الخميس، 31 مارس 2016

اليهود وبنى إسرائيل 2 اصل النبوة ومدلولها

اليهود وبنى إسرائيل 2 اصل النبوة ومدلولها


اصل النبوة ومدلولها



النبوة كلمة عربية أصلا ومعنى ولفظا . وعند دراسة معنى )النبي والنبوة( فى النصوص الدينية , والاصطلاح الشرعي , او حسب أوضاعها اللغوية , سنجد إنها من الناحية اللغوية مأخوذة من النبأ اى الخبر , كما  Egypt.Com - منتدي مصر فى محكم كتابه الكريم )عم يتساءلون عن النبأ العظيم( او من النبوة , وهى ما ارتفع من الارض )نبأ الشيء( اى ارتفع . اما فى الاصطلاح الشرعي فهو العبد الذي اصطفاه الله من عباده بالوحي إليه . وصيغة نبي )فعيل( تأتى بمعنى اسم الفاعل , كما تأتى بمعنى اسم المفعول , اما من حيث اسم الفاعل فمعنى ذلك انه مخبر بالغيوب التي يتلقاها عن الوحي , او مرتفع عن غيره بسبب اصطفاه الله له بالوحي . اما من حيث اسم المفعول فهى على معنى انه منبأ بالغيوب او مرفوع على غيره بسبب الاصطفاء بالوحي إليه . فالنبوة هي إذا فيض ألهى , واصطفاء رباني . ونجد فى  Egypt.Com - منتدي مصر ذكر كلمة الاصطفاء فى عدة آيات )إن الله اصطفى ادم ونوحا وال إبراهيم وال عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم( )قال يموسى انى اصطفيتك على الناس برسالتي وبك Egypt.Com - منتدي مصر فخذ مااتيتك وكن من الشكرين(

ويرى عباس محمود العقاد إن كلمة النبي عربية لفظا ومعنى , فمن حيث اللفظ إن مادة )النبأ( و )النبوة( أصيلة فى اللغة , ومن حيث المعنى لان المعنى الذي تؤديه لا تجمعه كلمة واحدة فى اللغات الأخرى , فهى تجمع معاني الكشف والوحي والأنباء بالغيب والإنذار والتبشير , كما إن كلمة النبوة فى اللغة العربية أصيلة , وغير مستعارة من معنى أخر , لان اللغة العربية غنية جدا بكلمات العرافة والعيافة والكهانة ومااليها من الكلمات التي لا تلتبس فى اللسان العربي بمعنى النبوة كما تلتبس فى الالسنة الأخرى عند أهل التسمية , اشتقاق المعاني الجديدة من الألفاظ القديمة . وعلى هذا يرى العقاد إن العبريين استعاروها من العرب من شمال الجزيرة بعد اتصالهم بها لان العبريين كانوا يسمون الاقدمين بالآباء , وكانوا يسمون المطلع على الغيب بعد ذلك بأسم الرائى , ولم يفهموا من كلمة النبوة من مبدأ الأمر إلا معنى الإنذار .

ويرى كورنيل Cornill إن بلاد العرب التربة الأصلية لكلمة )نبي( او )نبوة( لان اصل صيغة الفعل التي تناسب كلمة نبي لم توجد فى اللغة العبرية . ومما يؤيد استعارة العبريين للكلمة من العرب , إن التوراة قد أشارت إلى ثلاثة أنبياء من العرب التقى بهم إبراهيم وهم )يثرون( وهو شعيب الذي صاهره موسى وهو نبي مدين قبل خروج بنى اسرائيل من مصر . والنبي بلعام والنبي أيوب , ويتفق كل المفسرين على انه من أبناء الجزيرة العربية , ومن أقدم أنبيائها , بينما يرى الرحالة برترام توماس إن أيوب من أهل عمان . اما المفكر والباحث اليهودي م.س. سيجال فيقول فى كتابه )حول تاريخ الأنبياء عند بنى اسرائيل( إن النبي )صاحب الاستغراق الروحاني( ليس دخيلا على بنى اسرائيل من الكنعانيين كما يقول بعض الباحثين , لأنه ليست هناك نقوش تثبت وجوده فى الكنعانية او الفينيقية , وهو يعتقد بأن الاسم )نبي( قديم جدا فى العربية , وفى حياة بنى اسرائيل , وحسب اعتقاده إن الفعل المجرد نبأ الذي اشتق منه )النبي( كان موجودا , ولكنه نسى مع توالى العصور التاريخية , وانتهى أمره واختفى من اللغة , ومعنى ذلك انه لا مجال للقول بأن )النبي( حين استعمل بدلا من )الرائى( معنى استحدث فى اسرائيل من أيام النبي صموئيل . إلا إن حجة سيجال لايمكن التركيز عليها والأخذ بها , لأنه ليست من القوة والحجة إلى درجة الإقناع , فكيف يمكن إن تزول كلمة كانت موجودة على لسان بنى اسرائيل , وفى لغتهم العبرية على مر العصور ؟

بينما يرى الدكتور حسن ظاظا فى كتابه )الساميون ولغاتهم( إن هذا اللقب كان معروفا قبل العبريين , عند الكنعانيين والارميين والبابليين والآشوريين , وان بنى اسرائيل أخذوه أول الأمر عن بعض أولئك الاقوام .

إن الأنبياء عند بنى اسرائيل كانوا يسمون بالرؤاة , ولذلك سميت نبوءاتهم )رؤى( , فالرؤيا عنده هي ما يراه النبي بعيني عقله , وما يتنبأ به قبل وقوعه بواسطة الكشف الالهى بوضوح تام , كما لوكأن يراه بعيني رأسه . وهناك بعض الآراء توضح بأن النبي كان شخصا مختلفا تمام الاختلاف عن الرائى , فهؤلاء يرون إن النبي كان ذا شطحات او استغراق روحاني , صاحب حرارة ووجد روحاني يصل به إلى حد التجرد عن المادة , وذلك عندما كان الروح يستولى عليه , ويملاء نفسه وجسده كما فى حالة المس , واذا هو تحت سلطان الروح قد رأى ما قد رأى , وفعل ما فعل , وقال ما قال .

لقد كانت النبوة فى بنى اسرائيل قاسما مشتركا من الناحية الدينية والسياسية والاجتماعية . وأنبياء هم كانوا يتدخلون فى جميع هذه النواحي , رغم اختلاف دور النبوة ومفهومها من فترة إلى اخرى , ولهذا السبب كان للأنبياء دورا مهما فى حياة بنى اسرائيل . وهناك ايضا أنبياء لم يؤمر بتبليغ رسالة إلى قومه كما لم يذكر فى عداد الرسل , وجاء فى  Egypt.Com - منتدي مصر سورة البقرة )الم تر إلى الملاء من بنى اسرائيل من بعد موسى اذ قالوا لنبي لهم ابعث لنا ملكا نقتل فى سبيل الله قال هل عسيتم إن كتب عليكم القتال إلا تقتلوا ( وهذا النبي هو )صمويل او شمويل( . وقد استخدمت كلمة الأنبياء فى الأغلب بالأنبياء الكبار مثل ارميا , وكذلك استخدمت لغير الأنبياء الكبار )انياء يهوه( بل استعملت كذلك أكثر من مرة للأنبياء الكذبة , وأنبياء بعل , فهم فى الأصل عرا فون ورؤاة فقط . اما ما ورد فى التوراة من إطلاق اسم نبي عليهم فإنما ذلك قد كتب بأيدي سفرة متأخرين , بعد إن نسبت إلى الرائى مميزات جعلته من الأنبياء . ففي الفقرة تشمل الإصحاحين الأول والثاني من سفر الملوك , اذ يرى الباحثون إن هذه الفقرة )ناثان النبي( كانت مكتوبة فى الأصل )ناثان الرائى( . اما سيجال فأنه يصف كل الباحثين بأنهم توهموا واخطأوا , لأنه هناك فرقا بين )الرائى( وبين )النبي( وانه لأفرق بين معنى كل من اللفظين , وهو يعتبر كلاهما يرى الرؤى الإلهية . إن الرائى او النبي هو رجل الله , فهو فم الله يتحدث به , وعلى هذا الأساس فأن موسى وصموئيل او عاموس واشعيا وأمثالهم كان كل منهم رائيا ونبيا معا , بمعنى إن الرائى او النبي هو من يرى ابعد مما يراه الإنسان العادي , لأنه يرى بعض أسرار الإلهية .

ويرى موسكاتى فى كتابه )الحضارات السامية القديمة( إن النبوة كانت فضلا من الله يسبقه على النبي , فهى تأتى على النبي من تلقاء نفسها على غير توقع او رغبة فى كثير من الأحيان , فهى أذن ظاهرة جبرية , وعلى هذا يفسر سباتنينو موسكاتى معنى كلمة )نبي( برجل الله , مثل اليشع مثلا هو )رجل الله( .



يتبع

 

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق