الخميس، 26 مايو 2016

تجارة الرقيق عند العرب

تجارة الرقيق عند العرب


تجارة الرقيق كانت نوعا من ممارسة العبودية في غرب آسيا، شمال أفريقيا، شرق أفريقيا، وبعض الأجزاء من أوروبا (مثل صقلية وإيبيريا) أثناء فترة السيطرة من جانب القادة العرب. لقد شملت هذه التجارة معظم الأجزاء في شمال وشرق أفريقيا وحتى الشعوب في منطقة الشرق الأوسط (العرب والبربر) إلخ. وكذلك فإن تجارة الرقيق ليست مقصورة على شعب معين اللون أو العرق أو الدين. خلال القرن الثامن والتاسع فإن معظم الرقيق كانوا من دول أوروبا الشرقية وأيضا من الشعوب السلافية (ويسمون صقالبة)، وحتى من شعوب المناطق القريبة كمنطقة البحر الأبيض المتوسط، والفرس، والأتراك، وغيرها من هذه الشعوب المجاورة لمنطقة الشرق الأوسط، أيضا شعوب القوقاز من المناطق الجبليه (مثل جورجيا وأرمينيا) وأجزاء من آسيا الوسطى، والأمازيغ، وشعوب أخرى من أصول متنوعة كالأفارقة. في وقت لاحق، وتحديدا في القرن الثامن عشر والتاسع عشر، توافد العبيد بأعداد متزايدة من شرق أفريقيا.
قد قدر بعض المؤرخين أن هناك ما يتراوح بين 11 أو 18 مليون من الرقيق الأفارقة السود قد عبروا البحر الأحمر، المحيط الهندي، والصحراء الكبرى منذ عام 650 بعد الميلاد وحتى العام 1900 من الميلاد، أو ما يتراوح بين 9,4 إلى 14 مليون أفريقي إلى الأمريكتين بغرض تجارة الرقيق الأطلسية (Atlantic slave trade).
بالأساس كانت تجارة الرقيق في القرون الوسطى في أوروبا، وبشكل رئيسي في الشرق والجنوب، الإمبراطورية البيزنطية والعالم الإسلامي كانتا المكان المقصود لهذه التجارة، وثنية أوروبا الوسطى والشرقية كانتا مصدرا هاما، لقد قامت الكنسية الكاثوليكية الرومانية مرارا وتكرارا في القرون الوسطى بمنع وحضر أو على الأقل تصدير الرقيق المسحيين إلى الأراضي غير المسيحية، على سبيل المثال، مجلس كومبلز (Council of Koblenz) في عام 922 للميلاد، مجلس لندن (Council of London) في عام 1102 للميلاد، ومجلس آرما (Council of Armagh) في عام 1171 للميلاد. لقد كان التجار الفايكنك، العرب، الإغريق، واليهود (كانوا يسمون الرذنية "Radhanites") كانوا جميعا مشاركين في تجارة الرقيق خلال أوائل العصور الوسطى.
الغارات الدورية التي أرسلت من الأندلس، لعمل المناوشات للجانب المسيحي، ولإحضار الغنائم والرقيق، وفي غارة على لشبونة عام 1189 للميلاد، قامت الدولة الموحدية بقيادة الخليفة يعقوب المنصور بأخذ ما يقار 3000 أسير من النساء والأطفال، في حين قام حاكم قرطبة في هجوم لاحق على شلب في عام 1191 للميلاد وأخذ 3000 مسيحي كرقيق.
وفقا لما قال روبيرت ديفيد (Robert Davis)، فإن هناك ما يتراوح بين 1 مليون و 1،25 مليون أوروبي قد تم أسرهم من (Barbary pirates)، الذين كانوا تابعين للإمبراطورية العثمانية، وقد تم بيع الرقيق بين القرنين السادس عشر والتاسع عشر، وقد تم أسر هؤلاء الرقيق بالأساس في القرى الساحلية من إيطاليا، إسبانيا، والبرتغال، وأيضا من أماكن أبعد مثل فرنسا، انكلترا، هولندا، ايرلندا، ايسلندا وحتى أمريكا الشمالية. لقد كان تأثير هذه الهجمات مدمر جدا لدول كثيرة ومنها وفرنسا وانجلترا واسبانيا، لقد خسروا آلاف من السفن، وإمتدادات طويلة مِنْ السواحلِ الإسبانيةِ والإيطاليةِ تُرِكتْ تقريباً بالكامل مِن قِبل ساكنيها. إن غارة القراصنة أعاقت التسوية على طول الساحل حتى القرن التاسع عشر.
الحروب العثمانيه في أوروبا (Ottoman wars in Europe) وغارات التتار (Tatar raids)، قامت بجلب أعداد كبيرة من "الأوروبيين المسيحيين كرقيق" إلى العالم الشرقي.
تجارة الرقيق 'الشرقية' أَو 'العربية' تُدْعَى "تجارةَ الرقيق الإسلاميةَ" أحياناً، ولكن الأساس الديني لا يحبذ الاستعباد، لذا فإن التسمية تلك تكون خاطئه. (Patrick Manning).

 
يارب الموضوع يعجبكم


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق