الأربعاء، 28 سبتمبر 2016

مجزرة الأقصى الثانية 1996


مجزرة الأقصى الثانية 1996


أعلنت سلطات الاحتلال الصهيونية الشروع عن عزمها فتح النفق المجاور للحائط الغربي للحرم القدسي الشريف ، قرب باب الغوانمة ، يوم الاثنين 23/9/1996 عشية يوم الغفران اليهودي .
وكان هذا القرار الصهيوني بفتح هذا النفق شرارة كافية لإشعال نار الغضب الفلسطيني ، دفاعاً عن المقدسات ، ومنذ صبـاح الأربعاء 25/9/1996 انطلقت التظاهرات الاحتجاجية والحاشدة في كل أنحاء الضفة الغربية وقطاع غزة استجابة لدعوة حماس بالتصدي ومواجهة الصهاينة ، فخرج الشعب رجالاً ونساء .
فعلى مشارف رام الله اندلعت التظاهرات قرب الحاجز العسكري الإسرائيلي وباشرت قوات الاحتلال بفتح نيران بنادقها بشكل عشوائي على الجموع مما أدى لاستشهاد خمسة مواطنين فلسطينيين ، وقد أصيب 300 فلسطيني بالرصاص .
وفي بيت لحم أصيب ما يربو على الأربعين فلسطينياً عند مسجد يوسف خلال المواجهات .
وعند تمام الساعة السابعة من صباح يوم الخميس 26/9/1996 أخذت جموع طلاب المدارس والشبان بالتوجه نحو مفرق الشهداء في قطاع غزة وإلى معبر إ يريز ، حيث بدأت المواجهات الشرسـة ، وأخذ الشبان يقذفون بالحجارة والعصي والقطع الحديدية والزجاجات الفارغة على جنود الاحتلال الذين ردوا بالرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع .
وأخذ الشبان يتساقطون ، وبدأت حصيلة المواجهات في الارتفاع ، ففي محيط مستوطنة ( كفار داروم ) فتحت القوات الصهيونية والمستوطنون نيرانها باتجاه المتظاهرين العزل ، مما أدى إلى استشهاد ستة مواطنين على الفور، وإصابة ما يزيد على خمسين مواطناً بالأعيرة النيرانية ، وعشرين متظاهراً بالأعيرة المطاطية ، كما أصيب العشرات على إثر استنشاق الغاز المسيل للدموع .
وفي بيت جالا وقع مائة مصاب ، وفي قلقيلية نفس المشهد ، وفي المنطقة الحدودية القريبة من الحدود المصرية الفلسطينية سقط أربعة شهداء ، وأصيب أكثر من ثمانية عشر مواطناً بجراح مختلفة .
وحاصر المواطنون (42) جندياً إسرائيلياً في مزار قبر يوسف في نابلس ، ولم تتمكن الحشود العسكرية الصهيونية البرية أو الجوية إنقاذهم ، غير أن قوات الأمن الفلسطيني حالت دون المتظاهرين والدخول إ ليهم ، في ظل اتفاقيات أوسلو ، وقام رجال الأمن الفلسطينيون بتقديم المرطبات والمياه للجنود اليهود المحاصرين وإعطائهم هواتف محمولة ليتصلوا بأسرهم !!!
وبدأت الشرطة الفلسطينية بإجلاء الجنود المحاصرين بوساطة عربتي نقل جنود مدرعتين وست عربات جيب صهيونية ، وفرضت قوات الأمن الفلسطينية نظام منع التجول في نابلس ، حيث تلقت أمراً من رئيس السلطة لضبط النفس وعدم إطلاق النار !!!
وقد استمرت هذه الانتفاضة ثلاثة أيام 25-27/9/1996 بلياليها ، وأسفرت عن استشهاد أربعين فلسطينياً ، وإصابة مئات منهم بجراح دفاعاً عن القدس والأقصى ، لكنها أثرت إذ أدى ذلك إلى إغلاق النفق ووقف المشروع الصهيوني عند حده .
المجازر الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني ، جواد الحمد ، ص107

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق