الأربعاء، 29 يونيو 2016

بحوث 00 دراسات 00 مقالات 00 نظريات 00 رؤى تاريخيه 20

بحوث 00 دراسات 00 مقالات 00 نظريات 00 رؤى تاريخيه 20




حقيقة علم السوفييت بالحرب وتضليل أميركا

كانت الصحف الفرنسية أيضا لا تصدق أن السوفييت لم يكونوا على علم بموعد الحرب إذ تنشر في أثناء الحرب تعليقا يؤكد ظهر منذ البداية أن السوفييت كانوا على علم بالعملية المصرية السورية وفي خبر آخر نجد عنوانا يقول الكريملن على ما يبدو كان يعلم منذ فترة طويلة بالهجوم العربي، تساؤلات عديدة تثير الشكوك حول دور السوفييت في هذه اللحظات الدقيقة من تطور الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط فهل كان السوفييت على علم مسبق بالحرب ولماذا سحبوا خبراءهم قبل يومين من الحرب وما هي التفسيرات التي قدموها عندما كشف الأمر؟

ويليام كوانت: كانت لنا طريقتنا في تفسير ذلك الأمر الأولى هي أن السوفييت قد عرفوا شيئا ما جعلهم يعتقدون بأن الأزمة قادمة وقرروا الخروج مسبقا وهذا الإجراء كان يسبق دائما الأزمات والتفسير الثاني هو أن هناك أزمة سياسية وكان السادات قد طرد الخبراء السوفييت في صيف 1972 لأنهم لم يكونوا متعاونين معه ووجودهم كان يثير المشاكل داخل مصر.



أسئلة كان للبريطانيين أجوبتهم عنها عبر ما يكشفه الأرشيف الوطني البريطاني حيث تكشف رسالة من السفير البريطاني في نيويورك ميتلاند إلى وزير الخارجية دوغلاس هيوم في لندن بتاريخ السابع من أكتوبر أن تل أبيب أخبرت البريطانيين والأمين العام للأمم المتحدة صبيحة يوم السادس من أكتوبر بالهجوم الوشيك عليها وتحمل الوثيقة البريطانية ملاحظات حول شكوك الدبلوماسي البريطاني ميتلاند إزاء دور الروس ومدى علمهم بموعد الحرب وتقول الوثيقة ولكن سلوك الروس يبقى ملتبسا بالغموض فمن المعروف الآن عامة بأن المئات من المدنيين الروس بما فيهم الأسر قد تم إجلاءهم في الأيام القليلة الماضية وقد قيل إن من بينهم خبراء بمصانع حلوان للصلب وهذا يوحي على الأقل بمعرفة سوفيتية مسبقة وقد التقى زميلي السفير الروسي السادات ثلاث مرات في الأيام العشر الماضية وهناك إشاعة قوية وثابتة بأن السادات قد قام بزيارة قصيرة إلى موسكو.

فيكتور غوراليوف: الاتحاد السوفيتي رسميا علم بالحرب قبل يومين من وقوعها فالخبراء السوفييت الذين كانوا يعملون في مصر على دراية بأن الحرب لا تقتصر على ارتداء البزة العسكرية والدرع الواقي فمن الطبيعي أن يدركوا ذلك انطلاقا من التحضيرات العسكرية المصرية للحرب.

ويليام كوانت: الآن نحن متأكدون من أن السوفييت تم إخبارهم يوم الثالث من أكتوبر بأن الحرب يوم السادس من أكتوبر لذلك قرروا سريعا إجلاء مواطنيهم من المنطقة وكان قرارا خطرا لأنه كان يمكن أن يكشف خطة الهجوم.



وتلتقي الوثيقة البريطانية في وصفها للحالة وتقديرات للدبلوماسيين البريطانيين في القاهرة لأوضاع اليوم الأول من الحرب مع التقديرات التي كانت لدى الأميركيين، لكن رسالة تل أبيب إلى واشنطن كانت مختلفة بمضمونها فعلى ضوء المعطيات المستجدة طلبت مائير المساعدة الفورية من الولايات المتحدة الأميركية في محاولة لاستباق الأعمال العدائية وطلبت نقل الرسائل التالية إلى السوفييت والمصريين بأقصى سرعة ممكنة، أولا إن إسرائيل لا تخطط لمهاجمة سوريا أو مصر وقد نشرت قواتها لحماية نفسها في حال الهجوم وإنها على سبيل الاحتياط للطوارئ تقوم حاليا باستدعاء بعض الاحتياط وليس تعبئة عامة، ثانيا إن إسرائيل على علم بكافة الترتيبات العسكرية لمصر وسوريا وإذا قامت مصر وسوريا بالهجوم فسوف تخسران كما تلقى تأكيدا بذلك هذا الصباح مثل وزير الدفاع ديان على الرغم من أن المهاجمين يمكن أن يسببوا دمارا ويوقعوا إصابات ترغب إسرائيل في تجنبها.

ويليام كوانت: كانوا واثقين بأنهم عسكريا لا يحتاجون لبدء الحرب وأنهم قادرون على احتواء الضربة الأولى وقد اعتقدوا أيضا أنه سياسيا أن توالي حربين حرب 1967 وهذه الحرب وأن تبدأهما إسرائيل في حين لم يكن يعتقد فعلا بأن العرب يخططون لشن الحرب كان ذلك سيظهرهم بمظهر المعتدين وهذا ما لم يكن بإمكانهم تحمله.



وأكد السفير الأميركي أنه تلقى ردا واضحا من مائير عندما سألها وقالت له إن إسرائيل لن تشن هجوما وقائيا ولكنها ستدافع عن نفسها بنجاح إذا هوجمت وهي ترغب في تجنب إراقة الدماء ومن جهته يضع السفير الأميركي في ختام الرسالة توصية مضمونها انه يثق بإخلاص مائير في تجنب إراقة الدماء من دون جدوى وبأننا الأميركيون نستطيع مد يد العون في هذا المسعى وطلب إبلاغه خلال الساعات القليلة المقبلة ردا ليبلغه بدوره إلى مائير.

ويليام كوانت: وهذا ما فعلناه قمنا بإرسال رسالة على الفور تفد بأن إسرائيل لن تقوم بأي هجوم وحاولنا إقناع مصر وسوريا بعدم القيام بأي شيء.



وينقل كيسنغر أجواء اتصاله بدوبرينين السفير السوفيتي في واشنطن في الساعة السابعة وأربعين دقيقة أبلغ كيسنغر السفير السوفيتي بالرسالة الإسرائيلية وطلب إليه إبلاغ القيادة السوفيتية وأصدقائكم العرب بأن الإسرائيليين لا توجد لديهم أية خطط للقيام بهجوم وأضاف كيسنغر قائلا للسفير دوبرينين ولكن إذا قام المصريون والسوريون بالهجوم فإن الرد الإسرائيلي سيكون قويا للغاية ويبدو أن عبارة قويا للغاية كانت مزيجا من رسالة مائير وما يعتقده كيسنغر أن واشنطن ستفعله وترك كيسنغر لدوبرينين قائلا بأن الأميركيين يعملون من جانبهم على ضبط الإسرائيليين كي لا يحدث من جانبهم أي تصرف غير محسوب.

فيكتور غوراليوف: من المعروف أن كل دولة تنطلق من مصالحها في تحديد سياساتها وكثيرا ما تحقق مصالحها وأهدافها بغض النظر عن الضرر الذي يمكن أن يجلبه ذلك على دول أخرى واشنطن وتل أبيب حليفتان وآنذاك كان ينظر إلى إسرائيل في الاتحاد السوفيتي كما في العالم العربي كدولة عدوانية احتلت أراضي عربية بشكل غير قانوني.

ريتشارد باركر: كان الانطباع السائد في إسرائيل والولايات المتحدة ومعظم أوروبا الغربية أنه ليس بمقدرة المصريين فعل أي شيء، ليس لديهم القدرات العسكرية لقد هزمتهم إسرائيل تماما وهذا ما أعطى ذلك الانطباع.



وكان دوبرينين تحت وقع المفاجأة مما أبلغه إياه كيسنغر وحالة النوم فكان يستوعب بصعوبة ما يقوله كيسنغر ويكرر كلامه مما جعل كيسنغر يقول له إذا استمر الأمر بهذه الطريقة فإن الحرب سوف تندلع قبل أن تفهم رسالتي قال كيسنغر ذلك وهو لا يدرك أن الحرب ستقع في أقل من ساعة بل أنه وصف وقع المفاجأة عليه انطلاقا من تقديراته غير الدقيقة إذ قال لدوبرينين قبل ساعة واحدة من الآن لم أكن قد أخذت الموضوع على محمل الجد ولكننا تلقينا رسالة عاجلة من القدس تقول إن الإسرائيليين يعتقدون أن الهجوم سيقع خلال ست ساعات وهم يقومون بحشد قواتهم. وأضاف كيسنغر مخاطبا دوبرينين إلى حدود الأمس كان تقديرنا أن المصريين والسوريين يقومون بعمل استعدادات عسكرية ولكننا اعتقدنا أن هذه عملية تهويش أخرى من تلك التي يقومون بها. ويضيف كيسنغر قائلا هل تفهم ويرد عليه دوبرينين أفهم. ومن جهته يقرر أناتولي دوبرينين السفير السوفيتي في واشنطن ما ورد في مذكرات كيسنغر حيث يقرر في مذكراته هاتفني كيسنغر من نيويورك صباح السادس من أكتوبر في وقت مبكر واستنادا إلى التطور الخطير للوضع في الشرق الأوسط طلب مني إبلاغ القيادة السوفيتية بأن الولايات المتحدة مثلها مثل الاتحاد السوفيتي وبنفس الدرجة لها مصلحة في منع إشعال صدام عسكري جديد وكبير في الشرق الأوسط وأن واشنطن لا تمارس أي لعبة مع موسكو بل تنطلق من ضرورة القيام بأفعال جذرية حتى لا يخرج الوضع في الشرق الأوسط من تحت السيطرة وأثر محادثته مع دوبرينين أجرى كيسنغر اتصالا مع موردخاي شاليف نائب السفير الإسرائيلي وكان يعاتبه على عدم إبلاغه شخصيا بتقرير وصل إلى وزارة الخارجية في واشنطن في مساء اليوم السابق وكان يتضمن توقعات بهجوم مصري سوري وشيك وطلب إليه أن يبلغ تل أبيب بأن اتصالاته مع الجانب السوفيتي تجعله يقول أنهم سيقومون بالضغط على الجانب العربي وشدد عليه بأن تلتزم إسرائيل من جانبها بضبط النفس.

ويليام كوانت: كان الرأي العام الأميركي وخاصة المؤيد لإسرائيل يرى أن السوفييت كانوا على علم بهذه الحرب وربما خططوا لها أيضا.

فيتسلاف موتوزوف: لا أتصور أن موسكو كانت في ذلك الحين يلعب دور معادي للعرب أنا لا استثني أنه في القاهرة الاتحاد السوفيتي يمكن أن يبذل جهود لا يسمحوا للأحداث يتطور ويخرج من إطار المراقب ومن إطار شرعي.



وفي حدود الساعة السابعة اتصل كيسنغر بوزير الخارجية المصري حسن الزيات الذي كان في زيارة إلى واشنطن وكان آخر من التقاه في اليوم السابق ولاحظ كيسنغر في مذكراته أن الزيات لم يكن على علم بموعد الحرب وفي المحادثة أبلغ كيسنغر الزيات بالمعلومات التي وصلت إليه وقال له إذا كانت الحشود المصرية نتيجة خوف من هجوم إسرائيلي فإن إسرائيل لا تنوى الهجوم وإن من مصلحة الجميع ضبط النفس.

جون شليسنغر: كان الاعتقاد السائد بأن إسرائيل تملك تفوقا عسكريا وهو ما بدا واضحا في حرب 1956 وبالذات في حرب 1967 وبالتالي فالهجوم عليها وهي المتفوقة عسكريا سيكون مخاطرة إن لم يكن انتحارا بالنسبة للدول العربية بمهاجمة إسرائيل المتفوقة عسكريا.



وواصل كيسنغر اتصالاته الماراثونية والتي شملت خمسة وعشرين محادثة هاتفية في أقل من ثلاث ساعات ضاف خلالها هاتفيا بأركان الإدارة الأميركية والدبلوماسيين السوفييت والإسرائيليين ووزير الخارجية المصري وكورد فالدهايم أمين عام الأمم المتحدة.

ديفد واتكين: أنهم يرون في إسرائيل ذلك الشرطي الحارس للمصالح الأميركية في الشرق الأوسط هذا هو الوضع بلا أدنى شك.



وكان كيسنغر يسابق الزمن واتصل بالعاصمتين السعودية والأردنية مستخدما نفوذه ليطلب إليهما التدخل لدى الرئيسين المصري والسوري كي لا يبدأ بالهجوم وحذر من المخاطر الكبيرة التي ينطوي عليها البدء بالحرب مؤكدا أن ضبط النفس يمكن أن يفتح الباب في الأيام المقبلة نحو السعي إلى حل سلمي للصراع العربي الإسرائيلي كما جاء في الرسالة التي وجهها كيسنغر إلى ملكي السعودية والأردن.

فيتسلاف موتوزوف: هم استعملوا أصدقاءهم في العالم العربي مش مباشرة أحيانا ولذلك النفوذ الاقتصادي مثلا دول الخليج ملك السعودية ملك الأردن.



ويلاحظ في نص الرسالة كيف وضع كيسنغر أجندة زمنية قريبة جدا عندما تعهد للجانبين السعودي والأردني بالتحرك في غضون الأيام المقبلة من أجل إيجاد حل سلمي للصراع العربي الإسرائيلي بينما تشير الوثائق إلى أن كيسنغر في لقاءاته في الفترة التي سبقت الحرب وكان أخرها لقائه مع الزيات يوم الخامس من أكتوبر في نيويورك يعتبر أن التحرك من أجل تسوية نزاع الشرق الأوسط وارد في أجندته لكنه غير وارد في الأجل القريب.

ويليام كوانت: خلال فترة الصيف سمع من الروس أن مصر وسوريا محبطتان للغاية وأنه ستكون هناك حرب قبل نهاية العام في الواقع أبلغنا بريجينيف بذلك وهذا ما جعل كيسنغر قلقا بعض الشيء لدرجة أنه في سبتمبر 1973 بدأ يطلب إعداد دراسات حول أزمة محتملة في الشرق الأوسط ولكنه لم يكن يتوقع حربا.





وتُظهر الظروف التي أحاطت بالدور السوفيتي في تلك الأيام أن معلومات البيت الأبيض كانت غير دقيقة عما يقول به السوفييت مع الجانب العربي ويوضح ذلك إلى أي حد كانت واشنطن فاقدة للسيطرة على الأوضاع ولم يكن السوفييت أفضل حالا كما تدل على ذلك مؤشرات عديدة من الوثائق السوفيتية. يقول كربتشينكو وهو أحد ضيوف هذا الملف ومسؤول المخابرات السوفيتية في القاهرة في مذاكرته إن موسكو علمت بشكل عام بأن الحرب ستقع ولكنها لم تعلم بالموعد المحدد للحرب من السادات ويقول أيضا إن الاستخبارات السوفييتية كانت على علم أيضا بالمحادثات السرية التي يجريها السادات مع الأميركيين.

فيتسلاف موتوزوف: مصر كانت دولة أساسية في العالم العربي ما كان مهيئا للحرب هذا كان أحد الحسابات السوفييت ذلك الحين أنه عمليا سوريا كانت وحيدة مع خلاف استراتيجي مع العراق.


ومن جهته يكشف السفير السوفيتي في القاهرة فلاديمر فونغرادوف في مذكراته تفاصيل عن اتصالات اليومين الأخيرين بين موسكو والقاهرة ودمشق بالرغم من أن السادات وعد موسكو بالتشاور على مسألة بداية الحرب وإبلاغه بالتاريخ المحدد لبدأ العمليات القتالية إلا أنه لم يبلغه ببداية العمليات العسكرية إلا قبل أربع ساعات فقط من بدايته في يوم السادس من أكتوبر ويضيف السفير قائلا علاوة على ذلك كانت معلومات السادات هذه مائعة وغير محددة حيث قال لنا إن الاستفزازات الإسرائيلية تتزايد ويمكن توقع أحداث وحسب رواية دوبرينين فإن موسكو حصلت تقريبا على معلومات ببداية العمليات العسكرية في الوقت نفسه أيضا من القاهرة ودمشق إلا أن الاختلاف كان في أن المعلومات الواردة من مصر وسوريا كانت تؤكد على أن إسرائيل هي التي بدأت العمليات الحربية وفي مذكراته يروي السادات تفاصيل الاتصالات مع السوفييت قبيل بدء الحرب بيومين. في يوم الثالث من أكتوبر كان يوم أربعاء اجتمع الرئيس السادات وباتفاق مع الرئيس الأسد بالسفير السوفيتي في القاهرة وأبلغه بقرار مصر وسوريا ببدء العمليات العسكرية ضد إسرائيل وقال له إننا لم نتفق بعد على موعد بدء الحرب ولكنه في حقيقة الأمر كان قد اتفق مع الأسد ليجتمع مع السفير السوفيتي في اليوم اللاحق أي في الرابع من أكتوبر ويخبره بالموعد لأن علاقات السادات بالسوفييت كانت سيئة كما يؤكد السادات ذلك وفي يوم الخامس من أكتوبر رحّلت روسيا رعاياها من عائلات مدنية في مصر وسوريا عبر أربعة طائرات ضخمة من مطار عسكري ورصدتها الرادارات الإسرائيلية التي اعتقدت أنها إمدادات بالسلاح.

ريتشارد باركر: كان هذا مثالا لما نسميه نحن رجال الاستخبارات بالتأكيدات الزائفة والسبب أنه كانت لدينا ثقة عمياء في قدرات الاستخبارات الإسرائيلية ولطالما قلت لجماعتي إنكم لا تفهمون الإسرائيليين ماهرون في جمع المعلومات ولكنهم ليسوا بنفس المهارة في تحليلها.

عمنون ريشيف: نحن على سبيل المثال كنا في الميدان أنا كنت على القناة ورأينا التحضيرات والجلبة والحركات للجيش المصري ودخلنا في حالة تأهب وأبلغنا عن ذلك قالوا لنا إن هذه مناورة وليس حالة حرب.




يتبع

 
يارب الموضوع يعجبكم

تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق