معجم معارك جهاد الليبين ضد الطليان الفاشست (معركة بئر تارسين)
إخوانى وأخواتى الاعزاء
معركة بئر تارسين 26 ـ 5 ـ 1925 م
معركة بئر تارسين 26 مايو 1925 م
يقع بئر تارسين إلى الجنوب من غريان بحوالي 100 كم وهو موقع متقدم من مواقع الايطاليين في الجبل الغربي عام 1925 م وكانت مهمة هذا الموقع السيطرة على مزارع القمح والشعير لمنع المجاهدين من الوصول إليهما وبالتالي تجويعهم
اجتمع بعض زعماء المجاهدين المتواجدين في القبلة وكان من بينهم الفقي التاغمي من يفرن وساسي دغيم من الاصابعة بالإضافة إلى زعماء آخرين من أولاد يوسف والمشاشية وقواليش وصيعان وجفافر ومقارحة وغريان والزاوية وقرروا مهاجمة القوات الايطالية المتواجدة في بئر تارسين وعلى ضوء ذلك وضع القائد امحمد بن بشير البوسيفي من أولاد بوسيف خطة لتنفيذ العملية تكون من ركنين أساسين
أولا : إبلاغ سكان نسمة ورأس الطيب على ما تقوم به تجمعات المجاهدين ودعوتهم للمشاركة في الهجوم على الايطاليين المتواجدين في بئر تارسين
ولكن كيف يتم ذلك والقوات الايطالية تجوب المنطقة ؟
إذن لابد من تضحية يقوم بها احد المجاهدين لهذا كلف المجاهد موسى الفقهي بالاتجاه إلى نسمة ورأس الطبل على أن يكون حذرا فلا يبوح بأية كلمة ولو أدى الأمر إلى استشهاده فما كان من هذا المجاهد إلا أن نفذ ما طلب منه ودخل المنطقتين بحجة أنه يبحث عن جمل ضاع منه في هذه الأودية
وعندما التقي بمن يثق فيهم أخبرهم بأن القائد امحمد بن بشير البوسيفي يدعوهم للجهاد المقدس وان مكان اللقاء في بئر بوزاوية بمعطولة فما كان من هؤلاء إلا أن لبوا الطلب
ثانيا : إرسال فرقة استطلاع مكونة من أربعة أشخاص
وبعد اجتماع فرقة الاستطلاع قرروا أن ينقسموا إلى قسمين كل قسم يتجه إلى مكان معين على أن يلتقوا في صهريج احفير يقع قرب بئر تارسين ليلا وهكذا تمت الخطة دون أن يشعر بهم العدو
ولما اجتمعوا بعد عملية الاستطلاع الأولى وإخبار كل منهم بما رأى وسمع كرروا عملية الاستطلاع مرة أخرى حتى يتأكدوا من صحة ما شهدوه لمعرفة مدى انتباه العدو لتحركاتهم فوجدوا العدو ما زال باقيا في مكانه وهو دليل على أنه لم يعلم بقدومهم لهذا رجعوا إلى إخوانهم وأخبروهم بأحوال العدو وعلى الفور قام القائد امحمد بن بشير برسم خطة الهجوم يساعده عبدالكريم الجعافري وبلعيد كرم وفي هذا الوقت وصلت أعداد من المجاهدين من نسمة ورأس الطبل فارتفع عدد المجاهدين إلى أربعمائة مجاهد
خطــة المعركــة
أولا : القضاء على مراكز تجمع العدو في الجبهة الجنوبية الشرقية من شعبة أم الكيفان حيث مركز تقلهم
ثانيا : بعد إتمام العملية بنجاح يكلف فريق من المجاهدين بمحاصرة الحصن الذي به مقر قيادة العدو جنوب بئر تارسين من جهة الشرق على أن يواصل الباقون زحفهم نحو الشمال حيث منابع المياه
وبعد تشكيل القوات التي ستتجه إلى المنطقة الجنوبية والشرقية والغربية رؤى تشكيل مجموعة أخرى من المجاهدين لتحتل المنطقة الشمالية نظرا لأهميتها لوجود منابع المياه كما كلفت مجموعة من المجاهدين بإقفال الطريق أمام كل من يحاول الفرار من الأعداء كما بلغت المجموعة المتجهة ناحية الشرق والغرب والجنوب بعدم إطلاق النار حتى تصل المجموعة المتجهة ناحية الشمال
المعـــركــــــة
بعد أن حط المجاهدون رحالهم قرب مكان المعركة وكلفوا خمسين مجاهدا لحراستها اتجه الباقون إلى أماكن تجمعات العدو حسبما رسمت لهم الخطة
وفي الساعة الرابعة صباحا التقوا بمجموعة من فرقة الاستطلاع التابعة للعدو فأبادوها وبذلك حققوا جزءا من الانتصار ولإحكام عنصر المفاجأة لقوات العدو لم تستخدم الخيول في بداية المعركة
اتجه المجاهدون ناحية شعبة أم الكيفان حول بئر تارسين وهو منخفض يمتد من الجنوب الشرقي ألي الشمال الغربي وتوجد فيه ربوة عالية وبعد وصول المجاهدين انقسموا حسب الخطة إلى ثلاث مجموعات
الأولى من الشرق والثانية من الوسط والثالثة من الغرب
تحت قيادة ابراهيم بن عبدالكريم وبلعيد بن مسعود كرم والرئيس الأعلى امحمد بن بشير البوسيفي
وكانت المجموعة المتجهة ناحية الجنوب الشرقي أكثر المجموعات عددا حيث كلفت بتطويق مركز تجمع العدو ومخازن ذخيرته وتموينه كما انطلقت منهم مجموعة ناحية الشمال الشرقي لتحتل بدورها منابع المياه التي تقع في شمال الربوة وانطلقت المجموعة الثالثة ناحية الغرب ثم تغير سيرها ناحية الشمال لتلتقي بالمجموعة التي كلفت باحتلال مناطق المياه
وعندما اكتمل تنفيذ الخطة أعطت الأوامر بإطلاق النار فصوبت البنادق تجاه قوات العدو
وكان ذلك في يوم 26 من مايو 1925 م حيث كانت فترة الصباح هي الفترة الحاسمة لتلاحم الطرفين في معركة حامية الوطيس واستمرت المعركة ثلاث عشرة ساعة انهزم العدو فيها شر هزيمة فلقد قتل وجرح أكثر ضباطه وجنوده منهم 125 جنديا وثلاث ضباط وغنيمة 14 بغلا و 13 حصانا و 100 بندقية وعدد من صناديق الذخيرة و 40 كيسا من السميد وعدد من أكياس القصب وأخرى من الدقيق بالإضافة إلى صناديق الزيت واثنين من الإبل هذا إلى جانب أعداد كبيرة من السروج ومن جانب المجاهدين استشهد ثلاثة عشر مجاهدا وجرح 23 مجاهدا
وبعد انتهاء المعركة ورجوع المجاهدين إلى مضاربهم قسمت الغنائم بالتساوي على الراكبين والراجلين وعائلات الشهداء حيث قسمها امحمد بن بشير بنفسه
وعندما هدأت المنطقة ظن المجاهدون أن جنود العدو قد أفنوا على بكرة أبيهم لهذا تفرغوا لدفن شهدائهم وتضميد جرحاهم على أن يبقى لمراقبة المنطقة مجموعة من الجعافرة أولاد بوسيف ومعهم امحمد السوداني وطيلة فترة المراقبة لم يتحرك أحد إلا انه بعد حلول الظلام تسلل بعض جنود العدو المختبئين تحت الصخور ولاذوا بالفرار حاملين معهم ضابطا مجروحا إلى الحاميات الموجودة في بني وليد فنجا من الأعداء حوالي 25 جنديا من بينهم الضابط المجروح
وبهذه المناسبة قال الشاعر
الحرب كله فات علينا
ناس القبلة كملنا فيه
والطليان ظهر علينا
نهار تارسين يقول بيه
رديناه وولى علينا
بن بشير يهشم فيه
بضراري تضرب بالقوة
وترد فيه على تليه
وبالختام / كلمة حق ، وتحية ، وشكر
من نادي الطفل والأسرة إلي جميع الإخوة إدارة وموظفين وعلى رأسهم الدكتور محمد الطاهر الجراري بمركز دراسة جهاد الليبيين ضد الغزو الايطالي
في معاملتهم لنا ووقوفهم وتعاونهم وتزويدنا بالمعلومات والمساهمة في تكوين مكتبة النادي
فحقا تحية لهذه الإدارة النموذجية في ليبيا وهذا ما لمسناه من خلال حسن استقبال ومعاملة واهتمام وتجاوب يستحقوا عليه التقدير وهذا ما يلاحظه من يزروه بداية من مدخله
فمزيدا من التقدم
المصدر
حركة الجهاد العربي الليبي ـ سلسلة الدراسات التاريحية 37
منشورات جهاد الليبيين للدراسات التاريخية
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
إخوانى وأخواتى الاعزاء
معركة بئر تارسين 26 ـ 5 ـ 1925 م
معركة بئر تارسين 26 مايو 1925 م
يقع بئر تارسين إلى الجنوب من غريان بحوالي 100 كم وهو موقع متقدم من مواقع الايطاليين في الجبل الغربي عام 1925 م وكانت مهمة هذا الموقع السيطرة على مزارع القمح والشعير لمنع المجاهدين من الوصول إليهما وبالتالي تجويعهم
اجتمع بعض زعماء المجاهدين المتواجدين في القبلة وكان من بينهم الفقي التاغمي من يفرن وساسي دغيم من الاصابعة بالإضافة إلى زعماء آخرين من أولاد يوسف والمشاشية وقواليش وصيعان وجفافر ومقارحة وغريان والزاوية وقرروا مهاجمة القوات الايطالية المتواجدة في بئر تارسين وعلى ضوء ذلك وضع القائد امحمد بن بشير البوسيفي من أولاد بوسيف خطة لتنفيذ العملية تكون من ركنين أساسين
أولا : إبلاغ سكان نسمة ورأس الطيب على ما تقوم به تجمعات المجاهدين ودعوتهم للمشاركة في الهجوم على الايطاليين المتواجدين في بئر تارسين
ولكن كيف يتم ذلك والقوات الايطالية تجوب المنطقة ؟
إذن لابد من تضحية يقوم بها احد المجاهدين لهذا كلف المجاهد موسى الفقهي بالاتجاه إلى نسمة ورأس الطبل على أن يكون حذرا فلا يبوح بأية كلمة ولو أدى الأمر إلى استشهاده فما كان من هذا المجاهد إلا أن نفذ ما طلب منه ودخل المنطقتين بحجة أنه يبحث عن جمل ضاع منه في هذه الأودية
وعندما التقي بمن يثق فيهم أخبرهم بأن القائد امحمد بن بشير البوسيفي يدعوهم للجهاد المقدس وان مكان اللقاء في بئر بوزاوية بمعطولة فما كان من هؤلاء إلا أن لبوا الطلب
ثانيا : إرسال فرقة استطلاع مكونة من أربعة أشخاص
وبعد اجتماع فرقة الاستطلاع قرروا أن ينقسموا إلى قسمين كل قسم يتجه إلى مكان معين على أن يلتقوا في صهريج احفير يقع قرب بئر تارسين ليلا وهكذا تمت الخطة دون أن يشعر بهم العدو
ولما اجتمعوا بعد عملية الاستطلاع الأولى وإخبار كل منهم بما رأى وسمع كرروا عملية الاستطلاع مرة أخرى حتى يتأكدوا من صحة ما شهدوه لمعرفة مدى انتباه العدو لتحركاتهم فوجدوا العدو ما زال باقيا في مكانه وهو دليل على أنه لم يعلم بقدومهم لهذا رجعوا إلى إخوانهم وأخبروهم بأحوال العدو وعلى الفور قام القائد امحمد بن بشير برسم خطة الهجوم يساعده عبدالكريم الجعافري وبلعيد كرم وفي هذا الوقت وصلت أعداد من المجاهدين من نسمة ورأس الطبل فارتفع عدد المجاهدين إلى أربعمائة مجاهد
خطــة المعركــة
أولا : القضاء على مراكز تجمع العدو في الجبهة الجنوبية الشرقية من شعبة أم الكيفان حيث مركز تقلهم
ثانيا : بعد إتمام العملية بنجاح يكلف فريق من المجاهدين بمحاصرة الحصن الذي به مقر قيادة العدو جنوب بئر تارسين من جهة الشرق على أن يواصل الباقون زحفهم نحو الشمال حيث منابع المياه
وبعد تشكيل القوات التي ستتجه إلى المنطقة الجنوبية والشرقية والغربية رؤى تشكيل مجموعة أخرى من المجاهدين لتحتل المنطقة الشمالية نظرا لأهميتها لوجود منابع المياه كما كلفت مجموعة من المجاهدين بإقفال الطريق أمام كل من يحاول الفرار من الأعداء كما بلغت المجموعة المتجهة ناحية الشرق والغرب والجنوب بعدم إطلاق النار حتى تصل المجموعة المتجهة ناحية الشمال
المعـــركــــــة
بعد أن حط المجاهدون رحالهم قرب مكان المعركة وكلفوا خمسين مجاهدا لحراستها اتجه الباقون إلى أماكن تجمعات العدو حسبما رسمت لهم الخطة
وفي الساعة الرابعة صباحا التقوا بمجموعة من فرقة الاستطلاع التابعة للعدو فأبادوها وبذلك حققوا جزءا من الانتصار ولإحكام عنصر المفاجأة لقوات العدو لم تستخدم الخيول في بداية المعركة
اتجه المجاهدون ناحية شعبة أم الكيفان حول بئر تارسين وهو منخفض يمتد من الجنوب الشرقي ألي الشمال الغربي وتوجد فيه ربوة عالية وبعد وصول المجاهدين انقسموا حسب الخطة إلى ثلاث مجموعات
الأولى من الشرق والثانية من الوسط والثالثة من الغرب
تحت قيادة ابراهيم بن عبدالكريم وبلعيد بن مسعود كرم والرئيس الأعلى امحمد بن بشير البوسيفي
وكانت المجموعة المتجهة ناحية الجنوب الشرقي أكثر المجموعات عددا حيث كلفت بتطويق مركز تجمع العدو ومخازن ذخيرته وتموينه كما انطلقت منهم مجموعة ناحية الشمال الشرقي لتحتل بدورها منابع المياه التي تقع في شمال الربوة وانطلقت المجموعة الثالثة ناحية الغرب ثم تغير سيرها ناحية الشمال لتلتقي بالمجموعة التي كلفت باحتلال مناطق المياه
وعندما اكتمل تنفيذ الخطة أعطت الأوامر بإطلاق النار فصوبت البنادق تجاه قوات العدو
وكان ذلك في يوم 26 من مايو 1925 م حيث كانت فترة الصباح هي الفترة الحاسمة لتلاحم الطرفين في معركة حامية الوطيس واستمرت المعركة ثلاث عشرة ساعة انهزم العدو فيها شر هزيمة فلقد قتل وجرح أكثر ضباطه وجنوده منهم 125 جنديا وثلاث ضباط وغنيمة 14 بغلا و 13 حصانا و 100 بندقية وعدد من صناديق الذخيرة و 40 كيسا من السميد وعدد من أكياس القصب وأخرى من الدقيق بالإضافة إلى صناديق الزيت واثنين من الإبل هذا إلى جانب أعداد كبيرة من السروج ومن جانب المجاهدين استشهد ثلاثة عشر مجاهدا وجرح 23 مجاهدا
وبعد انتهاء المعركة ورجوع المجاهدين إلى مضاربهم قسمت الغنائم بالتساوي على الراكبين والراجلين وعائلات الشهداء حيث قسمها امحمد بن بشير بنفسه
وعندما هدأت المنطقة ظن المجاهدون أن جنود العدو قد أفنوا على بكرة أبيهم لهذا تفرغوا لدفن شهدائهم وتضميد جرحاهم على أن يبقى لمراقبة المنطقة مجموعة من الجعافرة أولاد بوسيف ومعهم امحمد السوداني وطيلة فترة المراقبة لم يتحرك أحد إلا انه بعد حلول الظلام تسلل بعض جنود العدو المختبئين تحت الصخور ولاذوا بالفرار حاملين معهم ضابطا مجروحا إلى الحاميات الموجودة في بني وليد فنجا من الأعداء حوالي 25 جنديا من بينهم الضابط المجروح
وبهذه المناسبة قال الشاعر
الحرب كله فات علينا
ناس القبلة كملنا فيه
والطليان ظهر علينا
نهار تارسين يقول بيه
رديناه وولى علينا
بن بشير يهشم فيه
بضراري تضرب بالقوة
وترد فيه على تليه
وبالختام / كلمة حق ، وتحية ، وشكر
من نادي الطفل والأسرة إلي جميع الإخوة إدارة وموظفين وعلى رأسهم الدكتور محمد الطاهر الجراري بمركز دراسة جهاد الليبيين ضد الغزو الايطالي
في معاملتهم لنا ووقوفهم وتعاونهم وتزويدنا بالمعلومات والمساهمة في تكوين مكتبة النادي
فحقا تحية لهذه الإدارة النموذجية في ليبيا وهذا ما لمسناه من خلال حسن استقبال ومعاملة واهتمام وتجاوب يستحقوا عليه التقدير وهذا ما يلاحظه من يزروه بداية من مدخله
فمزيدا من التقدم
المصدر
حركة الجهاد العربي الليبي ـ سلسلة الدراسات التاريحية 37
منشورات جهاد الليبيين للدراسات التاريخية
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق