة معنوية أخرى، ظروف وفاة الرئيس المصري جمال عبد الناصر وهو يغالب مرضه في مؤتمر القمة العربية الذي دعا إليه في القاهرة محاول الصلح بين الأردن وقيادة منظمة التحرير الفلسطينية كانت مؤشرا على حالة الصف العربي المفكك ولكن هل كانت الصورة العربية بالفعل غارقة في القتامة إلى هذا الحد؟ مجلس الأمن القومي الأميركي يرصد في مذكرته المعدة في بداية أيار/ مايو عام 1973 التحركات العسكرية التي قامت بها مصر ودول عربية أخرى خلال الأسابيع الأخيرة في عدة نقاط؛ نقل وحدة مدرعة مغربية إلى سوريا وبعض معدات هذه الوحدات قد تم تسليمها بالفعل بعد نقلها على متن طائرات سوفيتية من الجزائر وقد تكون بعض القوات قد وصلت بالفعل، نقل سربين من الطائرات الجزائرية من طراز ميغ 21 نحو عشرين طائرة بطياريها إلى ليبيا غالبا لمساندة دفاعها الجوي، لدينا دلائل أن الجزائر قد تكون قامت أيضا بإرسال طائرات ميغ 15 وميغ 17 إلى سوريا، هناك تعهد مازال في مرحلة التخطيط بنقل قوات سودانية أرضية إلى سوريا.



سيرغي بوادوفي- مدير مكتب ميشيل جوبير رئيس الوزراء الفرنسي وقت الحرب: إنها دول قريبة منا ومتمسكة بإستقلالها وفرنسا كانت متواجدة بقوة فيها ونحن نتفهم حرصها على إتخاذ قراراتها مثلما تريد ومن واجبنا أن نحترم ذلك وبالتالي فإنني لا أعتقد أننا تدخلنا في مثل هذا النوع من المواضيع.



وتستنتج المذكرة أن هذه التحركات جزء من تخطيط عربي عام من أجل زيادة الضغط على إسرائيل ونقل رجال ومعدات يساهم إلى درجة ما في تقوية القوات المسلحة لمصر وسوريا ولكن التأثير الأساسي في هذه المرحلة هو نفسي، فما هي الدواعي التي جعلت البيت الأبيض يرى في التحركات العربية مجرد عامل نفسي لكنه يحمل في طياته مؤشرات استعدادات عسكرية قابلة للتوظيف في حرب لا يُحتمل أن تقع في وقت قريب جدا؟

ويليام كوانت- عضو مجلس الأمن القومي الأسبق فترة الحرب: تم إبلاغنا في صيف عام 1973 من قبل مصادر رفيعة المستوى من ضمنها رؤساء عرب بأن مصر وسوريا ستشنان الحرب في الصيف وقد كانت معلومات وثيقة أكدتها لنا هذه المصادر بما لا يدع مجالا للشك أن الحرب ستبدأ في أبريل 1973 ولكنها لم تبدأ.

جون شليسنغر- وزير الدفاع الأميركي وقت الحرب: أرسل الملك فيصل بعدة رسائل في أوائل عام 1973 قبل الحرب بفترة طويلة يخبرنا فيها بأن الوضع لا يُحتمل ويجب عمل شيء ما للتخفيف من حدة التوتر الموجود في الشرق الأوسط وقد تم التعامل مع هذه الرسائل بشيء من عدم الاكتراث.



وتواصل المذكرة عرض مؤشرات عدم قيام الحرب؛ أولا هناك فجوة رئيسية تتمثل في رفض الأردن وضع قواته تحت تصرف الجبهة الشرقية المصرية السورية، ثانيا إن اضطراب الأمور بين الفدائيين والحكومة اللبنانية يربك مصر والعرب الآخرين ويلفت الانتباه بعيدا عن ذلك البعد في الصراع العربي الإسرائيلي الذي ترغب مصر في التركيز عليه على الرغم من أنها تساهم أيضا في الإحساس بالتوتر السائد في المنطقة، ثالثا إن السرعة المفاجئة لانفجار الوضع في لبنان توضح الخطر المتمثل في أن التحركات العسكرية خلال الأشهر القليلة المقبلة قد تخلق زخما لن تقدر القاهرة على التحكم فيه مثل ما حدث في حرب 1967 ويضاف إلى ذلك تصريح السادات مرارا بأنه الآن جاد كل الجد في أنه كلما مضى الوقت بات من الصعب إيجاد أعذار لعدم القيام بتحرك خاصة بعد أن وفى القادة العرب الآخرين بالتزاماتهم نحو قضيته.

عمنون ريشيف: تقديرات الجيش بنيت على تقدير قدرات أو عدم قدرات الجيش المصري والسوري ولم يأخذوا بعين الاعتبار الكلمات المكتوبة على الجدار، مثلا رئيس مصر السادات قال في حينه أنه مستعد للتضحية بمليون جندي، نحن بعقليتنا الغربية والإسرائيلية رأينا أن ذلك أبعد من إمكانية التفكير فيه.



وتضع المذكرة اعتبارات عدة تبرر عدم اتخاذ السادات قرارا بشن الحرب؛ أولها أنه لم يستنفذ خياراته الدبلوماسية، ثانيها أن وضع القوات العسكرية يتطلب مزيدا من الوقت كي تكون جاهزة للقيام بهجوم، ثالثها أن وضع مصر الاقتصادي يواصل الانهيار، رابعها أن الأميركيين يشككون في صحة ما يصلهم حول تعرض الرئيس السادات لضغوط داخلية كبيرة تدفعه إلى الحرب وخامسها وهو أخطر الدواعي حسب المذكرة أن فرص النجاح العسكري ضئيلة في أحسن الأحوال وأن حدوث كارثة جديدة قد يطيح بنظام السادات بدلا من أن ينقذه من مأزقه.

إيفي شلايم: المقولة الإسرائيلية قامت على أن إبقاء الوضع الراهن على ما هو عليه يمكن أن يستمر إلى ما لا نهاية وأن إسرائيل قوية هي الحصن الرئيسي للاستقرار الإقليمي.

جدعون روز: فاجأ السادات الجميع وأعتقد أن هذا يرجع إلى عاملين؛ الأول أن أميركا لم تفهم كيف أن الوضع في مصر كان غير محتمل في بداية السبعينيات بالإضافة إلى فشلهم في تصور ما يمكن أن يقوم به السادات لتغيير هذا الوضع.

فيكتور جوراليوف- موظف في سفارة الاتحاد السوفيتي في سوريا في وقت الحرب: السادات كان سياسياً ذكياً أو واعيا بالواقع في المنطقة والعالم وكان يعي أن الحرب ضد إسرائيل كانت تحظى بتأييد شعبي عربي لتحقيق عدالة القضية العربية بما في ذلك القضية الفلسطينية.



أما منظمة التحرير الفلسطينية فقد كانت تخوض حربا ذات وجهين؛ من أجل تحرير الأرض ومن أجل تثبيت شرعيتها ولم تقتصر حركتها على تنفيذ عمليات فدائية ضد إسرائيل في عمق الأراضي المحتلة بل باتت فصائلها مندفعة في اتجاه القيام بعمليات مثيرة للاهتمام الدولي ومن ثَمَ شهدت الساحة الدولية عمليات ملحمية واختطافات للطائرات، أما سوريا التي صعد إلى سدة الحكم فيها الرئيس حافظ الأسد فقد كانت متحفزة إلى طي صفحة هزيمة حزيران واسترجاع القنيطرة والجولان بأي ثمن ووجدت سوريا دعما لتوجهها من قِبَل عدد من الأطراف العربية مثل ليبيا والعراق والدولية وعلى رأسها الاتحاد السوفيتي.

فيتسلاف موتوزوف: أميركا كانت تشعر أن كمية السلاح لدى الجيوش العربية وخصوصا في العراق ولا مرة استعمل جيشها في صراع ضد إسرائيل ولكن إسرائيل دائما كان يشعر قوة الجيش العراقي وراء الظهر السوري



يتبع
 
يارب الموضوع يعجبكم

تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق