معجم معارك جهاد الليبين ضد الطليان الفاشست (معركة محروقة)
إخوانى وأخواتى الاعزاء
معركة محروقة 24ـ 12ـ 1913 براك
معركة محروقة في 25 محرم 1321 هــ الموافق 24/12/1913 م " براك "
أخذت هذه المعركة اسمها من المكان الذي وقعت فيه وهو محروقه ، إحدى قرى وادي الشاطئ وتقع إلى الغرب من مدينة براك ، وقد جرت في 25 محرم 1321 هــ الموافق 24/12/1913 م ، بعد معركة أشكده في 13/12/1913 م ، استطاع الايطاليون دخول مدينة براك ثم أخذوا يعدون العدة للسيطرة على كافة مناطق وادي الشاطئ عندها بدأ الشيخ محمد بن عبدالله البوسيفي يجمع المجاهدين ويحرضهم على مقاتلة العدو وعرقلة تقدمه وكان التجمع شرق محروقة ويذكر أحد المجاهدين أن الشيخ محمد بن عبدالله كان يجمع الناس للحرب ويقول :
غنيمة ، غنيمة ، وهو يقصد بها غنيمة الاستشهاد ، وقد بلغ عدد المجاهدين المجتمعين في محروقة ما بين " 600 ـ 900 " مجاهد وكانت المياه متوفرة في "وادي القارة "وكان هناك نظام في الحراسات ومراقبة أوضاع العدو أما بالنسبة للتموين فكان لكل مجاهد تموينه الخاص به ، وهو عبارة عن التمر والدقيق والسلاح المستعمل كان أغلبه يتكون من بنادق موزر وسلطاني وأبو صوانة وأبو زرار وأبو قوس كما يسميها المجاهدون .
كان العقيد مياني قائد الحملة الايطالية على الجنوب الليبي يرى أن هذه المعركة هي التي ستقرر مصير الطرفين ومصالحهما بحيث لو تم له الانتصار فلن يتوقف في مسيرته إلا بعد إخضاعه لكل الجنوب الليبي ، وهذا هدفه من هذه الحملة ، فنلاحظ أن المجاهدين بقيادة محمد بن عبدالله يقفون حجر عثرة في طريق هذه الحملة ويعلنون بإصرار مقاومتهم للاستعمار الايطالي بالرغم من قلة التموين والعتاد .
تحرك العقيد مياني من براك بقوة تتألف من 775 بندقية و 12 قطعة مدفعية ورشاشتين بعد أن ترك قوة احتياطية في براك خوفا من هجومات المجاهدين الخاطفة ، وكان يعتقد بأن الفرقة أخذت تدب في صفوف المجاهدين وأن القضاء عليهم حسب اعتقاده أصبح سهلا ، وخاصة بعد خسارتهم في معركتي الشب وأشكده ونزلت قواة مياني " بعوينة الديس " القريبة من إقار ، وقد علمت بهم فرقة استطلاع المجاهدين وكان اللقاء " بالوادي الغارق " جنوب شرقي " قارة محروقة " وكانت خطة المجاهدين أن ينقسموا إلى تشكلين ، تشكليه تتخذ مواقعها على " القارة " بقيادة ابوبكر قرزه وتشكليه تتمركز في " الرملة " بقيادة محمد بن عبدالله البوسيفي ، ليبقى المكان الذي سيمر به الايطاليون محصورا بين التشكيلتين ، إلا أن خلافا حدث بين المجاهدين حول تحديد من يبقي في " القارة " ومن يذهب إلى نقطة الدفاع الأخرى في " الرملة " وذلك لعدم وجود المياه بهذا الموقع وصعوبة التنقل والحركة بها باعتبارها منطقة رملية ، كما أن من سيكون بها سيكون هدفا سهلا للعدو لأنها منطقة مكشوفة ، وعلى هذا الأساس لم تنفذ الخطة ، وصمم المجاهدون على ملاقاة العدو في " الوادي الغارق " كما سبق ذلك اقتراح الهجوم على القوات الايطالية ليلا ، ولكن قوبل بالرفض من قبل الشيخ محمد بن عبدالله بحجة أن القوات الايطالية بها عدد كبير من المسلمين المجندين إلى هذه القوات قسرا ليمنحهم الفرصة للنجاة والعودة للمجاهدين بالإضافة إلى أن بعض المجاهدين وجد أن الهجوم الليلي قد يؤدي إلى إرعاب الناس والأطفال الموجودين باقار وبذلك كان الصدام في الصباح الباكر حيث كانت القوات الايطالية قد اتخذت استحكاماتها على المرتفع " القارة " وتمركز المجاهدون في الناحية الغربية من الوادي ، وبدأ الهجوم من الجانب الايطالي ولكنهم كي يؤثروا في المجاهدين أو يزعزعوهم من أماكنهم لجأو للخداع والمراوغة بحيث تظاهروا بالهزيمة أمام المجاهدين وبدأوا بالانسحاب تاركين وراءهم بعض الرشاشات وبالفعل فقد نجح العدو في تلك الخدعة ، حيث لحق بهم المجاهدون متخلين عن أماكنهم الحصينة ، وكانت النتيجة سقوط كثير من الشهداء وعلى رأسهم قائد المجاهدين محمد بن عبدالله البوسيفي بعدها انسحب المجاهدون نحو الزلاف وكان معهم المجاهد ابوبكر قرزه .
المصدر
مجلة الشهيد يصدرها مركز جهاد الليبيين للدراسات التاريخية العدد التاسع أكتوبر 1988 م
المحروقة : بلدة بوادي الشاطئ بمنطقة فزان جنوبي ليبيا
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
إخوانى وأخواتى الاعزاء
معركة محروقة 24ـ 12ـ 1913 براك
معركة محروقة في 25 محرم 1321 هــ الموافق 24/12/1913 م " براك "
أخذت هذه المعركة اسمها من المكان الذي وقعت فيه وهو محروقه ، إحدى قرى وادي الشاطئ وتقع إلى الغرب من مدينة براك ، وقد جرت في 25 محرم 1321 هــ الموافق 24/12/1913 م ، بعد معركة أشكده في 13/12/1913 م ، استطاع الايطاليون دخول مدينة براك ثم أخذوا يعدون العدة للسيطرة على كافة مناطق وادي الشاطئ عندها بدأ الشيخ محمد بن عبدالله البوسيفي يجمع المجاهدين ويحرضهم على مقاتلة العدو وعرقلة تقدمه وكان التجمع شرق محروقة ويذكر أحد المجاهدين أن الشيخ محمد بن عبدالله كان يجمع الناس للحرب ويقول :
غنيمة ، غنيمة ، وهو يقصد بها غنيمة الاستشهاد ، وقد بلغ عدد المجاهدين المجتمعين في محروقة ما بين " 600 ـ 900 " مجاهد وكانت المياه متوفرة في "وادي القارة "وكان هناك نظام في الحراسات ومراقبة أوضاع العدو أما بالنسبة للتموين فكان لكل مجاهد تموينه الخاص به ، وهو عبارة عن التمر والدقيق والسلاح المستعمل كان أغلبه يتكون من بنادق موزر وسلطاني وأبو صوانة وأبو زرار وأبو قوس كما يسميها المجاهدون .
كان العقيد مياني قائد الحملة الايطالية على الجنوب الليبي يرى أن هذه المعركة هي التي ستقرر مصير الطرفين ومصالحهما بحيث لو تم له الانتصار فلن يتوقف في مسيرته إلا بعد إخضاعه لكل الجنوب الليبي ، وهذا هدفه من هذه الحملة ، فنلاحظ أن المجاهدين بقيادة محمد بن عبدالله يقفون حجر عثرة في طريق هذه الحملة ويعلنون بإصرار مقاومتهم للاستعمار الايطالي بالرغم من قلة التموين والعتاد .
تحرك العقيد مياني من براك بقوة تتألف من 775 بندقية و 12 قطعة مدفعية ورشاشتين بعد أن ترك قوة احتياطية في براك خوفا من هجومات المجاهدين الخاطفة ، وكان يعتقد بأن الفرقة أخذت تدب في صفوف المجاهدين وأن القضاء عليهم حسب اعتقاده أصبح سهلا ، وخاصة بعد خسارتهم في معركتي الشب وأشكده ونزلت قواة مياني " بعوينة الديس " القريبة من إقار ، وقد علمت بهم فرقة استطلاع المجاهدين وكان اللقاء " بالوادي الغارق " جنوب شرقي " قارة محروقة " وكانت خطة المجاهدين أن ينقسموا إلى تشكلين ، تشكليه تتخذ مواقعها على " القارة " بقيادة ابوبكر قرزه وتشكليه تتمركز في " الرملة " بقيادة محمد بن عبدالله البوسيفي ، ليبقى المكان الذي سيمر به الايطاليون محصورا بين التشكيلتين ، إلا أن خلافا حدث بين المجاهدين حول تحديد من يبقي في " القارة " ومن يذهب إلى نقطة الدفاع الأخرى في " الرملة " وذلك لعدم وجود المياه بهذا الموقع وصعوبة التنقل والحركة بها باعتبارها منطقة رملية ، كما أن من سيكون بها سيكون هدفا سهلا للعدو لأنها منطقة مكشوفة ، وعلى هذا الأساس لم تنفذ الخطة ، وصمم المجاهدون على ملاقاة العدو في " الوادي الغارق " كما سبق ذلك اقتراح الهجوم على القوات الايطالية ليلا ، ولكن قوبل بالرفض من قبل الشيخ محمد بن عبدالله بحجة أن القوات الايطالية بها عدد كبير من المسلمين المجندين إلى هذه القوات قسرا ليمنحهم الفرصة للنجاة والعودة للمجاهدين بالإضافة إلى أن بعض المجاهدين وجد أن الهجوم الليلي قد يؤدي إلى إرعاب الناس والأطفال الموجودين باقار وبذلك كان الصدام في الصباح الباكر حيث كانت القوات الايطالية قد اتخذت استحكاماتها على المرتفع " القارة " وتمركز المجاهدون في الناحية الغربية من الوادي ، وبدأ الهجوم من الجانب الايطالي ولكنهم كي يؤثروا في المجاهدين أو يزعزعوهم من أماكنهم لجأو للخداع والمراوغة بحيث تظاهروا بالهزيمة أمام المجاهدين وبدأوا بالانسحاب تاركين وراءهم بعض الرشاشات وبالفعل فقد نجح العدو في تلك الخدعة ، حيث لحق بهم المجاهدون متخلين عن أماكنهم الحصينة ، وكانت النتيجة سقوط كثير من الشهداء وعلى رأسهم قائد المجاهدين محمد بن عبدالله البوسيفي بعدها انسحب المجاهدون نحو الزلاف وكان معهم المجاهد ابوبكر قرزه .
المصدر
مجلة الشهيد يصدرها مركز جهاد الليبيين للدراسات التاريخية العدد التاسع أكتوبر 1988 م
المحروقة : بلدة بوادي الشاطئ بمنطقة فزان جنوبي ليبيا
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق