الأربعاء، 29 يونيو 2016

حملة سيناء وفلسطين في الحرب العالمية الأولي 1

حملة سيناء وفلسطين في الحرب العالمية الأولي 1



قامت الدولة العثمانية بتحريض من حليفتها ألمانيا ، بمهاجمة بريطانيا في مصر وذلك لكي تعمل علي إغلاق قناة السويس للحيلولة دون وصول الإمدادات من مستعمراتها في الهند وإستراليا ، وكان الجيش العثماني الرابع بالمنطقة يتمركز بمدينة القدس تحت قيادة وزير البحرية العثماني أحمد جمال باشا - ، وكانت سيناء وقتها صحراء قاحلة لا ماء ولا طرق صالحة فيها لعبور القوات ، وكان في منصب رئيس أركان الجيش العثماني عقيد ألماني يدعي "Kress von Kressenstein" قام بالتخطيط للهجوم علي مصر وإستطاع الحصول علي بعض التجهيزات والتعيينات أثناء عبور القوات العثمانية لصحراء سيناء .


حملة سيناء

معركة السويس الأولي

عبارة عن هجوم عثماني ضد القوات البريطانية في مصر ، كان الهدف الأساسي منه السيطرة علي قناة السويس ، وإبتدأ الهجوم في 3 يناير 1915 وإنتهي بإنسحاب عثماني في 3 فبراير 1915 .

وقبيل إندلاع المواجهة بين الإمبراطوريتين علي الأرض المصرية ، قامت بريطانيا بعدة إجراءات القصد منها قطع الصلة بين تركيا ومصر لمواجهة إحتمال تعاطف الشعب المصري مع الجيش العثماني المهاجم ، فقامت بخلع الخديوي عباس حلمي الثاني وعينت بدلاً منه عمه حسـين كامل وأعلنت الأحكام العرفية وسخرت موارد الدولة المصرية في خدمة قواتها العسكـرية ..

وطرحت فكرة الهجوم من إسماعيل باشا أنور الرجل القوي في ما يعرف بإسم "الباشوات الثلاثة" وهو المجلس المسيطر فعلياً علي الحكومة العثمانـية بعد أن تم تحريضه من قبل حلفاءه الألمان في الهجوم علي البريطانيين في مصر ، وأصبحت الفكـرة واقعاً ، عندما إجتمع لدي "أحمد جمـال باشا" وزير البحرية العثماني وقائد الجيش الرابع قرابة الـ20 ألف جندي متحفزين لشن الحمـلة علي السويس ..

وفي مواجهة تلك الاخطار ، حشدت بريطانيا 70 ألف من جنودها في مصر بحلول شهر يناير 1915 تحت قيادة الجنرال Sir John Maxwell ، وكان معظم هؤلاء الجنود عبارة عن فرق هندية مع وجود الفرقة 42 بريطانية " التي كانت متمركزة شرق لانكشير ببريطانيا " وفيلق I Anzac الذي يتكون من الجنود الإستراليين والنيوزلانديين ..

30 ألف من تلك القوات حشدت للدفاع عن منطقة قناة السويس ، ولم يكن أمام الأتراك سوي إحدي 3 طرق يمكن أن يصـلوا من خلالها إلي قنـاة السويس عبر صحراء سيناء القاحلـة ...

1) الطريق الساحلي الذي سيتيح لهم الوجود بالقرب من إمدادات الماء والسير عبر الطرق الصالحة ، إلا أنهم بذلك سيضعوا أنفسهم تحت رحمة البحرية الملكية المسيطرة علي الشواطئ .
2) الطريق الأوسط من منطقة بئر السبع في فلسطين إلي الإسماعيلية مباشرة .
3) الطريق الجنوبي من القسيمة حتي قناة السويس .
وقد إختارت القيادة التركية ، الطريق الأوسط لزحف جنودها إلي قناة السويس عبر سيناء .

المعركة :

بحلول منتصف يناير ، كان لدي الأتراك فرقتين + فرقة إحتياطية مع وحدات الفرسان والإبل علي أهبة الإستعداد للتقدم ، وإستمر الزحف لمدة 11 يوما كانوا خلالها تحت بصر سلاح الجو البريطاني ، الذي قام ببعض الطلعات عليهم أثناء سيرهم من فلسطين إلي سيناء ، إلا أن القوات العثمانية واصلت تقدمها حتي وصلت إلي مشارف قنا ab0 ة السويس في 28 يناير ..

وفور وصولهم قامت سفن حربية بريطانية وفرنسية بإتخاذ مواقعها وفتحت النار علي القوات العثمانية المتقدمة ، وإشتبكت كلا من القوات علي جانبي القناة بصورة متقطعة في 2 فبراير ، ولم تحدث مواجهة رئيسية بينهما خلال ذلك اليوم نظراً لهبوب عاصفة رملية .



وفي ساعات الصباح الأولي من اليوم التالي ، قام الاتراك بشن هجومهم الرئيسي بمحاولة العبور إلي الضفة الشرقية للقناة بإستخدام القوارب والمعديات القابلة للنفخ ، لكنهم جوبهوا بنيران رشاشات بريطانية هندية قوية ، أدت إلي إتلاف القوارب والمعديات ، وأصابت الاتراك بالذعر والهلع فإستسلم عدد منهم ..

إلا ان ذلك لم يفت في عضد الاتراك ، فقاموا بهجوم ثان في الساعة 6 صباحاً ، وإستهدفوا به شمال المنطقة التي حاولوا العبور منها سابقاً ، إلا إنهم كانوا تحت مراقبة سفن البريطانيين والفرنسيين ، فقاموا بصد الهجوم وسحقه ، وأدي لإنسحاب تركي شامل لمنطقة بئر السبع في فلسطين ..!!

نتائج الهجوم :
كان الهجوم مخيباً لأمال الأتراك ، فقد قتل منهم 1500 رجل ، وكان يمنون أنفسهم طيلة مراحل هجومهم بثورة مصرية ضد البريطانيين إلا أن ذلك لم يحدث ..

كان التكتيك البريطاني في الدفاع ناجحا لدرجة كبيرة ولكنه إتسم بالخطورة ، لإعتماده علي القناة كخط دفاع وحيد ، ورأت بريطانيا ان لقناة السويس مكانة حيوية بالنسبة لها ، فنقلت أعداد ضئيلة من تلك القوات للمشاركة في حملة غاليبولي ، وقاموا بإشراك وحدات من الجيش والبحرية المصرية في الدفاع عن مصر ضد الهجوم التركي .

يتبع

 

يارب الموضوع يعجبكم

تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق