الأربعاء، 29 يونيو 2016

بحوث 00 دراسات 00 مقالات 00 نظريات 00 رؤى تاريخيه 18

بحوث 00 دراسات 00 مقالات 00 نظريات 00 رؤى تاريخيه 18


حرب أكتوبر


الجزء الثانى


باتريك سيل- من كتاب الأسد: راح العالم الخارجي يسخر من السادات لتكرار وعوده بعام الحسم في صراعه مع إسرائيل وهو صراع كان مضطرا لتأجيله بانتظام، علَّق الأسد فيما بعد على ذلك بقوله لقد كان من الجيد أن أحدا لم يصدقه.

أدوار أصحاب المصالح قبيل حرب أكتوبر

كانت تلك هي حال الأمة العربية طيلة ست سنوات ثقيلة مرت في انتظار اليوم الذي تعود فيه الكرامة المفقودة والأرض السليبة حيث كانت العمليات العسكرية التي أطلق عليها حرب الاستنزاف لا تروي ظمأ التواقين إلى يوم نصر حقيقي بعد الهزائم المتكررة وبدورها لم تكن الخطط الأميركية للتسوية لا ترضي طموح الشعوب أو القادة العرب، حتى الحليف السوفيتي لم يكن سجله ناصعا في دعمه للقضية العربية التي أقلقت العالم كله وهنا نواصل البحث عن الأدوار المختلفة للأطراف ذات المصالح في المنطقة العربية وكيف دارت الألعاب السياسية في الأيام الأخيرة قبل حرب تشرين الأول/أكتوبر من عام 1973، كان الخطاب المعلن يتراوح بين الصلف الإسرائيلي والإصرار العربي والتسويف الأميركي والتذبذب السوفيتي والانقسام العالمي حول الحقوق العربية في الأرض والحقوق الإسرائيلية في الأمن وهو ما اتفقت عليه الأطراف كلها وتوحدت أهدافهم لمنع قيام الحرب من جديد في تلك البؤرة الأكثر سخونة واشتعالا في العالم. وهنا نحاول من خلال قراءة متعمقة في الوثائق المُفرج عنها حديثا في الأرشيف الغربي والسوفيتي أن نكشف التفاصيل الدقيقة التي تشرح محاولات التسوية التي تراوحت بين الجهود السابقة والمؤامرات الفادحة بحسب أهداف وتحالفات كل طرف ومصالحه التي هي كالعادة عصب السياسة وقلبها النابض.

يكشف أرشيف الأمن القومي الأميركي عن المذكرة التي تعرض لاجتماع كيسنغر والسفير الإسرائيلي في واشنطن المنعقد في مكتب المساعد العسكري في البيت الأبيض يوم الاثنين في العاشر من سبتمبر عام 1973 تحدث كيسنغر عن أهمية إطلاق مبادرة لتسوية مؤقتة بين العرب وإسرائيل واستراتيجية التفاوض وكيفية التأثير على الرأي العام الأميركي قائلا المشكلة هي أن الجمهور الأميركي لا يفهم أن حقيقة ما يعرضه العرب كشرط مسبق للمفاوضات أن يكون هناك تخل من جانبكم عن جميع الأراضي في مقابل إنهاء حالة العداء وهو الأمر الذي لا يمكن تمييزه عن حالة وقف إطلاق النار القائمة حاليا وهم يعتقدون أن الأمر إنما هو تصلب إسرائيلي وأغلب الناس لا يفهمون ولذلك فإن مبادرة إسرائيلية يمكن أن يكون لها على الأقل ميزة تجسيد ما يطالب به العرب وليس لدي مقترح محدد ولكنني قد أرهقت لو دوك تو وهو يقصد المفوض الفيتنامي.. في العام الماضي بإعطائه في تلاحق سريع خمس مقترحات مختلفة كانت كلها تبدو مناسبة ولكن لم يكن أيها يتضمن تخليا عن موقف أساسي إننا لن نطيح بثيو وهو الزعيم الفيتنامي المؤيد للأميركيين وفي حالة ما إذا كانت المفاوضات قد أخفقت فقد كان في استطاعتنا أن نُظهر أنه رفض ليس موقفنا الأقصى وإنما جميع المقترحات الخمسة.

فيتسلاف موتوزوف– مستشار في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي ورئيس رابطة الصداقة العربية الروسية: أمام كيسنغر هناك كانت المهمة الرئيسية هي أن ينزلوا الضغط الدول العربية على أميركا كيف وكانت مواجهة الاتجاه الأول ضغط على مصر كالدولة الرئيسية في معركتها مع إسرائيل ضغط على سوريا ضغط على الأردن ضغط على السعودية كصاحبة القرار البترولي.

جدعون روز– مدير تحرير مجلة الشؤون الدولية بأميركا: هذا هو التناقض في شخصية كيسنغر فهو أكبر متلاعب في هذا العصر وقد تم كل ذلك بحثاً عن السلام، السلام في فيتنام السلام بين أميركا والاتحاد السوفيتي، السلام بين العرب وإسرائيل، شيء غريب للغاية لأنك تظن أن السياسة التي هدفها السلام لابد وأن تكون سياسة جيدة وسليمة سياسة واضحة وصادقة وأن كيسنغر يجب أن يكون شخص صادق شريف وواضح ولذلك فقد حاول استخدام نماذج ازدواجية للوصول إلى حلول معتدلة.



وفي لقائه مع السفير الإسرائيلي يقسِّم كيسنغر أطراف الصراع إلى فريقين، نحن مسؤولون أميركيون مؤيدون لإسرائيل.. إسرائيل، اليهود، هم العرب، شركات النفط، المؤيدون للعرب.


ديفد واتكين– عضو البرلمان البريطاني من حزب المحافظين وقت الحرب ببريطانيا: أنه لا يوجد في الولايات المتحدة من لا يعارض اللوبي الصهيوني فثمة أناس شجعان في تلك البلاد كانوا ومازالوا يعارضون هذا اللوبي ويتصدون له وهناك أيضا أناس في مناصب رفيعة المستوى في أميركا يعرفون منطقة الشرق الأوسط ولكن لا أحد يصغي لآرائهم بسبب قوة اللوبي الصهيوني ونفوذه بالطبع.



وبالإضافة إلى ضغوط اللوبي الصهيوني المعروفة وتدعيما لها كان حكم الرئيس ريتشارد نيكسون يكاد يتهاوى تحت تأثير فضيحة ووتر جيت وتنشر الأهرام المصرية نبأ استقالة أحد مستشاري نيكسون احتجاجا على هذه الفضيحة.

إيفي شلايم– متخصص في الصراع العربي الإسرائيلي وأستاذ في جامعة أوكسفورد ببريطانيا: هنري كيسنغر وريتشارد نيكسون كانا من رجال الحرب الباردة وكان همهما الصراعات الكونية مع الاتحاد السوفيتي. ولم تكن تفاصيل المنطقة بذاتها مهمة بالنسبة لهما ولم يكنا مهتمين وبخاصة بالصراع العربي الإسرائيلي وتفاصيله، المهم لهما كان توازن القوى بين القوتين العظمتين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة.



يواصل كيسنغر طرح أفكاره حول الصراع قائلا للسفير الإسرائيلي أما اهتمامي الاستراتيجي الثاني فهو أن نجد طريقة لإحداث الانقسام بين العرب وكذلك تفتيت الضغوط القائمة في هذا البلد ويعني هنا الولايات المتحدة فليس في إمكاننا أن يكون لدينا كل هذه الضغوط مجتمعة، شركات النفط والمؤيدون للعرب ضد اليهود وفي استطاعتنا أن نحاول إقصاء السعوديين, منذ ثلاثة أعوام جاء قادة شركات النفط إلى هنا كانت القضية عندئذ هي فعل شيء ما إزاء مدينة القدس لقد أرادوها أن تكون مدينة محايدة وأنا أعلم أن هذا ليس مقبولا من جانبكم ولكنني أتساءل لماذا لا يمكن أن تكون هناك صيغة ما لنوع من تجاوز قضية السيادة على الأرض إضافة إلى توفير نوع ما من الطريق للوصول إلى المدينة.

إيريك رولو- مراسل صحفي بالمنطقة فترة الحرب: الأميركان طبعا دائما كان سياستهم أنه تعزل يعزلوا البلاد العربية اللي في ساحة المواجهة مع إسرائيل من بقية البلاد العربية هذه سياسة يعني دائمة حتى اليوم وطبعا السعودية كانت أيامها ولسه مازالت إلى اليوم حليفة مهمة بالنسبة لأميركا، كانت تريد أن الملك فيصل لا يشترك من بعيد أو من قريب في هذه الحرب.

فيتسلاف موتوزوف: هنري كيسنغر يلعب دور في هذا الإطار دورا كبيرا وسياسته خطوة بخطوة كانت يهدئ الأمور على جانبه العربي حتى لا يسمحوا غضب يتجاوز الحدود المسموح لأميركا.



تفاصيل الحوار المدون في وثيقة البيت الأبيض تكشف أبعاد مخطط كيسنغر للمنطقة قبل شهر واحد من الحرب حيث يرد على سؤال دينيس حول إمكانية تحويل العرب عن موقفهم المطالب بالالتزام بالانسحاب الشامل كشرط مسبق لإجراء مفاوضات بقوله إن استراتيجيتي هي أن أُرهق العرب ولقد كنا نفعل ذلك ولكن في كل مرة كان واحد ما من جماعتنا ينسحب بعيدا ولكن هل في إمكاني أنا أن أفعلها، الأمر الغريب أن المصريين لم يلجؤوا إلى تسريب فحوى مفاوضاتي مع إسماعيل هذا يظهر أنهم لم يتخلوا بعد عن العمل من خلال توجهي.

ويليام كوانت- عضو مجلس الأمن الأسبق فترة الحرب: كيسنغر لم يكن مقتنعا حينها بأن السادات هو الشخص الذي يجب أن يؤخذ على محمل الجد لذلك من وجهة نظره لم يجد لهذا اللقاء أي هدف محدد.



إيفي شلايم: أميركا كانت تعارض تسوية بالتفاوض لأن حالة الجمود لا تضر بإسرائيل ولا بالولايات المتحدة ولهذا لم تكن إسرائيل مستعدة لأي تنازل من أجل تحقيق السلام، على سبيل المثال لم تكن مستعدة للتخلي عن الضفة الغربية أو سيناء أو مرتفعات الجولان.



وحين يقاطع دينيس كيسنغر بالحديث عن اعتقاد العرب بأن النفط يمكن أن يحقق لهم ذلك يرد كيسنغر إذا كان في إمكاننا أن نتصور طريقة ما لإقصاء السعوديين بعيدا أن الأردن قد أقصى بالفعل والسوريين لن يفعلوا ذلك ولكن مصر راغبة بالفعل في تحقيق سلام منفصل.

إيريك رولو: من زمان إحنا كنا نعلم أنه خاصة بعد 1967 بعد حرب 1967 أن الملك حسين كان يتمنى أن يقوم بسلام منفرد مع إسرائيل قبل السادات ولكن وأنا كنت يعني عندي معلومات دقيقة عن هذا الموضوع كل مرة كان يعرض الإسرائيليين أن تقوم مفاوضات مباشرة كان الإسرائيليين يفرضوا شروط لا يمكن أن يقبلها، مثلا قصة القدس أنه لم يكونوا عايزين يرجعوا له ولو متر مربع من القدس فطبعا الملك حسين تراجع.

فيكتور غوراليوف- موظف في سفارة الاتحاد السوفييتي في سوريا وقت الحرب: تفهمون أنه من المهم كما كان معروفا وحدة العالم العربي ضد أعدائه وبما في ذلك القوى الإمبريالية، العرب لم يكونوا صفا واحدا في هذا الاتجاه.

جدعون روز: الشيء الهام في شخصية كيسنغر هو أنه كان يحب السيطرة على مقاليد الأمور الدولية والداخلية أيضا داخل الإدارات والبيت الأبيض فالشيء الذي تظهره الوثائق ويعلمه كل تلاميذه في الدبلوماسية والذي يجده هو محرجا هو أنه كان دائم المناورة فكان هو من يتخذ القرارات في النهاية وكان يملك كل الخيوط في يده ويقوم بتحريك الجميع كالدمى كان يرى نفسه البطل الوحيد للأحداث وكان يتحكم في الموقف ككل داخليا وخارجيا.



يتبع
 

يارب الموضوع يعجبكم

تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق