الأربعاء، 29 يونيو 2016

بحوث 00 دراسات 00 مقالات 00 نظريات 00 رؤى تاريخيه 22

بحوث 00 دراسات 00 مقالات 00 نظريات 00 رؤى تاريخيه 22

الخداع المصري السوري لإخفاء موعد الهجوم

وعلى صفحات الأهرام في الثامن من نوفمبر/تشرين الثاني عام 1973 عرض محمد حسنين هيكل مقابلته مع الجنرال أحمد إسماعيل الذي كشف عملية الخداع الاستراتيجي التي اعتمدها المصريون والسوريون للتمويه عن موعد شن الهجوم.

عمنون ريشيف: الموضوع هو أن قرارات الحكومة تتغذى من تقديرات المخابرات التي كانت تقديراتها أنه لن تندلع الحرب ويذكر أنه في ربيع عام 1973 كانت هنالك معلومات عن نية مصر البدء في الحرب والجيش الإسرائيلي أعلن حالة التأهب وأجرى تحضيرات مختلفة في كثير من الوحدات مثل التزود وغير ذلك من تحضيرات نهائية تتعلق بالحرب ثم لم يحدث أي شيء واتهم الجيش بأنه أهدر المال العام.

ويليام كوانت: قال البعض حينها أن ما حدث في الربيع سيتكرر وأن هذه الاستعدادات ما هي إلا للابتزاز النفسي وأن الرسالة من ورائها أننا إذا أردنا وقف هذه الحرب يجب علينا أن نفعل شيئا وبسرعة.



تم تسريب أنباء في الصحافة المصرية عن زيارة وزير دفاع رومانيا إلى مصر يوم الثامن من أكتوبر وتمت إذاعة بلاغ عن فتح باب تسجيل الضباط والجنود للقيام بأداء العمرة. ومن آخر خدائع السادات إصراره لمبعوثي رؤساء الدول أنه سيزور الأمم المتحدة في أكتوبر لطرح مبادرة للسلام في الشرق الأوسط.

جون شليسنغر: كانت لدينا مؤشرات واضحة على وجود نشاط كبير على الجبهتين السورية والمصرية وعدم تصديقنا للأمر يعود لعدة أسباب منها أولاً أن الأميركيين كانوا يشاركون الإسرائيليين الاعتقاد بأنه لا يمكن للدول العربية أن تشن أي حرب قبل أن تؤمن تفوقاً جوياً وبما أنهم لم يؤمنوا ذلك فقد كان الافتراض من الجانب الإسرائيلي والأميركي باستبعاد الهجوم وبالطبع لم يضع الإسرائيليون بالحسبان صواريخ أرض جو التي عدلت بشكل رئيسي كفة التوازن والنقطة الثانية هي تكذيب الاستخبارات الأميركية التي علمت بالنشاطات على الجبهتين السورية والمصرية.



وبحسب رواية الجنرال أحمد إسماعيل للأهرام فإن الاعتبارات التي اختير على أساسها موعد بدء الحرب كانت كالتالي تقدير سياسي للظروف السياسية التي تميزت بتأييد عالمي يصل إلى ذروته، تقدير لقوة السلاح، تحديد للظروف العملية، ليلة مقمرة يتصاعد فيها القمر معنا في الساعات الحاسمة ليلة يكون تيار القناة فيها مناسباً للعبور من ناحية السرعة، ليلة يكون عملنا فيها بعيداً عن توقعات العدو، ليلة لا يكون فيها العدو نفسه مستعداً للعمل، ساعات اتجاه الشمس في مصر وسيناء سوريا والجولان وتظهر هذه التفاصيل والمعطيات الفجوة الكبيرة في المعلومات عن الأوضاع التي كانت تواجه الأميركيين خلال حرب أكتوبر وكان من أهم أسبابها اعتمادهم شبه التام على المصادر الإسرائيلية.

سيرجي بوادوفي- مدير مكتب ميشيل غوبير رئيس الوزراء الفرنسي وقت الحرب: نعم فوجئنا مثل الجميع ولكننا كنا نعرف في نفس الوقت أن السياسة التي سميت بسياسة على طريقة كيسنغر أي سياسة تكمن في إبقاء الطريق المسدود على الوضع في الشرق الأوسط هي سياسة لن تدوم طويلاً.



ومن جانبهم اعترف عدد من المسؤولين الإسرائيليين بسوء التقدير الذي أصاب الأجهزة الإسرائيلية واعترف موشي ديان وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق فيما بعد بأن عمليات الخداع الاستراتيجية التي نفذها الجانبان المصري والسوري انطلت على الإسرائيليين.

إيريك رولو: حكوا لي بعض رؤساء تحرير الصحف كان عندي علاقة بهم حكوا لي قصة عجيبة قالوا لي إنه في أوائل الحرب لما الجيش الإسرائيلي كان بيُهزم الجنرال ديان عقد جلسة خاصة لرؤساء التحرير الإسرائيليين وحسب الكلام اللي سمعته من رؤساء التحرير أن ديان كان منهار وقال لهم إحنا مش عارف هنعمل إيه هنضطر إنه نسحب جيوشنا من سيناء من أغلبية سيناء والجولان تقريبا خسرناها وقال لهم أنا ناوي أقدم استقالتي.

عمنون ريشيف: الجيش فوجئ عندما كانت أغلبيته في قوات الاحتياط في البيوت أو في الكنس والجيش النظامي على الحدود وأستطيع أن أقول لك أنه بالنسبة لكتيبتي فقد كنا على مدى أيام حوالي الأسبوع قبل الحرب على أهبة الاستعداد لعدة أيام. وقد كنا بكامل لباسنا وأحذيتنا وكنا جاهزين ولكنني أميز بين التحضير العتادي الفني والتهيؤ الفكري النفسي وللأسف الشديد أنه حتى بعد اندلاع الحرب كان هناك جنود لم يستوعبوا أن الحرب الحقيقية قد اندلعت لأنهم كانوا في حالة استرخاء.



في اليوم الموعود وفي التاريخ والساعة والدقيقة ذاتها ضربت كل من القوات المسلحة المصرية والسورية ضربتها المشتركة وأفاق العالم كله من غفوته ولكنه لم يستفق من صدمته كيف استقبلت العواصم المختلفة أنباء الساعات والأيام الأولى للقتال؟ كيف تحركت الدبلوماسية العالمية للدفاع عن مصالحها التي عصفت بها الأخطار؟ كيف كانت ردود أفعال ومواقف دول المنطقة ذاتها من ذلك الحدث الكبير؟ أسئلة عديدة حول تاريخنا لا يزال أرشيفهم يقدم لها إجابات جديدة.




يتبع

 
يارب الموضوع يعجبكم

تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق