ديكتاتورية من رحم الديمقراطية1
يحدثنا التاريخ عن حادثة مدفونة في التاريخ القديم قبل ميلاد المسيح عليه السلام ، عن دولة كانت جمهورية في زمن لم تعرف فيه الدويلات سوى أحكام العشائر و تقاليد القبائل ، يحدثنا عن مكان اسمه " كوريا جوليا " اجتمع فيه نخبة الشعب الروماني و قرروا أن تكون السلطة بالإنتخاب بعد اسقاط الملكية ، ليكتب التاريخ في صفحاته عن امبراطورية و لكن ديمقراطية .
بسطت الامبراطورية الرومانية سلطتها على بلاد أوروبا و توسعت نحو آسيا في واحدة من أكبر الرقع التي شملتها طوال تاريخها ، و رغم ذلك كانت هذه الامبراطورية تقاد من مجلس الشيوخ في روما الإيطالية ، هؤلاء الشيوخ كانوا يصلون للكوريا جوليا بالإنتخاب من قِبل الشعب الروماني في نظام بديع لم يسمح لأحد فيه بالبروز أبدًا ، فقد كان الحكم مشتركًا بين المنتخبين لا يعترف بسلطة أحد على آخر خارج الحدود المتعارف عليها .
وفرت هذه القيادة لهذه الامبراطورية جوًا جعل من بعض العائلات ترى في مجلس الشيوخ حقًا مكتسبا لها فهي تتوارث الكراسي فيه اعتمادا على ارثها السياسي و المالي و الاجتماعي ، و ساهمت الوفرة الاقتصادية التي شهدتها روما بسبب التوسع الكبير في الفتوحات العسكرية الناجحة في بلاد الغال و اليونان و آسيا و غيرها في رفع المستوى المعيشي للرومان بدرجة كبيرة حتى تحولت روما لقبلة الأرض وقتها ، و من هنا بدأت الحكاية .
كانت الفتوحات التي تحدث لبلدان تعيش في عصور الحكم الفردي المطلق تحت قيادة الجنرالات الرومان تعاني من خلل فشلت فيه الحكومة الرومانية من التعامل معه ، فقد كانت تلك البلاد لا تزال تحت تأثير الحاكم الاوحد المطاع و ضعف التمويلات و الامدادات للجنرالات و الجيوش التي فتحت هذه البلدان بسبب الألعاب و المصالح السياسية التي كانت تحكم العائلات المتسيسة في مجلس الشيوخ جعلت هؤلاء الجنرالات يلجؤون إلى تثبيت أنفسهم و اظهارهم أمام سكان تلك البلدان كحكام فعليين يحكمون باسم الامبراطورية لجباية ما يريدون في سبيل حفظ الجيوش و الممتلكات مما ولد طائفة من المستفيدين أو كما يُحب أن يسمهيم البعض ( البطانة ) السيئة في الدولة .
هذا البروز للجنرالات جعل مجلس الشيوخ يبتعد عن تدعيم الجيوش تاركا إياها لقوادها ، و بدلا من ذلك بدأ أعضاء المجلس في الدخول بلعبة التحالفات مع الأقطاب ' الكبرى ' في المؤسسة العسكرية ، حيث بدأ شراء الولاءات و الصفقات و التحالفات القائمة على الأفكار و المبادئ و لكن بشكل أكبر ( المصالح ) .
بدأت العنصرية تمزق الامبراطورية الرومانية فمجلس الشيوخ نتيجة عداءه مع ' بومبي ' الذي لم يفوضه لغزو الشام ، رفض الاعتراف بمواطنية أهل سوريا ضمن الجمهورية الرومانية كما أن المجلس رفضا اعطاء أي حقوق للمواطنين اللاتين كما رفض مساواتهم بالمواطنين الرومان ، و وقف النبلاء بالتحالف مع أبنائهم في مجلس الشيوخ موقفا صلبا ضد هؤلاء ، كان ' ماريوس ' القائد الروماني منتخبا من طرف مجلس الشيوخ [ السيناتورات ] ليكون قائدًا في الحرب الأهلية النوميديين (سكان شمال إفريقيا) ضد أتباع بوغرطة و استمرت هذه الحرب طويلاً حتى أصاب الشعب الروماني الملل و الكلل نتيجة ضعف الدولة عن هزيمة هؤلاء و كنتيجة لتشرذم مجلس الشيوخ الذي وجد نفسه أمام ضرورة التجديد لـماريوس بطريقة غير شرعية حتى تنتهي هذه الحرب ، لأن الشعب قد اكتشف أن ملك النوميديين بوغرطة قد دفع رشاوى كبيرة لأعضاء مجلس الشيوخ حتى يتخلص من العقوبة ضده و يخرج من هذه الحرب سالمًا .
يتبعـــ .....
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
يحدثنا التاريخ عن حادثة مدفونة في التاريخ القديم قبل ميلاد المسيح عليه السلام ، عن دولة كانت جمهورية في زمن لم تعرف فيه الدويلات سوى أحكام العشائر و تقاليد القبائل ، يحدثنا عن مكان اسمه " كوريا جوليا " اجتمع فيه نخبة الشعب الروماني و قرروا أن تكون السلطة بالإنتخاب بعد اسقاط الملكية ، ليكتب التاريخ في صفحاته عن امبراطورية و لكن ديمقراطية .
بسطت الامبراطورية الرومانية سلطتها على بلاد أوروبا و توسعت نحو آسيا في واحدة من أكبر الرقع التي شملتها طوال تاريخها ، و رغم ذلك كانت هذه الامبراطورية تقاد من مجلس الشيوخ في روما الإيطالية ، هؤلاء الشيوخ كانوا يصلون للكوريا جوليا بالإنتخاب من قِبل الشعب الروماني في نظام بديع لم يسمح لأحد فيه بالبروز أبدًا ، فقد كان الحكم مشتركًا بين المنتخبين لا يعترف بسلطة أحد على آخر خارج الحدود المتعارف عليها .
وفرت هذه القيادة لهذه الامبراطورية جوًا جعل من بعض العائلات ترى في مجلس الشيوخ حقًا مكتسبا لها فهي تتوارث الكراسي فيه اعتمادا على ارثها السياسي و المالي و الاجتماعي ، و ساهمت الوفرة الاقتصادية التي شهدتها روما بسبب التوسع الكبير في الفتوحات العسكرية الناجحة في بلاد الغال و اليونان و آسيا و غيرها في رفع المستوى المعيشي للرومان بدرجة كبيرة حتى تحولت روما لقبلة الأرض وقتها ، و من هنا بدأت الحكاية .
كانت الفتوحات التي تحدث لبلدان تعيش في عصور الحكم الفردي المطلق تحت قيادة الجنرالات الرومان تعاني من خلل فشلت فيه الحكومة الرومانية من التعامل معه ، فقد كانت تلك البلاد لا تزال تحت تأثير الحاكم الاوحد المطاع و ضعف التمويلات و الامدادات للجنرالات و الجيوش التي فتحت هذه البلدان بسبب الألعاب و المصالح السياسية التي كانت تحكم العائلات المتسيسة في مجلس الشيوخ جعلت هؤلاء الجنرالات يلجؤون إلى تثبيت أنفسهم و اظهارهم أمام سكان تلك البلدان كحكام فعليين يحكمون باسم الامبراطورية لجباية ما يريدون في سبيل حفظ الجيوش و الممتلكات مما ولد طائفة من المستفيدين أو كما يُحب أن يسمهيم البعض ( البطانة ) السيئة في الدولة .
هذا البروز للجنرالات جعل مجلس الشيوخ يبتعد عن تدعيم الجيوش تاركا إياها لقوادها ، و بدلا من ذلك بدأ أعضاء المجلس في الدخول بلعبة التحالفات مع الأقطاب ' الكبرى ' في المؤسسة العسكرية ، حيث بدأ شراء الولاءات و الصفقات و التحالفات القائمة على الأفكار و المبادئ و لكن بشكل أكبر ( المصالح ) .
بدأت العنصرية تمزق الامبراطورية الرومانية فمجلس الشيوخ نتيجة عداءه مع ' بومبي ' الذي لم يفوضه لغزو الشام ، رفض الاعتراف بمواطنية أهل سوريا ضمن الجمهورية الرومانية كما أن المجلس رفضا اعطاء أي حقوق للمواطنين اللاتين كما رفض مساواتهم بالمواطنين الرومان ، و وقف النبلاء بالتحالف مع أبنائهم في مجلس الشيوخ موقفا صلبا ضد هؤلاء ، كان ' ماريوس ' القائد الروماني منتخبا من طرف مجلس الشيوخ [ السيناتورات ] ليكون قائدًا في الحرب الأهلية النوميديين (سكان شمال إفريقيا) ضد أتباع بوغرطة و استمرت هذه الحرب طويلاً حتى أصاب الشعب الروماني الملل و الكلل نتيجة ضعف الدولة عن هزيمة هؤلاء و كنتيجة لتشرذم مجلس الشيوخ الذي وجد نفسه أمام ضرورة التجديد لـماريوس بطريقة غير شرعية حتى تنتهي هذه الحرب ، لأن الشعب قد اكتشف أن ملك النوميديين بوغرطة قد دفع رشاوى كبيرة لأعضاء مجلس الشيوخ حتى يتخلص من العقوبة ضده و يخرج من هذه الحرب سالمًا .
يتبعـــ .....
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق