الأربعاء، 29 يونيو 2016

بحوث 00 دراسات 00 مقالات 00 نظريات 00 رؤى تاريخيه 19

بحوث 00 دراسات 00 مقالات 00 نظريات 00 رؤى تاريخيه 19



استبعاد شن السادات للحرب

وكانت الجبهتان المصرية والسورية خلال ربيع عام 1973 قد شهدتا تحركات للقوات العسكرية أثارت شكوك العواصم الغربية وإسرائيل حول احتمال قيام الحرب لكنها استسلمت في نهاية المطاف لتقديراتها التي تستبعد شن السادات للحرب على الأقل في المدى القصير.

جون شليسنغر- وزير الدفاع الأميركي وقت الحرب: السبب في ذلك أن المسؤول عن التقييم الإجمالي للمعلومات الاستخباراتية كان مقربا من الإسرائيليين وطلب رأيهم بتلك المعلومات فما كان منهم إلا أن استبعدوا نهائيا احتمال شن الحرب.



كان الجنرال أحمد إسماعيل وزير الحربية المعيَّن في بداية سنة 1973 يعمل في سرية تامة مع الرئيس السادات لإعداد الخطة الهجومية وقبل تعيينه وزيرا للحربية كان الجنرال إسماعيل يتولى منصب مدير المخابرات وكان هو من أنشأ أول خط دفاعي سنة 1967 من بور سعيد إلى السويس وفي سرية تامة قام الرئيس السوري حافظ الأسد في إبريل/نيسان بزيارة سرية إلى مصر والتقى الرئيس السادات الذي كان معه اللواء حسني مبارك قائد القوات الجوية آنذاك في مدينة برج العرب في منطقة الصحراء الغربية وتداولا الرأي حول الموعد المناسب للحرب ومن الحادي والعشرين إلى الثالث والعشرين من أغسطس/آب عُقد في مدينة الإسكندرية أول اجتماع للمجلس الأعلى المشترك للقوات المصرية السورية وتم خلاله وضع اللمسات الأخيرة على خطة الهجوم. توخى الرئيس السادات زيارة سوريا يوم التاسع والعشرين من أغسطس ضمن جولة شاملة لعدد من العواصم في الشرق الأوسط ودول الخليج وتناولت وسائل الإعلام المصرية والعربية أبعاد الزيارة في سياق سياسي عام هدفه توحيد الصفوف العربية والتشاور حول الأوضاع التي تجتاز المنطقة وتنسيق المواقف العربية ولكن زيارة السادات إلى سوريا كانت تجري في سياق آخر إذ اتفق خلالها الرئيسان الأسد والسادات وخلال لقاء جمعهما في نجع الزبداني الصيفي على موعد السادس من أكتوبر لبدء الهجوم وأطلق عليه يوم ياء في التعبير العسكري كما أكد ذلك الرئيس السادات في مذكراته.

فيكتور غوراليوف: وبعد هذا اللقاء بأقل من أسبوع تبادل السادات وبريجنيف الرسائل حول الأمور في بلديهما وفي المنطقة بشكل تقليدي لم تكن الرسائل متعلقة بالحرب إنها كانت شكلا تقليديا بين الزعيمين.



وبعد أسبوع آخر التأم لقاء القمة الثلاثي ضم الرئيسين السادات والأسد والملك الحسين عاهل الأردن وعلى هامشه التقى السادات والأسد سرا ووضعا آخر ترتيبات الهجوم المشترك وجرت ذلك من دون مشاركة الملك حسين الذي لم يكن يخفي معارضته للحرب ومخاوفه من قيامها وتكرار التداعيات الخطيرة لحرب سنة 1967 على المملكة الأردنية حيث تعرض وثيقة مجلس الأمن القومي الأميركي المعدة في بداية مايو هذه الفقرة تصريح لمسؤول عسكري أردني رفيع المستوى أن اجتماع رؤساء هيئات الأركان العرب في القاهرة بين الحادي والعشرين والخامس والعشرين من أبريل ساده اليأس والتوجس نتيجة لإصرار مصر على الذهاب إلى الحرب بغض النظر عن العواقب ولقد عبَّر الملك حسين عن قلقه الشخصي من خطورة الموقف إلى الإسرائيليين.

إيريك رولو: الملك حسين كان راضي جدا إنه السادات وحافظ الأسد لو يقولوا له حاجة أبدا عن هذه الحرب وكمان ما كانوش بيثقوا فيه كانوا خائفين، الوحي ممكن يلهم الرغبة كانوا خائفين إن الملك حسين يوصل الخبر للإسرائيليين


عمنون ريشيف- قائد وحدة مدرعات إسرائيلية في حرب أكتوبر: قبل حرب يوم الغفران كل المعلومات ذات العلاقة كانت بيد المخابرات وماذا حدث؟ وهذه هي المأساة إن المخابرات فسرت وشرحت المعلومات التي كانت تصلها ووصلت إلى استنتاج أن من شبه المؤكد أنه لن تكون هنالك حرب ولذلك الجيش والدولة كانا في مفاجأة كاملة عندما اندلعت الحرب.



ولكن الملك حسين عاد في مقابلته مع التايم الأميركية في نهاية أيلول سبتمبر ليؤكد أن إسرائيل لم تفعل شيء من أجل السلام ثم أعادت سوريا العلاقات الدبلوماسية مع الأردن قبيل الحرب والتي كانت قد قطعت إثر أحداث أيلول الأسود عام 1990.

ريتشارد باركر- دبلوماسي أميركي سابق: كنا نعرف تماما بما يفكر فيه المصريون لم نكن لنتفق معهم ولم نستطع أن نقنعهم كانت المسألة بوضوح ما هي الشروط الإسرائيلية للانسحاب؟ وقد قلنا للمصريين بأن الإسرائيليين لن ينسحبوا دون اتفاقية للسلام من نوع ما، عليكم أن تجلسوا مع الإسرائيليين وتوقعوا على الوثيقة نفسها.





وفي الأيام القلائل التي سبقت الهجوم المصري السوري شغلت قضية تهجير اليهود من أوروبا والاتحاد السوفيتي اهتمام وسائل الإعلام الإسرائيلية والمصرية والأوروبية فقد قامت بعض المجموعات الفلسطينية بعملية اختطاف رهائن في النمسا مما أسفر عن قرار المستشار النمساوي بونو كرايسكي بإغلاق مكتب تجمع المهاجرين اليهود إلى إسرائيل وهو معسكر شوناو في النمسا وجبل قوي وحملات عالمية ودبلوماسية بين القاهرة وتل أبيب وتبعث الوكالة اليهودية التي كانت تدير المعسكر ببرقية إلى كرايسكي قائلة إن قرارك يمكن أن يؤدي إلى قيام اليهود بأعمال إرهابية ضد الشعب النمساوي في كل أنحاء العالم وهي قطعا فكرة غير سارة بالنسبة إليك. وتكشف إحدى الوثائق البريطانية وهي رسالة السفير البريطانية أدامس في القاهرة إلى وزير الخارجية في لندن بتاريخ السابع من أكتوبر أن السفير البريطاني في القاهرة وبعد مرور يوم واحد من الحرب لم تكن لديه معلومات يقينية حول ظروف التخطيط للحرب وموعدها ومن بدأ بها وحيث يقول السفير من الصعب جدا التنقل والقول إنه تحت أي نقطة أو موعد كان التخطيط لهذه العملية وصدور القرار حولها ومع ذلك فمن الوارد أن القرار حولها من حيث المبدأ قد صدر قبل شهور ويواصل السفير إلى ذلك كان هناك افتراض لزمن طويل بأن السادات يفتقد الموارد التي تؤهله للقيام بعدوان ولكن من المفترض أن يشعر الآن باليقين من دعم مالي كاف سعودي ليبي وفي الوثائق الأميركية والتي تسجل محضر اجتماع فريق وزير الخارجية الأميركي هنري كيسنغر يوم الثالث والعشرين من أكتوبر في مقر وزارة الخارجية الأميركية في واشنطن تكشف الوثيقة أن كيسنغر تطرَّق لموضوع الخلل الاستخباراتي الذي وقع قبل بدء الحرب وكيف كانت المخابرات الأميركية تستبعد وقوع الحرب واعتبر الخداع عنصراً جديداً في استراتيجية العرب ويواصل ملاحظاته لم نكن أبدا نسمح بخسارة إسرائيل ولكن علينا في الوقت نفسه ألا نجعل سياستنا رهينة للإسرائيليين.

ريتشارد باركر: كان فشلا للاستخبارات الإسرائيلية بالدرجة الأولى لأننا لاحظنا بعض الإشارات التي توحي بأن المصريين يخططون لشيء لم نعرف ماهيته ولكن الإسرائيليون استبعدوا ذلك ولم يشعروا بالقلق ولم يفعلوا شيء وكانت ردة فعلنا بأنه إذا لم يقلق الإسرائيليون فلماذا نقلق نحن؟

إيريك رولو: الحرب في 1967 اللي كسبوها بسهولة أنا في نظري أثارت نوع من العنصرية ضد العرب أن العربي مش ممكن يكسب فخليه.. وبعدين كمان كان فيه نوع من الشكوك أي أخبار بتوصلنا بس ده كلام مش هيعملوا حرب.



ومن أرشيف الأمن القومي الأميركي نستخرج مذكرة ويليام كوانت مستشار الأمن القومي الجديد في البيت الأبيض الأميركي إلى برنت سكاو كروفت بتاريخ السادس من أكتوبر حول اجتماع مجموعة العمل الخاصة التي شكلها الرئيس نيكسون والخاصة بموضوع الحرب في الشرق الأوسط والمنعقد صباح يوم السبت في البيت الأبيض في غياب كيسنغر الذي كان لا يزال في نيويورك واستناداً إلى نفس الوثيقة فإن راي كلاين مساعد وزير الخارجية لشؤون الاستخبارات قال في وقت لاحق أن المطب الذي وقعنا فيه يُفسَّر في جانبا منه بأننا تعرضنا إلى غسيل مخ من قبل الإسرائيليين والذين كانوا ضحية غسيل المخ الذاتي.

ويليام كوانت: فكرنا أنه إذا اعتقدت إسرائيل فعلاً أن الحرب قائمة فهي لديها الدافع الأكبر لتقصي الحقائق أكثر من أميركا كما أن لديها معلومات جيدة وهي تعرف الكثير عن هذه الأمور لذلك فإذا كان الأمر لم يقلقهم لم يكن ليقلقنا نحن أيضاً.



وفي اليوم نفسه في السادس من أكتوبر ينقل السفير كيتينغ عن مائير رسالتها إلى كيسنغر أنها هبته بقولها قد نكون في خطر وأضاف أنها قدمت له عرضا لمجمل الوضع بشأن الحشود العسكرية المصرية والسورية خلال الأسابيع القليلة الماضية ورد عليها السفير الأميركي قائلا لقد كنا بادرنا في مرات للحديث إلى المسؤولين العسكريين الإسرائيليين في مناسبات عدة وقيل لنا أن الوضع لم يكن خطراً، ردت مائير لقد كان تقديراً صائباً في حينه ولكن الوضع أصبح على مدى الساعات الاثنتي عشر الأخيرة خطرا جدا وتتوافر لدى إسرائيل معلومات من مصادر موثوقة تماما بأن سوريا ومصر تخططان لشن هجوم منسق ضد إسرائيل اليوم في ساعات المساء.

ريتشارد باركر: على مدى السنوات لم أثق بتحليل الإسرائيليين للنوايا العربية والتحليل العربي للنوايا الإسرائيلية، أعتقد أن كلاهما متأثران بمخاوفهم وتجاربهم السابقة إنك بحاجة إلى شخص مستقل لا يمكنك الاعتماد على العرب ليخبرونك ماذا سيفعل الإسرائيليون أو على الإسرائيليين ليخبرونك بما سيفعله العرب.


وأضافت مائير أن معلومات وصلت إلى تل أبيب حول ترحيل السوفيت لرعاياهم وعدد من مستشاريهم في مصر وسوريا وأشارت إلى أن إسرائيل ظنت في بداية الأمر أنه قطعا للعلاقات الدبلوماسية مع مصر لكن تبين أن عدد من الخبراء السوفيت يخططون للبقاء وأن الرحيل الجماعي السوفيتي سببه رد فعل سوفيتي سلبي على الهجومات التي تخطط لها مصر وسوريا.

فيكتور غوراليوف: الاتحاد السوفييتي.. ومن المصادر لم يكن على علم وثيق بأن الحرب ستنطلق في أكتوبر أو ربما ستنطلق بشكل عام خاصة وأنكم تعلمون أن الحرب بين إسرائيل وأية دولة عربية يمكن أن تبدأ آنذاك لأي دافع من الدوافع.

جون شليسنغر: كان الأمر سوء فهم إذا كان الاعتقاد بأن السوفيت أمروا بترحيل موظفيهم خشية اندلاع مواجهة في الشرق الأوسط.

ريتشارد باركر: ما حصل أنه قبل الحرب بيومين بدأ السوفييت بالمغادرة لأنهم كانوا يعلمون أن الحرب ستبدأ وذهبوا ولم ننتبه كلية لأهمية ذلك ولا أدري لماذا غفلت استخبارتنا عنه؟

جدعون روز: في بعض الأحيان يكون لديك بعض المعلومات ثم بعدها تقول نعم كان يجب أن أرى ذلك يحدث لكن حتى يحدث ذلك فإنك تظن إنه من الجنون أن يحدث لكن ذلك يرجع في الحقيقة إلى الفشل في فهم كيف يفكر عدوك وبماذا يفكر وتبقى عقلك متقبلاً لأكثر التصورات جنونا هو فشل في ربط الأمور ببعضها البعض.



فهل تعطي ملاحظات غولدا مائير مؤشراً على أن الجانب السوفيتي سرَّب قصة رحيل خبرائه من مصر ووضعها في هذا السياق.

ويليام كوانت: لم نعرف قد يكون معنى ذلك أن الحرب آتية وأنهم أرادوا الفرار ولكن لو أن الحرب آتية هل كانوا ليتصرفوا على هذا النحو؟ لأنه كان بإمكانكم كشف المخططات ولو أنني كنت مصرياً أو سورياً لم يكن ليريحني أبدا كشف المخططات



يتبع
 

يارب الموضوع يعجبكم

تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق