الخميس، 29 سبتمبر 2016

من شهداء الانتفاضة


من شهداء الانتفاضة

تحدثت في الحلقة السابقة عن صور مضيئة من صور الانتفاضة الجهادية في فلسطين سنة 1407 وما بعدها .
واليوم أتحدث عن شهيد آخر - نحسبه كذلك والله حسيبه- لا يكاد يبلغ من العمر ستة عشر عاماً استشهد أبوه على أيدي اليهود وعمر الابن هاني محمود أبو حمام تسعة أشهر ، حيث هاجمت قوات اليهود الغاشمة الضالة منزل الأسرة وضربوا الوالد على رأسه ففارق الحياة .
وتعيش أم هاني عيشة صعبة حيث ليس لديها شهادة ولا بيدها مهنة فعملت فرّاشة في المستشفى السويدي لترعى هاني وأختيه ، وتقاسي الأم شدائد حتى كبر هاني وتعلم في مدرسة من المدارس ، لكنه رضع حب الجهاد والشهادة في سبيل الله تعالى .
وفي يوم دعت حماس إلى تصعيد المواجهة مع إخوان القردة والخنازير وكان هاني في بيته يوم الجمعة فاغتسل استعداداً لها ، وحدثت مواجهات بعد صلاة الجمعة كان من نصيب هاني رصاصة في بطنه ، فاستدعى بعض الأهالي سيارة إسعاف إلا أن اليهود منعوا دخولها فحملوه في سيارة خاصة فأوقفها الجيش ، وفي هذه اللحظات الحرجة تصعد روح هاني لبارئها ، وتزفه الحور إلى مضاربها ، أما أمه المسكينة فقد هدتها المفاجأة الصعبة ؛ إذ فقدت وحيدها وعائلها لكن كان الله لها ، وأخذ الشبان الجثة قبل أن يدنسها اليهود ، ونقلوها إلى مخيم الشاطئ – وهو المكان الذي كان يقيم فيه الشهيد في قطاع غزة- وشعارهم : لا إله إلا الله الشهيد حبيب الله ، الله أكبر بالروح بالدم نفديك يا شهيد .
وعلى ذلك سارت الانتفاضة وما بعدها ، حيث قدم الفلسطينيون مئات الشهداء وآلاف الجرحى ، ثم توقفت الانتفاضة لعوامل عديدة لا مجال لذكرها لكن كانت الصدور تغلي بما تغلي به حتى وقعت الانتفاضة الجهادية الأخرى المستمرة إلى هذه الأيام ، وسأفرد إن شاء الله تعالى حلقات في شأنها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق