الأربعاء، 29 يونيو 2016

بحوث 00 دراسات 00 مقالات 00 نظريات 00 رؤى تاريخيه 9

بحوث 00 دراسات 00 مقالات 00 نظريات 00 رؤى تاريخيه 9


المفاوضات والصلح :



لم تكن المفاوضات صعبة , فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم ليناً مع موفد قريش إستجابة لقوله حين بركت ناقته (( لا تدعوني قريش اليوم إلى خطة يسألونني فيها صلة الرحم إلا أعطيتهم إياها ). لذا فقد كان الرسول عليه السلام حليماً إلى درجة لا يمكن لأي رجل دولة أن يصل إلى ذلك المستوى من الحلم , ففي الوقت الذي كان بعض المسلمين كعمر بن الخطاب رضي الله عنهم قد فقدوا قدرتهم على الإحتمال وكان عمر يسأل أبو بكر كما سأل الرسول بعد ذلك بقوله(( يارسول الله , ألست برسول الله ؟ قال بلى قال أو لسنا بالمسلمين ؟ قال : بلى , قال أو ليسوا بالمشركين ؟ قال بلى قال : فلم نعطي الدنية في ديننا ؟)) وهنا بيت القصيد قال رسول الله عليه الصلاة والسلام (( أنا عبدالله ورسوله , لن أخالف أمره ولن يضيعني )) (ابن هشام ص 200).

يقول عمر مازلت أتصدق وأصوم وأصلي وأعتق من الذي صنعت يومئذ مخافة كلامي الذي تكلمت به حتى رجوت أن يكون خيراً ,

في الوقت الذي كان فتح باب المفاوضات مع قريش على أساس رجوع المسلمين دون زيارة البيت ودخول مكة صدمة حقيقية نفسية على الأقل , فإنهم كانوا يدركون أن محمداً لا ينطق عن الهوى , فقد قال أبو بكر : يا عمر إلزم غرزه فإني أشهد أنه رسول الله , قال عمر : وأنا أشهد أنه رسول الله .

في ذلك الوقت شعر موفد قريش بلين رسول الله وزاد في شروطه حتى يقف المسلم مندهشاً لأول وهلة ! أمام حلم محمد عليه السلام , وتعنت سهيل بن عمرو , و يلتبس الأمر على المرء بأن ميزان القوى لصالح قريش وإلا لمَ استجاب الرسول لهذه الشروط المجحفة .وفي الوقت الذي دعي علي رضي الله عنه لكتابة نص وثيقة الصلح فإن الوثيقة نصت على مايلي :

· رفض سهيل بن عمرو أن يبدأ علي الكتابة حسب أمر رسول الله بالبسملة ( بسم الله الرحمن الرحيم ) قائلاً لا أعرف هذا ولكن أكتب ( باسمك اللهم )

· اعترض سهيل على أن تنص الوثيقة اعترافاً بمحمد كرسول لله سبحانه قائلاً لو شهدت أنك رسول الله لم أقاتلك ولكن أكتب اسمك وأسم أبيك .

· نصت الوثيقة على أن الطرفين (( اصطلحا على وضع الحرب على الناس عشر سنين , يأمن فيهن الناس ويكف بعضهم عن بعض )).

· (( من أتى محمداً من قريش بغير إذن وليه ردَّه إليهم ومن جاء قريشاً ممن مع محمد لم يرده عليه )).

· ((أنه لا إسلال ولا إغلال))( غبن هشام ص200-201) , أي لا سرقة أو سطو خفيف ولا خيانه بين الطرفين .

· (( أنه من أحب أن يدخل في عقد محمد دخل فيه ومن أحب أن يدخل في عقد قريش وعهدهم دخل فيه ))( ابن كثير , ج4 , 168- 169) .

· (( إنك ترجع عنا عامك هذا فلا تدخل علينا مكة , وأنه إذا كان عام قابل خرجنا عنها فدخلتها بأصحابك ,فأقمت بها ثلاثاً , معك سلاح الراكب , السيوف في القرب , لا تدخلها بغيرها )).

كانت هذه شروط صلح الحديبية .





يتبع
 

يارب الموضوع يعجبكم

تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق