الجمعة، 25 مارس 2016

السلوك لمعرفة دول الملوك الجــــزء4 والاخيرة

السلوك لمعرفة دول الملوك الجــــزء4 والاخيرة


الإعجاز و الإيجاز


وفيها جهز السلطان مع الوزير ابن القيسراني ما تحصل عنده من المال ، وأصحبه هدية لنور الدين ، وهي خمس ختمات إحداها فى ثلاتين جزءا، مغشاة بأطلس أزرق ومضببة بصفائح ذهب ، وعليها أقفال من ذهب مكتوبة بخط ذهب ، وأخرى في عشرة أجزاء مغشاة بديباج فستقي، وأخرى في جلد بخط ابن البواب بقفل ذهب وثلاثة أحجار بلخش ، منها حجر زنته اثنان وعشرون مثقالا، وحجر وزنه اثنا عشر مثقالا، وآخر عشرة مثاقيل ونصف وست قصبات زمرد إحداها وزنها ثلاثة مثاقيل ، وحجر ياقوت أحمر، وزنه سبعة مثاقيل ، وحجر ياقوت أزرق وزنه ستة مثاقيل ، ومائة عقد جوهر زنتها ثمانمائة وسبعة وخمسون مثقالا، وخمسون قارورة دهن بلسان ، وعشرون قطعة بلور، وأربع عشرة قطعة جزع ما بين زبادي وسكارج ، وإبريق يشم وطشت يشم ، وسقرق مينا مذهب ، بعروة فيها حبتا لؤلؤ وفي الوسط فص ياقوت أزرق ، وصحون وزبادي وسكارج من صيني عدتها أربعون قطعة، وعود قطعتين كبارا، وعنبر منه قطعة زنتها ثلاثون رطلا، وأخرى عشرون رطلا، ومائة ثوب أطلس ، وأربعة وعشرون بقيارا مذهبا وأربعة وعشرون ثوبا وشيا حريرية بيضاء، وحلة خلفي مذهب ، وحلة مرايش اصفر مذهب ، وحلة مرايش أزرق مذهب ، وحلة مرايش بقصب أحمر وأبيض ، وحلة فستقي بقصب مذهبة، وقماش كثير، قدر قيمتها بمائتي ألف دينار وخمسة وعشرين ألف دينار. وساروا بذلك ، فبلغهم موت نور الدين ، فأعيدت وهلك بعضها.
وفيها مات السلطان العادل نور الدين محمود بن زنكي، في يوم الأربعاء حادي عشر شوال ، بعلة الخوانيق ، وكان قد تجهز لأخذ مصر من صلاح الدين يوسف بن أيوب ، وقد خطب له بالشام ومصر والحرمين واليمن . وقام من بعده ابنه الصالح إسماعيل وعمره إحدى عشرة سنة، فخطب له السلطان صلاح الدين بمصر، وضرب السكة باسمه وفيها نزل أسطول الفرنج بصقلية على ثغر الإسكندرية، لأربع بقين من ذي الحجة بغتة، وكان الذي جهز هذا الأسطول غليالم بن غليالم بن رجار متملك صقلية، ولي ملك صقلية بعد أبيه في سنة ستين وخمسمائة وهو صغير، فكفلته أمه ، وتولى التدبير خادم اسمه باتر مدة سنة، ثم فر إلى السيد أبي يعقوب يوسف بن عبد المؤمن صاحب البلاد المغربية .
ثم استبد غليا لم بتدبير ملكه ، واحتفل في سنة إحدى وسبعين بعمارة هذا الأسطول ، فاجتمع له ما لم يجتمع لجده رجار، وحمل في الطرائد ألف فارس . وقدم على الأسطول رجلا من دولته يسمى أكيم موذقة، وقصد الإسكندرية، ومات غليالم في سنة إحدى وثمانين وخمسمائة. ولما أرسى هذا الأسطول على البر، أنزلوا من طرائدهم ألفا وخمسمائة فرس ، وكانت عدتهم ثلاثين ألف مقاتل ، ما بين فارس وراجل ، وعدة طرائدهم ستا وثلاثين طريدة تحمل الخيل ، ومائتي شيني في كل شيني مائة وخمسون رجلا، وعدة السفن التي تحمل آلات الحرب والحصار ست سفن ، وللتى تحمل الأزواد والرجال أربعين مركبا، فكانوا نحو الخمسين ألف راجل . ونزلوا على البر مما يلي المنارة، وحملوا على المسلمين حتى أوصلوهم إلى السمور، وقتل من المسلمين سبعة. وزحفت مراكب الفرنجة إلى الميناء، وكان بها مراكب المسلمين فغرقوا منها. وغلبوا على البر وخيموا بها فأصبح لهم على البر ثلاثمائة خيمة، وزحفوا لحصار البلد، ونصبوا ثلاث دبابات بكباشها، وثلاثة مجانيق كبارا تضرب بحجارة سود عظيمة .
وكان السلطان علي فاقوس فبلغه الخبر ثالث يوم نزول الفرنجة، فشرع في تجهيز العساكر، والقتال والرمي بالمجانيق مستمر. فوصلت العساكر، وفتحت الأبواب ، وهاجم المسلمون الفرنجة، وحرقوا الدبابات ، وأيدهم الله بنصره ، واستمر القتال يوم الأربعاء إلى العصر، وهو الرابع من نزول الفرنجة. ثم حملوا حملة ثانية عند اختلاط الظلام على الخيام ، فتسلموها بما فيها، وقتلوا من الرجالة عددا كثيرا ومن الفرسان . فاقتحم المسلمون البحر، وأخذوا عدة مراكب خسفوها فغرقت ، وولت بقية المراكب منهزمة، وقتل كثير من الفرنجة، وغنم المسلمون من الآلات والأمتعة والأسلحة ما لا يقدر على مثله إلا بعناء وأقلع باقي الفرنجة مستهل سنة سبعين .

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق