الأربعاء، 29 يونيو 2016

نابليون يغزو فلسطين.؟ 1

نابليون يغزو فلسطين.؟ 1




?? . نابليون يغزو فلسطين.؟. ??

-*-*-*-*

في شهر شباط عام 1799م/1214هـ, توجه نابليون على رأس جيش فرنسي قوامه 13,000 جندي بحملة عسكرية نحو فلسطين, هدفها احتلال فلسطين والشام وإخضاعها للسيطرة الفرنسية ومن ثم القضاء على السلطنة والامبراطورية العثمانية في اسطنبول, مع أن الهدف المعلن والرئيسي للحملة هو استباق الخطر العثماني وإقامة منطقة عازلة بين مصر واسطنبول.

الجيش الفرنسي اتبع طريق الساحل الفلسطيني من الجنوب نحو الشمال ولم يتوغل في داخل البلاد, ربما لسهولة طرق المواصلات والإمدادات والقرب من البحر والموانىء الفلسطينية إذا احتاج الأمر. في 22 شباط 1799 احتل الجيش الفرنسي مدينة العريش وبعدها غزة, بعد مقاومة بسيطة للسكان المحليين وحاميتي المدينتين, لم تستطع ايقاف الزحف الفرنسي. وفي 7/3/1799 سقطت مدينة يافا بأيدي الفرنسيين, بعد مقاومة جبارة وباسلة لسكان وحامية المدينة ضد قوات نابليون. وبعد استسلام المدينة واحتلالها ارتكب نابليون وجنوده أبشع أعماله قسوة وغير إنسانية حين قتل وأعدم ما يزيد عن ألفين من حامية يافا وأعدموا آلاف الأسرى الآخرين بمجزرة رهيبة ارتكبتها القوات الفرنسية, ويقدر عدد الذين قُتلوا وأعدموا في يافا بنحو 4000 أسير من الجنود والمدنيين.

بعد احتلال مدينة يافا, تابع نابليون وجيشه تقدمهم شمالاً, عبر طريق الساحل الفلسطيني, والهدف احتلال مدينة عكا وإخضاع واليها, أحمد باشا الجزار, حاكم عكا آنذاك. خلال تقدم الجيش الفرنسي شمالاً واجهته صعوبات جمّة كالأمراض والتعب وقلة المؤن والعتاد, وحتى خسارة عسكرية بالقرب من نابلس. وفقط بفضل قوة الدعم الفرنسية التي وصلت من مصر لمساندة نابليون بقيادة الجنرال كليبر ( Kl’eber ), استطاع الجيش الفرنسي مواصلة الطريق واحتلال مدينة حيفا في 17/3/1799, وقوة الدعم العسكري بقيادة كليبر هي التي استطاعت في الواقع احتلال وإخضاع مدينة حيفا حيث أن هذه القوة التي وصلت عن طريق البحر, سبقت نابليون وقوته بالوصول لمشارف حيفا. وقوات كليبر لم تلقَ في الواقع مقاومة تذكر من قِبل سكان المدينة بعد أن نزح عنها الجزار وجلب مدافع وحامية المدينة إلى عكا. وسكان حيفا اكتفوا بايفاد أحد سكان المدينة وكان من أصل أوروبي الذي انتظر قدوم الفرنسيين خارج بوابات ومداخل المدينة, وقامَ بتسليم الجنرال كليبر مفاتيح المدينة. وبعد ذلك التاريخ 17/3/1799, انضم نابليون وقوته إلى قوات كليبر لتتشكل قوة مشتركة للجيش الفرنسي بقيادة نابليون وكليبر, متوجهين نحو هدفهم التالي والصعب وهو احتلال مدينة عكا وإخضاع الجزار, وقد بلغ عدد الجنود الفرنسيين نحو 12 ألف جندي.

في 19 آذار سنة 1799, وصل الجيش الفرنسي لمشارف مدينة عكا وفرض الحصار حول المدينة وباشرَ بضربها بالمدفعية. فقط من الجهة الغربية, من البحر والميناء, بقي مفتوحاً وتمركزت في الميناء قوة بحرية انجليزية لمساندة الجزار. أثناء حصار نابليون لعكا تركزت قيادة الجيش الفرنسي, على هضبة إلى الشرق من مدينة عكا تدعى بتل الفخار (عرفت فيما بعد بتل نابليون).

حاكم ووالي عكا والمنطقة خلال الحصار الفرنسي كان أحمد باشا الجزار (1775-1804), الذي اهتم بتحصين المدينة وبناء أسوار ضخمة حولها في وقت سابق, كان له الفضل الأكبر في صد وردع القوات الفرنسية عن المدينة. بالإضافة للأسوار اهتم الجزار ببناء مرابض للمدفعية وتشييد خندق حول الأسوار بعمق ثمانية أمتار. وتذكر المصادر التاريخية أن عدد المدافع على أسوار عكا بلغ ما يقارب 250 مدفعاً, أثناء الحصار الفرنسي, هذا بالإضافة لاهتمام الجزار بجمع كميات كبيرة من الغذاء والقمح والأرز والمؤن وتوفير كميات كافية من المياه في الفترة التي سبقت وصول الجيش الفرنسي إلى عكا, وذلك استعداداً لوقت الحصار.

في 23 آذار 1799, بدأت المعركة على عكا حيث طوّق نابليون المدينة وضرب حصاراً حولها من كافة الجهات البرية مستعملاً أثناء ذلك القصف المدفعي المكثف, خاصة من ناحية الجهة الشرقية والشمالية-الشرقية للمدينة, لكن نابليون وجنوه فشلوا في اختراق أسوار المدينة المنيعة وبطولة أحمد الجزار المستميتة بالدفاع عن عكا وصد العدوان كان له الأثر المعنوي الكبير على حامية وسكان المدينة بالتصدي للقوات الفرنسية. وعندما لم تنجح محاولات نابليون باختراق أسوار عكا أصدر أوامره لجيشه بالاستمرار بحصار المدينة والحيلولة دون وصول مساعدة خارجية للجزار. وخلال حصار عكا نجح جنود نابليون بالاشتباك وإلحاق هزيمة بقوات الجيش العثماني القادمة من دمشق بمعركة قرب طبريا, وكانت تلك القوات قادمة لمساعدة ومناصرة الجزار. وفي هذه الفترة القصيرة تمكنت القوات الفرنسية من احتلال طبريا والناصرة وصفد, وخلال فترة حصار عكا التي استغرقت أكثر من 60 يوماً, استطاع الفرنسيون من السيطرة وبسط نفوذهم على منطقة الجليل الغربي والتي امتدت من [حيفا] جنوباً وحتى مدينة صور شمالاً, ومن البحر حتى شفاعمرو شرقاً. وبعد معركة جبل تابور في 16/4/1799, امتدت منطقة نفوذ الجيش الفرنسي لتشمل بقية مناطق الجليل ومرج ابن عامر.


يتبع
 

يارب الموضوع يعجبكم

تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق