الخميس، 29 سبتمبر 2016

الحديث عن حضارة يهودية خرافة


الحديث عن حضارة يهودية خرافة



وصف الكاتب المصري عبد الوهاب المسيري مؤلف موسوعة (اليهود واليهودية والصهيونية) الحديث عن وجود خصوصية حضارية لليهود بأنه خرافة مشددا على أن ما وصفه بالعدوان الاسرائيلي اليومي على الفلسطينيين يعبر عن يأس الدولة الصهيونية.

وقال لـ «رويترز» : ان من السذاجة افتراض وجود خصوصية تاريخية لليهود نظرا لعدم وجود مشترك تاريخي بين أعضاء الجماعات اليهودية وان أي حديث عن وجود تجانس بين أعضاء الجماعات الدينية اليهودية خرافة ابتدعها الصهاينة والمعادون لليهود واليهودية على حد سواء.



وصدر للمسيري أخيرا عن دار الهلال بالقاهرة كتاب ( التجانس اليهودي والشخصية اليهودية ) في 348 صفحة ويناقش قضايا منها القومية اليهودية بين الوهم والحقيقة وشعب يهودي أم جماعات يهودية والصهيونية.. حركة قومية أم حركة عقارية والتحولات في الشخصية اليهودية وخرافات الهيكل وبين النبوءة الصهيونية والحقيقة الاسرائيلية.

وقال المسيري : ان الكلام عن اقامة دولة للشعبين الفلسطيني والاسرائيلي يحمل قدرا من عدم الدقة فرغم كونه أحد أشكال الاعتراف بوجود شعب فلسطيني فانه يؤكد أيضا وجود شعب يهودي له حقوق في فلسطين المحتلة قبل عام 1948.

وأشار المسيري الى أن البديل هو اقامة دولة واحدة ديمقراطية تضم من يقيمون في هذه الارض.

وقال : ان الصيغة التي يقترحها لن ترضي المتشددين في اسرائيل مرجحا أن تترتب عليها هجرة الاشكيناز اليهود الغربيين من اسرائيل والعيش في الغرب نظرا لكونهم كفاءات علمية ويجيدون عددا من اللغات وينتمون حضاريا الى الثقافة الغربية.

وشدد على أن اسرائيل ليست دولة دينية وانما علمانية تستخدم ديباجات يهودية مثل الممالك الصليبية التي لم تكن مسيحية ولكنها استخدمت ديباجات دينية.

وتساءل : اذا كانت اسرائيل دولة دينية فهل يمكن الاحتكام الى نصوص الدين اليهودي خاصة التي تقول.. لا تقتل؟!

وقال المسيري : ان البديل أمام الفلسطينيين هو الاستمرار في النموذج العسكري الانتفاضي في اشارة الى عدم اتفاقه مع المنادين بعدم عسكرة الانتفاضة التي انطلقت يوم 28 سبتمبر عام 2000. وشدد على وجود أمل في هذه الصيغة رغم العدوان الاسرائيلي الذي يعبر في رأيه عن يأس الدولة الصهيونية.

هذه المعادلة يجب ألا تخضع للحسابات الكمية أو للمقارنة بين القوتين، نموذج الجهاد في الجزائر يعطي أملاً. من كان يتصور أن تتخلى فرنسا عن الجزائر التي أثبتت معركتها انتصار الحق على القوة ولو بعد سنوات من الكفاح..

ووصف اسرائيل بأنها دولة تكتسب شرعيتها وقوتها من خارجها مشددا على أن مواطنيها لا يجمعهم الا كونهم يهودا وأن تاريخ من وصفهم بالجماعات اليهودية لم يسجل أية حركات منظمة للعودة لارض الميعاد. وظل ارتباطهم بالارض أشبه بارتباط المسيحي أو المسلم بأرضه المقدسة.

وقال : ان اليهود تحولوا في العصور الوسطى الى جماعات وظيفية تعمل بالتجارة والربا ، وصاحب زحف الحركات القومية البرجوازية في عصر النهضة انعتاق سياسي لليهود أو منحهم حقوقا سياسية تجعل منهم مواطنين صالحين لهم كل الحقوق وعليهم كل الواجبات.

وأشار الى أن ما وصفه بالانعتاق في بداية عصر الصناعة صاحبته حركة اصلاح واستنارة يهودية للتأقلم مع الاقتصاد الجديد بعد انتهاء عصر الاقطاع بهدف تعميق ولاء اليهودي للوطن الذي يعيش فيه وقصر انتماء اليهودي على الدين وحده.

ونفى المسيري في كتابه وجود ما سماه القومية اليهودية حيث لا توجد في رأيه مقومات موضوعية لهذا المصطلح.

وقال : لعل المقارنة بين يهود الولايات المتحدة ويهود الفلاشاه على سبيل المثال تبين مدى ابتعاد الرؤية الصهيونية عن الواقع. فالاختلافات بينهما في جميع المجالات عميقة وجذرية.

وقال : انه باستثناء الحضارة العبرانية القديمة والثقافة الاسرائيلية الجديدة لا يمكن الحديث عن ثقافة أو حضارة يهودية مستقلة أو شبه مستقلة.

وأضاف : إنه لا يوجد تراث أدبي يهودي مستقل معروف فالادباء اليهود العرب في الجاهلية والاسلام اتبعوا التقاليد الادبية السائدة في عصورهم كما أن ابداع الادباء اليهود في الولايات المتحدة وانجلترا مرتبط بالتراث الذي ينتمون اليه وهذا أمر طبيعي.

وشدد المسيري على أنه لا توجد ثقافة يهودية عالمية مستقلة تحدد وجدان اليهود وسلوكهم وانما هناك ثقافات يهودية مختلفة باختلاف التشكيل الحضاري الذي يوجد اليهود داخله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق