معجم معارك جهاد الليبين ضد الطليان الفاشست(معركة القاهرة)
إخوانى وأخواتى الاعزاء
معركة القاهرة 27 ـ 11ـ 1914 سبها
المقدمة :
تتكون مدينة سبها من ثلاث قرى : إحداها القاهرة ، وقد اتخذ الطليان منها حصنا بعد احتلال فزان للدفاع عن سبها ، وأحاطوها بسياج من المدافع والأسلاك الشائكة حتى أصبحت جد منيعة ، واتخذوها مستودعا حربيا ، وكان رئيس الغزاة عليها الشيخ سالم بن عبد النبي ، وكان مع السيد محمد بن عبد الله ، وبعد موته التجأ هو ومن معه من الزنتان إلى نواحي الرملة الغربية ، وبقوا يتنقلون هناك إلى أن سنحت لهم الفرصة وهاجموا القاهرة وطردوا منها الطليان وغنموا فيها أسلحة وأرزاقا كثيرة .
بداية المعركة :
صبحوا القاهرة يوم 27من نوفمبر سنة 1914 . وكان يوما أغرّ هبت فيه ريح النصر على جماعة الطرابلسيين ، فاقتلعوا منها جذور الطليان ، وكانت لهم فيها جولة ما زلنا نذكرها لهم بالفخر والإعجاب ، وكان محمد العابد السنوسي موجودا في ناحية فزان ، فاتصل بالمجاهدين بواسطة المهدي السني ، وأخذ منهم بعض الغنائم .
أثر سقوط القاهرة :
كان لسقوط القاهرة أثر حميد في نفوس سكان المناطق الجنوبية . ورأوا في اقتراب إخوانهم منهم واستيلائهم على القاهرة مشجعا على الثورة ، وسرى هذا الخبر في جميع أنحاء فزان ، فثار كل من أمكنته الثورة ، وحاصروا مراكز الطليان . وابتدأ الدور الثاني من الجهاد يشق طريقه إلى أم الوطن وما حواليها لاستئتاف حلقة ثانية كان سببها هذا النصر المؤزر الذي أحرزته تلك العصابة المباركة - عصابة سالم بن عبد النبي ومن معه - من بقية أنصار السيد محمد بن عبد الله البوسيفي عليه رحمة الله . وقد اتجأت هذه العصابة إلى الرملة وصارت مأوى لكل محب للجهاد حتى كثروا ، وكان لهم هذا الأثر المحمود .
الثورة :
بعد سقوط القاهرة سقطت أوباري ، واندلعت الثورة في فزان ، وأحيط بالطليان في مراكزهم ، وعجزت القيادة الإيطالية عن إخمادها ، فلم يبق أمام الكولونيل إمياني - وهو القائد الأعلى للجيوش الإيطالية في الجنوب - إلا الانسحاب . ولكن كيف يكون ذلك وبينه وبين محل النجاة نحو ألف كيلو متر ؟ ولكنه أولى له من الاستسلام للموت ونجاة بعض الجيش خير من تعريضه للفناء كله .
وكان إمياني يقيم في مرزق عاصمة فزان ، فانسحب هو وبعض الضباط في يوم 10 من ديسمبر سنة 1914 "في ست سيارات" وحمل معه فيها ما خف حمله وغلا ثمنه . وقد انضم الطليان الذين كانوا معه إلى سوكنة ليتقووا بإخوانهم هناك . ودخل هو الصحراء ناجيا بنفسه مع من معه لا يلوي على شيء تاركا وراءه كل شيء ، حتى وصل مصراتة يوم 25 من ديسمبر سنة 1914 . وخرج الطليان من غات وتركوا كل ما فيها ، وخرجوا من الجفرة في 27 من يناير سنة 1915 . وبخروجهم من الجفرة خلت الجهات الجنوبية كلها منهم ، وبقيت مراكزهم في سرت ، وبونجيم ، وبني وليد ، ومزدة ، وما دونها من المراكز الشمالية إلى طرابلس . وبقوا كذلك في الجبل ، ونالوت ، وسيناون ، وغدامس .
.............
?القاهرة ربوة عالية في مدينة سبها ، وفي رأسها قصر قديم وفيه بئر ، ويقال إنها كانت في التاريخ القديم مقر ابن جهيم وابن المنتصر .
جهاد الأبطال في طرابلس الغرب . الطاهر الزاوي
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
إخوانى وأخواتى الاعزاء
معركة القاهرة 27 ـ 11ـ 1914 سبها
المقدمة :
تتكون مدينة سبها من ثلاث قرى : إحداها القاهرة ، وقد اتخذ الطليان منها حصنا بعد احتلال فزان للدفاع عن سبها ، وأحاطوها بسياج من المدافع والأسلاك الشائكة حتى أصبحت جد منيعة ، واتخذوها مستودعا حربيا ، وكان رئيس الغزاة عليها الشيخ سالم بن عبد النبي ، وكان مع السيد محمد بن عبد الله ، وبعد موته التجأ هو ومن معه من الزنتان إلى نواحي الرملة الغربية ، وبقوا يتنقلون هناك إلى أن سنحت لهم الفرصة وهاجموا القاهرة وطردوا منها الطليان وغنموا فيها أسلحة وأرزاقا كثيرة .
بداية المعركة :
صبحوا القاهرة يوم 27من نوفمبر سنة 1914 . وكان يوما أغرّ هبت فيه ريح النصر على جماعة الطرابلسيين ، فاقتلعوا منها جذور الطليان ، وكانت لهم فيها جولة ما زلنا نذكرها لهم بالفخر والإعجاب ، وكان محمد العابد السنوسي موجودا في ناحية فزان ، فاتصل بالمجاهدين بواسطة المهدي السني ، وأخذ منهم بعض الغنائم .
أثر سقوط القاهرة :
كان لسقوط القاهرة أثر حميد في نفوس سكان المناطق الجنوبية . ورأوا في اقتراب إخوانهم منهم واستيلائهم على القاهرة مشجعا على الثورة ، وسرى هذا الخبر في جميع أنحاء فزان ، فثار كل من أمكنته الثورة ، وحاصروا مراكز الطليان . وابتدأ الدور الثاني من الجهاد يشق طريقه إلى أم الوطن وما حواليها لاستئتاف حلقة ثانية كان سببها هذا النصر المؤزر الذي أحرزته تلك العصابة المباركة - عصابة سالم بن عبد النبي ومن معه - من بقية أنصار السيد محمد بن عبد الله البوسيفي عليه رحمة الله . وقد اتجأت هذه العصابة إلى الرملة وصارت مأوى لكل محب للجهاد حتى كثروا ، وكان لهم هذا الأثر المحمود .
الثورة :
بعد سقوط القاهرة سقطت أوباري ، واندلعت الثورة في فزان ، وأحيط بالطليان في مراكزهم ، وعجزت القيادة الإيطالية عن إخمادها ، فلم يبق أمام الكولونيل إمياني - وهو القائد الأعلى للجيوش الإيطالية في الجنوب - إلا الانسحاب . ولكن كيف يكون ذلك وبينه وبين محل النجاة نحو ألف كيلو متر ؟ ولكنه أولى له من الاستسلام للموت ونجاة بعض الجيش خير من تعريضه للفناء كله .
وكان إمياني يقيم في مرزق عاصمة فزان ، فانسحب هو وبعض الضباط في يوم 10 من ديسمبر سنة 1914 "في ست سيارات" وحمل معه فيها ما خف حمله وغلا ثمنه . وقد انضم الطليان الذين كانوا معه إلى سوكنة ليتقووا بإخوانهم هناك . ودخل هو الصحراء ناجيا بنفسه مع من معه لا يلوي على شيء تاركا وراءه كل شيء ، حتى وصل مصراتة يوم 25 من ديسمبر سنة 1914 . وخرج الطليان من غات وتركوا كل ما فيها ، وخرجوا من الجفرة في 27 من يناير سنة 1915 . وبخروجهم من الجفرة خلت الجهات الجنوبية كلها منهم ، وبقيت مراكزهم في سرت ، وبونجيم ، وبني وليد ، ومزدة ، وما دونها من المراكز الشمالية إلى طرابلس . وبقوا كذلك في الجبل ، ونالوت ، وسيناون ، وغدامس .
.............
?القاهرة ربوة عالية في مدينة سبها ، وفي رأسها قصر قديم وفيه بئر ، ويقال إنها كانت في التاريخ القديم مقر ابن جهيم وابن المنتصر .
جهاد الأبطال في طرابلس الغرب . الطاهر الزاوي
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق