الأربعاء، 29 يونيو 2016

بحوث 00 دراسات 00 مقالات 00 نظريات 00 رؤى تاريخيه 16

بحوث 00 دراسات 00 مقالات 00 نظريات 00 رؤى تاريخيه 16



المفاوضات السوفياتية الأميركية



كانت التوازنات السياسية الدولية بين القطبين الكبيرين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي تتقاذف الكرة العربية، فقد كان اجتماع الزعيمين السوفيتي والأميركي قد رتب لاجتماع القمة المقرر انعقادها في اليوم التالي بكامب ديفد وتم تخصيص الاجتماع الأول لملف الشرق الأوسط بينما خصص اجتماع القمة لموضوع خفض التسلح النووي، فكيف كان مصير قضية الشرق الأوسط القضية العربية الأولى على مائدة المفاوضات السوفيتية الأميركية؟

فيكتور جوراليوف: الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة نشطا لتحسين علاقتهما، فكما تعلمون كانت ظلال الحرب الفيتنامية ثقيلة على الولايات المتحدة.

ديفيد واتكين: كانت تلك هي أيام الحرب الباردة، الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة كانا يقفان بمواجهة بعضهما بعضاً وكان الشرق الأوسط بلا شك يرى على أنه منطقة قابلة للانفجار في أي لحظة وكان العديد من الناس يقولون أنه في حال اندلاع الحرب بينهما فستكون بدايتها في تلك المنطقة.



توضح مذكرة كيسنغر للرئيس نيكسون حول اجتماعه مع بريجينيف في قمة سان كليمونت كاليفورنيا بتاريخ الـ 23 من يونيو حزيران عام 1973 أن بريجينيف كان يبحث عن شكل لكلمات يتفق عليها الطرفان السوفيتي والأميركي وتكون بمثابة مبادئ عامة ينطلق منها دور مُشترك من أجل تحقيق تسوية سلمية في الشرق الأوسط.

ويليام كوانت: لقد قال لينكسون إفعل شيئا، أوقف هذا لأن ذلك يضر بعلاقتنا، لم يذكر بريجينيف العرب وإنما كان يهمه العلاقات الأميركية الروسية، فلو أن الحرب اندلعت في الشرق الأوسط فإن ذلك سيضر بالعلاقات الأميركية الروسية.





ولخّص بريجينيف أفكاره في النقاط التالية؛ ضمانات لإسرائيل والدول الأخرى، تفادي حدوث مواجهات مسلحة في الأراضي المحتلة، الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي العربية، حق جميع الأطراف المرور في الممرات.

فاديم كيربيتشينكو: البنود التي وضعها الرئيس بريجينيف وهي خمسة على ما أذكر بشأن حل النزاع ما تزال حتى وقتنا هذا تثبت صحتها وكنا دائما نُصّر على الحق العربي في لقاءاتنا ومشاوراتنا مع الأميركيين.



وتظهر المذكرة كيف تدخل كيسنغر لدى الرئيس نيكسون ليكبح الأفكار التي عبر عنها بريجينيف معتبرا أنها تتضمن تفاصيل مفاجئة للجانب الأميركي وأعقبه تدخل الرئيس نيكسون ليتبنى ما قاله كيسنغر.

جدعون روز: كان يشعر أيضا بأنه أحق من نيكسون بالسيطرة على الأمور لذلك كان أحد أهداف كيسنغر في السنوات التي تفجرت فيها فضيحة ووترغيت في السبعينات أن تنفصل السياسة الدولية عن الأمور الداخلية بقدر الإمكان.

ريتشارد باركر: نيكسون كان خارج الصورة تماماً ولا أعتقد أن هناك جانب شرير في شخص كيسنغر، كان يتصرف كأي إداري مخلص يحاول تسيير الأمور على أتم وجه.



عاد بريجينيف ليعرب عن مخاوفه من انفجار الوضع وقيام الحرب في المنطقة إذا استمرت حالة الجمود واختصر أفكاره في جملة واحدة لا تتجاوز كلمتين؛ انسحاب القوات وألح على الرئيس نيكسون بقبول هذا المبدأ كي لا يخرج الجانبان من الاجتماع بدون نتائج وتعهد بريجينيف للرئيس نيكسون بأن الجانب السوفيتي لن يكشف أي اتفاق معه للجانب العربي.

ديفيد واتكين: حدث أن قال لي دبلوماسي أميركي رفيع المستوى.. مستر واتكين أنا سفير في العالم العربي وأتحدث اللغة العربية وأفهم المنطقة تماماً وسأزود حكومتي بكل المعلومات اللازمة لكنك تعرف الجهة التي تسيطر على حكومتي.



ووعد بريجينيف الرئيس نيكسون بأن تحقيق السلام سيقود إلى استئناف العلاقات الإسرائيلية السوفيتية التي كانت قد قُطعت في حرب 1967 مشيرا إلى أن السوفيت ساعدوا على إقامة إسرائيل.

فيتسلاف موتوزوف: الدور الكبير في هذا الشأن كان لا شك.. كان يلعبه هنري كيسنغر، هذا شخص الذي كان وريتشارد نيكسون كرئيس أميركي في ذلك الحين.. كانت لهم.. وصلت الفكرة إلى ذهنهم أنه استمرارية الحرب توتر في هذه المنطقة يضع أميركا في وضع حرج.



ويخرج الإعلان السوفيتي الأميركي المشترك بتاريخ الـ 24 من يونيو عام 1973 بالصياغة التالية، لقد عبّر الجانبان السوفيتي والأميركي عن قلقهما الشديد من الوضع في الشرق الأوسط وتبادلا الآراء بشأن طرق وسبل تحقيق وبلوغ التسوية في الشرق الأوسط وقد عرض كل جانب من الجانبين موقفه من هذه القضية وقد وافق الطرفان على مواصلة جهودهما الرامية إلى المساعدة في الوصول إلى تسوية سريعة في الشرق الأوسط، تلك التسوية التي يجب أن تتحقق وفقا لمصالح جميع دول هذه المنطقة وتستجيب لسيادتهم واستقلالهم وتراعي المصالح المشروعة للشعب الفلسطيني بالشكل الواجب.

إيفي شلايم: مع أن الاتحاد السوفيتي كان متحالفاً مع جبهة الرفض في العالم العربي كان متحالفاً مع العراق وليبيا اللذين كانا ضد حق إسرائيل في الوجود، لكن الاتحاد السوفيتي لم يتفق مع هذه الدول حول هذا الموضوع، فالاتحاد السوفيتي وافق على حق إسرائيل في الوجود وصوّت مع القرار 242 بعد حرب 1967.



كان الموقف الإسرائيلي واضحا للغاية، فقد ظلت القوات الإسرائيلية تلاحق الفلسطينيين في لبنان بعد أن شردتهم المواجهات الدموية التي تعرضوا لها في الأردن في أيلول/ سبتمبر عام سبعين واعتمدت استراتيجية لتصفية القيادات الفلسطينية عبر الاغتيالات والتي أفردت العديد من الجرائد العربية والغربية والعالمية الصفحات لتغطية أخبارها، إذ وصفتها اللوموند الفرنسية بأنها ضربة قاسية لمنظمة التحرير الفلسطينية، بينما تعرض التايمز اللندنية للحرج البريطاني تحت عنوان الإسرائيليون استخدموا جوازات سفر بريطانية مزورة وتكمل فقرة المقال توفرت معلومات بأن ثلاثة من المشاركين في الغارة على بيروت في العاشر من أبريل استخدموا جوازات بريطانية مزورة وذلك خلال استجواب لوزير الشؤون الخارجية والكومنولث في البرلمان، كذلك اعتمدت إسرائيل حملة دولية ضد ما اعتبرته إرهابا وكانت تعنى به عمليات خطف الطائرات المثيرة التي نفذها فدائيون فلسطينيون ونشطاء ثوريون في أنحاء عديدة من العالم تضامنا معهم وفي يوليو/ تموز من عام 1973 تنشر نيويورك تايمز خبر اختطاف طائرة يابانية من مطار أمستردام بواسطة يابانيين وإجبارها على تغيير مسارها نحو دبي بدلا من طوكيو ويرفض شيمون بيريز وزير المواصلات الإسرائيلي آنذاك طلب الخاطفين إطلاق سراح بعض من سماهم إرهابيين ونفذت القوات الإسرائيلية هجمات جوية على الأراضي اللبنانية وقصفت مقر منظمة التحرير الفلسطينية في بيروت وشهدت الجبهة السورية الإسرائيلية توترات متلاحقة في السنوات الثلاثة الأولى من السبعينيات وعلى الجبهة المصرية ردت إسرائيل برفض مبادرة السلام التي قدمها الرئيس السادات بداية عام 1971 في خطاب رسمي أمام مجلس الأمة وهو البرلمان المصري ودعا من خلاله إلى تسوية جزئية من خلال الانسحاب الجزئي الإسرائيلي شرقي قناة السويس على طريق جدول الانسحاب من الأراضي العربية المحتلة وفتح قناة السويس للملاحة الدولية ومن المفارقات أن السيدة مائير رئيسة الوزراء الإسرائيلية قدمت فيما بعد تصريحا منافيا لتلك الحقائق.



غولدا مائير: الرئيس السادات والرئيس الأسد والملك حسين وكل الآخرين يجب أن يتحلوا بالشجاعة، لماذا توجد لديهم كل هذه الشجاعة لإرسال أبنائهم للحرب ولا يجدونها للقائنا على طاولة المفاوضات؟



وترصد مذكرة مجلس الأمن القومي الأميركي في بداية مايو/ أيار عام 1973 احتمالات قيام الحرب فيما يلي؛ في خطاب السادات الذي ألقاه في الأول من مايو أشار إلى أنه شعر بضغط من الاتحاد السوفيتي ليواصل سعيه للتوصل إلى حل سلمي وهناك أيضا دلائل أن موسكو تستخدم أطرافا ثالثة لتحذير القاهرة من مخاطر حرب جديدة.

فيتسلاف موتوزوف: العلاقات بين السادات وبين الاتحاد السوفيتي ما كانت تلك الأيام وأنا أتصور أن الاتحاد السوفيتي ما كان يملك أي وسيلة للضغط على مصر على الإطلاق.

فاديم كيربيتشينكو: كنا ننطلق من أن إسرائيل مؤهلة للقيام بضرب دولة أو مجموعة من الدول العربية فجيشها النظامي كان أفضل من أي جيش عربي، فهو يقوم بتدريبات سريعة ودقيقة كما أن المستوى التعليمي فيه عال، ناهيك عن أن كثيرا من جنرالاته وضباطه امتلكوا خبرة عالية من خلال مشاركتهم في الحرب العالمية الثانية والأهم من ذلك كله أن الغرب وبخاصة الولايات المتحدة لن تسمح بهزيمة إسرائيل.



وتواصل الوثيقة السابقة هناك معلومات مؤكدة من الأردن أن السفير السوفيتي لدى دمشق نصح السوريين بعدم التورط في حرب وعادة ما يتصرف الأسد كقناة اتصال بين القاهرة وموسكو.

فيتسلاف موتوزوف: كان هناك خطورة أمام الاتحاد السوفيتي أن سمعة السلاح السوفيتي أصبحت متدهورة ودور الاتحاد السوفيتي وليست في منطقة الشرق الأوسط وفي العالم النامي كانت متدهورة مع سمعة السلاح في سوريا.

فيكتور جوراليوف: على الرغم من أنني لست عسكريا لكنني قرأت كثيرا عن أن العرب لو استخدموا هذه الأسلحة كما كان يعتقد خبراؤنا لما خرجت إسرائيل من هذه الحرب بالصورة ذاتها.



وتعود وثيقة الأول من مايو لتؤكد أن غروميكو وهو وزير الخارجية السوفيتي السابق سأل رئيس الأركان الفرنسي إذا كانت باريس لديها القدرة على التأثير على القاهرة لحثها على عدم البدء في حرب والسوفيت أنفسهم لم يعد باستطاعتهم ممارسة حق الفيتو على تحركات مصر.

إيريك رولو- مراسل صحفي بالمنطقة فترة الحرب: كان فيه نوع من التفاهم بين الاتحاد السوفيتي وفرنسا أيامها في الاتجاه العربي ما في شك ولكن حصل تنسيق.. ما أظنيش حصل تنسيق سياسي، حصل أنه موسكو وباريس كانت بتعمل في نفس الاتجاه، إن هو لازم العرب يسترجعوا الأراضي المحتلة.



كانت تلك هي أيام الدبلوماسية الأخيرة قبل الحرب، فكيف كان سباق الأمتار الأخيرة نحو قناة السويس بين أطراف اللعبة السياسية؟ كيف كانت تقديرات السياسيين لاحتمالات وقوع الحرب؟ كيف مارست القيادتان السورية والمصرية لعبة الخداع الاستراتيجي؟ وكيف قيمت الإدارة الأميركية والمخابرات الإسرائيلية تلك الحيل؟ لا يزال أرشيفهم يمدنا بالجديد حول أسئلة متعددة في تاريخ حرب أكتوبر.





يتبع
 

يارب الموضوع يعجبكم

تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق